حسن الأفندي
09-22-2012, 08:31 AM
الشعر والسيف
(هل غادر الشعراء) شيئاً ينظم؟ = فعلام تنفخ في الهـواء وتزخـم؟
و ترى بأن الشعر صرت مليكـه= هوّن عليـك فـإن مثلـك يفهـم
ما عاد من شرف لنا في شعرنـا=إن قـام فينـا البحتـري ترنـم
ما عاد للشعر الـرواج ومثلمـا = كان النصالَ و كان عـزاً يُسهـم
و الحق أين الشعـر بيـن قنابـل= ترمي على بعد المسافـة ترجـم
كن واقعيـا يـا شويعـر ناظـرا= في واقـع الحـال الـذي يتكـوم
ما قـلّ دلّ و ذا زمـان تطـور= فاصرف جهودك بانيـا لا يظلـم
بحماسة الشعراء , بل وغرورهم = والعنتريـات التـي لا تـخـدم
ما صادفت عينـي ممـات ذبابـة = أبـدا ولا قتلـت لفـأر يقضـم
وكذا يقول (نزار) فـي أشعـاره = والصدق في قـول لـه يتعظـم
الناس تبني مجدهـا مـن حولنـا = ولنا القوافـي تستثيـر و تشتـم
هل نال من قوم مكـان صـدارة = إلا بـدأب واجتهـاد يَعـْظُـم ؟
مـاذا يفيـد الشعـر إن أغدقتـه = تبكـي لتاريـخ لنـا يتصـرّم ؟
ماذا يفيد الشعـر ينعـي دارسـا = مـن عـزة وكرامـة تتـهـدم
إن كنت تحسب أن شعرا ساخنـاً = يُغني عن السيف الـذي لا يرحـم
أو أن يعبـئ لانتصـار قــادم = عشت الحياة بكـل صـدق تحلـم
جهز لسيفـك أولا واسلـل لـه = مـن غمـده متبخـتـرا تتـقـدم
فلربمـا عـادت لنـا بغـدادنـا =أو عاد مسجدنـا يضرّجـه الـدم
ثم انشد الأشعار ما طابـت لكـم = حتى يخاف لما نظمـت الضيغـم
أما الضعيف فكيف يُخشى بأسـه = بل أين بأس للضعيـف تترجـم ؟
لو كانت الأشعار تـردع غازيـا = ما كانت العرب الفصيحـة تكْلـَم
كم من معـان دبجوهـا شعرهـم= والريـح تذروهـا فـلا تتلملـم
إن شئت ترسـم صـورة مرئيـة = لوجـدت آلاف المناظـر تَـقْـدُم
إيوانَ كسرى ماثلا فـي ناظـري = والروضة الأُنُـف التـي أتوسـم
أما اليتيمة فهـي مـلأى بالـذي = تدري ولا تـدري مثـالا يحسـم
إفكا بـأن الشعـر ظـل بحاجـة = للمحدثيـن ومـن غـدا يتهجـم
أسفي على فكر ضوى من ضعفـه =ويظـن بالأشعـار مـا يتوهـم
فبشعرنا صـور تميـّزعرضهـا = وبشعرنـا درر بهـا لا تـسـأم
ويكاد يخنقنـي الغبـاربشعـره = أعمى تهاوى الليـلَ فيـه الأنجـم
النفس تصغر عند شِعـب بوانـه = من روعة وصفت عجيبـا يرْهـم
من ظن أن يأتي جديـدا بعدهـم= ضل الطريق وخاب وهْمٌ مفعـم
أفنيتُ عمرا مـن زمـان ضائـع = صلفا وزهوا إذ يجـور ويهـدم
كانت مشاعرنـا وكـان لساننـا =بالسـم يقطـر غيرنـا لا يرحـم
ولسان حالي لا يطيـق مغامـرا = يأتـي بمنكـر قولـه أو يـذمـم
