عباس باني المالكي
11-07-2012, 10:12 PM
-قراءة نقدية في نص(جدب وعدك )للشاعرة بارقة أبو الشون:-
حينما تخلو الدروب منك
أظل أبحث عن خطاك
علني ألتمس قبسة حرف من أطراف بقاياك
أبحث عن نشيدٍ لدولتي
حين تنقشع ضباب أشرعتي
الراسية قرب موانئك البعيدة
إذما تشهر سيف مودتك بخاصرتي
ينتحب جرحي
وطني لا تغلق كل ستائر حلمي خجلاً
شاءت أقداري أن تجمعني بك هماً
شاءت أقدارك أن تعرفني ألما
أن تعرف كل المدن الراسية وتنكر أرضي
وطني جدب وعدك
جدب
أهفو إلى دربك
تأخذ كل الطرقات وترحل
كل صراخ هذا الغيب تدق على أكمامي
جدب أنت عراقي
جدب وإنا بادية الصحراء
حلم آذاري تمر ببابي
تغرس فيّ الكلمات
نثار الصفحات
وتندى عيناي صليل قيودك
ليت حروفي زادك
يأخذني الصبح الى قافية الطوفان
إذا ما غابت شمسي
كل تراتيلي
قل لي حرف لم يعرفه أحد قبلي
كي لا تفزع مني سطوري الملقاة
عندما نبحث عن مدخل إلى النصوص الشعرية قد يكون العنوان أحد مداخل إلى النصوص وكما حددته المدارس النقدية ( بثرايا النص) وهذا قد يكون لكثير من النصوص التي تكون ذائقتها الشعرية حول موضوع أو حالة تخترق الشاعر فيجتهد في التعبير عنها بأنساق لغته المعبرة عن هاجسه الثقافي وبهذا يكون العنوان العلامة في تحديد هذه الذائقة ولكن هنا لا يشكل العنوان الهاجس الشعري من أجل الدخول لهذا النص لأن مساحته في عمق الرؤيا تمتد بعمق فاجعة وطن شكل لهذه الشاعرة مساحات واسعة من الحلم والأمل والحياة نفسها بالرغم أن هذا الوطن أصبح لها الأمل المقترن بكل خطواتها الواعية وغير الواعية أي أصبح الوطن بقدر حجم ذاتها وصار لها مرآتها الصوفية وامتد بقدر همومها الذاتية والتاريخية أي أن لا ذات لها غير ذات الوطن وإذا أردنا عن نتحدث عن هذه الشاعرة المبدعة وحرفية وطنيتها المخلصة يجب أن تتحدث قبل هذا عن أزمة هذا الوطن الذي أصبح دلالات نفي ووجود في نفس اللحظة إلى أبنائه المنتمين له بشكل صميمي وهذا بالطبع يشكل أزمتهم الإنسانية، والشعر هنا يشكل حالة منازلة ومخاض داخل الذات من أجل الوطن أي يصبح الوطن هو الرؤيا الدلالية في أحداث الانزياح الكامل لجذب الصورة الشعرية والتي هي علامة انتماء إلى كل مفردات الذات الوطنية العميقة حيث يتمحور أبداع وتألق هذه الشاعرة على تجاذبات حبها العميق إلى وطنها العراق لأنها تجعل من مفردات اللغة نسيج همومها التي تتشابك عبر نافذة ذائقتها الروحية الى هموم الوطن وتكبر هنا الذات وتتضخم بقدر مساحات التأويل الدلالي المخترقة لكل تحديد في الزمكانية والشاعرة بقدر ما تحقق حضورها الذاتي تحقق حضور أكبر الى وطنها العزيز الجميل الرائع بكل الحضارات العظيمة ، ويأتي المعنى في رؤاها الشعرية ليس امتدادا إلى رؤيا أيديولوجية والتي تجسده وتعبر عنه من خلال هذه الأيديولوجية أي أن الذات الشعرية تكون مرهونة إلى ذائقة فكرها السياسي ولكن الشاعرة تنتمي إلى وطنها انتماء ثقافي إنساني مصيري غير خاضع إلى أي فكر أيديولوجي وهذا ما جعل الشاعرة تمتلك امتداداً واسعاً من النسيج اللغوي غير مشفر بالفكر السياسي بل امتداد عاطفي ثقافي في خلق