عبدالناصرطاووس
12-30-2011, 12:34 PM
قرية العين
15\8\2005
ياقرية العين ياعيـــن القرى أبـداً = لي في ربوعك محبوبٌ يـواسـينـي
وردتُ نبعكِ و الأنهارُ جاريـــــة = خـريرها نغمٌ من صوتِ مشجـــونِ
فكنتِ بينَ جمال الطـلِّ من قمـــم = وفي عـيونٍ أحاطـــتْ بالبســــاتينِ
ومنْ عريبٍ أتــوا منْ كـلِّ باديــة = شُــمُّ الأُنـوفِ رجــالٌ في المياديــنِ
وحولها من ربــوع الترك جمهرةٌ = عُــَّدت مـآثـرهم في المـُرِّ والــَّزينِ
كانوا المـدافعَ عنَّا حينَ مِحـــنتِنا = في ظلِّـهم حُفظــــتْ أركانُ ذا الدِّينِ
في كـــل ناحيـــةٍ عيـــنٌ مفجـــرة = بــإذن بارئِهـِـا ســَـالـتْ بمخــزُونِ
هــــذا الجمالُ عطـاءُ الربِّ باركـهُ = للنـاسِ مُـذْ قال: ها غيـرَ ممنـونِ
عيـــنُ الإماراتِ ما فاقتْ بِبهْرجِهَـا = عــيــنَ الجزيــــرةِ إلاّ بالملا ييـــنِ
على رُباهَــا وبيــنَ الوادِ كــانَ لنــَا = أنشــودةٌ فتئت بالشــوقِ تُكويني
وفـــي جوانبـها أصـــداءُ شاديـــة = لما تزل في شعاب القـلب تغـويني
مُخضرةُ العيــــنِ ماعابهــا أنَّهــــا = بِلَحظِها تسـلـبُ الأنظارَ في العَـينِ
بِشعرِها صفــرةٌ غطـَّتْ ضَفائـِرها = والمبسمُ العذبُ يجْلو الهمَّ يسبيني
وفــــي لُماها عقيـــقٌ فـاقَ منظــرهُ = كـذا رشـاقُتها فاقَــتْ علـى العِـيـْنِ
كــــــأنَّ حاجبها قــــوسٌ موجهـــة = تسـبي الفـؤادَ وتـُدمـي دونَ سكينِ
ما شَابها أنَّها في الأصلِ عسجــدةٌ = ولا جبـلّتها صِـيغـَتْ مـــنَ الطِّــينِ
إني مشـوقٌ لذلك الغُصنِ من زمـنٍ = معلـــــقٌ بجــذورِ القـــومِ مُذْ حينِ
أحيـــا بها ولـــها روحــي أقدمهـــا = عطيــــة فخـذ يهـــا دون عربــونِ
مع كل يوم تغيبُ الشمسُ عنْ كـبدٍ = حــرّى فـمــا أفــلتْ إلا وتُؤْذِينــي
زادِ لظاها جِراحاً أتعَــــبتْ جَســداً = فكادَ منْ إِثـْرها يَضْحَـى بمجْنـونِ
صَبراً على مضضٍ قاساهُ مغـــرمُكِ = وما تصبَّره محبـوسٍ كَذِي النـُّونِ
واللــهُ منْ بعـــدهِ قـــاضٍ إرادتــهُ = فِـيَّ وأسـألُــهُ تحقيــقَ مَظْنــُوني
لـو تَعـلـمِـينَ بأهـاتي وحُــــرقـتهـا = كمْ ذا ألاقـي وباتَ الـنوْمَ يجْفُوني
ظمآن أُضْحي وأُمسيْ عَلَّ سقياً أرى = بينَ جـوانحِ مَـنْ أهْــواهُ ترْويني
يعْلُو فؤادي أسىً مُذْ هِمْتُ فيكِ وَمَا = يُشجيكِ من نصبِ ألفاهُ يُشْجِينِي
وإنْ تعـبْتُ وأضناني الهيام فـقـد = عَهِدْتُ شَخْصاً بأهْـل ٍمنه يَفْدِيني
