المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عندما ماتَ الشّاعرُ بينَ يديهِ


إسماعيل حقي
09-25-2012, 08:07 PM
عندما ماتَ الشّاعرُ بينَ يديه ِ



تَلَفَّتُّ لمّا لمْ أجِدْني بمقعدي =ووجهي بلا وجهي وقلبي على يدي
وفتَّشتُ عن ظلـّي كأنّي رأيتهُ= تشَظى بجلدي بين بعثي ومولدي
تحسّستُ جسمي بين جسمي فلمْ أجِد=سوى بعضيَ الظمآن في جوفِ موقدي
وفتَّشتُ أحلامي وعن ظلِّ نخلةٍ = تفـيّـأتـُها يوماً وعن ظلِّ موعدِ
مسافةُ موتي نحو موتي أعُدُّها= بما كنتُ أشكو من تباريح ِ مجهدِ
أقَلـِّبُ لي كفَّاً على كفِّ ظاهر ٍ= لباطن ِ مايعنيه ِ منّي توحُّدي
تقصّيتُ أستجدي طويلاً بهمّتي = وقد غاصَ بي مُهري وزاغَ مهنّدي
تخالفتُ ضدّي كنتُ وحدي مُحَكِّمي = ولاخصمَ لي غيري ، فَمَنْ بي سأفتدي
كأعمى أضاعتـْهُ عصاهُ ويرتجي =عصا غيرهِ أعمى يمرُّ فيهتدي
بليل ٍ وليدِ السّهدِ جفّتْ عيونُهُ = أسَهِّدُ لي بدراً على عينِ أرمد ِ
وقفتُ على بعضي ، وبعضي يحارُ بي= كأنّي بهِ جلدي وعظمي وذي يدي
وحولي عراةٌ يُشبِهُ الموتُ جلدَهم =يباكونَ من أمسي رحيلاً سيبتدي
يُمّنَّونَ بي عزما ً وعزمي مقطّعٌ = ويرجونَ لو.. هيهاتَ بعثي وموعدي
وأسرفتُ لكنّي على بعد ناظري=توسّدتُ حوضَ الماءِ عندَ تشهّدي
ولاشيءَ أهلي علَّقوني سحابة ً = بـــدربِ أمــان ٍ بالمنايا مُـــعَبــــّدِ
تمنيتُ لو عمري على دربِ نجمةٍ = فأوصلُ من أمسي بيومي.. إلى غدي
وعادوا جميعا ً حينَ عادتْ مخاوفي =ووحشةُ ضيقِ القبرِ في كلِّ مقصدِ
منازلُهُم تزهو ، ووحدي منزلي = بلا منزل ٍ ، أصبو إليهِ وأغتدي
وكوّرتُ جسمي في مدار ٍ مُضَيّقٍ = ورأسي بحِجْري في بياضِ ممددِ
وجاءتْ فتاةٌ يسحَلُ الظلُّ خَطوَها = تحُثُّ نجومَ الليل ِ نحو تمرُّدي
تصيحُ استفقْ .. ليلي طويل ٌ بوحشتي = ومَنْ لي على صبري وطولِ تنهُّدي ؟
سوى أنَّ للنَّاعي عيوناً وأين لي = عيوني وقد ضيّعتُها ..يالحُسَّدي
أفِقْ أيُّها الغافي على بابِ صمتهِ = لقدْ جفَّ عودي ، وارتوى الذّلُ موردي
أفِقْ كلُّ ليل ٍ أطفأ اليومَ نجمَهُ = وضلـَّلتْ الأعرابُ ماكنتَ تهتدي
وحوّمَ صمتٌ ثمَّ أحسستُ غفلةً = يداً من خلال ِ الموتِ قد أمسكتْ يدي
وأمسكتُ .. لم أمسِكْ ولكنْ لمستُها = كأنّي انتهى عمري بما كنتُ أبتدي
ونامت على حِجْري ونمتُ بحِجْرِها = وغنَّيتُها موتي وغنَّتْ لمولدي

