المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حفلُ زفافٍ سُرْياليٍّ (تجريب على التجريد)


عبد اللطيف غسري
01-01-2013, 09:46 PM
حفلُ زفافٍ سُرْياليٍّ (تجريب على التجريد)
للشاعر عبد اللطيف غسري




في بَعضِ أزْمِنةٍ لمْ تُطْوَ بالقِدَمِ = يَطْغَى اخْضِرارُ المدَى في الدَّوْحِ والأَكَمِ
الوقتُ مُنْكَفِئٌ عَنْ حَبْلِ سُرَّتِهِ = لمْ يَرْمِهِ رَحِمُ الأسْرَارِ والكَلِمِ
نظِّفْ مراياكَ وادْخُلْ طَيَّ يَقْظتِها = وارْصُدْ ربوعَ تُرابٍ عنْكَ لمْ تنَمِ
رُؤْياكَ تعْويذةٌ شَلَّاءُ تَصْرَعُها = دَعْوى الفراغِ على تعْويذةِ الزخَمِ
أيْنَ امْتلاءُ رُبوعِ الترْبِ؟ مَرْصَدُهُ = عِندَ الْتِقاءِ الرياحِ الهُوجِ و السُّدُمِِ
بَدْرانِ فوقَ جدارِ الفرْحِ نَشْرُهُما = يُغادرَانِ مدارَ الشك والتُّهَمِ
يُبَدِّدانِ جُموحَ الريحِ في خَجَلٍ = عنْ سِنْدِيانةِ عُمْرٍ جامِحِ الحُلُمِ
كفَّانِ منْ خلْطةِ الميعادِ وَشْمُهُما = يُطَرِّزانِ ربيعًا منْ شُواظِ دَمِ
هذا الترَقبُ تحت النار مِرْوَحةٌ = بها يُذبُّ ذبابُ الوقتِ والوَخَمِ
يا أيُّها الطارئُ الملفوفُ في سَعَةٍ = منَ البياضِ مُنِحْتَ الحَظَّ فاغْتنِمِ
حقٌّ لِمِثْلِكَ أنْ يَنْدَسَّ في ألِفٍ = تُغْري وفي هَمْزةٍ تُدْنِي إلى النِّعَمِ
تبُثُّ مِدْخنةُ الأصواتِ أبْخِرَةً = منَ التوقعِ تُهْدَى منِ فمٍ لِفَمِ
تنْأى حُوَيْصِلةٌ الأصداءِ عن دَرَنٍ = تُبْدِي انْفِراجًا كبَعْثِ النورِ في الظلَمِ
عنْ مشْبكٍ سُنْدُسِيٍّ للهواءِ وعنْ = تدافُعٍ هَنْدَسِيٍّ في ذرى النغَمِ
اقْطِفْ حِجاجَ انْزياحٍ نحوَ نَشْوتِهِ = - منِ انْفِعالِكَ- لا يُرْديكَ بالسقَمِ
بعضُ التحَفُّظِ في الأحْداقِ حَوْلَكَ قدْ = تُطْوَى مسافاتُهُ في راحةِ الندَمِ
ملائِكِيٌّ حُداءُ الليلِ حُقَّ لهُ = أنْ ينْفُخَ الروحَ في ترْنِيمَةِ السأمِ
الآنَ أمْسِكْ بأسْمالِ الإفاقةِ منِ = جُنونِ صَعْلكةٍ في أيْكةِ الرَّخَمِ
ذاكَ الترَنُّحُ -إنْ يَلْزَمْ جُفونَكَ- لا = تَشْغَلْكَ جِدَّتُهُ عنْ جِدَّةِ الألَمِ
انظُرْ حَوَاليْكَ.. هذا الماءُ يَنْفُرُ مِنْ = جُيوبِ وَعْيِكَ مسْكوبًا على قَدَمِ
وتلكَ دائرةُ التدليلِ في عجَلٍ = تُقامُ حولَ سِماطِ الجُوعِ والنَّهَمِ
هيَّا ابْرَحِ الألِفَ المَقْصورَةَ انْزَعِهَا = لَمْلِمْ شظاياكَ وازْحَمْها أوِ ازْدَحِمِ
ما زالَ وقتُكَ موْصولا بسُرَّتِهِ = لمْ يَرْمِهِ رَحِمُ الأسْرَارِ والكَلِمِ
الآنَ يُوغِلُ مَهْوَى الريحِ مُبْتعِدًا = يرْتجُّ مُلْتطِمٌ منها بِمُلْتطِمِ
يَلْقَى امْتلاءُ ربوعِ الترْبِ وِجْهتَهُ = يعْشُو فَيَخْبِطُ في أحلامِهِ البُهَمِ
تعودُ أنتَ إلى وهْمٍ كَلِفْتَ بهِ = فابْدَأْ تعاويذكَ الشَلَّاءَ واخْتَتِمِ
كأنَّما "دُنْكِشُوطُ" القرْمُ فيك بدا = مُجَرِّدًا سيْفَهُ الممْهورَ بالوَهَمِ