شَخْصٌ يُذَكّـرُنيَ لوْ كَــانَ مُــقْتَدِراً = هَيهاتَ بالمالِ بالأكــوانِ يُقصيني
يالاصطباري فمنْ أهواهُ أشْـغَلنِي = بالـهـَجْرِ عَـلَّ كـتابٌ مِـنـهُ يَأتِيني
مهـلاً لعـلَّ الـذي بالوجــد أرَّقني = يحْــنُو علـيَّ بقـربٍ مـنهُ يُشفيني
أهْـوى اللقـاءَ وأسعى في تحقّقــهِ = إنْ عَزَّ جمعٌ فوجدُ الشوقِ يُدنيني
أو طــالَ نأيـــك فالأيـامُ كافـلـة = مَحْوَ الجفاءِ ومَسْـحَ الدَّمْعِ مِنْ عَيني
أو جَنَّ ليلٌ عدَدْتُ النجمَ من كمـدٍ = وبـتُّ فيــه أرى بــدري كعُرجُـونِ
أوهبّ ريحُ الصَّبا من غربِ حَارَتِنَاْ = وجَـدْتُ منه هبـوباً فِـي شَراييني
فجدَّدَ الشوقَ بعــــدٌ كنتُ أحْسَبـُهُ = هـَـمَّاً ولكـــنـَّــهُ أذْكـى بـَرا كِيني
ومـا تمـنَّيْتُ لقـيّاً غـيرَ قــربهـمِ = لكنْمَـا الدّهْرُ بالإقصــاءِ يَرْمِـيني
هــذا العذابُ غدا أنســاً لغُربَتُـكِ = وَقَدْ غدا بلســـماً طــباً يُداوينــي
وليهنك فلـك الأعنـاق عاشــقـة = مدي يـديـك فما من خاطب دوني
يا رَبِّ هــيء لنا لقـياً لعلَّ بهــا = ما يشرحُ الصدرتُرضيها وتُرضيني
أدعوا لإله الذي أنشاك جوهــرة = أن تكتبي ذات يـوم فـي دواوينـي
15\8\2005
ياقرية العين ياعيـــن القرى أبـداً = لي في ربوعك محبوبٌ يـواسـينـي
وردتُ نبعكِ و الأنهارُ جاريـــــة = خـريرها نغمٌ من صوتِ مشجـــونِ
فكنتِ بينَ جمال الطـلِّ من قمـــم = وفي عـيونٍ أحاطـــتْ بالبســــاتينِ
ومنْ عريبٍ أتــوا منْ كـلِّ باديــة = شُــمُّ الأُنـوفِ رجــالٌ في المياديــنِ
وحولها من ربــوع الترك جمهرةٌ = عُــَّدت مـآثـرهم في المـُرِّ والــَّزينِ
كانوا المـدافعَ عنَّا حينَ مِحـــنتِنا = في ظلِّـهم حُفظــــتْ أركانُ ذا الدِّينِ
في كـــل ناحيـــةٍ عيـــنٌ مفجـــرة = بــإذن بارئِهـِـا ســَـالـتْ بمخــزُونِ
هــــذا الجمالُ عطـاءُ الربِّ باركـهُ = للنـاسِ مُـذْ قال: ها غيـرَ ممنـونِ
عيـــنُ الإماراتِ ما فاقتْ بِبهْرجِهَـا = عــيــنَ الجزيــــرةِ إلاّ بالملا ييـــنِ
على رُباهَــا وبيــنَ الوادِ كــانَ لنــَا = أنشــودةٌ فتئت بالشــوقِ تُكويني
وفـــي جوانبـها أصـــداءُ شاديـــة = لما تزل في شعاب القـلب تغـويني
مُخضرةُ العيــــنِ ماعابهــا أنَّهــــا = بِلَحظِها تسـلـبُ الأنظارَ في العَـينِ
بِشعرِها صفــرةٌ غطـَّتْ ضَفائـِرها = والمبسمُ العذبُ يجْلو الهمَّ يسبيني