تَلَفَّتُّ لمّا لمْ أجِدْني بمقعدي =ووجهي بلا وجهي وقلبي على يدي
وفتَّشتُ عن ظلـّي كأنّي رأيتهُ= تشَظى بجلدي بين بعثي ومولدي
تحسّستُ جسمي بين جسمي فلمْ أجِد=سوى بعضيَ الظمآن في جوفِ موقدي
وفتَّشتُ أحلامي وعن ظلِّ نخلةٍ = تفـيّـأتـُها يوماً وعن ظلِّ موعدِ
مسافةُ موتي نحو موتي أعُدُّها= بما كنتُ أشكو من تباريح ِ مجهدِ
أقَلـِّبُ لي كفَّاً على كفِّ ظاهر ٍ= لباطن ِ مايعنيه ِ منّي توحُّدي
تقصّيتُ أستجدي طويلاً بهمّتي = وقد غاصَ بي مُهري وزاغَ مهنّدي
تخالفتُ ضدّي كنتُ وحدي مُحَكِّمي = ولاخصمَ لي غيري ، فَمَنْ بي سأفتدي
كأعمى أضاعتـْهُ عصاهُ ويرتجي =عصا غيرهِ أعمى يمرُّ فيهتدي
بليل ٍ وليدِ السّهدِ جفّتْ عيونُهُ = أسَهِّدُ لي بدراً على عينِ أرمد ِ
وقفتُ على بعضي ، وبعضي يحارُ بي= كأنّي بهِ جلدي وعظمي وذي يدي
وحولي عراةٌ يُشبِهُ الموتُ جلدَهم =يباكونَ من أمسي رحيلاً سيبتدي
يُمّنَّونَ بي عزما ً وعزمي مقطّعٌ = ويرجونَ لو.. هيهاتَ بعثي وموعدي
وأسرفتُ لكنّي على بعد ناظري=توسّدتُ حوضَ الماءِ عندَ تشهّدي
ولاشيءَ أهلي علَّقوني سحابة ً = بـــدربِ أمــان ٍ بالمنايا مُـــعَبــــّدِ
تمنيتُ لو عمري على دربِ نجمةٍ = فأوصلُ من أمسي بيومي.. إلى غدي
وعادوا جميعا ً حينَ عادتْ مخاوفي =ووحشةُ ضيقِ القبرِ في كلِّ مقصدِ
منازلُهُم تزهو ، ووحدي منزلي = بلا منزل ٍ ، أصبو إليهِ وأغتدي
وكوّرتُ جسمي في مدار ٍ مُضَيّقٍ = ورأسي بحِجْري في بياضِ ممددِ
وجاءتْ فتاةٌ يسحَلُ الظلُّ خَطوَها = تحُثُّ نجومَ الليل ِ نحو تمرُّدي
تصيحُ استفقْ .. ليلي طويل ٌ بوحشتي = ومَنْ لي على صبري وطولِ تنهُّدي ؟
سوى أنَّ للنَّاعي عيوناً وأين لي = عيوني وقد ضيّعتُها ..يالحُسَّدي
أفِقْ أيُّها الغافي على بابِ صمتهِ = لقدْ جفَّ عودي ، وارتوى الذّلُ موردي
أفِقْ كلُّ ليل ٍ أطفأ اليومَ نجمَهُ = وضلـَّلتْ الأعرابُ ماكنتَ تهتدي
وحوّمَ صمتٌ ثمَّ أحسستُ غفلةً = يداً من خلال ِ الموتِ قد أمسكتْ يدي
وأمسكتُ .. لم أمسِكْ ولكنْ لمستُها = كأنّي انتهى عمري بما كنتُ أبتدي
ونامت على حِجْري ونمتُ بحِجْرِها = وغنَّيتُها موتي وغنَّتْ لمولدي

عبد الكريم سمعون
09-25-2012, 08:19 PM
ماهذا أيها الشاعر الخطير والأديب النحرير
أيّ مخيلة أنتجت هذه القصيدة لله درك ما أقواك
اذهلتني حقا لقد عشت حالة من الرهاب والجمال بين أبيات القصيدة
وأكثر ما أذهلني ختامها الرائع
محبتي وتقديري أخي الحبيب اسماعيل

إسماعيل حقي
09-25-2012, 09:16 PM
مرورك يااستاذ عبد الكريم سمعون عطّرَ حواشي قصيدتي لاأملك لك الا الامتنان والحب

الدكتور اسعد النجار
09-25-2012, 09:34 PM
الاخ العزيز اسماعيل

في النص اختلاج الحياة واندفاع الارهاق

وتدافع الفكر المولود في الخيال الخصب

وتفق العبارة التي تسير الخيلاء

ود واعتزاز

كوكب البدري
09-26-2012, 10:04 AM
تمنيتُ لو عمري علـى دربِ نجمـةٍفأوصلُ من أمسي بيومي.. إلى غـدي....

كم مرة عليّ ان افصح عن امنيتي : لو أجيء ببيتٍ يشبه هذا البيت ...:1 (23):

إسماعيل حقي
09-27-2012, 01:38 PM
دكتور أسعد النجار
لك الود والاعتزاز
وشكرا لتأملك في مفاصل القصيدة

إسماعيل حقي
09-27-2012, 01:39 PM
عزيزتي كوكب
مازلت أراهن على شعريتك ِ
استمري .. فقط

سفانة بنت ابن الشاطئ
09-27-2012, 07:21 PM
صدقا حاولت اقتطاع ابيات كأجمل ما قرأت في هذه الخريدة فشلت .. كلها عقد تجمعت فيه اللآلئ وحرام أن تتفرق عن بعضها البعض ..
شاعرنا الراقي اسماعيل حقي مساء معطر بعبير السعادة و الأمل .. هل لي أن اقول أن العنوان هو من شدني للدخول .. وهو ذاته يشي بقصة جميلة تحفز المخيال لفتح مساحات جديدة للمعنى .. وخاصة أن الصور كانت بعمقها و طريقة تركيبها تزيد من الفضول لدى المتلقي ..

