حليمة الإسماعيلي
12-27-2012, 02:26 AM
تمر الأيام وأنا ها هنا وحدي وغيابك يؤكد لي كل لحظة أنك أقرب لي من حبل وريدي لجسدي ، فمازلت في غمار مشاعري نحوك أغترب عن نفسي وأنتمي إليك ، قريب أنت من نفسي لنفسي ، أستعير من الزمن دقائق وأرحل بها إليك أيها الفرح ، أدع جانبا كل الأوجاع المزدحمة على طريق أيامي وأرحل إليك عبر نتف ذكريات تشع في ليل التأمل والحلم .
ها هنا وحدي : وها هي ذي اللحظات تنبسط كلها أمامي وأنا أسترجعك في خاطري صورة صورة ، أسرق منها بريقا ذاب من عيني لأدفئ به لحظاتي الحاضرة ، أطويها ثانية وأفيق من ذهولي على الزمن المنبسط حولي ، على صوت الحزن يندفع من كل مكان حبة تراب تمشي عليها قدماي .
ها هنا وحدي ، أسترجع صوتك، صوتك الذي جعل خصلات شعري دمية تلاعبها نسائم الربيع وعيني قنديل فرح يشع في سواد الأيام الداكنة ، لم تكن فيها أيام سوداء ، كان العالم كله مسرحا ربيعي الاخضرار يجدد لونه كل صباح بانتظار أن يحتوي خطواتي لأرحل عبره أعانق الأفق ، أخضع المستحيل وأفرح .
وحدي ها هنا أعترف : أنا مشتاقة وأذوب شوقا حتى ذابت ملامحي في أتون العمر ، وبالرغم من كل عذاب الاشتياق وصعوبة التعايش مع الحنين المجنون لك ، أعرف أنك لن تأتي، وأن شوقي سيسافر في كل أرجاء العمر دونك وأعترف بأن هذا الشوق الذي يعزف الآن صمته والذي لا يبارح ضلوعي كان كل عالمك ولا أدري إلى أي الأماكن وصل عندك الآن ؟
هاهنا وحدي وعلامات استفهام كبرى ترتاد أزقة الفؤاد المكسور ، فينكسر الحلم لا تبدو الحياة سوى أنشودة مكلومة ، وأنا على الرصيف خارج السرب ، تذهل الفجيعة خطوي ، المطر يسكب في جوفي حليب اللوعة فيداهمني النحيب ، وأروي للشجر حكاية أول حرقة على الجبين ، فتتساقط أوراقه المخذولة من فرط الحزن والسماء ما عادت تمطر وجدا فقد أعياها السهر وانتظار الآتي الذي لا يأتي .
ها هنا وحدي لا أجد ما يكبح النيران غير النيران وحطب هذا القلب جمرات تكسر جمرات … فتغتصبني أصداؤك .
هاهنا وحدي أرسمك في جسدي شجرة زيتونٍ وترسمني صبارا مرا فوق قبور الموتى .
وحدي ها هنا … أسأل عنك شرفتي ودروب مدينتي ، أسأل كل من رآك ومن لم يرك أسأل عنك دمي ، دموعي ، وآهات أم كلثوم ، وما يدلني عنك ، وما دلني أحد وأنت أقرب إلي من حبل الوريد .
وحدي ها هنا : أسألك لم كان كل ذاك الحضور ولم كل هذا الغياب ؟
ها هنا وحدي : وها هي ذي اللحظات تنبسط كلها أمامي وأنا أسترجعك في خاطري صورة صورة ، أسرق منها بريقا ذاب من عيني لأدفئ به لحظاتي الحاضرة ، أطويها ثانية وأفيق من ذهولي على الزمن المنبسط حولي ، على صوت الحزن يندفع من كل مكان حبة تراب تمشي عليها قدماي .
ها هنا وحدي ، أسترجع صوتك، صوتك الذي جعل خصلات شعري دمية تلاعبها نسائم الربيع وعيني قنديل فرح يشع في سواد الأيام الداكنة ، لم تكن فيها أيام سوداء ، كان العالم كله مسرحا ربيعي الاخضرار يجدد لونه كل صباح بانتظار أن يحتوي خطواتي لأرحل عبره أعانق الأفق ، أخضع المستحيل وأفرح .
وحدي ها هنا أعترف : أنا مشتاقة وأذوب شوقا حتى ذابت ملامحي في أتون العمر ، وبالرغم من كل عذاب الاشتياق وصعوبة التعايش مع الحنين المجنون لك ، أعرف أنك لن تأتي، وأن شوقي سيسافر في كل أرجاء العمر دونك وأعترف بأن هذا الشوق الذي يعزف الآن صمته والذي لا يبارح ضلوعي كان كل عالمك ولا أدري إلى أي الأماكن وصل عندك الآن ؟
هاهنا وحدي وعلامات استفهام كبرى ترتاد أزقة الفؤاد المكسور ، فينكسر الحلم لا تبدو الحياة سوى أنشودة مكلومة ، وأنا على الرصيف خارج السرب ، تذهل الفجيعة خطوي ، المطر يسكب في جوفي حليب اللوعة فيداهمني النحيب ، وأروي للشجر حكاية أول حرقة على الجبين ، فتتساقط أوراقه المخذولة من فرط الحزن والسماء ما عادت تمطر وجدا فقد أعياها السهر وانتظار الآتي الذي لا يأتي .
ها هنا وحدي لا أجد ما يكبح النيران غير النيران وحطب هذا القلب جمرات تكسر جمرات … فتغتصبني أصداؤك .
هاهنا وحدي أرسمك في جسدي شجرة زيتونٍ وترسمني صبارا مرا فوق قبور الموتى .
وحدي ها هنا … أسأل عنك شرفتي ودروب مدينتي ، أسأل كل من رآك ومن لم يرك أسأل عنك دمي ، دموعي ، وآهات أم كلثوم ، وما يدلني عنك ، وما دلني أحد وأنت أقرب إلي من حبل الوريد .
وحدي ها هنا : أسألك لم كان كل ذاك الحضور ولم كل هذا الغياب ؟