عبدالكريم شكوكاني
01-24-2013, 10:59 AM
بمناسبة المولد النبوي الشريف
حَبيبُ العِبادْ
************
قريـشٌ بطـونٌ عديـدٌ تُعـَدْ=شذاها لمنْ كانَ يَدعـو أحَـدْ
نبـيٌّ رسـولٌ كريـمٌ سَخيْ=أصيلٌ بخالٍ وعمٍّ وجـدْ
تربى مُصاناً عزيزاً أبَيْ=وفياً شكوراً لـربٍّ حمـدْ
وكان التقـيَّ الوفيُّ النقـيْ=شَموخاً شجاعاً وقلـباً أسـَدْ
تربّى يتيمـاً ولا مـن سغـبْ=ونِعمَ الجـدودِ لـهُ والنَسـبْ
تربّى شجاعاً شريفاً وَفيْ=إباءً وقاراً وحلماً كسـبْ
وبـادٍ عليـهِ جـلالَ الصَفيْ=وثوقاً من الناسِ حكماً وجـبْ
وصلّى بغـارٍ يَرومُ العَليْ=على موعدٍ مـع مـلاكٍ وربْ
حنيني قعوداً بـأرضِ المغـارْ=لدَمعي يبلِّلُ صخـرَ المَـزارْ
لشوقـي لعـزٍّ هنـاك ابتـدا===لنصرٍ وجيشٍ يدوس القفارْ
لموسى وطارقَ عَبْرَ البحـارْ==جيوشاً هداها لنورٍ النهـارْ
صفيّ الإلهِ نبـيُّ الهـدى===سخيٌّ عليهِ رؤوفٌ وبارْ
نزولٌ لوحـيٍ بيـومٍ عظيـمْ=على عابدٍ بين صخـرٍ مُقيـمْ
ليقرأَ ذكـرَ السميـع العليـمْ=ودعوى لديـنٍ لـربٍ رحيـمْ
يصحّحُ ما شابَ عهداً قديـمْ=ليبنيَ دنيا بحكمٍ قويـمْ
وينبـذ كفـراً وخُلـقاً ذميـمْ==يعزِّزُ عدلاً وخلقاً كريـمْ
أجابتْ خديجـةُ زوجُ النبـيِّ=وأثنى علـيٌّْ ولـم ينـزوِ
أبو بكرَ آمـنَ نِعـمَ التقـيْ=صديقٌ صـدوقٌ ولم يَلتـوِ
ويدعـو الرسولُ بقلـبٍ قـويْ=قُريشاً حَجيجاً ومَن يَرعـويْ
غديـرٌ زُلالٌ وشَهدٌ نقـيْ==وخلقٌ كريمٌ وعقلٌ سَـويْ
صلاةٌ صـيامٌ زكـاةٌ وحَـجْ=وتوحيدُ ربٍّ لتَصفو المُهـجْ
وبُعدٌ عن الشركِ فـي واحـدٍ=طريقٌ مضـاءٌ ونـورٌ يَفِـجْ
وَحرَّمَ فِعلاً لِمَنْ قدْ طَغى=لِعدلٍ دَعاهمْ ولا مـن عِـوجْ
وسَاوى الجَميعَ بنَهجِ التُقى=بِناءُ الحيـاةِ بِنورٍ فـَرجْ
بمكـةََ كانـوا قسـاة القلـوبْ=وكان النبيُّ المُفـدَّى يجـوبْ
ويدعوا لدينٍ وخيـرٍ الوَرى=لينشرَ سلمـاً ولا من حروبْ
فجُوبهَ بالعنفِ مَن أسلَموا=فَهجراً لرهطٍ قـراراً وجـوبْ
فدعوى السلامِ جُحودٌ لها=لدعوى الوئامِ تُسَدُ الدروبْ
قريشٌ تمـادتْ بحقـدٍ دفيـنْ=تشدُّ الخناقَ علـى المؤمنيـنْ
عذابٌ وصلبٌ وقطعُ الوتينْ=لِمُستضعفينَ منَ المسلمينْ
فشدُّوا رحـالاً لمُلْـكٍ يُديـنْ=بدينِ المسيحِ العليّ الجبيـنْ
