فريد مسالمه
09-09-2012, 11:53 PM
قراءة لنص " كلمات نصف عارية "
بقلم : فريد مسالمة
أجدني .. متمردة
أتلاطم بين هضاب الغيم
أتشبث بذاتي..
أمام عاصفة هوجاء
تقتلعُربيعي وصيفي
تطفئ اشتعال جسدي
وأنا التي عاهدت نفسي
أن اقاوم الغضب ..
ليس أدل على هذا الجزء الأساس من النص المسكون بهاجس العذاب ونشوة الإنزياح من فعل القطيعة والاقتلاع
والإشتعال والخمود والعاصفة والربيع وما الى ذلك من تلك الصور الحية التي وردت فيه من ولوج الفكرة الى أبعاد غاية في التركيب والتعقيد والعقدة حيث ان الكاتبة كانت مباشرة هنا وتتحرك في اكثر من اتجاه جغرافيّ ومن خلال البناء المتعمد والمركب وحيث أنهذه التداخلات الحسية والبصرية والجغرافية تمنحنا تتضاعفات للمتعة والتأمل
فقد برعت كاتبتنا السفانة في تتويج النص بقاعدة اساس ترتكز عليها باقي متواليات النص. كوظيفة بنائية تمهيديةٍ في تتابعها وترابطها تستدرك ما بعده من فقرات لتربطها لتقودنا لفكرة مفادها"""الشعور بالضآلة والعزلة والغربة الشديدة.
ثم نتوجه للفقرة التي تلي هذا البناء القاعدة فتقول الكاتبة"
فـ كيف ذاك ..؟؟
ونار التفكير تشعلُ أكمام البوح
و الكلمات نصف عارية ..
وحيدة أجالس الألم
علىرصيف الجراح
النائبات تتجهُ نحوي
متسارعة الخطى
تغرس في الوجدان مخالبها بقسوة
هنا جاء الإندماج من حيث ترابط الفكرة وتماهيها مع روح النص السابق من حيث الوحدة والنأي والقسوة والتي عبرت عنه بالمخلب كأداة من أدواته الحتمية ثم الإندماج مرة أُخرى بالشعور بالظُلمة وكآبة المشهد والذي انعكس على المتلقي ليستشعر بذاته ومن خلال لغة تصنع من الفوضى نظام حيث ان هذا المقطع الوصفي التعبيري الناطق قد ربط الأحداث بوصفيةٍ كونيةٍ شفافة ومؤلمة بذات القدر يقف دليلاً على تصوير الأفاق النفسية وعوالمها الكامنة في دواخلها
ومن ثم ينقلنا الى حيث جموح الفكرة إذ تقول:
يد اليأس تقترب رويدا..
تلثم أزرار الصبر
تلوح بالسبابة محذرة ..
لم تعد تُجدي أزراركَ ..
و لهفتي لجسدكَ عارمة..
ومن هنا أقول"
لقد خلقت الكاتبة من خلال هذه النهاية المواربة على فتح المجال لاسترجاع حاضر النص وامتزج بالحذر واللهفة واليأس بما يضع الختم الكامل على تفاني الكاتبة بقيادة النص وبضمير المتكلم بيد أن هيمنتها على النص بهذا الضمير الوجداني الذاتي لم يمنع من ظهور أصوات معها تعبر عما في ذاتها وهذا اتاح لنا الاطلاع كذلك على المنظور الداخلي لباطن النص بما يتناسب ومنطوق المتلقي بِمعزلٍ عن التكلف والأماكن وحدود الأشياء بمعنى أن المتلقي يرتاح وكأنما هو من كتب النص~
ولا يسعني في هذه القراءة المتواضعة لنص الكاتبة سفانة كلمات نصف عارية
الا ان ابارك لها باكورة انتاجها لهذا الشهر
مودتي
النص على الرابط التالي :
http://www.nabee-awatf.com/vb/showthread.php?t=13197
بقلم : فريد مسالمة
أجدني .. متمردة
أتلاطم بين هضاب الغيم
أتشبث بذاتي..
أمام عاصفة هوجاء
تقتلعُربيعي وصيفي
تطفئ اشتعال جسدي
وأنا التي عاهدت نفسي
أن اقاوم الغضب ..
ليس أدل على هذا الجزء الأساس من النص المسكون بهاجس العذاب ونشوة الإنزياح من فعل القطيعة والاقتلاع
والإشتعال والخمود والعاصفة والربيع وما الى ذلك من تلك الصور الحية التي وردت فيه من ولوج الفكرة الى أبعاد غاية في التركيب والتعقيد والعقدة حيث ان الكاتبة كانت مباشرة هنا وتتحرك في اكثر من اتجاه جغرافيّ ومن خلال البناء المتعمد والمركب وحيث أنهذه التداخلات الحسية والبصرية والجغرافية تمنحنا تتضاعفات للمتعة والتأمل
فقد برعت كاتبتنا السفانة في تتويج النص بقاعدة اساس ترتكز عليها باقي متواليات النص. كوظيفة بنائية تمهيديةٍ في تتابعها وترابطها تستدرك ما بعده من فقرات لتربطها لتقودنا لفكرة مفادها"""الشعور بالضآلة والعزلة والغربة الشديدة.
ثم نتوجه للفقرة التي تلي هذا البناء القاعدة فتقول الكاتبة"
فـ كيف ذاك ..؟؟
ونار التفكير تشعلُ أكمام البوح
و الكلمات نصف عارية ..
وحيدة أجالس الألم
علىرصيف الجراح
النائبات تتجهُ نحوي
متسارعة الخطى
تغرس في الوجدان مخالبها بقسوة
هنا جاء الإندماج من حيث ترابط الفكرة وتماهيها مع روح النص السابق من حيث الوحدة والنأي والقسوة والتي عبرت عنه بالمخلب كأداة من أدواته الحتمية ثم الإندماج مرة أُخرى بالشعور بالظُلمة وكآبة المشهد والذي انعكس على المتلقي ليستشعر بذاته ومن خلال لغة تصنع من الفوضى نظام حيث ان هذا المقطع الوصفي التعبيري الناطق قد ربط الأحداث بوصفيةٍ كونيةٍ شفافة ومؤلمة بذات القدر يقف دليلاً على تصوير الأفاق النفسية وعوالمها الكامنة في دواخلها
ومن ثم ينقلنا الى حيث جموح الفكرة إذ تقول:
يد اليأس تقترب رويدا..
تلثم أزرار الصبر
تلوح بالسبابة محذرة ..
لم تعد تُجدي أزراركَ ..
و لهفتي لجسدكَ عارمة..
ومن هنا أقول"
لقد خلقت الكاتبة من خلال هذه النهاية المواربة على فتح المجال لاسترجاع حاضر النص وامتزج بالحذر واللهفة واليأس بما يضع الختم الكامل على تفاني الكاتبة بقيادة النص وبضمير المتكلم بيد أن هيمنتها على النص بهذا الضمير الوجداني الذاتي لم يمنع من ظهور أصوات معها تعبر عما في ذاتها وهذا اتاح لنا الاطلاع كذلك على المنظور الداخلي لباطن النص بما يتناسب ومنطوق المتلقي بِمعزلٍ عن التكلف والأماكن وحدود الأشياء بمعنى أن المتلقي يرتاح وكأنما هو من كتب النص~
ولا يسعني في هذه القراءة المتواضعة لنص الكاتبة سفانة كلمات نصف عارية
الا ان ابارك لها باكورة انتاجها لهذا الشهر
مودتي
النص على الرابط التالي :
http://www.nabee-awatf.com/vb/showthread.php?t=13197