وعجبت أن يلقى قريضي قدح من = في شعره الهذيان أحمـقَ يُرسـم
أنا شاعر الفصحى وأرفع ركنها = ولغيرنـا الأشعـار لا تُتَيَـمـم
وأغض عن طرف لنا متجاهـلا = كيدَ الـذي لا يستفيـق ويُجـرم
( و إذا أتتك مذمتي مـن جاهـل= فهي الشهادة لي بأنـي ) الأقـوم
لكننـي وبرغـم ذلــك كـلـه = أغلى من الشعراء أرفـع عنهـم
سرقوا الجميل من القديم فأنجبـوا= ثكلـى معوقـة وريحـا تزكـم
إني لمـن قـوم يطـول مديحهـم= ووفاؤهم بيـن الخلائـق أعظـم
ما لان من عود لهـم أو داهنـوا = أو عاش فـي ختـل أبـي منهـم
لي فـي مديـح (محمـد) داليـة = تشفي غليـل العاشقيـن وتُلهـم
أُعْلِي بها شأني وترفـع هامتـي = ولعلهـا يـوم الشفاعـة بلـسـم
هذا زمان الأدعيـاء أمـا تـرى = أني انزويت إلـى قصـي يُبهـم
فالشعر أنفاس وعبـق أريجهـا= يحلـو لسامعهـا فيحمدهـا فــم
والشعر ليس بما نظمـت مُقفيّـا =كجـدار بيـت بالحجـارة يركـم
والشعر إحساس وصدق مقالـة = وجميـل معنـى بالـذي تتكلـم
والشعر يلـزم أن يهـز لعطفـه = مـن كـان ذا حـس لـه يتفهّـم
والشعر فن كـم يحـرِّك ساكنـا = رقصت به الأعطاف تطرب تنعم
ما زلت أومن بالحطيئـة شاعـرا= وضع النقاط على الحروف يُعَلِّـم
فالشعر إن ما مسَّ وجدان الفتـى = ما كان شعرا يستسـاغ ويهضـم
والشعر كـلا لـم يكـن إليـاذة = جمعـت دوارس نافـرات تُقحـم
والشعر تجديـد وفيـه نبـوءة = نَفَسٌ وإلهـام وجـرْس يزحـم
فلعـل بيتـا أن يكـون بـلاغـة = أغنت عـن الآلاف ممـا يَسْقُـم
وتواضعي لا يُنْقصـنَّ مكانتـي = إن كان فيهـم مـن يُلـم ويفهـم
وقرأت من كتب كثيـرات بهـا = تاهـت مراكبنـا أضـل وأُلجـم
حتى وصلت إلى طريق واضـح = حـواء ترضـع غيرنـا أوتُفطـم
فكر الفتى شيءٌ وفيض شعـوره= للنـاس تلفـظ قولـه أوتـكـرم
لا أدعـي علمـا ولكـن ربمـا = قبضا من الريـح التـي لا تخـدم
ماذا أكون وما تكون بلاغتي =إن كنت تسـأل أي شعر أنظـم
(هل غادر الشعراء) شيئاً ينظم؟ = فعلام تنفخ في الهـواء وتزخـم؟
و ترى بأن الشعر صرت مليكـه= هوّن عليـك فـإن مثلـك يفهـم
ما عاد من شرف لنا في شعرنـا=إن قـام فينـا البحتـري ترنـم
ما عاد للشعر الـرواج ومثلمـا = كان النصالَ و كان عـزاً يُسهـم
و الحق أين الشعـر بيـن قنابـل= ترمي على بعد المسافـة ترجـم
كن واقعيـا يـا شويعـر ناظـرا= في واقـع الحـال الـذي يتكـوم
ما قـلّ دلّ و ذا زمـان تطـور= فاصرف جهودك بانيـا لا يظلـم
بحماسة الشعراء , بل وغرورهم = والعنتريـات التـي لا تـخـدم
