المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سفر السفرجل (41)


الوليد دويكات
08-29-2012, 09:25 PM
سفر السفرجل (41)



كان الكلام ُ نعمة ً في تلك الليلة ِ بالذات ، تماما كالأشجار والزهور ..
فالشوق في ليلة كهذه لا يأتي بالتقسيط ، بل تراه كمياه متدفقة من شلالات ٍ
تجرفك إلى مناطق تجهلها من الأودية والمنحدرات .
وكنا معا ، نلهث ُ خلف َ مفرداتنا ، نرسم تعلقنا ببعضنا البعض ، ونشم رائحة
العشق ِ التي تفوح في كل حرف وكلمة ...
ها أنت ِ تحررت ِ من ذاكرتك المتعبة ، وخرجت من عباءة الخوف والقلق ..
واستطعت ِ أن تكوني أنت ..تقتربين أكثر من روحك ، تنطلقين في براري
رغبتك دون قيد ، تغادرين دوائر خوفك ، وتنطلقين كغزالة ..
اليوم وأنا أستعرضُ تلك الليلة ، أجدها لغزارتها ودهشتها ، كأنها أطول مما
كانت ْ ، رغم أنها بلغة الوقت مرّت كبرهة ...كوميض برق في ليلة ماطرة ..
أي ّ صدفة تلك َ التي حملتني إليك ، أو حملتك لي ، أو حملتنا لبعضنا ، ربما
أنت تلك الأنثى التي رأيت ُ خيالها وأنا أقوم بالتنقيب في ذاكرتي ، فوجدتني
أبحثُ عنك قبل لقائنا بزمن طويل ، طريقتك في التفكير ، تفردك في رسم ضحكة
تثير جنوني ، ملامح وجهك ، جمالك الفائر ، وطريقة نطقك للحروف والمفردات ،
براعتك في الإصغاء لي ، ما أجمل الأنثى حين تملك براعة الإصغاء !!
وتوحي لعاشقها ، بكل مفردات الإعجاب وهو يتكلم ، ما أجملها حين لا تشعر بالملل
وهي تتغزل فيه ، ولا تخجل في ترديد الكلمات التي يحبها ... وتمنحة مساحة واسعة
من تعلقها به ...كنت ِ أنت كذلك ، جميلة حد الدهشة ..
أطل ّ صباح ٌ أخر ...
وجاء نهار جديد ٌ بمشاغله وضجيجه ، أراه يباغتني ويسرق مني غصبا ، ليلة تمنيت ُ
لو نسي النهار البزوغ ، وتأخر ضوؤه كثيرا ، تمنيت ُ لو توقف َ الزمن ، وأجدني على
غير عادتي ، أتمرد على الوجه الفضولي للشمس ، وأحب أن يبقى الليل بعتمته ،
حتى أكتبك كما أريد ، ربما لأن حكايتنا رقيقة كالثلج أ أخاف من حرارة الشمس أن تذيبها
أو أننا كشريط فوتوغرافي مصور ، نخاف على الضوء أن يحرقه ...
فأنت ِ أنثى نبتت ْ في سراديبي السرية ، وفاتنة امتلكتها بحب سري ..أريد أن أغلق كل الأبواب
والنوافذ ، وأعتزل كل من حولي ، وأكتب عنك بعد أن أتخلص من كل الضجيج ...فلا أرى سواك
ولا أسمع غير صوتك ، رغم كل ذلك ، ما زلت ُ أتأمل تفاصيل ليلة نذرناها للجنون ...
وها أنا أترجمها بلغة مهذبة تليق بقدسية عشقي لك ، ونقاء حبك لي ، أكتبها بلغة رشيقة تتفق مع رغبتك في حبك للأشياء المهذبة ، ولطالما كنت ُ رجلا يحب الفوضى لينعم بالنظام ...ها أنا
أتمرد ُ على طبيعتي وسجيتي ، وأستعيد وقاري ، وأرتب ُ مشاعري وأنا أكتبك ، لأنني في النهاية
لا شيء يعنيني إلا أنت ... كم أحبك !

لسفر السفرجل ...محطات

الوليد


http://a4.sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc6/230928_200894493281580_100000830920805_491734_2862 222_n.jpg

علي خليل الشيخي
08-30-2012, 01:25 AM
غزلية جميلة أستاذ وليد...

سنقرؤها دائماً بمتعة آسره، ومحببة... وستبقى على الدوام تبنض نشوة في عروقنا المتوهجـــــــة...

الوليد دويكات
08-30-2012, 01:52 AM
غزلية جميلة أستاذ وليد...

سنقرؤها دائماً بمتعة آسره، ومحببة... وستبقى على الدوام تبنض نشوة في عروقنا المتوهجـــــــة...

الأستاذ / علي خليل

يسعدني حضورك واهتمامك في سفر السفرجل 41
هذه المحطات التي ما زالت مستمرة في النبع ...
يسعدني رأيك ..

لك التقدير والإحترام

الوليد

دوريس سمعان
08-30-2012, 07:25 PM
بعض النصوص تكون بلسما
حين تهمــس بشفافيـة وصـدق

وهنا تعطـرت الحروف بعبق الصـدق أولا
والانسيابيـة السلسة ثانيا
فجاءنا السرد كرسالة متكاملـة
مشبعـة بالوجد إلى أنثـاك

دمت .. بأنفاس الورد :1 (5): :1 (5):

دوريس سمعان
08-30-2012, 07:26 PM
ممكن أعلقها فووووق ؟؟؟

سولاف هلال
08-31-2012, 01:49 AM
جمال جديد تشرق شمسه في هذه المحطة
حب وعنفوان وظل عشق يتمدد هنا
الشاعر الوليد دويكات
نص يعزف على وتر الاحساس .. رقيق وصادق.. شفاف ومفعم بالحياة
لغة مزجت بين جمال التعبير وبراعة التصوير فبدا النص أشبه بصورة مرئية
تحياتي

الوليد دويكات
08-31-2012, 01:52 AM
فراشة النبع /

حسبت ُ أن ّ محطة سفر السفرجل (41 ) ستلقى مصير
العديد من المحطات ، والتي باتت عبئا على ذائقة العابرين ...
منهم من بات يكتفي بالمرور دون زرع وردة ، ومنهم من ينظر لها
خلسة من نافذة الزائرين ، ومنهم من يخشى الإقتراب منها ...



شكرا لأنك أعدت ِ لهذه المحطة وقارها
وزرعت وردة ...وغمرتها بتثبيتها ..

لك كل التحية والمودة
إلى لقاء في المحطة التالية بحول الله