وظلَّ الرسولُ الأبـيُّ الأميـنْ=لدعواهُ يدعـو ولا يستكيـنْ
ويُسْرَى بهِ نحوَ قـدسٍ شريـفْ=سماءً ليعرجَ طُهْـراً عفيفْ
بأقصى يُصلي إمامـاً حَنيـفْ=يَؤمُّ النبيينَ جَمعاً شَريفْ
بياناً يُشيرُ الإلهُ اللطيـفْ==بأنَّ النبيَّ بقدسي مُضيـفْ
مَليكُ ديارٍ وليـسَ الرديـفْ=وأقصايَ بيتٌ لهـذا المنيـفْ
طلوعٌ بِيثـربَ بـدرٌ منيـرْ=ثنايا يُعطرُ ريحُ العبيـرْ
وَأنصارُ تَدعوا إله العُلى==ليحميَ درباً يهونُ المسيـرْ
لأوسٍ وخزرجَ سادَ الصَفا=وأَنهي خِلافاً وأَحيى الضميـرْ
بِناءُ نـواةٍ لعصـرِ الضِيا==بعلمٍ وخُلْقٍ ونِعمَ المُشيرْ
رسولي جليلٌ حبيـبُ العِبـادْ=بلا ذكـرهِ لا مُريـدٌ يُـرادْ
سباني هـواهُ ومَجدٌ لَهُ=لبيتٍ عتيقٍ يَحـنُ الفـؤادْ
ويحلو ربيعـي بِأعطارهِ=حبيبي رسولي عِمادُ الجهـادْ
فأذكرُ بـدراً ضيـاءً هَمى=أضاءَ النواحيْ،أنارَ الوِهادْ
وجيشٌ صغيـرٌ ببـدرٍ أجـادْ=بنصرٍ عظيمٍ لمجـدٍ أشـادْ
بصبرٍ وعزمِ الرجال الشـدادْ=يُشَتتُ جَيشُ قريشٍ كَعادْ
نبـيٌّ بأنصـار ديـنٍ نِجـادْ===رسالةُ مَجدٍ يَعمُّ البـلادْ
فيطفحُ قلـبَ العـِدا بالعنـادْ=يعدّون جوْلاتِ حربٍ طِـرادْ
قتالٌ بأحْـدٍ طويـلُ النهـارْ=لجيشٍ تكشّـفَ دونَ سِتـارْ
تراخى الجنودُ خـلافَ القـرارْ=فصارَ دفْاعاً هزيلاً خَـوارْ
ويُجرحُ طَهَ بدونِ انهيـارْ=وأُرديَ حمزةُ بينَ الغِمـارْ
نزولُ الجنودِ أخـلّ المسـارْ=بُعيد انتصـارٍ غـَدا باندِحـارْ
تأذَّى يهـودٌ بصـدقِ النبـيْ=لحقٍّ وعـدلٍ وقلبٍ نقيْ
فحاكوا خيـوطَ عناكيبهمْ=وباتوا جنوداً لذاكَ الشقيْ
فإبليسُ صارَ الأميرَ لَهمْ=فحقّ عليهمْ قتالُ العَتيْ
وتصبحُ يثربَ في دولةٍ=ملاذاً لكلِّ طَهورٍ تقيْ
تَداعتْ هَذيلٌ لِحشـدٍ مُضـادْ=لِحشـدٍ كَفـورٍ عـنـاداً أرادْ
أميرٌ جَسـورٌ رجـالٌ شِـدادْ=فجازى هَذيلاً بِحـزمٍ وعـادْ
بدومـةِ جنـدلَ زادَ التمـادْ=ونهباً وسلباً وعاثـوا فسـادْ
فقمعاً عنيفاً، وفرّوا فـرادْ=وإشهارُ حكـمٍ يقـودُ البـلادْ
نضيرٌ خؤونٌ خصالُ اليهـودْ=فسادٌ بأرضٍ ونقضُ العُهـودْ
حصاراً لهم مع نخيـلٍ أُبيـدْ=وإجلاءَهمْ ما وراءَ الحـدودْ
بِقطع الطريقِ بأرضِ النجـودْ=تَهاوى الأمانُ وخوفٌ يَسـودْ
