عباس باني المالكي
10-26-2012, 07:33 PM
الموسوعة العربية النقدية الرقمية
1-العراق
3-قراءة نقدية لنص (الجثة) للشاعر العراقي حبيب النايف
مسلة الزمن
انتهت فصولها
لتضيف في آخر التقويم
وقت انطفاءالعمر
جثة جامدة
يخيطها صمت مطبق
على طريق إسفلتي كالح
نظرات شاردةمن حدقات
اتسعت كأنها المدى
لم يسعها الفضاء
تحتضن الم الجسد
وتلفهبسيل من الدموع المستباحة في حضرة الفجيعة
اللحظة المتوقدة
تقطع نياطالقلب
تستحضر أحلامها المتبخرة
بين ظلوع الوجع
المدفون على الوجهالنازف حد الألم
تتثاقل الخطى
تنهار رفوف الحيرة في حضرة المكان
أصوات
تتبعها أصوات
هل يسمعها الأموات
ونحيب
يتلوه نحيب
لينهي مابدأت به الحياة
..
بقع الدم المتخثر على جدار الصمت
تأشيرة الدخوللحضرة المجهول
وظل قاتم لجسد عفره التراب
وتلاشى مع صفحات
لم تفتح بعد .
أن تركيب اللغة بمفرداتها وجعلها الواسطة الحقيقة لنقل هم الإنسان الوجودية وفق اللغة الشعرية والامتداد بهذه اللغة وكما أكد عليه رولان بارت في كتابه هسهسة اللغة أن نجعل من الجملة لا تمتلك فقط معنى حرفيا أو ذاتيا وإنما هي تمتلك معاني الإضافية في الدلالات الذاتية المعبرة عن هم الشاعر وما يلزم ذاته في لحظة الكتابة الشعرية أو الخلق الشعري حيث تبقى اللغة لها الأهمية القصوى في تعريف المتلقي بالمتن وإضاءة جوانبه والكشف عنه والإفصاح عن مكنون الدلالات التي فيه وما تحمل من شحن عاطفي دلالي من أجل حيازة المعنى واستيعابه وفهمه وفق أحداث الانزياح في الرؤيا في روحية النص ضمن متنه بشكل لا يطفو إلى السطح ليفقد عمقه في هذه الدلالات الجوهرية ... وهنا نجد الشاعر حبيب النايف يؤرخ الحدث الجسدي ومراحله ضمن الحدث الوجودي لدلالة على هم الإنسان بفقدانه التكافؤ أو المواجهة مع سطوة الأبدية وتلقيه النهاية وفق القوى التي تحدد قدرية النهايات الإنسانية.. وهذا ما يؤكده في بداية نصه على مسلة الزمن وفصول الإنسان في الحياة حيث نجد أن الشاعر يمتلك مساحة واسعة بالمحافظة على العمق النص باستمراره بأحداث الاستعارة الداخلية من خلال الانزياح لمدلول الرؤيا ، تحقيقا إلى التكثيف والتركيز ضمن الدالة الواقعية بعيدا عن الضبابية حيث نلاحظ الشاعر يسعى إلى تبرير الذات في الوجود والذي حولها ليطرح أهم أزمة تواجه الإنسان لمقاربة الأبدية بقوتها الضاغطة والمواجهة معها لهذا نجد الشاعر يتفاعل مع نفسه للامساك بقواه وتوظيفها مع ما حوله كرؤية ودليل له
مسلة الزمن
انتهت فصولها
لتضيف في آخر التقويم
وقت انطفاءالعمر
جثة جامدة
يخيطها صمت مطبق
على طريق إسفلتي كالح
نظرات شاردةمن حدقات
اتسعت كأنها المدى
لم يسعها الفضاء
تحتضن الم الجسد
وتلفهبسيل من الدموع المستباحة في حضرة الفجيعة
كما قلت يحاول الشاعر بإمساك بنهايات عدم تكافؤ الإنسان مع الأبدية بحيث يجعل من الفصول هي مراحل هذا الإنسان في مسلة الزمن وتداعيه وفق فكرة الحركة والضمور في فصوله حيث نجد الشاعر يسعى إلى رؤاه كي يثبت المتغيرات الحياة اليومية والمستقبل وما يحصل إلى الإنسان ضمن هذا المراحل حيث تنتهي كل فصول الإنسان وينطفئ العمر ويتحول إلى جثة ..فهو يؤكد على مسلة الزمن كي يعطي إلى المتلقي أن عمر الإنسان محصور في زمن محدد( مسلة الزمن/انتهت فصولها/لتضيف في آخر التقويم/
