يوسف الحسن
12-26-2012, 10:50 AM
*
دمعة تحيرت في مقلتيها
تَرقرقتْ دموعُها في أهدابِها بفقدِ أليفها في أول الطريق ,وترنحتْ بها الآمالُ حتى هوتْ في وادي الحزنِ السَحيق. بعد أن فارقتْ عشها الذي درجتْ منهُ, فعَصفتْ بها الرياحُ الُهوجُ في صحراءٍ تشعبتْ مساربُها ,وتحركتْ *كثبانُها ,فلم تجدْ سِوى دموعٍ حرَّى تسَّاقطُ منْ مُقلتيَها لعلها تطفئُ جذوةَ جمرٍ تتقدُ في فُؤادها..
* سمعتُ في غسقِ الدُّجى بكاءً *يبعثُ الأسَى ويُثيرُ. منْ فتاةٍ كوردة ٍنضرةٍ *قُطِفتْ من غُصنِها وفارقتْهُ *إنَّ الفراق مريرُ..
*بعدَ أن أصبحتْ أمَّاً لبرعمِ وردٍ *لمْ يتفتحْ زهره فَتَلفَّتتْ مذعورةً كظَبيٍ تحَسَّسَ صوتَ صَيادٍ وأيَقنَ أنَّه مأسورُ.. *فقلتُ: لاعليكِ بُنَيتي إنِّي أبو الفتى فقدتُ حُسامي *ورَحى الموت في بغدادَ تدورُ .. *فتحيرتْ منْ مَحاجِرها دمعةٌ .
*أتهْمي ؟ أم تغورُ ؟. *
* * *وقالتْ:
عَمَّاهُ إنِّي أرى كلَّ شيءٍ في ناظري قدْ اعتراهُ الفتورُ
حتى كأن الأرضَ ساكنةٌ ليستْ تدور.ُ.
*فطوبى لكَ أنتَ أبو الشهيدِ *علَّمتَنا الصَّبرَ,
وأنا زَوجهُ *وأمُّه الثَكْلى يَطفحُ من وجْهِها النُّورُ..
*أهكذا بلمحِ البرقِ *تموتُ وتنقضَي أحلامُنا وآمالنا !
وكلُّ شيء إلى الترابِ يَصيرُ..
وأكبادُنا تموجُ بها الآمالُ وترقصُ طرباً .
*فاليومَ أصبحَ السرورُ والهناءُ *فيها مقصوصَ الجناحِ مبتورُ..
*فأجبتُها ..
بُنيتي..
لا تجزعي *لفراق حبيبٍ إنْ احتسبتِ وصَبرتِ *سيكونُ لكِ في الجنانِ قصورُ.. *فروحُ الشَهيدِ *في حواصلِ طيورٍ خضرٍ *تحتَ عرشِ الرحمنِ تَطيرُ *
* *وإنْ ظَمئنا *هناكَ شَربْنا *ماءً فراتُهُ عذبٌ نميرُ..
فبدا الرِّضا في إشرقةِ وجْهِها كصبحٍ تنفسَ, وشعَّ منه النُّورُ..
فكلي أملٌ ورجاءٌ أنْ تَحْفظي وديعتَه
كما أوصَى قبلَ رحيلهِ
*بِتَحفيظِها كتابَ اللهِ وفهْمهِ
*هي مُهجُ القلوبِ *ومزعُ الأكبادِ جميعاً
*فيها الذكاءُ والأملُ وصورةُ منْ رحلَ عَنا,
ونسائمُ أعمالهِ عنبرٌ يفوح , و يتهادى عَبيرُ.. * *ـ *********************************
دمعة تحيرت في مقلتيها
تَرقرقتْ دموعُها في أهدابِها بفقدِ أليفها في أول الطريق ,وترنحتْ بها الآمالُ حتى هوتْ في وادي الحزنِ السَحيق. بعد أن فارقتْ عشها الذي درجتْ منهُ, فعَصفتْ بها الرياحُ الُهوجُ في صحراءٍ تشعبتْ مساربُها ,وتحركتْ *كثبانُها ,فلم تجدْ سِوى دموعٍ حرَّى تسَّاقطُ منْ مُقلتيَها لعلها تطفئُ جذوةَ جمرٍ تتقدُ في فُؤادها..
* سمعتُ في غسقِ الدُّجى بكاءً *يبعثُ الأسَى ويُثيرُ. منْ فتاةٍ كوردة ٍنضرةٍ *قُطِفتْ من غُصنِها وفارقتْهُ *إنَّ الفراق مريرُ..
*بعدَ أن أصبحتْ أمَّاً لبرعمِ وردٍ *لمْ يتفتحْ زهره فَتَلفَّتتْ مذعورةً كظَبيٍ تحَسَّسَ صوتَ صَيادٍ وأيَقنَ أنَّه مأسورُ.. *فقلتُ: لاعليكِ بُنَيتي إنِّي أبو الفتى فقدتُ حُسامي *ورَحى الموت في بغدادَ تدورُ .. *فتحيرتْ منْ مَحاجِرها دمعةٌ .
*أتهْمي ؟ أم تغورُ ؟. *
* * *وقالتْ:
عَمَّاهُ إنِّي أرى كلَّ شيءٍ في ناظري قدْ اعتراهُ الفتورُ
حتى كأن الأرضَ ساكنةٌ ليستْ تدور.ُ.
*فطوبى لكَ أنتَ أبو الشهيدِ *علَّمتَنا الصَّبرَ,
وأنا زَوجهُ *وأمُّه الثَكْلى يَطفحُ من وجْهِها النُّورُ..
*أهكذا بلمحِ البرقِ *تموتُ وتنقضَي أحلامُنا وآمالنا !
وكلُّ شيء إلى الترابِ يَصيرُ..
وأكبادُنا تموجُ بها الآمالُ وترقصُ طرباً .
*فاليومَ أصبحَ السرورُ والهناءُ *فيها مقصوصَ الجناحِ مبتورُ..
*فأجبتُها ..
بُنيتي..
لا تجزعي *لفراق حبيبٍ إنْ احتسبتِ وصَبرتِ *سيكونُ لكِ في الجنانِ قصورُ.. *فروحُ الشَهيدِ *في حواصلِ طيورٍ خضرٍ *تحتَ عرشِ الرحمنِ تَطيرُ *
* *وإنْ ظَمئنا *هناكَ شَربْنا *ماءً فراتُهُ عذبٌ نميرُ..
فبدا الرِّضا في إشرقةِ وجْهِها كصبحٍ تنفسَ, وشعَّ منه النُّورُ..
فكلي أملٌ ورجاءٌ أنْ تَحْفظي وديعتَه
كما أوصَى قبلَ رحيلهِ
*بِتَحفيظِها كتابَ اللهِ وفهْمهِ
*هي مُهجُ القلوبِ *ومزعُ الأكبادِ جميعاً
*فيها الذكاءُ والأملُ وصورةُ منْ رحلَ عَنا,
ونسائمُ أعمالهِ عنبرٌ يفوح , و يتهادى عَبيرُ.. * *ـ *********************************