نص ناضج عاطفيا عكس كثير من الشعراء الذين يرون الوطن من خلال أيديولوجيتهم وهذا ما يجعلهم يسقطون في اليوتوبيا والتي تصبح المسيطرة عليهم في البحث الدلالي عن المعنى في أحداث الأنزياحات الصورية التي تصنعها ميكانزمات اللغة والشاعرة استطاعت أن تمتلك انسجام بين أنساقها المتخيلة الرمزية وبين اللغة التي هي أداة في التعبير لإيجاد صورة شعرية قادرة على بث همومها من خلالها دون الوقوع في اليوتوبيا السياسية وهي بهذا حسمت ذائقتها باتجاه تحقيق أنسقها الشعرية ضمن ذهنيه ثقافة وطنية وانتماء مصيري إلى الوطن :-
حينما تخلو الدروب منك
أظل أبحث عن خطاك
علني ألتمس قبسه حرف من أطراف بقاياك
هنا يصبح الوطن هو الهوية أي أن الشاعرة لا تمتلك أي خطوة دون أن تحمل انتماءً صميمياً إلى الوطن أو أن انتمائها إلى الوطن ليس حالة عرضية بل انتماء مصيري (حينما تخلو الدروب منك / أظل ابحث عن خطاك) وحتى لو تجد خطاها بعيدة عن وطنها فأنها سوف تعيد خطاها إلى خطا الوطن فأنها متعلقة بالوطن إلى حد أن تلتمس حتى حرف من أسم هذا الوطن وهذه حالة متقدمة من الانتماء قبس من حرف أطراف بقاياك (علني التمس قبسه حرف من أطراف بقاياك)أي يصبح الانتماء إلى الوطن انتماء إلى الحياة وحتى أن هذا الوطن لم يعطها الحياة بل سيظل هو قبس حياتها لأن ارتباطها به ارتباط مصيري وبالطبع هذه مناشدة من البعيد وحتى هذا البعد لا يلغي انتماءها المصيري له أي ان الوطن لها هاجس الانتماء إلى الوجود الإنساني وضمن أنساق هي تحددها فيه بدون أن تقع في الطوبائية الفكرية لحالة هذا الانتماء
يتبع
حينما تخلو الدروب منك
أظل أبحث عن خطاك
علني ألتمس قبسة حرف من أطراف بقاياك
أبحث عن نشيدٍ لدولتي
حين تنقشع ضباب أشرعتي
الراسية قرب موانئك البعيدة
إذما تشهر سيف مودتك بخاصرتي
ينتحب جرحي
وطني لا تغلق كل ستائر حلمي خجلاً
شاءت أقداري أن تجمعني بك هماً
شاءت أقدارك أن تعرفني ألما
أن تعرف كل المدن الراسية وتنكر أرضي
وطني جدب وعدك
جدب
أهفو إلى دربك
تأخذ كل الطرقات وترحل
كل صراخ هذا الغيب تدق على أكمامي
جدب أنت عراقي
جدب وإنا بادية الصحراء
حلم آذاري تمر ببابي
تغرس فيّ الكلمات
نثار الصفحات
وتندى عيناي صليل قيودك
ليت حروفي زادك
يأخذني الصبح الى قافية الطوفان
إذا ما غابت شمسي
كل تراتيلي
قل لي حرف لم يعرفه أحد قبلي
كي لا تفزع مني سطوري الملقاة
عندما نبحث عن مدخل إلى النصوص الشعرية قد يكون العنوان أحد مداخل إلى النصوص وكما حددته المدارس النقدية ( بثرايا النص) وهذا قد يكون لكثير من النصوص التي تكون ذائقتها الشعرية حول موضوع أو حالة تخترق الشاعر فيجتهد في التعبير عنها بأنساق لغته المعبرة عن هاجسه الثقافي وبهذا يكون العنوان العلامة في تحديد هذه الذائقة ولكن هنا لا يشكل العنوان الهاجس الشعري من أجل الدخول لهذا النص لأن مساحته في عمق الرؤيا تمتد بعمق فاجعة وطن شكل لهذه الشاعرة مساحات واسعة من الحلم والأمل والحياة نفسها بالرغم أن هذا الوطن أصبح لها الأمل المقترن بكل خطواتها الواعية وغير الواعية أي أصبح الوطن بقدر حجم ذاتها