بأمرٍ حِراكٌ لِفوجِ الجنـودْ=أعادوا الهدوءَ وتُجدي الجُهودْ
ببدرِ الصغيرى حضورُ الأمينْ=بِبأسِ الرجالِ وقلـبٍ مَتيـنْ
وكانـوا جهـوزاً وللكافريـنْ=بحربٍ ضَروسٍ ودَفعٍ مَكينْ
وجيشٌ لكفار حِلـفٍ هَجيـنْ=يلوذونَ جُبناً وخِزياً مَهيـنْ
وكانتْ دليلاً لـدى المسلميـنْ=بأنَّ الولاءَ لهمْ بعـدَ حيـنْ
ويوم الخندقِ جنـدُ الرسـولْ=تصدّوا، وخافَ العدوُّ الوصولْ
ظلامٌ وريحٌ وعصـفٌ يطـولْ==وجيشٌ عَرمرَمُ جُبناً يزولْ
وحشدٌ كبيرٌ وضخـمٌ مَهـولْ===برَمشٍ لعينٍ غَدا في ذُبولْ
فربٌّ عزيـزٌ لـه مـا يقـولْ====وكُلّلَ أحمدُ غارٍاً أُصُولْ
وكانتْ قريظٌ بحصـنٍ منيـعْ=وتزرعُ نخلاً ثِمـاراً تبيـعْ
عُهوداً تخونُ بيـومِ النجيـعْ=فَََََََََحقَّ العقابُ الشفـيُّ المَنيـعْ
وسيقتْ قريظٌ كَسَوقِ القَطيـعْ=فلا من وليٍٍّ ولا مـن شَفيـعْ
لتُقطعَ رأسُ الجنـودِ جَميـعْ=وسبيٌ لمنْ كانَ لا يَستطيـعْ
وخَيبرُ هاجتْ وخانتْ عُهـودْ=ودونَ وقوفٍ غَزاها الجنـودْ
جنودُ الرسولِ الأبيِّ الأسـودْ=أحاطوا الجدارَ ودكّوا يَهـودْ
علـيٌّ أغـارَ ببـأسٍ شَديـدْ=فحطّم باباً بعزمِ الزُنودْ
تَهاوتْ سريعاً حصونُ القـرودْ=فَطاروا هَباءً وصاروا شـرودْ
ونادى بلالٌ بصوتٍ رنيـنْ=دَخلنـا طوافـاً بفتـحٍ مبيـنْ
لمكـةَ عفوٌ قرارُ الأميـنْ=ومَنْ قد تَجرَّمَ فِعـلاً مُشيـنْ
وَسَامحَ في ثأرِ عمٍّ لهُ=لِمنْ كانَ ظهراً ونِعمَ المُعينْ
نبيٌ كريـمٌ صـدوقٌ رزيـنْ==نبيٌّ عظيـمٌ بدنيـا وديـنْ
بوادي حُنَينٍ نكوصُ الجنـودْ=وَحيداً يُجابهُ غدرَ الحُشودْ
ينادي ويفخـرُ فـي صدقـهِ====يقاتلُ ليثاً ويُبدي صُمودْ
ولبّوا نـداءً وعـادوا سريعـاً==تجلّى حماساً لجيشِ الأُسودْ
أحاطوهُ طَوعاً وصَالوا وجَالـوا==وتحقيقُ نصرٍ إليـهِ يَعـودْ
رسولٌ لكسْرى ودعوى حوارْ=وآخرُ مصرَ يَجوزُ القفارْ
وبعثٌ لقيصرَ عند الجـوارْ=بعوثٌ تجوبُ بكـلِّ الديـارْ
بدعوةِ حقٍّ قويم المسارْ =أن اسلمْ لتسلمَ، منـكَ الخيـارْ
رسالاتُ خيرٍ بَشمسِ النهارْ=بلاغٌ إليهـمْ بكـلِّ وقـارْ
وجاءَ لمؤتـةَ جيـشٌ صغيـرْ=وزيدٌ لجنَّاتِ خُلدٍ نَضيرْ
وجعفرُ بعـدَ القتـالِ يطيـرْ=أميرٌ شجـاعٌ وقـلّ النظيـرْ
وإبنُ رواحةَ صارَ الأميـرْ=ونال الشهادةَ حـرّ الضميـرْ