في بَعضِ أزْمِنةٍ لمْ تُطْوَ بالقِدَمِ = يَطْغَى اخْضِرارُ المدَى في الدَّوْحِ والأَكَمِ
الوقتُ مُنْكَفِئٌ عَنْ حَبْلِ سُرَّتِهِ = لمْ يَرْمِهِ رَحِمُ الأسْرَارِ والكَلِمِ
نظِّفْ مراياكَ وادْخُلْ طَيَّ يَقْظتِها = وارْصُدْ ربوعَ تُرابٍ عنْكَ لمْ تنَمِ
رُؤْياكَ تعْويذةٌ شَلَّاءُ تَصْرَعُها = دَعْوى الفراغِ على تعْويذةِ الزخَمِ
أيْنَ امْتلاءُ رُبوعِ الترْبِ؟ مَرْصَدُهُ = عِندَ الْتِقاءِ الرياحِ الهُوجِ و السُّدُمِِ
بَدْرانِ فوقَ جدارِ الفرْحِ نَشْرُهُما = يُغادرَانِ مدارَ الشك والتُّهَمِ
يُبَدِّدانِ جُموحَ الريحِ في خَجَلٍ = عنْ سِنْدِيانةِ عُمْرٍ جامِحِ الحُلُمِ
كفَّانِ منْ خلْطةِ الميعادِ وَشْمُهُما = يُطَرِّزانِ ربيعًا منْ شُواظِ دَمِ
هذا الترَقبُ تحت النار مِرْوَحةٌ = بها يُذبُّ ذبابُ الوقتِ والوَخَمِ
يا أيُّها الطارئُ الملفوفُ في سَعَةٍ = منَ البياضِ مُنِحْتَ الحَظَّ فاغْتنِمِ
حقٌّ لِمِثْلِكَ أنْ يَنْدَسَّ في ألِفٍ = تُغْري وفي هَمْزةٍ تُدْنِي إلى النِّعَمِ
تبُثُّ مِدْخنةُ الأصواتِ أبْخِرَةً = منَ التوقعِ تُهْدَى منِ فمٍ لِفَمِ
تنْأى حُوَيْصِلةٌ الأصداءِ عن دَرَنٍ = تُبْدِي انْفِراجًا كبَعْثِ النورِ في الظلَمِ
عنْ مشْبكٍ سُنْدُسِيٍّ للهواءِ وعنْ = تدافُعٍ هَنْدَسِيٍّ في ذرى النغَمِ
اقْطِفْ حِجاجَ انْزياحٍ نحوَ نَشْوتِهِ = - منِ انْفِعالِكَ- لا يُرْديكَ بالسقَمِ
بعضُ التحَفُّظِ في الأحْداقِ حَوْلَكَ قدْ = تُطْوَى مسافاتُهُ في راحةِ الندَمِ
ملائِكِيٌّ حُداءُ الليلِ حُقَّ لهُ = أنْ ينْفُخَ الروحَ في ترْنِيمَةِ السأمِ
الآنَ أمْسِكْ بأسْمالِ الإفاقةِ منِ = جُنونِ صَعْلكةٍ في أيْكةِ الرَّخَمِ
ذاكَ الترَنُّحُ -إنْ يَلْزَمْ جُفونَكَ- لا = تَشْغَلْكَ جِدَّتُهُ عنْ جِدَّةِ الألَمِ
انظُرْ حَوَاليْكَ.. هذا الماءُ يَنْفُرُ مِنْ = جُيوبِ وَعْيِكَ مسْكوبًا على قَدَمِ
وتلكَ دائرةُ التدليلِ في عجَلٍ = تُقامُ حولَ سِماطِ الجُوعِ والنَّهَمِ
هيَّا ابْرَحِ الألِفَ المَقْصورَةَ انْزَعِهَا = لَمْلِمْ شظاياكَ وازْحَمْها أوِ ازْدَحِمِ
ما زالَ وقتُكَ موْصولا بسُرَّتِهِ = لمْ يَرْمِهِ رَحِمُ الأسْرَارِ والكَلِمِ
الآنَ يُوغِلُ مَهْوَى الريحِ مُبْتعِدًا = يرْتجُّ مُلْتطِمٌ منها بِمُلْتطِمِ
يَلْقَى امْتلاءُ ربوعِ الترْبِ وِجْهتَهُ = يعْشُو فَيَخْبِطُ في أحلامِهِ البُهَمِ
تعودُ أنتَ إلى وهْمٍ كَلِفْتَ بهِ = فابْدَأْ تعاويذكَ الشَلَّاءَ واخْتَتِمِ
كأنَّما "دُنْكِشُوطُ" القرْمُ فيك بدا = مُجَرِّدًا سيْفَهُ الممْهورَ بالوَهَمِ