وقت انطفاءالعمر/جثة جامدة ) حيث يؤكد هنا هزيمة الإنسان وفق التبريرات الميتافيزيقية والوجودية فالإنسان لم يكن له سوى عمر محدد وينتهي وفق كل هذا التبريرات يتحول إلى جثة هامدة والشاعر أستطاع أن يوحد الفكر والميتافيوياء بواقع الإنسان ضمن الوجود وكذلك أستطاع أن يقارب من المدلول الظاهري إلى المدلول الداخلي في بنية ووظيفة الزمن في عمر الإنسان محققا بذلك الرؤيا التي تمتد لتحقق الصورية التخيلية لمصير هذا الإنسان وعجزة في مواجهة قدره المحتوم فعندما تنتهي فصولة في الحياة يتحول إلى جثة هامدة وتتحول حياته إلى صمت مطبق ...والشاعر قد حقق في إزاحة الظلام حول الإنسان بعد موته باستعارة انزياح توصيفي باستخدامه طريق أسفلتي كالح وفي نفس الوقت أظهر هنا أتساع في الرؤيا في موت الإنسان وهو يحدق إلى ما تركه خلفه في الحياة وكأنه الشاعر هنا أراد أن الإنسان بالرغم من موته يبقى مرتبط بالحياة من خلال ما ترك فيها وهو بهذا حافظ على معنى الصورة وعدم اختلالها في الدلالات حيث نشعر أن الشاعر يمتلك قدرة على الاسترسال في حبكة تكوين الانزياح للحدث الشعري بدون أن تنفرط من سياقها الوظيفي ليبقى محافظ الانزياح التوصيفي على طول النص كي يوصلنا إلى فاجعة الإنسان ونهاية المحفوفة بالألم والنهايات كأنها المدى المفتوح بالوجع (يخيطها صمت مطبق /على طريق إسفلتي كالح/نظرات شاردةمن حدقات/اتسعت كأنها المدى/لم يسعها الفضاء/تحتضن الم الجسد/
وتلفهبسيل من الدموع المستباحة في حضرة الفجيعة) وهو بهذا كون الصورة الشعرية وأستطاع أن يحرك هذه الصورة في مشاهد دلالية للمشاعر الكامنة في الإنسان حيث أمتلك القدرة على أظهار ما وراء الصورة لقدرية الإنسان ونهايته محافظا على توتره الشعري على طول النص ..
اللحظة المتوقدة
تقطع نياطالقلب
تستحضر أحلامها المتبخرة
بين ضلوع الوجع
المدفون على الوجهالنازف حد الألم
تتثاقل الخطى
تنهار رفوف الحيرة في حضرة المكان
أصوات
تتبعها أصوات
هل يسمعها الأموات
ونحيب
يتلوه نحيب
لينهي مابدأت به الحياة
والشاعر كما قلت أستمر بحسه الانفعالي داخل النص في توضيحات بنيوية تكثف صورة النص وتعطيها أبعاد زمنية في لحظة احتضار الإنسان ونهايته ونشعر بقدر ما يستمر بقوة التوتر المؤثر في منظومة متكونة من الصور والأسماء والرموز ضمن مسارات مفترضة بالوصول إلى نهاية الحياة للإنسان وكما نلاحظ أن النص يتمتع بخاصية الوحدة والتكثيف وكما أكد سوزان برنار لقصيدة النثر .. وينتقل الشاعر ولكن ضمن وحدة النص إلى المظاهر المحيطة حول الإنسان الذي يحتضر حتى ندرك أن الشاعر عاش الأزمتين أزمة الاحتضار وأزمة المشهد المؤثر حوله في لحظة الفقد إلى من يحب ..