ما صادفت عينـي ممـات ذبابـة = أبـدا ولا قتلـت لفـأر يقضـم
وكذا يقول (نزار) فـي أشعـاره = والصدق في قـول لـه يتعظـم
الناس تبني مجدهـا مـن حولنـا = ولنا القوافـي تستثيـر و تشتـم
هل نال من قوم مكـان صـدارة = إلا بـدأب واجتهـاد يَعـْظُـم ؟
مـاذا يفيـد الشعـر إن أغدقتـه = تبكـي لتاريـخ لنـا يتصـرّم ؟
ماذا يفيد الشعـر ينعـي دارسـا = مـن عـزة وكرامـة تتـهـدم
إن كنت تحسب أن شعرا ساخنـاً = يُغني عن السيف الـذي لا يرحـم
أو أن يعبـئ لانتصـار قــادم = عشت الحياة بكـل صـدق تحلـم
جهز لسيفـك أولا واسلـل لـه = مـن غمـده متبخـتـرا تتـقـدم
فلربمـا عـادت لنـا بغـدادنـا =أو عاد مسجدنـا يضرّجـه الـدم
ثم انشد الأشعار ما طابـت لكـم = حتى يخاف لما نظمـت الضيغـم
أما الضعيف فكيف يُخشى بأسـه = بل أين بأس للضعيـف تترجـم ؟
لو كانت الأشعار تـردع غازيـا = ما كانت العرب الفصيحـة تكْلـَم
كم من معـان دبجوهـا شعرهـم= والريـح تذروهـا فـلا تتلملـم
إن شئت ترسـم صـورة مرئيـة = لوجـدت آلاف المناظـر تَـقْـدُم
إيوانَ كسرى ماثلا فـي ناظـري = والروضة الأُنُـف التـي أتوسـم
أما اليتيمة فهـي مـلأى بالـذي = تدري ولا تـدري مثـالا يحسـم
إفكا بـأن الشعـر ظـل بحاجـة = للمحدثيـن ومـن غـدا يتهجـم
أسفي على فكر ضوى من ضعفـه =ويظـن بالأشعـار مـا يتوهـم
فبشعرنا صـور تميـّزعرضهـا = وبشعرنـا درر بهـا لا تـسـأم
ويكاد يخنقنـي الغبـاربشعـره = أعمى تهاوى الليـلَ فيـه الأنجـم
النفس تصغر عند شِعـب بوانـه = من روعة وصفت عجيبـا يرْهـم
من ظن أن يأتي جديـدا بعدهـم= ضل الطريق وخاب وهْمٌ مفعـم
أفنيتُ عمرا مـن زمـان ضائـع = صلفا وزهوا إذ يجـور ويهـدم
كانت مشاعرنـا وكـان لساننـا =بالسـم يقطـر غيرنـا لا يرحـم
ولسان حالي لا يطيـق مغامـرا = يأتـي بمنكـر قولـه أو يـذمـم
وعجبت أن يلقى قريضي قدح من = في شعره الهذيان أحمـقَ يُرسـم
أنا شاعر الفصحى وأرفع ركنها = ولغيرنـا الأشعـار لا تُتَيَـمـم
وأغض عن طرف لنا متجاهـلا = كيدَ الـذي لا يستفيـق ويُجـرم
( و إذا أتتك مذمتي مـن جاهـل= فهي الشهادة لي بأنـي ) الأقـوم
لكننـي وبرغـم ذلــك كـلـه = أغلى من الشعراء أرفـع عنهـم
سرقوا الجميل من القديم فأنجبـوا= ثكلـى معوقـة وريحـا تزكـم
إني لمـن قـوم يطـول مديحهـم= ووفاؤهم بيـن الخلائـق أعظـم
ما لان من عود لهـم أو داهنـوا = أو عاش فـي ختـل أبـي منهـم
لي فـي مديـح (محمـد) داليـة = تشفي غليـل العاشقيـن وتُلهـم