وفــــي لُماها عقيـــقٌ فـاقَ منظــرهُ = كـذا رشـاقُتها فاقَــتْ علـى العِـيـْنِ
كــــــأنَّ حاجبها قــــوسٌ موجهـــة = تسـبي الفـؤادَ وتـُدمـي دونَ سكينِ
ما شَابها أنَّها في الأصلِ عسجــدةٌ = ولا جبـلّتها صِـيغـَتْ مـــنَ الطِّــينِ
إني مشـوقٌ لذلك الغُصنِ من زمـنٍ = معلـــــقٌ بجــذورِ القـــومِ مُذْ حينِ
أحيـــا بها ولـــها روحــي أقدمهـــا = عطيــــة فخـذ يهـــا دون عربــونِ
مع كل يوم تغيبُ الشمسُ عنْ كـبدٍ = حــرّى فـمــا أفــلتْ إلا وتُؤْذِينــي
زادِ لظاها جِراحاً أتعَــــبتْ جَســداً = فكادَ منْ إِثـْرها يَضْحَـى بمجْنـونِ
صَبراً على مضضٍ قاساهُ مغـــرمُكِ = وما تصبَّره محبـوسٍ كَذِي النـُّونِ
واللــهُ منْ بعـــدهِ قـــاضٍ إرادتــهُ = فِـيَّ وأسـألُــهُ تحقيــقَ مَظْنــُوني
لـو تَعـلـمِـينَ بأهـاتي وحُــــرقـتهـا = كمْ ذا ألاقـي وباتَ الـنوْمَ يجْفُوني
ظمآن أُضْحي وأُمسيْ عَلَّ سقياً أرى = بينَ جـوانحِ مَـنْ أهْــواهُ ترْويني
يعْلُو فؤادي أسىً مُذْ هِمْتُ فيكِ وَمَا = يُشجيكِ من نصبِ ألفاهُ يُشْجِينِي
وإنْ تعـبْتُ وأضناني الهيام فـقـد = عَهِدْتُ شَخْصاً بأهْـل ٍمنه يَفْدِيني
شَخْصٌ يُذَكّـرُنيَ لوْ كَــانَ مُــقْتَدِراً = هَيهاتَ بالمالِ بالأكــوانِ يُقصيني
يالاصطباري فمنْ أهواهُ أشْـغَلنِي = بالـهـَجْرِ عَـلَّ كـتابٌ مِـنـهُ يَأتِيني
مهـلاً لعـلَّ الـذي بالوجــد أرَّقني = يحْــنُو علـيَّ بقـربٍ مـنهُ يُشفيني
أهْـوى اللقـاءَ وأسعى في تحقّقــهِ = إنْ عَزَّ جمعٌ فوجدُ الشوقِ يُدنيني
أو طــالَ نأيـــك فالأيـامُ كافـلـة = مَحْوَ الجفاءِ ومَسْـحَ الدَّمْعِ مِنْ عَيني
أو جَنَّ ليلٌ عدَدْتُ النجمَ من كمـدٍ = وبـتُّ فيــه أرى بــدري كعُرجُـونِ
أوهبّ ريحُ الصَّبا من غربِ حَارَتِنَاْ = وجَـدْتُ منه هبـوباً فِـي شَراييني
فجدَّدَ الشوقَ بعــــدٌ كنتُ أحْسَبـُهُ = هـَـمَّاً ولكـــنـَّــهُ أذْكـى بـَرا كِيني
ومـا تمـنَّيْتُ لقـيّاً غـيرَ قــربهـمِ = لكنْمَـا الدّهْرُ بالإقصــاءِ يَرْمِـيني
هــذا العذابُ غدا أنســاً لغُربَتُـكِ = وَقَدْ غدا بلســـماً طــباً يُداوينــي
وليهنك فلـك الأعنـاق عاشــقـة = مدي يـديـك فما من خاطب دوني
يا رَبِّ هــيء لنا لقـياً لعلَّ بهــا = ما يشرحُ الصدرتُرضيها وتُرضيني
أدعوا لإله الذي أنشاك جوهــرة = أن تكتبي ذات يـوم فـي دواوينـي