ملحوظة:
الوَهَم : الغلَط

آيت اورير – المغرب

15/07/2012

شاكر السلمان
01-01-2013, 10:23 PM
http://im25.gulfup.com/aiHX2.gif (http://www.gulfup.com/?Yd7AYj)

عواد الشقاقي
01-02-2013, 02:14 AM
الأستاذ الشاعر عبد اللطيف الغسري

قصيدة محكمة البناء مكينة الفناء بجملة شعرية رصينة بلغة وصور

تتحدث عن سامق فكر وواسع خيال وروعة بيان

تثبت

مع إعجابي وتقديري

سمير عودة
01-02-2013, 11:45 AM
الأستاذ المبدع عبد اللطيف غسري
قصيدة مبهرة بكل المقاييس
عندنا مثل فلسطيني نقوله لأي أمر " سوبر " :
"هذا الموضوع متعوب عليه"
دعني أرفع قبعتي وأمضي بانبهار
تحياتي العطرة

ازدهار السلمان
01-02-2013, 07:00 PM
رائعة بكل المقاييس شكراً جزيلاً أيّها الشاعر المبدع

أحسنت

احترامي وتقديري

وقار الناصر
01-02-2013, 07:57 PM
قصيدةٌ محكمة البناء وفيها من الصور الشعرية المبهرة والحرف الثري الفخم
بخطوط توهم أنها سرياليه البوح تجريدية المعنى في الوقت الذي
تمسك بها ايها الشاعر من اول الخيط الى آخره باحكام ومتانة مقتدر .

تستحق ان تكون في المراتب الأولى / كل عام وانت بخير

محمد ذيب سليمان
01-04-2013, 09:23 PM
نص ممهور بلغة الحداثة سواء بالنسج والبناء
او باختيار الألفاظ والمفردات والمعاني
شكرا للجمال ايها الراقي

العربي حاج صحراوي
01-14-2013, 09:08 PM
الآنَ يُوغِلُ مَهْوَى الريحِ مُبْتعِدًا = يرْتجُّ مُلْتطِمٌ منها بِمُلْتطِمِ
يَلْقَى امْتلاءُ ربوعِ الترْبِ وِجْهتَهُ = يعْشُو فَيَخْبِطُ في أحلامِهِ البُهَمِ
تعودُ أنتَ إلى وهْمٍ كَلِفْتَ بهِ = فابْدَأْ تعاويذكَ الشَلَّاءَ واخْتَتِمِ
كأنَّما "دُنْكِشُوطُ" القرْمُ فيك بدا = مُجَرِّدًا سيْفَهُ الممْهورَ بالوَهَمِ
الشاعر الكبير عبد اللطيف الغسري . هكذا تبدي مراياك ظلمة من خلالها أنوار و العمي منل لا يبصرون .. حان ارتشاف خمر غموض الوضوح ولا الا القليل في مأدبة يحضرها الأكابر .. قصيدة عميقة البعد و حكيمة الطرح .. أعتقد أن الشعر هكذا يكون و يكون كذلك في صورة مقابلة فما أمتع هذا و ذاك و للناس في يعشقون مذاهب . شكرا لما أتحفتنا به .