عبد اللطيف غسري
02-15-2012, 08:05 PM
المأتمُ الفلسطيني (أسرودة شعرية)
للشاعر عبد اللطيف غسري
فلسطينُ يا عُنفوَانَ الشجَنْ
ويا هَيْلمانَ الأسَى في البدَنْ
ويا وهجًا في الحنايا مُضيئا
يُراوغُ فيهَا شُحوبَ الزمَنْ
أما زال أفْقُكِ صِنْوََ الظلامِ؟
بِماذا يُضيءُ غدًا.. أو بِمَنْ؟
أما زال أهلُك في غُرْبَةٍ
يتيهونَ فوق كثيبِ الحَزَنْ
أما زال طفلُك يمشي وحيدًا
ويَبْحثُ مسْتوْحِشًا عنْ وطنْ
ويَحْسَبُ أن رياحَ الإباءِ
سَتجْتاحُ بَغدادَ حتى عَدَنْ
لِتسِْتأصِلَ الداءَ مِنْ جِذرِهِ
وتغْسِلَ بَعضَ دَمٍ مِنْ دَرَنْ
لِتْصْفُوَ أرْواحُنا مِنْ خمولٍ
وتخْلُصَ أبْدانُنا مِنْ وَهَنْ
بكلّ المزادات باعوكِ لكِنْ
بِأبْخَسِ ما أمِلُوا مِنْ ثَمَنْ
بأيديهمُ قطّعُوك وألْقوْا
بِطُهْرِكِ - يا جُرحَنا- لِلعَفَنْ
وفي طبَق الصبح قدْ قدَّموكِ
على نَمَطٍ واهِنٍ مُمْتهَنْ
لِكلّ لقيطٍ شريدٍ طريدٍ
يَحُث الخُطا باحِثًا عنْ سَكنْ
وفي غير ما مرَّةٍ قتلوكِ
ولفُّوك بينَ لَفِيفِ الكفَنْ
وصلّوْا عليك بغير وضوءٍ
كأن صَلاتهُمُ لِلْوثَنْ
أقامُوا سُرادِقَ يوْمِ العزاءِ
بذلِكَ أمْلَتْ جَميعُ السُّنََنْ
وجاء المُعَزُّون من كُلِّ حَدْبٍ
عظيمي البُطونِ عَدِيمِي الفِطَنْ
وقامَ الخطيبُ وزيفُ الكلام
يُغادرُ فاهُ جَليَّ النتَنْ
وجاءوا بمطربة الحيِّ "لُولا"
وبالراقِصاتِ ذواتِ الفِتَنْ
وأحْيَوْا مراسيمَهُمْ كلَّها
على القبرِ بالخمر لا باللبَنْ
أخي هل تشِيخُ الجِمال؟ لقدْ
تضَوَّعَ مَرْبَضُها بالعَطَنْ
المغرب
يناير 2009
للشاعر عبد اللطيف غسري
فلسطينُ يا عُنفوَانَ الشجَنْ
ويا هَيْلمانَ الأسَى في البدَنْ
ويا وهجًا في الحنايا مُضيئا
يُراوغُ فيهَا شُحوبَ الزمَنْ
أما زال أفْقُكِ صِنْوََ الظلامِ؟
بِماذا يُضيءُ غدًا.. أو بِمَنْ؟
أما زال أهلُك في غُرْبَةٍ
يتيهونَ فوق كثيبِ الحَزَنْ
أما زال طفلُك يمشي وحيدًا
ويَبْحثُ مسْتوْحِشًا عنْ وطنْ
ويَحْسَبُ أن رياحَ الإباءِ
سَتجْتاحُ بَغدادَ حتى عَدَنْ
لِتسِْتأصِلَ الداءَ مِنْ جِذرِهِ
وتغْسِلَ بَعضَ دَمٍ مِنْ دَرَنْ
لِتْصْفُوَ أرْواحُنا مِنْ خمولٍ
وتخْلُصَ أبْدانُنا مِنْ وَهَنْ
بكلّ المزادات باعوكِ لكِنْ
بِأبْخَسِ ما أمِلُوا مِنْ ثَمَنْ
بأيديهمُ قطّعُوك وألْقوْا
بِطُهْرِكِ - يا جُرحَنا- لِلعَفَنْ
وفي طبَق الصبح قدْ قدَّموكِ
على نَمَطٍ واهِنٍ مُمْتهَنْ
لِكلّ لقيطٍ شريدٍ طريدٍ
يَحُث الخُطا باحِثًا عنْ سَكنْ
وفي غير ما مرَّةٍ قتلوكِ
ولفُّوك بينَ لَفِيفِ الكفَنْ
وصلّوْا عليك بغير وضوءٍ
كأن صَلاتهُمُ لِلْوثَنْ
أقامُوا سُرادِقَ يوْمِ العزاءِ
بذلِكَ أمْلَتْ جَميعُ السُّنََنْ
وجاء المُعَزُّون من كُلِّ حَدْبٍ
عظيمي البُطونِ عَدِيمِي الفِطَنْ
وقامَ الخطيبُ وزيفُ الكلام
يُغادرُ فاهُ جَليَّ النتَنْ
وجاءوا بمطربة الحيِّ "لُولا"
وبالراقِصاتِ ذواتِ الفِتَنْ
وأحْيَوْا مراسيمَهُمْ كلَّها
على القبرِ بالخمر لا باللبَنْ
أخي هل تشِيخُ الجِمال؟ لقدْ
تضَوَّعَ مَرْبَضُها بالعَطَنْ
المغرب
يناير 2009