وأصبحَ جيشاً مُحاطـاً أسيـرْ=ويُنجيهِ خالدُ سـوءَ المَصيـرْ
ونادتـهُ يثـربَ جيشـاً يَفـِرْ===وناداهُ أحمد جيشاً يَكِـرْ
بيرمـوكِ رؤيا الرسولِ تُقََرْ==ورومٌ يَفِـرُّوا ولا مُسْتقـرْ
فمؤتةُ دلّت لِمـنْ قَـد بَصَـرْ=زوالٌ لمُلكٍ طغـى واسْتشَـرْ
وعَدّتْ جيوشُ النبـيِّ البحـرْ=فأبعاد مؤتـة مَـدُّ البَصَـرْ
حَبيبُ العِبادْ
************
قريـشٌ بطـونٌ عديـدٌ تُعـَدْ=شذاها لمنْ كانَ يَدعـو أحَـدْ
نبـيٌّ رسـولٌ كريـمٌ سَخيْ=أصيلٌ بخالٍ وعمٍّ وجـدْ
تربى مُصاناً عزيزاً أبَيْ=وفياً شكوراً لـربٍّ حمـدْ
وكان التقـيَّ الوفيُّ النقـيْ=شَموخاً شجاعاً وقلـباً أسـَدْ
تربّى يتيمـاً ولا مـن سغـبْ=ونِعمَ الجـدودِ لـهُ والنَسـبْ
تربّى شجاعاً شريفاً وَفيْ=إباءً وقاراً وحلماً كسـبْ
وبـادٍ عليـهِ جـلالَ الصَفيْ=وثوقاً من الناسِ حكماً وجـبْ
وصلّى بغـارٍ يَرومُ العَليْ=على موعدٍ مـع مـلاكٍ وربْ
حنيني قعوداً بـأرضِ المغـارْ=لدَمعي يبلِّلُ صخـرَ المَـزارْ
لشوقـي لعـزٍّ هنـاك ابتـدا===لنصرٍ وجيشٍ يدوس القفارْ
لموسى وطارقَ عَبْرَ البحـارْ==جيوشاً هداها لنورٍ النهـارْ
صفيّ الإلهِ نبـيُّ الهـدى===سخيٌّ عليهِ رؤوفٌ وبارْ
نزولٌ لوحـيٍ بيـومٍ عظيـمْ=على عابدٍ بين صخـرٍ مُقيـمْ
ليقرأَ ذكـرَ السميـع العليـمْ=ودعوى لديـنٍ لـربٍ رحيـمْ
يصحّحُ ما شابَ عهداً قديـمْ=ليبنيَ دنيا بحكمٍ قويـمْ
وينبـذ كفـراً وخُلـقاً ذميـمْ==يعزِّزُ عدلاً وخلقاً كريـمْ
أجابتْ خديجـةُ زوجُ النبـيِّ=وأثنى علـيٌّْ ولـم ينـزوِ
أبو بكرَ آمـنَ نِعـمَ التقـيْ=صديقٌ صـدوقٌ ولم يَلتـوِ
ويدعـو الرسولُ بقلـبٍ قـويْ=قُريشاً حَجيجاً ومَن يَرعـويْ
غديـرٌ زُلالٌ وشَهدٌ نقـيْ==وخلقٌ كريمٌ وعقلٌ سَـويْ
صلاةٌ صـيامٌ زكـاةٌ وحَـجْ=وتوحيدُ ربٍّ لتَصفو المُهـجْ
وبُعدٌ عن الشركِ فـي واحـدٍ=طريقٌ مضـاءٌ ونـورٌ يَفِـجْ
وَحرَّمَ فِعلاً لِمَنْ قدْ طَغى=لِعدلٍ دَعاهمْ ولا مـن عِـوجْ
وسَاوى الجَميعَ بنَهجِ التُقى=بِناءُ الحيـاةِ بِنورٍ فـَرجْ
بمكـةََ كانـوا قسـاة القلـوبْ=وكان النبيُّ المُفـدَّى يجـوبْ
ويدعوا لدينٍ وخيـرٍ الوَرى=لينشرَ سلمـاً ولا من حروبْ
