تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هنا كنا.. هنا سنكون:د. لطفي زغلول.. قصيدة


د . لطفي زغلول
09-19-2012, 10:00 AM
هـنا كنا .. هنا سنكون
2001

د . لطفي زغلول

www.lutfi-zaghlul.com

(1)

هُنا كنّا .. هُنا سَنكونْ
وفي أحضانِها بَاقونَ ..
مَسكونونَ بالزَّيتونِ ..
بِالصَّبارِ .. بالنَّوارِ .. بِالشّجرِ
يُعمِّدُنا صباحَ مساءَ ..
وجهُ الشَّمسِ والقَمرِ
تُسافرُ في جَوارحِنا
تَحطُّ على جَوانحِنا
رؤىً كُنّا وإيّاها وما زِلنا على سَفرِ
نُطاردُ لعنَةَ المَنفى
وما زالَ الهَوى الغَربيُّ ..
من أقصى إلى أقصى المَدى طَيفا
وجُرحاً عاشِقاً لا يَرتوي نَزفا
هُنا كُنّا .. هُنا سَنكونُ ..
إنّا نَحنُ شِئنا أن نَكونَ هُنا
وأن يَبقى لنا هذا الثَّرى وطَنا
وتلكَ مشيئةُ القَدرِ

(2)

هُنا كُنّا.. هُنا سَنكونُ ..
إنّا من هُنا من رَحمِ هَذي الأرضِ ..
لم نَكذبْ على التّاريخِ يَوماً
لم نزوّرْ في الخَفاءِ شَهادةَ الأطلالْ
لنا حُلمٌ وإن طالَ الزَّمانُ ..
وصيَّةُ الأجيالِ للأجيالِ فالأجيالْ
على نفحاتِهِ سَهرتْ
تُذيبُ العِشقَ أكوابا
تَصبُّ الشَّوقَ أنخابا
وما زالتْ عُيونُ تُرابِ ..
هذي الأرضِ صاحيةً
تَصولُ تَجولُ في ليلٍ مَداهُ طالْ
تُناجي العاشقينَ التّائهينَ
الضاربينَ سنينَ في التّجوالْ
لَعلَّ ركابَهمْ يُنهي ..
على أحضانِها التّرحالْ

(3)

هُنا كُنّا .. هُنا سَنكونُ ..
قدْ ذهبَ الّذينَ نُحبُّهمْ
آوَوا إلى الكهفِ
صحا التّاريخُ داميةً أياديهِ
على جُرحٍ عروبيٍّ يُناديهِ
يقلِّبُ بَعدَهم كفّاً على كَفِّ
وجرحُ الأرضِ مِدرارُ
وفوحُ تُرابِها نَارُ
وليلُ العاشقينَ القائِمينَ العشقَ إعصارُ
وما زالتْ على جُرحٍ
تلملمُ جُرحَها الدّارُ
هُنا كُنّا .. هُنا سَنكونُ ..
من صُبحٍ إلى صبحِ
ومن جرحٍ إلى جرحِ
ومن نَزفٍ إلى نَزفِ
وفي أعناقِنا قيثارةُ الإصرارِ
ما سئمتْ من التَّكرارِ والعزفِ

(4)

هُنا كُنّا .. هُنا سَنكونُ ..
نَحنُ الأرضُ .. نَبضُ جِبالِها الشّماءْ
شِغافُ مُروجِها الخَضراءْ
ونَحنُ زَمانُها .. عِنوانُها ..
تَاريخُها الأجملْ
ونحنُ على مَدى الأيّامِ ..
كنُّا حبَّها الأوّلْ
وحينَ يلوحُ في آفاقِها خَطرُ
بِأيدينا يُسطِّرُ مَجدَهُ الحجرُ
فلا يُبقى على صلفٍ لِجلاّدٍ ولا يَذرُ
ونَبقى نَحنُ في أحضانِها ..
جِيلاً فَجيلاً نَصحبُ الزَّمنا
وتَبقى وَحدَها لا غَيرها الوطَنا
وإن يَوماً عدا عادٍ عَليها
كانَ يَومَ فداءْ
وكُنّا في هَواها أوَّلَ الشُّهداءْ

عبد الكريم سمعون
09-19-2012, 10:53 AM
دكتورنا العبقري وشاعرنا القدير لطفي تحية تليق بقامتكم سيدي
مررت بهذا الصرح العروبي القومي الوطني الإنساني الأممي فأدهشني أسلوبك الفاخر
وهذا الصدق في الولاء والإصرار على الرسالة السامية
محبتي لكم لقد كان لي الفخر بمروري

علي خليل الشيخي
09-19-2012, 11:33 AM
أ- الدكتور لطفي زغول الموقر...

تلك الهموم الخاصة ، هي عامة أيضاً لأن الجرح واحد ولاشك...

ستحقق الأحلام، وسيكتب التاريخ الأمجاد من جديد ، وعد الله، والله لايخلف الميعاد...

كلامات تلامس شغاف القلوب، لحرارة المعاناة والصدق المتوهج.

دمت بكل خير...

سفانة بنت ابن الشاطئ
09-20-2012, 12:40 PM
الراقي د. لطفي زغلول صباح معتق بعبير السعادة والامل
لا بد أمام هذا النزف الفاخر من الكلمات .. التي طرزت درب الوطن لابهاء .. ورفعت الشعار بصوت عالي .. " هنا كنا..هنا سنكون " عنوان اقتحم المشاعر بكل سلاسة .. واختصر الكثير من ما تخزنه الذاكرة والقلب .. استطعت بقلمك الباذخ ان تنقله لنا بكل روعة وجمال .. سعيدة بعودتك بيننا وبقراءتي لهذه الباذخة التي تستحق التثبيت و الاعجاب


http://www.nabee-awatf.com/vb/mwaextraedit4/extra/35.gif



تقديري واحترامي وبيادر من ياسمين الشام


مودتي المخلصة


سفــانة

عمر مصلح
09-20-2012, 04:14 PM
هنا كنّا ، هنا سنبقى
حيث الموسيقا المكتوبة نوطتها
بمشاعر الإنتماء ، وبمداد من فصيلة الوفاء

خالد قاسم
09-21-2012, 12:03 AM
د / لطفي
شاعرنا الحبيب
منذ فترة وأنا لم أقرأ قصيدة شعر حقيقي, وها أنا اليوم قرأت
دام إبداعك