فالشاعر عاش هذه الأزمة بشكل عميق لهذا نرى أن الحدث الصوري المتكون ضمن النص بقدر ما يحمل من العمق يحتفظ بالمعنى الجوهري لأن الشاعر أستطاع للإفادة من هذه التنقلات المؤثرة وبشكل انسيابي ومحتفظ بإدامة الزخم الشعري ( اللحظة المتوقدة/تقطع نياطالقلب/تستحضر أحلامها المتبخرة/بين ضلوع الوجع/المدفون على الوجهالنازف حد الألم/تتثاقل الخطى/تنهار رفوف الحيرة فيحضرة المكان ) حيث نلاحظ الانسيابية في تركيز الأحداث والتنقلات العلنية ليعكسها على الحدث الداخلي إلى الشخص المحتضر فجمال النص يكمن هنا في هذا المقطع حيث ينقل الحدث المكاني الظاهري إلى جوهر لحظة الاحتضار وكأن ما يحدث إلى ما حوله الشخص المحتضر هو انعكاس إلى ما يعانيه من ألم وانهيار في لحظة الموت والشاعر أستطاع هنا أن يتطابق الحدث الخارجي مع تداعيات الداخلية لهذا الاحتضار(تتثاقل الخطى/تنهار رفوف الحيرة في حضرة المكان ) وهو بهذا جعل الدال يتقاطع مع المدلول لتكوين صورة شعرية نابضة مؤثرة على المتلقي وكما قال أي.س.دالاس (أن الصورة الشعرية تعتمد على جديتها وإيجازها، وقوة إيحاءاتها ) والشاعر بقدر ما نقل الحدث الخارجي أستطاع أن يتوغل إلى الداخل مقاطعا العالمين بشكل متدفق وجميل يثير المتلقي حول لحظة الاحتضار وما يرافقها من أحداث من الناس الذين حوله مكون صور نازفة مركز ثقلها هموم الإنسان في لحظة احتضاره
بقع الدم المتخثر على جدار الصمت
تأشيرة الدخوللحضرة المجهول
وظل قاتم لجسد عفره التراب
يوصلنا الشاعر إلى نهاية الفاجعة للإنسان بعد انكساراته وخيباته في مواجهة النهاية المحتومة عليه من قوى الوجود العليا في نهاية لم تبق فيه سوى الدم المتخثر على جدار الصمت والشاعر حول مخاض الألم وانفعالاته في فقدانه من يحب في لحظة الموت إلى رؤيا إيحائية تكون صور شعرية ضمن نسق منهج التكويني لتكوين الحدث الشعري والارتقاء به إلى مستوى سيميائي من الصورة الشعرية وهو بهذا أستطاع أن يحرك الواقع إلى مستوى الحدث الشعري ونقلة إلى حالة الرمز وتداخل المجار والاستعارة الذي مكنته من الاستمرار في المعنى لتشكيل النظام الشعري لأحتوى الصورة الشعرية للحدث الواقعي الذي عاشه ضمن هذه التجربة حيث لم يبقى من الإنسان سوى ظل قاتم لجسد عفره التراب بعد أن أمتلك تأشير دخول إلى حضرة المجهول .. والشاعر أستطاع أن يثبت مجهولية الإنسان وفق الحدث الكوني وتداعياته الحتمية في نهايته المجهولة .
1-العراق
3-قراءة نقدية لنص (الجثة) للشاعر العراقي حبيب النايف
مسلة الزمن
انتهت فصولها
لتضيف في آخر التقويم
وقت انطفاءالعمر
جثة جامدة
يخيطها صمت مطبق
على طريق إسفلتي كالح
نظرات شاردةمن حدقات
اتسعت كأنها المدى
لم يسعها الفضاء
تحتضن الم الجسد
وتلفهبسيل من الدموع المستباحة في حضرة الفجيعة
اللحظة المتوقدة
تقطع نياطالقلب
تستحضر أحلامها المتبخرة
بين ظلوع الوجع
المدفون على الوجهالنازف حد الألم
تتثاقل الخطى
تنهار رفوف الحيرة في حضرة المكان
أصوات
تتبعها أصوات
هل يسمعها الأموات
ونحيب
يتلوه نحيب
لينهي مابدأت به الحياة
..
بقع الدم المتخثر على جدار الصمت
تأشيرة الدخوللحضرة المجهول
وظل قاتم لجسد عفره التراب
وتلاشى مع صفحات
لم تفتح بعد .