أُعْلِي بها شأني وترفـع هامتـي = ولعلهـا يـوم الشفاعـة بلـسـم
هذا زمان الأدعيـاء أمـا تـرى = أني انزويت إلـى قصـي يُبهـم
فالشعر أنفاس وعبـق أريجهـا= يحلـو لسامعهـا فيحمدهـا فــم
والشعر ليس بما نظمـت مُقفيّـا =كجـدار بيـت بالحجـارة يركـم
والشعر إحساس وصدق مقالـة = وجميـل معنـى بالـذي تتكلـم
والشعر يلـزم أن يهـز لعطفـه = مـن كـان ذا حـس لـه يتفهّـم
والشعر فن كـم يحـرِّك ساكنـا = رقصت به الأعطاف تطرب تنعم
ما زلت أومن بالحطيئـة شاعـرا= وضع النقاط على الحروف يُعَلِّـم
فالشعر إن ما مسَّ وجدان الفتـى = ما كان شعرا يستسـاغ ويهضـم
والشعر كـلا لـم يكـن إليـاذة = جمعـت دوارس نافـرات تُقحـم
والشعر تجديـد وفيـه نبـوءة = نَفَسٌ وإلهـام وجـرْس يزحـم
فلعـل بيتـا أن يكـون بـلاغـة = أغنت عـن الآلاف ممـا يَسْقُـم
وتواضعي لا يُنْقصـنَّ مكانتـي = إن كان فيهـم مـن يُلـم ويفهـم
وقرأت من كتب كثيـرات بهـا = تاهـت مراكبنـا أضـل وأُلجـم
حتى وصلت إلى طريق واضـح = حـواء ترضـع غيرنـا أوتُفطـم
فكر الفتى شيءٌ وفيض شعـوره= للنـاس تلفـظ قولـه أوتـكـرم
لا أدعـي علمـا ولكـن ربمـا = قبضا من الريـح التـي لا تخـدم
ماذا أكون وما تكون بلاغتي =إن كنت تسـأل أي شعر أنظـم
ملاحظة : للتكرم بالتنسيق
(هل غادر الشعراء) شيئاً ينظم؟ = فعلام تنفخ في الهـواء وتزخـم؟
و ترى بأن الشعر صرت مليكـه= هوّن عليـك فـإن مثلـك يفهـم
ما عاد من شرف لنا في شعرنـا=إن قـام فينـا البحتـري ترنـم
ما عاد للشعر الـرواج ومثلمـا = كان النصالَ و كان عـزاً يُسهـم
و الحق أين الشعـر بيـن قنابـل= ترمي على بعد المسافـة ترجـم
كن واقعيـا يـا شويعـر ناظـرا= في واقـع الحـال الـذي يتكـوم
ما قـلّ دلّ و ذا زمـان تطـور= فاصرف جهودك بانيـا لا يظلـم
بحماسة الشعراء , بل وغرورهم = والعنتريـات التـي لا تـخـدم
ما صادفت عينـي ممـات ذبابـة = أبـدا ولا قتلـت لفـأر يقضـم
وكذا يقول (نزار) فـي أشعـاره = والصدق في قـول لـه يتعظـم
الناس تبني مجدهـا مـن حولنـا = ولنا القوافـي تستثيـر و تشتـم
هل نال من قوم مكـان صـدارة = إلا بـدأب واجتهـاد يَعـْظُـم ؟
مـاذا يفيـد الشعـر إن أغدقتـه = تبكـي لتاريـخ لنـا يتصـرّم ؟
ماذا يفيد الشعـر ينعـي دارسـا = مـن عـزة وكرامـة تتـهـدم
إن كنت تحسب أن شعرا ساخنـاً = يُغني عن السيف الـذي لا يرحـم
أو أن يعبـئ لانتصـار قــادم = عشت الحياة بكـل صـدق تحلـم
جهز لسيفـك أولا واسلـل لـه = مـن غمـده متبخـتـرا تتـقـدم