وصار لها مرآتها الصوفية وامتد بقدر همومها الذاتية والتاريخية أي أن لا ذات لها غير ذات الوطن وإذا أردنا عن نتحدث عن هذه الشاعرة المبدعة وحرفية وطنيتها المخلصة يجب أن تتحدث قبل هذا عن أزمة هذا الوطن الذي أصبح دلالات نفي ووجود في نفس اللحظة إلى أبنائه المنتمين له بشكل صميمي وهذا بالطبع يشكل أزمتهم الإنسانية، والشعر هنا يشكل حالة منازلة ومخاض داخل الذات من أجل الوطن أي يصبح الوطن هو الرؤيا الدلالية في أحداث الانزياح الكامل لجذب الصورة الشعرية والتي هي علامة انتماء إلى كل مفردات الذات الوطنية العميقة حيث يتمحور أبداع وتألق هذه الشاعرة على تجاذبات حبها العميق إلى وطنها العراق لأنها تجعل من مفردات اللغة نسيج همومها التي تتشابك عبر نافذة ذائقتها الروحية الى هموم الوطن وتكبر هنا الذات وتتضخم بقدر مساحات التأويل الدلالي المخترقة لكل تحديد في الزمكانية والشاعرة بقدر ما تحقق حضورها الذاتي تحقق حضور أكبر الى وطنها العزيز الجميل الرائع بكل الحضارات العظيمة ، ويأتي المعنى في رؤاها الشعرية ليس امتدادا إلى رؤيا أيديولوجية والتي تجسده وتعبر عنه من خلال هذه الأيديولوجية أي أن الذات الشعرية تكون مرهونة إلى ذائقة فكرها السياسي ولكن الشاعرة تنتمي إلى وطنها انتماء ثقافي إنساني مصيري غير خاضع إلى أي فكر أيديولوجي وهذا ما جعل الشاعرة تمتلك امتداداً واسعاً من النسيج اللغوي غير مشفر بالفكر السياسي بل امتداد عاطفي ثقافي في خلق نص ناضج عاطفيا عكس كثير من الشعراء الذين يرون الوطن من خلال أيديولوجيتهم وهذا ما يجعلهم يسقطون في اليوتوبيا والتي تصبح المسيطرة عليهم في البحث الدلالي عن المعنى في أحداث الأنزياحات الصورية التي تصنعها ميكانزمات اللغة والشاعرة استطاعت أن تمتلك انسجام بين أنساقها المتخيلة الرمزية وبين اللغة التي هي أداة في التعبير لإيجاد صورة شعرية قادرة على بث همومها من خلالها دون الوقوع في اليوتوبيا السياسية وهي بهذا حسمت ذائقتها باتجاه تحقيق أنسقها الشعرية ضمن ذهنيه ثقافة وطنية وانتماء مصيري إلى الوطن :-
حينما تخلو الدروب منك
أظل أبحث عن خطاك
علني ألتمس قبسه حرف من أطراف بقاياك
هنا يصبح الوطن هو الهوية أي أن الشاعرة لا تمتلك أي خطوة دون أن تحمل انتماءً صميمياً إلى الوطن أو أن انتمائها إلى الوطن ليس حالة عرضية بل انتماء مصيري (حينما تخلو الدروب منك / أظل ابحث عن خطاك) وحتى لو تجد خطاها بعيدة عن وطنها فأنها سوف تعيد خطاها إلى خطا الوطن فأنها متعلقة بالوطن إلى حد أن تلتمس حتى حرف من أسم هذا الوطن وهذه حالة متقدمة من الانتماء قبس من حرف أطراف بقاياك (علني التمس قبسه حرف من أطراف بقاياك)أي يصبح الانتماء إلى الوطن انتماء إلى الحياة وحتى أن هذا الوطن لم يعطها الحياة بل سيظل هو قبس حياتها لأن ارتباطها به ارتباط مصيري وبالطبع هذه مناشدة من البعيد وحتى هذا البعد لا يلغي انتماءها المصيري له أي ان الوطن لها هاجس الانتماء إلى الوجود الإنساني وضمن أنساق هي تحددها فيه بدون أن تقع في الطوبائية الفكرية لحالة هذا الانتماء
يتبع