أن تركيب اللغة بمفرداتها وجعلها الواسطة الحقيقة لنقل هم الإنسان الوجودية وفق اللغة الشعرية والامتداد بهذه اللغة وكما أكد عليه رولان بارت في كتابه هسهسة اللغة أن نجعل من الجملة لا تمتلك فقط معنى حرفيا أو ذاتيا وإنما هي تمتلك معاني الإضافية في الدلالات الذاتية المعبرة عن هم الشاعر وما يلزم ذاته في لحظة الكتابة الشعرية أو الخلق الشعري حيث تبقى اللغة لها الأهمية القصوى في تعريف المتلقي بالمتن وإضاءة جوانبه والكشف عنه والإفصاح عن مكنون الدلالات التي فيه وما تحمل من شحن عاطفي دلالي من أجل حيازة المعنى واستيعابه وفهمه وفق أحداث الانزياح في الرؤيا في روحية النص ضمن متنه بشكل لا يطفو إلى السطح ليفقد عمقه في هذه الدلالات الجوهرية ... وهنا نجد الشاعر حبيب النايف يؤرخ الحدث الجسدي ومراحله ضمن الحدث الوجودي لدلالة على هم الإنسان بفقدانه التكافؤ أو المواجهة مع سطوة الأبدية وتلقيه النهاية وفق القوى التي تحدد قدرية النهايات الإنسانية.. وهذا ما يؤكده في بداية نصه على مسلة الزمن وفصول الإنسان في الحياة حيث نجد أن الشاعر يمتلك مساحة واسعة بالمحافظة على العمق النص باستمراره بأحداث الاستعارة الداخلية من خلال الانزياح لمدلول الرؤيا ، تحقيقا إلى التكثيف والتركيز ضمن الدالة الواقعية بعيدا عن الضبابية حيث نلاحظ الشاعر يسعى إلى تبرير الذات في الوجود والذي حولها ليطرح أهم أزمة تواجه الإنسان لمقاربة الأبدية بقوتها الضاغطة والمواجهة معها لهذا نجد الشاعر يتفاعل مع نفسه للامساك بقواه وتوظيفها مع ما حوله كرؤية ودليل له
مسلة الزمن
انتهت فصولها
لتضيف في آخر التقويم
وقت انطفاءالعمر
جثة جامدة
يخيطها صمت مطبق
على طريق إسفلتي كالح
نظرات شاردةمن حدقات
اتسعت كأنها المدى
لم يسعها الفضاء
تحتضن الم الجسد
وتلفهبسيل من الدموع المستباحة في حضرة الفجيعة
كما قلت يحاول الشاعر بإمساك بنهايات عدم تكافؤ الإنسان مع الأبدية بحيث يجعل من الفصول هي مراحل هذا الإنسان في مسلة الزمن وتداعيه وفق فكرة الحركة والضمور في فصوله حيث نجد الشاعر يسعى إلى رؤاه كي يثبت المتغيرات الحياة اليومية والمستقبل وما يحصل إلى الإنسان ضمن هذا المراحل حيث تنتهي كل فصول الإنسان وينطفئ العمر ويتحول إلى جثة ..فهو يؤكد على مسلة الزمن كي يعطي إلى المتلقي أن عمر الإنسان محصور في زمن محدد( مسلة الزمن/انتهت فصولها/لتضيف في آخر التقويم/
وقت انطفاءالعمر/جثة جامدة ) حيث يؤكد هنا هزيمة الإنسان وفق التبريرات الميتافيزيقية والوجودية فالإنسان لم يكن له سوى عمر محدد وينتهي وفق كل هذا التبريرات يتحول إلى جثة هامدة والشاعر أستطاع أن يوحد الفكر والميتافيوياء بواقع الإنسان ضمن الوجود وكذلك أستطاع أن يقارب من المدلول الظاهري إلى المدلول الداخلي في بنية ووظيفة الزمن في عمر الإنسان محققا بذلك الرؤيا التي تمتد لتحقق الصورية التخيلية لمصير هذا الإنسان وعجزة في مواجهة قدره المحتوم فعندما تنتهي فصولة في الحياة يتحول إلى جثة هامدة وتتحول حياته إلى صمت مطبق ...والشاعر قد حقق في إزاحة الظلام حول الإنسان بعد موته باستعارة انزياح توصيفي باستخدامه طريق أسفلتي كالح وفي نفس الوقت أظهر هنا أتساع في الرؤيا في موت الإنسان وهو يحدق إلى ما تركه خلفه في الحياة وكأنه الشاعر هنا أراد أن الإنسان بالرغم من موته يبقى مرتبط بالحياة من خلال ما ترك فيها وهو بهذا حافظ على معنى الصورة وعدم اختلالها في الدلالات حيث نشعر أن الشاعر يمتلك قدرة على الاسترسال في حبكة تكوين الانزياح للحدث الشعري بدون أن تنفرط من سياقها الوظيفي ليبقى محافظ الانزياح التوصيفي على طول النص كي يوصلنا إلى فاجعة الإنسان ونهاية المحفوفة بالألم والنهايات كأنها المدى المفتوح بالوجع (يخيطها صمت مطبق /على طريق إسفلتي كالح/نظرات شاردةمن حدقات/اتسعت كأنها المدى/لم يسعها الفضاء/تحتضن الم الجسد/
وتلفهبسيل من الدموع المستباحة في حضرة الفجيعة) وهو بهذا كون الصورة الشعرية وأستطاع أن يحرك هذه الصورة في مشاهد دلالية للمشاعر الكامنة في الإنسان حيث أمتلك القدرة على أظهار ما وراء الصورة لقدرية الإنسان ونهايته محافظا على توتره الشعري على طول النص ..