فلربمـا عـادت لنـا بغـدادنـا =أو عاد مسجدنـا يضرّجـه الـدم
ثم انشد الأشعار ما طابـت لكـم = حتى يخاف لما نظمـت الضيغـم
أما الضعيف فكيف يُخشى بأسـه = بل أين بأس للضعيـف تترجـم ؟
لو كانت الأشعار تـردع غازيـا = ما كانت العرب الفصيحـة تكْلـَم
كم من معـان دبجوهـا شعرهـم= والريـح تذروهـا فـلا تتلملـم
إن شئت ترسـم صـورة مرئيـة = لوجـدت آلاف المناظـر تَـقْـدُم
إيوانَ كسرى ماثلا فـي ناظـري = والروضة الأُنُـف التـي أتوسـم
أما اليتيمة فهـي مـلأى بالـذي = تدري ولا تـدري مثـالا يحسـم
إفكا بـأن الشعـر ظـل بحاجـة = للمحدثيـن ومـن غـدا يتهجـم
أسفي على فكر ضوى من ضعفـه =ويظـن بالأشعـار مـا يتوهـم
فبشعرنا صـور تميـّزعرضهـا = وبشعرنـا درر بهـا لا تـسـأم
ويكاد يخنقنـي الغبـاربشعـره = أعمى تهاوى الليـلَ فيـه الأنجـم
النفس تصغر عند شِعـب بوانـه = من روعة وصفت عجيبـا يرْهـم
من ظن أن يأتي جديـدا بعدهـم= ضل الطريق وخاب وهْمٌ مفعـم
أفنيتُ عمرا مـن زمـان ضائـع = صلفا وزهوا إذ يجـور ويهـدم
كانت مشاعرنـا وكـان لساننـا =بالسـم يقطـر غيرنـا لا يرحـم
ولسان حالي لا يطيـق مغامـرا = يأتـي بمنكـر قولـه أو يـذمـم
وعجبت أن يلقى قريضي قدح من = في شعره الهذيان أحمـقَ يُرسـم
أنا شاعر الفصحى وأرفع ركنها = ولغيرنـا الأشعـار لا تُتَيَـمـم
وأغض عن طرف لنا متجاهـلا = كيدَ الـذي لا يستفيـق ويُجـرم
( و إذا أتتك مذمتي مـن جاهـل= فهي الشهادة لي بأنـي ) الأقـوم
لكننـي وبرغـم ذلــك كـلـه = أغلى من الشعراء أرفـع عنهـم
سرقوا الجميل من القديم فأنجبـوا= ثكلـى معوقـة وريحـا تزكـم
إني لمـن قـوم يطـول مديحهـم= ووفاؤهم بيـن الخلائـق أعظـم
ما لان من عود لهـم أو داهنـوا = أو عاش فـي ختـل أبـي منهـم
لي فـي مديـح (محمـد) داليـة = تشفي غليـل العاشقيـن وتُلهـم
أُعْلِي بها شأني وترفـع هامتـي = ولعلهـا يـوم الشفاعـة بلـسـم
هذا زمان الأدعيـاء أمـا تـرى = أني انزويت إلـى قصـي يُبهـم
فالشعر أنفاس وعبـق أريجهـا= يحلـو لسامعهـا فيحمدهـا فــم
والشعر ليس بما نظمـت مُقفيّـا =كجـدار بيـت بالحجـارة يركـم
والشعر إحساس وصدق مقالـة = وجميـل معنـى بالـذي تتكلـم
والشعر يلـزم أن يهـز لعطفـه = مـن كـان ذا حـس لـه يتفهّـم
والشعر فن كـم يحـرِّك ساكنـا = رقصت به الأعطاف تطرب تنعم
ما زلت أومن بالحطيئـة شاعـرا= وضع النقاط على الحروف يُعَلِّـم
فالشعر إن ما مسَّ وجدان الفتـى = ما كان شعرا يستسـاغ ويهضـم