فجُوبهَ بالعنفِ مَن أسلَموا=فَهجراً لرهطٍ قـراراً وجـوبْ
فدعوى السلامِ جُحودٌ لها=لدعوى الوئامِ تُسَدُ الدروبْ
قريشٌ تمـادتْ بحقـدٍ دفيـنْ=تشدُّ الخناقَ علـى المؤمنيـنْ
عذابٌ وصلبٌ وقطعُ الوتينْ=لِمُستضعفينَ منَ المسلمينْ
فشدُّوا رحـالاً لمُلْـكٍ يُديـنْ=بدينِ المسيحِ العليّ الجبيـنْ
وظلَّ الرسولُ الأبـيُّ الأميـنْ=لدعواهُ يدعـو ولا يستكيـنْ
ويُسْرَى بهِ نحوَ قـدسٍ شريـفْ=سماءً ليعرجَ طُهْـراً عفيفْ
بأقصى يُصلي إمامـاً حَنيـفْ=يَؤمُّ النبيينَ جَمعاً شَريفْ
بياناً يُشيرُ الإلهُ اللطيـفْ==بأنَّ النبيَّ بقدسي مُضيـفْ
مَليكُ ديارٍ وليـسَ الرديـفْ=وأقصايَ بيتٌ لهـذا المنيـفْ
طلوعٌ بِيثـربَ بـدرٌ منيـرْ=ثنايا يُعطرُ ريحُ العبيـرْ
وَأنصارُ تَدعوا إله العُلى==ليحميَ درباً يهونُ المسيـرْ
لأوسٍ وخزرجَ سادَ الصَفا=وأَنهي خِلافاً وأَحيى الضميـرْ
بِناءُ نـواةٍ لعصـرِ الضِيا==بعلمٍ وخُلْقٍ ونِعمَ المُشيرْ
رسولي جليلٌ حبيـبُ العِبـادْ=بلا ذكـرهِ لا مُريـدٌ يُـرادْ
سباني هـواهُ ومَجدٌ لَهُ=لبيتٍ عتيقٍ يَحـنُ الفـؤادْ
ويحلو ربيعـي بِأعطارهِ=حبيبي رسولي عِمادُ الجهـادْ
فأذكرُ بـدراً ضيـاءً هَمى=أضاءَ النواحيْ،أنارَ الوِهادْ
وجيشٌ صغيـرٌ ببـدرٍ أجـادْ=بنصرٍ عظيمٍ لمجـدٍ أشـادْ
بصبرٍ وعزمِ الرجال الشـدادْ=يُشَتتُ جَيشُ قريشٍ كَعادْ
نبـيٌّ بأنصـار ديـنٍ نِجـادْ===رسالةُ مَجدٍ يَعمُّ البـلادْ
فيطفحُ قلـبَ العـِدا بالعنـادْ=يعدّون جوْلاتِ حربٍ طِـرادْ
قتالٌ بأحْـدٍ طويـلُ النهـارْ=لجيشٍ تكشّـفَ دونَ سِتـارْ
تراخى الجنودُ خـلافَ القـرارْ=فصارَ دفْاعاً هزيلاً خَـوارْ
ويُجرحُ طَهَ بدونِ انهيـارْ=وأُرديَ حمزةُ بينَ الغِمـارْ
نزولُ الجنودِ أخـلّ المسـارْ=بُعيد انتصـارٍ غـَدا باندِحـارْ
تأذَّى يهـودٌ بصـدقِ النبـيْ=لحقٍّ وعـدلٍ وقلبٍ نقيْ
فحاكوا خيـوطَ عناكيبهمْ=وباتوا جنوداً لذاكَ الشقيْ
فإبليسُ صارَ الأميرَ لَهمْ=فحقّ عليهمْ قتالُ العَتيْ
وتصبحُ يثربَ في دولةٍ=ملاذاً لكلِّ طَهورٍ تقيْ
تَداعتْ هَذيلٌ لِحشـدٍ مُضـادْ=لِحشـدٍ كَفـورٍ عـنـاداً أرادْ
أميرٌ جَسـورٌ رجـالٌ شِـدادْ=فجازى هَذيلاً بِحـزمٍ وعـادْ
بدومـةِ جنـدلَ زادَ التمـادْ=ونهباً وسلباً وعاثـوا فسـادْ
