عبد اللطيف غسري
06-20-2012, 05:17 PM
سَفرٌ في أجْنحةِ الآهات
عبد اللطيف غسري
يا طيبَ أمْسِيَةٍ ببيْتِ تَلاقِ = أزْجَيْتُها بِصَبابةِ المُشتاق
بِدعابةٍ فوقَ الشفاهِ مَسِيلُها = وتذلل الأحداقِ للأحداقِِ
جاءتْ يَتُوهُ الوقتُ في خُطُواتِها = فيَميلُ بَعْدَ غِنًى إلى الإمْلاقِ
ويَكادُ يُوقِعُها الحياءُ أسِيرةً = أبدِيَّةً للصمتِ والإطراقِِ
عانقتُها وغزَلْتُ من أنفاسها = أنشودةً لفؤادِيَ الخفَّاقِ
وقطفْتُ لوْزًا يانعًا مِن ثغرها = وسَقَيْتُهُ بغمامةِ الأشواقِ
أشْفقْتُ مِن وَهجي على أجفانها = كيْما يَرقَّ لدمعها الرَّقراقِ
ورجعْتُ أذْكِي جمرَهُ، لكأنني = - من صَبْوَتي – أشْفقْتُ من إشفاقي
طفِقَتْ تُسافرُ في جَنَاحَيْ آهَتِي: = نَزَقِي وَرقَّةِ عِشْقيَ الخَلَّاقِ
تَنْأَى بفيْضِ الشوْقِ عني بُرْهةً = وتعودُ لي مُشتاقةً لعناقي
لا تنْثنِي إلا دَنَتْ فكأنها = لمشاعري مَشدودةٌ بوَثاقِ
حدَّثتُها أنْ كُلُّ هَفْهفةٍ لها = في الروحِ تعْدِلُ لوْحةً بروَاقِ
كُلُّ انْبجاسٍ للرضا بجبينها = يحيا الفؤادُ بشَهْدِهِ المُهْراقِ
كُلُّ اشْتعالٍ في حنايا القلبِ من = همساتِها يسْعَى إلى الإحْراقِ
والعمرُ يَجْري في مَمَرَّاتِ الهوى = كجَوَادِ سَبْقٍ في مَدَار سِبَاقِ
لم يَدْنُ من شَجَنِ اللقاء بلحظةٍ = إلا تَأجَّجَ مِنْ لهيبِ فراقِ
أنَّى لِهذا الليلِ مِنِ إشراقةٍ = أنَّى لِهذا الهَمِّ مِنْ تِرْيَاقِ
قالتْ لَأنْتَ العُمرُ في صَبَواتِه = وتجَلِّيَاتِ صَفائِه البَرَّاق
إنِّّي إليكَ هَدِيةٌ وَرْدِيَّةٌ = آتِيكَ في عبَقي منَ الأعماقِ
من غَوْرِ عاطفةٍ لنا وَثَّابَةٍ = لمْ يَبْلُها أحدٌ على الإطلاقِ
من مجموعتي الشعرية..
عبد اللطيف غسري
يا طيبَ أمْسِيَةٍ ببيْتِ تَلاقِ = أزْجَيْتُها بِصَبابةِ المُشتاق
بِدعابةٍ فوقَ الشفاهِ مَسِيلُها = وتذلل الأحداقِ للأحداقِِ
جاءتْ يَتُوهُ الوقتُ في خُطُواتِها = فيَميلُ بَعْدَ غِنًى إلى الإمْلاقِ
ويَكادُ يُوقِعُها الحياءُ أسِيرةً = أبدِيَّةً للصمتِ والإطراقِِ
عانقتُها وغزَلْتُ من أنفاسها = أنشودةً لفؤادِيَ الخفَّاقِ
وقطفْتُ لوْزًا يانعًا مِن ثغرها = وسَقَيْتُهُ بغمامةِ الأشواقِ
أشْفقْتُ مِن وَهجي على أجفانها = كيْما يَرقَّ لدمعها الرَّقراقِ
ورجعْتُ أذْكِي جمرَهُ، لكأنني = - من صَبْوَتي – أشْفقْتُ من إشفاقي
طفِقَتْ تُسافرُ في جَنَاحَيْ آهَتِي: = نَزَقِي وَرقَّةِ عِشْقيَ الخَلَّاقِ
تَنْأَى بفيْضِ الشوْقِ عني بُرْهةً = وتعودُ لي مُشتاقةً لعناقي
لا تنْثنِي إلا دَنَتْ فكأنها = لمشاعري مَشدودةٌ بوَثاقِ
حدَّثتُها أنْ كُلُّ هَفْهفةٍ لها = في الروحِ تعْدِلُ لوْحةً بروَاقِ
كُلُّ انْبجاسٍ للرضا بجبينها = يحيا الفؤادُ بشَهْدِهِ المُهْراقِ
كُلُّ اشْتعالٍ في حنايا القلبِ من = همساتِها يسْعَى إلى الإحْراقِ
والعمرُ يَجْري في مَمَرَّاتِ الهوى = كجَوَادِ سَبْقٍ في مَدَار سِبَاقِ
لم يَدْنُ من شَجَنِ اللقاء بلحظةٍ = إلا تَأجَّجَ مِنْ لهيبِ فراقِ
أنَّى لِهذا الليلِ مِنِ إشراقةٍ = أنَّى لِهذا الهَمِّ مِنْ تِرْيَاقِ
قالتْ لَأنْتَ العُمرُ في صَبَواتِه = وتجَلِّيَاتِ صَفائِه البَرَّاق
إنِّّي إليكَ هَدِيةٌ وَرْدِيَّةٌ = آتِيكَ في عبَقي منَ الأعماقِ
من غَوْرِ عاطفةٍ لنا وَثَّابَةٍ = لمْ يَبْلُها أحدٌ على الإطلاقِ
من مجموعتي الشعرية..