والشعر كـلا لـم يكـن إليـاذة = جمعـت دوارس نافـرات تُقحـم
والشعر تجديـد وفيـه نبـوءة = نَفَسٌ وإلهـام وجـرْس يزحـم
فلعـل بيتـا أن يكـون بـلاغـة = أغنت عـن الآلاف ممـا يَسْقُـم
وتواضعي لا يُنْقصـنَّ مكانتـي = إن كان فيهـم مـن يُلـم ويفهـم
وقرأت من كتب كثيـرات بهـا = تاهـت مراكبنـا أضـل وأُلجـم
حتى وصلت إلى طريق واضـح = حـواء ترضـع غيرنـا أوتُفطـم
فكر الفتى شيءٌ وفيض شعـوره= للنـاس تلفـظ قولـه أوتـكـرم
لا أدعـي علمـا ولكـن ربمـا = قبضا من الريـح التـي لا تخـدم
ماذا أكون وما تكون بلاغتي =إن كنت تسـأل أي شعر أنظـم
(هل غادر الشعراء) شيئاً ينظم؟ = فعلام تنفخ في الهـواء وتزخـم؟
و ترى بأن الشعر صرت مليكـه= هوّن عليـك فـإن مثلـك يفهـم
ما عاد من شرف لنا في شعرنـا=إن قـام فينـا البحتـري ترنـم
ما عاد للشعر الـرواج ومثلمـا = كان النصالَ و كان عـزاً يُسهـم
و الحق أين الشعـر بيـن قنابـل= ترمي على بعد المسافـة ترجـم
كن واقعيـا يـا شويعـر ناظـرا= في واقـع الحـال الـذي يتكـوم
ما قـلّ دلّ و ذا زمـان تطـور= فاصرف جهودك بانيـا لا يظلـم
بحماسة الشعراء , بل وغرورهم = والعنتريـات التـي لا تـخـدم
ما صادفت عينـي ممـات ذبابـة = أبـدا ولا قتلـت لفـأر يقضـم
وكذا يقول (نزار) فـي أشعـاره = والصدق في قـول لـه يتعظـم
الناس تبني مجدهـا مـن حولنـا = ولنا القوافـي تستثيـر و تشتـم
هل نال من قوم مكـان صـدارة = إلا بـدأب واجتهـاد يَعـْظُـم ؟
مـاذا يفيـد الشعـر إن أغدقتـه = تبكـي لتاريـخ لنـا يتصـرّم ؟
ماذا يفيد الشعـر ينعـي دارسـا = مـن عـزة وكرامـة تتـهـدم
إن كنت تحسب أن شعرا ساخنـاً = يُغني عن السيف الـذي لا يرحـم
أو أن يعبـئ لانتصـار قــادم = عشت الحياة بكـل صـدق تحلـم
جهز لسيفـك أولا واسلـل لـه = مـن غمـده متبخـتـرا تتـقـدم
فلربمـا عـادت لنـا بغـدادنـا =أو عاد مسجدنـا يضرّجـه الـدم
ثم انشد الأشعار ما طابـت لكـم = حتى يخاف لما نظمـت الضيغـم
أما الضعيف فكيف يُخشى بأسـه = بل أين بأس للضعيـف تترجـم ؟
لو كانت الأشعار تـردع غازيـا = ما كانت العرب الفصيحـة تكْلـَم
كم من معـان دبجوهـا شعرهـم= والريـح تذروهـا فـلا تتلملـم
إن شئت ترسـم صـورة مرئيـة = لوجـدت آلاف المناظـر تَـقْـدُم
إيوانَ كسرى ماثلا فـي ناظـري = والروضة الأُنُـف التـي أتوسـم
أما اليتيمة فهـي مـلأى بالـذي = تدري ولا تـدري مثـالا يحسـم
إفكا بـأن الشعـر ظـل بحاجـة = للمحدثيـن ومـن غـدا يتهجـم