اللحظة المتوقدة
تقطع نياطالقلب
تستحضر أحلامها المتبخرة
بين ضلوع الوجع
المدفون على الوجهالنازف حد الألم
تتثاقل الخطى
تنهار رفوف الحيرة في حضرة المكان
أصوات
تتبعها أصوات
هل يسمعها الأموات
ونحيب
يتلوه نحيب
لينهي مابدأت به الحياة
والشاعر كما قلت أستمر بحسه الانفعالي داخل النص في توضيحات بنيوية تكثف صورة النص وتعطيها أبعاد زمنية في لحظة احتضار الإنسان ونهايته ونشعر بقدر ما يستمر بقوة التوتر المؤثر في منظومة متكونة من الصور والأسماء والرموز ضمن مسارات مفترضة بالوصول إلى نهاية الحياة للإنسان وكما نلاحظ أن النص يتمتع بخاصية الوحدة والتكثيف وكما أكد سوزان برنار لقصيدة النثر .. وينتقل الشاعر ولكن ضمن وحدة النص إلى المظاهر المحيطة حول الإنسان الذي يحتضر حتى ندرك أن الشاعر عاش الأزمتين أزمة الاحتضار وأزمة المشهد المؤثر حوله في لحظة الفقد إلى من يحب ..فالشاعر عاش هذه الأزمة بشكل عميق لهذا نرى أن الحدث الصوري المتكون ضمن النص بقدر ما يحمل من العمق يحتفظ بالمعنى الجوهري لأن الشاعر أستطاع للإفادة من هذه التنقلات المؤثرة وبشكل انسيابي ومحتفظ بإدامة الزخم الشعري ( اللحظة المتوقدة/تقطع نياطالقلب/تستحضر أحلامها المتبخرة/بين ضلوع الوجع/المدفون على الوجهالنازف حد الألم/تتثاقل الخطى/تنهار رفوف الحيرة فيحضرة المكان ) حيث نلاحظ الانسيابية في تركيز الأحداث والتنقلات العلنية ليعكسها على الحدث الداخلي إلى الشخص المحتضر فجمال النص يكمن هنا في هذا المقطع حيث ينقل الحدث المكاني الظاهري إلى جوهر لحظة الاحتضار وكأن ما يحدث إلى ما حوله الشخص المحتضر هو انعكاس إلى ما يعانيه من ألم وانهيار في لحظة الموت والشاعر أستطاع هنا أن يتطابق الحدث الخارجي مع تداعيات الداخلية لهذا الاحتضار(تتثاقل الخطى/تنهار رفوف الحيرة في حضرة المكان ) وهو بهذا جعل الدال يتقاطع مع المدلول لتكوين صورة شعرية نابضة مؤثرة على المتلقي وكما قال أي.س.دالاس (أن الصورة الشعرية تعتمد على جديتها وإيجازها، وقوة إيحاءاتها ) والشاعر بقدر ما نقل الحدث الخارجي أستطاع أن يتوغل إلى الداخل مقاطعا العالمين بشكل متدفق وجميل يثير المتلقي حول لحظة الاحتضار وما يرافقها من أحداث من الناس الذين حوله مكون صور نازفة مركز ثقلها هموم الإنسان في لحظة احتضاره
بقع الدم المتخثر على جدار الصمت
تأشيرة الدخوللحضرة المجهول
وظل قاتم لجسد عفره التراب
يوصلنا الشاعر إلى نهاية الفاجعة للإنسان بعد انكساراته وخيباته في مواجهة النهاية المحتومة عليه من قوى الوجود العليا في نهاية لم تبق فيه سوى الدم المتخثر على جدار الصمت والشاعر حول مخاض الألم وانفعالاته في فقدانه من يحب في لحظة الموت إلى رؤيا إيحائية تكون صور شعرية ضمن نسق منهج التكويني لتكوين الحدث الشعري والارتقاء به إلى مستوى سيميائي من الصورة الشعرية وهو بهذا أستطاع أن يحرك الواقع إلى مستوى الحدث الشعري ونقلة إلى حالة الرمز وتداخل المجار والاستعارة الذي مكنته من الاستمرار في المعنى لتشكيل النظام الشعري لأحتوى الصورة الشعرية للحدث الواقعي الذي عاشه ضمن هذه التجربة حيث لم يبقى من الإنسان سوى ظل قاتم لجسد عفره التراب بعد أن أمتلك تأشير دخول إلى حضرة المجهول .. والشاعر أستطاع أن يثبت مجهولية الإنسان وفق الحدث الكوني وتداعياته الحتمية في نهايته المجهولة .