رمزت ابراهيم عليا
03-03-2012, 09:32 PM
أماه لا زلت أبكيك
ماذا أقول ؟ وانا أنتظر اقتراب الموعد الذي يأتيني كل عام فيقذفني في الماضي البعيد ، ويرسل حرفي الممزق بفعل رياح الزمن المعتوه ، في كل عام أجلس منفردا محاورا عمق النفس المتمردة ، وأسرح في متاهات الذاكرة المتمرغة على عتبات الماضي
تتأوه ، تحن ، تئن ، تتوجع ، ذاكرتي التي أتعبتني في زماني ومكاني وقيامي وقعودي
أرسم منها صورة اليد السمراء التي صفعتني يوما وفي الوقت الذي ارتسمت بسمة انحصر فيها ما الأرض من حنان ، اليد المعروقة التي كدّت وتعبت ... صفعتني على خدي وحينما نظرت بعينيها انتشت روحي وهي تقول : اذهب إلى الحقل معي لنجني بعض الزرع
مشيت ساكتا أختلس النظرات إلى لفحة الشمس على خدها ،وإلى نشاطها في مشيتها رغم أن السنين رسمت التجاعيد في تينك الخدين ، أحبها ، وتحسست مكان صفعتها وضحكت ، وحاولت أن أداعبها : لا زال كفك قويا يا أم محمد !
ضحكت وقالت : إذا لم تسمع الكلام سوف تنال كثيرا منه ، وفي ضحكة خبيثة طأطأت راسي أمامها وقلت : ما أحلاك وأنت تصفيعين رقبتي ! هيا اصفعيني ..... انكبت علي تقبلني
وفي كل عام تأخذني هذه الذاكرة المتعبة لأمرّ على قبرها وأوصي طيور السنونو في فصل الربيع أن تزقزق قائلة : في غربته بكى ... في فراقك بكى ... كان يتمنى أن يلمس خدك قبل أن تفارقيه ويفارقك وسوف ترد على الطيور قائلة : قولي له الرجال لا يبكون فترد الطيور عليها ولكنه / رمزت / وما فيها من حنان وحب يبكيك يا أمه ولا يزال يتذكر وهي مغترب عنك وأنت في غرغرة الموت : /لا تخبروا أبا أغيد بيزعل كتير/ نعم يا أمي نعم صدقت فالجرح يتجدد كل عام والألم يكويني
وأوصي نسمات الطبيعة أن تمر بحنان على صفائح قبرها حتى لا تزعج نومتها الأبدية ... أن تمربحنان شديد فقد كانت هي كذلك تملك من الحنان ما يكفي لجيل كامل ، وأوصي القمر وهو بدر أن يلامس تراب ذلك القبر الذي انحيت يوما الثم ترابه
تحلق روحي في فضاءات بعيدة واكون طوال يوم عيدك أردد / ست الحبايب يا حبيبة يا أغلى من روحي ودمي / /
لا تعتبوا على رجل عركته الأيام أن يبكي في يوم ما من أيام السنة سموه عيد الأم ...نعم أبكي وابكي وأناجيها وأهدهدها ، وأتخيلها قربي تهمس لي وأهمس لها وأقول : يا أمي حفداؤك الذين أحببتهم لا زالوا يذكرونك ولا بد أن نزرع باقة من سنابل القمح التي كنت تحبينها على قبرك
أمي أنت النبراس الذي يقودني طوال عمري
ماذا أقول ؟ وانا أنتظر اقتراب الموعد الذي يأتيني كل عام فيقذفني في الماضي البعيد ، ويرسل حرفي الممزق بفعل رياح الزمن المعتوه ، في كل عام أجلس منفردا محاورا عمق النفس المتمردة ، وأسرح في متاهات الذاكرة المتمرغة على عتبات الماضي
تتأوه ، تحن ، تئن ، تتوجع ، ذاكرتي التي أتعبتني في زماني ومكاني وقيامي وقعودي
أرسم منها صورة اليد السمراء التي صفعتني يوما وفي الوقت الذي ارتسمت بسمة انحصر فيها ما الأرض من حنان ، اليد المعروقة التي كدّت وتعبت ... صفعتني على خدي وحينما نظرت بعينيها انتشت روحي وهي تقول : اذهب إلى الحقل معي لنجني بعض الزرع
مشيت ساكتا أختلس النظرات إلى لفحة الشمس على خدها ،وإلى نشاطها في مشيتها رغم أن السنين رسمت التجاعيد في تينك الخدين ، أحبها ، وتحسست مكان صفعتها وضحكت ، وحاولت أن أداعبها : لا زال كفك قويا يا أم محمد !
ضحكت وقالت : إذا لم تسمع الكلام سوف تنال كثيرا منه ، وفي ضحكة خبيثة طأطأت راسي أمامها وقلت : ما أحلاك وأنت تصفيعين رقبتي ! هيا اصفعيني ..... انكبت علي تقبلني
وفي كل عام تأخذني هذه الذاكرة المتعبة لأمرّ على قبرها وأوصي طيور السنونو في فصل الربيع أن تزقزق قائلة : في غربته بكى ... في فراقك بكى ... كان يتمنى أن يلمس خدك قبل أن تفارقيه ويفارقك وسوف ترد على الطيور قائلة : قولي له الرجال لا يبكون فترد الطيور عليها ولكنه / رمزت / وما فيها من حنان وحب يبكيك يا أمه ولا يزال يتذكر وهي مغترب عنك وأنت في غرغرة الموت : /لا تخبروا أبا أغيد بيزعل كتير/ نعم يا أمي نعم صدقت فالجرح يتجدد كل عام والألم يكويني
وأوصي نسمات الطبيعة أن تمر بحنان على صفائح قبرها حتى لا تزعج نومتها الأبدية ... أن تمربحنان شديد فقد كانت هي كذلك تملك من الحنان ما يكفي لجيل كامل ، وأوصي القمر وهو بدر أن يلامس تراب ذلك القبر الذي انحيت يوما الثم ترابه
تحلق روحي في فضاءات بعيدة واكون طوال يوم عيدك أردد / ست الحبايب يا حبيبة يا أغلى من روحي ودمي / /
لا تعتبوا على رجل عركته الأيام أن يبكي في يوم ما من أيام السنة سموه عيد الأم ...نعم أبكي وابكي وأناجيها وأهدهدها ، وأتخيلها قربي تهمس لي وأهمس لها وأقول : يا أمي حفداؤك الذين أحببتهم لا زالوا يذكرونك ولا بد أن نزرع باقة من سنابل القمح التي كنت تحبينها على قبرك
أمي أنت النبراس الذي يقودني طوال عمري