أسفي على فكر ضوى من ضعفـه =ويظـن بالأشعـار مـا يتوهـم
فبشعرنا صـور تميـّزعرضهـا = وبشعرنـا درر بهـا لا تـسـأم
ويكاد يخنقنـي الغبـاربشعـره = أعمى تهاوى الليـلَ فيـه الأنجـم
النفس تصغر عند شِعـب بوانـه = من روعة وصفت عجيبـا يرْهـم
من ظن أن يأتي جديـدا بعدهـم= ضل الطريق وخاب وهْمٌ مفعـم
أفنيتُ عمرا مـن زمـان ضائـع = صلفا وزهوا إذ يجـور ويهـدم
كانت مشاعرنـا وكـان لساننـا =بالسـم يقطـر غيرنـا لا يرحـم
ولسان حالي لا يطيـق مغامـرا = يأتـي بمنكـر قولـه أو يـذمـم
وعجبت أن يلقى قريضي قدح من = في شعره الهذيان أحمـقَ يُرسـم
أنا شاعر الفصحى وأرفع ركنها = ولغيرنـا الأشعـار لا تُتَيَـمـم
وأغض عن طرف لنا متجاهـلا = كيدَ الـذي لا يستفيـق ويُجـرم
( و إذا أتتك مذمتي مـن جاهـل= فهي الشهادة لي بأنـي ) الأقـوم
لكننـي وبرغـم ذلــك كـلـه = أغلى من الشعراء أرفـع عنهـم
سرقوا الجميل من القديم فأنجبـوا= ثكلـى معوقـة وريحـا تزكـم
إني لمـن قـوم يطـول مديحهـم= ووفاؤهم بيـن الخلائـق أعظـم
ما لان من عود لهـم أو داهنـوا = أو عاش فـي ختـل أبـي منهـم
لي فـي مديـح (محمـد) داليـة = تشفي غليـل العاشقيـن وتُلهـم
أُعْلِي بها شأني وترفـع هامتـي = ولعلهـا يـوم الشفاعـة بلـسـم
هذا زمان الأدعيـاء أمـا تـرى = أني انزويت إلـى قصـي يُبهـم
فالشعر أنفاس وعبـق أريجهـا= يحلـو لسامعهـا فيحمدهـا فــم
والشعر ليس بما نظمـت مُقفيّـا =كجـدار بيـت بالحجـارة يركـم
والشعر إحساس وصدق مقالـة = وجميـل معنـى بالـذي تتكلـم
والشعر يلـزم أن يهـز لعطفـه = مـن كـان ذا حـس لـه يتفهّـم
والشعر فن كـم يحـرِّك ساكنـا = رقصت به الأعطاف تطرب تنعم
ما زلت أومن بالحطيئـة شاعـرا= وضع النقاط على الحروف يُعَلِّـم
فالشعر إن ما مسَّ وجدان الفتـى = ما كان شعرا يستسـاغ ويهضـم
والشعر كـلا لـم يكـن إليـاذة = جمعـت دوارس نافـرات تُقحـم
والشعر تجديـد وفيـه نبـوءة = نَفَسٌ وإلهـام وجـرْس يزحـم
فلعـل بيتـا أن يكـون بـلاغـة = أغنت عـن الآلاف ممـا يَسْقُـم
وتواضعي لا يُنْقصـنَّ مكانتـي = إن كان فيهـم مـن يُلـم ويفهـم
وقرأت من كتب كثيـرات بهـا = تاهـت مراكبنـا أضـل وأُلجـم
حتى وصلت إلى طريق واضـح = حـواء ترضـع غيرنـا أوتُفطـم
فكر الفتى شيءٌ وفيض شعـوره= للنـاس تلفـظ قولـه أوتـكـرم
لا أدعـي علمـا ولكـن ربمـا = قبضا من الريـح التـي لا تخـدم
ماذا أكون وما تكون بلاغتي =إن كنت تسـأل أي شعر أنظـم
ملاحظة : للتكرم بالتنسيق