عمر مصلح
09-07-2012, 03:21 PM
عودة الكومينداتور
ـــــــــــــــــــــــــــــــ عمر مصلح
ألرسم والكتابة فن واحد ، فالأديب يمكنه رسم النص ، والرسام يمكنه كتابة الشعر بلا صوت * كورسون
ويقول أرسطو : ألشعر والرسم نوعان من انواع المحاكاة ، يتمايزان في المادة التي يحاكيانها ، فأحدهما يتوسل باللون والظل ، والآخر يتوسل بالكلمة ، لكنهما يتفقان في طبيعة المحاكاة وطريقتها في التشكيل وتأثيرها على النفس.
وهنا أجد انمار رحمة الله ، قد رسم بالكلمة ، وكتب باللون .. مدركاً ماله وماعليه .. فأبهرني بإضاءاته ، وظلاله التي عتّمها بمهارة رائعة ، بلغة واضح انزياحها نحو الشعر ، وبانفعالية قصدية للتعبير عن الأحاسيس والمشاعر والمواقف العاطفية - لا أقصد العشقية - وتثويرها عند المتلقي.
رسم القاص لوحات مختلفة المواضيع والقضايا ، ومسك لجام المخيال بحنكة .. متنقلاً مابين القصة القصيرة ، والقصة القصيرة جداً , بينهما نوع من القص يتأرحج بين النوعين ، طاب له أن يطلق عليها ( قصص خطيرة جداً ) .. وهو نوع من اللعب على المفردة ، وإشارة إلى أنها تقع بين المنطقتين .. لكنها متماهية معهما بجميع الرؤى ، ومن حيث علاقة التوازي والتبادل والتفاعل ، ولا تختلف من حيث الأهمية.
وبرأيي أن كل ما نسجه هذا القاص هو مهم ، ويسهم بإغناء المشهد الأدبي المعاصر ....
فإذا راجعنا خواتيم نصوصه ، نجدها مبنية على عنصر الدهشة والإبهار ، وحتى إنْ تنازل عن ذلك فأنه يلجأ إلى القفشة
وفي كل الأحوال أنه يذوِّب الحدود الفاصلة بين المُدْرَك الحسي ، واللامرئي والميتا
وبرع تماماً باستدراجي إلى مجموعته بالكامل ، في ليلة واحدة .. وحين استُلَّ الليلُ من غمد الغَلَس ، شعرت بأن أنمار قد سرق مني الوقت ببسالة .. وحينها أدركت ما قصده الكبير محمد خضير بـ ( ساعات كالخيول ) ، حيث أنه واثق من مهارة أصدقائه بسرقة الزمن من القراء المنصهرين مع جسد النص الرصين ، المستوفي لشروط القص ( ألثيمة ، والحبكة ، والزمان ، والمكان ) ، وما يرافقها من مشكلة وعقدة وصراع وذروة وتطهير .. وبناء .. والعمل على أكثر من خط درامي.
وهنا أود أن أشير إلى أن رحمة الله حاذق بالتلاعب بخارطة النص ، فهو يبتدئ النص أحيانا من آخر نقطة / ألتطهير .. وفي أحيان أخرى يتناول العقدة فقط .. وبسِمات تصويرية تعبيرية ممتعة
ألمأخذ الوحيد على المجموعة - من وجهة نظري طبعاً - هو بساطة عناوين القصص .. فأنها عناوين قد تصلح لحكايا بسيطة ، لكنها لاتتوازى جمالياً مع نصوص رائعة كهذه .. حتى ساورني شك ، بأن العناوين موضوعة من قبل شخص آخر غير القاص.
وأخيراً ، وليس آخِراً .. أقول وبمسؤولية كبيرة .. أن أنمار رحمة الله قاص من طراز خاص ، وإسم مهم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ عمر مصلح
ألرسم والكتابة فن واحد ، فالأديب يمكنه رسم النص ، والرسام يمكنه كتابة الشعر بلا صوت * كورسون
ويقول أرسطو : ألشعر والرسم نوعان من انواع المحاكاة ، يتمايزان في المادة التي يحاكيانها ، فأحدهما يتوسل باللون والظل ، والآخر يتوسل بالكلمة ، لكنهما يتفقان في طبيعة المحاكاة وطريقتها في التشكيل وتأثيرها على النفس.
وهنا أجد انمار رحمة الله ، قد رسم بالكلمة ، وكتب باللون .. مدركاً ماله وماعليه .. فأبهرني بإضاءاته ، وظلاله التي عتّمها بمهارة رائعة ، بلغة واضح انزياحها نحو الشعر ، وبانفعالية قصدية للتعبير عن الأحاسيس والمشاعر والمواقف العاطفية - لا أقصد العشقية - وتثويرها عند المتلقي.
رسم القاص لوحات مختلفة المواضيع والقضايا ، ومسك لجام المخيال بحنكة .. متنقلاً مابين القصة القصيرة ، والقصة القصيرة جداً , بينهما نوع من القص يتأرحج بين النوعين ، طاب له أن يطلق عليها ( قصص خطيرة جداً ) .. وهو نوع من اللعب على المفردة ، وإشارة إلى أنها تقع بين المنطقتين .. لكنها متماهية معهما بجميع الرؤى ، ومن حيث علاقة التوازي والتبادل والتفاعل ، ولا تختلف من حيث الأهمية.
وبرأيي أن كل ما نسجه هذا القاص هو مهم ، ويسهم بإغناء المشهد الأدبي المعاصر ....
فإذا راجعنا خواتيم نصوصه ، نجدها مبنية على عنصر الدهشة والإبهار ، وحتى إنْ تنازل عن ذلك فأنه يلجأ إلى القفشة
وفي كل الأحوال أنه يذوِّب الحدود الفاصلة بين المُدْرَك الحسي ، واللامرئي والميتا
وبرع تماماً باستدراجي إلى مجموعته بالكامل ، في ليلة واحدة .. وحين استُلَّ الليلُ من غمد الغَلَس ، شعرت بأن أنمار قد سرق مني الوقت ببسالة .. وحينها أدركت ما قصده الكبير محمد خضير بـ ( ساعات كالخيول ) ، حيث أنه واثق من مهارة أصدقائه بسرقة الزمن من القراء المنصهرين مع جسد النص الرصين ، المستوفي لشروط القص ( ألثيمة ، والحبكة ، والزمان ، والمكان ) ، وما يرافقها من مشكلة وعقدة وصراع وذروة وتطهير .. وبناء .. والعمل على أكثر من خط درامي.
وهنا أود أن أشير إلى أن رحمة الله حاذق بالتلاعب بخارطة النص ، فهو يبتدئ النص أحيانا من آخر نقطة / ألتطهير .. وفي أحيان أخرى يتناول العقدة فقط .. وبسِمات تصويرية تعبيرية ممتعة
ألمأخذ الوحيد على المجموعة - من وجهة نظري طبعاً - هو بساطة عناوين القصص .. فأنها عناوين قد تصلح لحكايا بسيطة ، لكنها لاتتوازى جمالياً مع نصوص رائعة كهذه .. حتى ساورني شك ، بأن العناوين موضوعة من قبل شخص آخر غير القاص.
وأخيراً ، وليس آخِراً .. أقول وبمسؤولية كبيرة .. أن أنمار رحمة الله قاص من طراز خاص ، وإسم مهم.