طلبت سيدة النبع الرائعة وكررته الطلب أن تكون ضيف قصة وقصيدة في جزئه الجديد وهذه القصيدة بتراكيبها وفكرتها واسلوبها تفتح شهية أي قارئ ..

اسجل اعجابي مع تقديري واحترامي وبيادر من الياسمين


مودتي المخلصة


سفــانة

إسماعيل حقي
09-28-2012, 03:44 PM
الشاعرة والأديبة سفانة
اسعدني مرورك وهذا الترحيب السخي بالقصيدة وأنا ممتن لهذه الدعوة
ولا أملك الا ان استجيب لهذا المنتدى الرائع الذي غمرني بمحبته
شكرا لك مرة أخرى وإلى السيدة عواطف بالغ احترامي وامتناني

سفانة بنت ابن الشاطئ
10-03-2012, 02:25 AM
الشاعرة والأديبة سفانة
اسعدني مرورك وهذا الترحيب السخي بالقصيدة وأنا ممتن لهذه الدعوة
ولا أملك الا ان استجيب لهذا المنتدى الرائع الذي غمرني بمحبته
شكرا لك مرة أخرى وإلى السيدة عواطف بالغ احترامي وامتناني


وأنا اسعدتني جدا موافقتك على أن تكون هذه الخريدة ضيفة سامقة في الجزء القادم من قصة و قصيدة .. لنقترب من تفاصيل لا نعرفها .. ونتعرف على مراحل القصيدة ..
شكرا لك شاعرنا الراقي مع تقديري واحترامي وبيادر من ياسمين الشام

مودتي المخلصة

سفــانة

رياض محمد سليم حلايقه
10-05-2012, 02:35 PM
الشاعر الكبير اسماعيل حقي
لا استطيع ان اكتب شيئا عن قصيدة
تغوص في اعماق المجهول وتصف
ما بعد الموت لمن ما زال حيا بهذا الألق
والكبرياء بل وتكشف عن اسرار الحياة
بعد الموت وتصف حال من لم يمت وكأن الشاعر
ما زال بينهم ويسمع لنجواهم ويصف حالهم
كمن سافر وعاد فيحكي قصته لمن حوله
قصيدة عجيبة في اصلها قوية في مضمونها
باذخة في لغتها .
الا أن انحي لهذا التألق والإبداع احتراما وتبجيلا
دمت بخير

إسماعيل حقي
10-05-2012, 09:46 PM
استاذي الكريم رياض حلايقه
ردح من الزمن وانا كلما اعدت قراءة قصيدة مالك ابن الريب وهو يرثي نفسه ولا سيما قوله
خذاني فجراني ببردي اليكما فقد كان قبل اليوم صعب قياديا
واقول لنفسي ليتني كنت شاعرها حتى هداني الله الى قصيدتي هذه والتي كلما عملت فيها حسن التخلص لانهي القصيدة وجدتني اضيف عليها حتى انهتني قبل ان انتهي منها
فعملت حسن التخلص الاول في قولي
وجاءت فتاة يسحل الظل خطوها تحث نجوم الليل نحو تمردي
ثم ةعملت حسن التخلص الثاني عند قولي
وحوم صمت ثم احسست غفلة يدا من خلال الموت قد امسكت يدي
بوركت اخي رياض وشكرا لبهاء كلماتك التي جددت بي الامل بان هناك من يقرا ويحلل
محبتي لك بعمق ثقافتك الشاسعة

ازدهار السلمان
10-07-2012, 10:31 PM
قصيدة ولا أبهى

أسعدني أني كنت هنا

احترامي وتقديري

عواد الشقاقي
10-07-2012, 11:23 PM
الأستاذ الشاعر اسماعيل حقي

عندما تمتزج القصيدة وموسيقاها العذبة الجميلة بمشاعر الإحباط والحزن واليأس الذي يصيب

العازف تنبثق هنا نكهة متفردة من الجمال وبهذا جاءت هذه القصيدة ومن صميم الأصالة وبأبهى

معانيها موشحة بجلباب الحداثة المزركش القشيب وبأحاسيس المهندس الشاعر الرقيق فبنت

لها هرماً من جمال لايدانى

جملة شعرية متألقة بتراكيب بلاغية رائعة مغرقة بالاختزال والتكثيف والترميز والتصوير البديع

وقد نمت عن مكنة فنية راقية ومهارة لغوية متألقة

ودي وتقديري لك

شاكر السلمان
10-08-2012, 12:03 AM
والله استاذي اسماعيل لا اعرف بماذا أرد على الحرف الجميل .. بل على القلادة اللؤلؤية هذي

اخترت الصمت وانحناءة اعجاب

تحية تليق