فقمعاً عنيفاً، وفرّوا فـرادْ=وإشهارُ حكـمٍ يقـودُ البـلادْ
نضيرٌ خؤونٌ خصالُ اليهـودْ=فسادٌ بأرضٍ ونقضُ العُهـودْ
حصاراً لهم مع نخيـلٍ أُبيـدْ=وإجلاءَهمْ ما وراءَ الحـدودْ
بِقطع الطريقِ بأرضِ النجـودْ=تَهاوى الأمانُ وخوفٌ يَسـودْ
بأمرٍ حِراكٌ لِفوجِ الجنـودْ=أعادوا الهدوءَ وتُجدي الجُهودْ
ببدرِ الصغيرى حضورُ الأمينْ=بِبأسِ الرجالِ وقلـبٍ مَتيـنْ
وكانـوا جهـوزاً وللكافريـنْ=بحربٍ ضَروسٍ ودَفعٍ مَكينْ
وجيشٌ لكفار حِلـفٍ هَجيـنْ=يلوذونَ جُبناً وخِزياً مَهيـنْ
وكانتْ دليلاً لـدى المسلميـنْ=بأنَّ الولاءَ لهمْ بعـدَ حيـنْ
ويوم الخندقِ جنـدُ الرسـولْ=تصدّوا، وخافَ العدوُّ الوصولْ
ظلامٌ وريحٌ وعصـفٌ يطـولْ==وجيشٌ عَرمرَمُ جُبناً يزولْ
وحشدٌ كبيرٌ وضخـمٌ مَهـولْ===برَمشٍ لعينٍ غَدا في ذُبولْ
فربٌّ عزيـزٌ لـه مـا يقـولْ====وكُلّلَ أحمدُ غارٍاً أُصُولْ
وكانتْ قريظٌ بحصـنٍ منيـعْ=وتزرعُ نخلاً ثِمـاراً تبيـعْ
عُهوداً تخونُ بيـومِ النجيـعْ=فَََََََََحقَّ العقابُ الشفـيُّ المَنيـعْ
وسيقتْ قريظٌ كَسَوقِ القَطيـعْ=فلا من وليٍٍّ ولا مـن شَفيـعْ
لتُقطعَ رأسُ الجنـودِ جَميـعْ=وسبيٌ لمنْ كانَ لا يَستطيـعْ
وخَيبرُ هاجتْ وخانتْ عُهـودْ=ودونَ وقوفٍ غَزاها الجنـودْ
جنودُ الرسولِ الأبيِّ الأسـودْ=أحاطوا الجدارَ ودكّوا يَهـودْ
علـيٌّ أغـارَ ببـأسٍ شَديـدْ=فحطّم باباً بعزمِ الزُنودْ
تَهاوتْ سريعاً حصونُ القـرودْ=فَطاروا هَباءً وصاروا شـرودْ
ونادى بلالٌ بصوتٍ رنيـنْ=دَخلنـا طوافـاً بفتـحٍ مبيـنْ
لمكـةَ عفوٌ قرارُ الأميـنْ=ومَنْ قد تَجرَّمَ فِعـلاً مُشيـنْ
وَسَامحَ في ثأرِ عمٍّ لهُ=لِمنْ كانَ ظهراً ونِعمَ المُعينْ
نبيٌ كريـمٌ صـدوقٌ رزيـنْ==نبيٌّ عظيـمٌ بدنيـا وديـنْ
بوادي حُنَينٍ نكوصُ الجنـودْ=وَحيداً يُجابهُ غدرَ الحُشودْ
ينادي ويفخـرُ فـي صدقـهِ====يقاتلُ ليثاً ويُبدي صُمودْ
ولبّوا نـداءً وعـادوا سريعـاً==تجلّى حماساً لجيشِ الأُسودْ
أحاطوهُ طَوعاً وصَالوا وجَالـوا==وتحقيقُ نصرٍ إليـهِ يَعـودْ
رسولٌ لكسْرى ودعوى حوارْ=وآخرُ مصرَ يَجوزُ القفارْ
وبعثٌ لقيصرَ عند الجـوارْ=بعوثٌ تجوبُ بكـلِّ الديـارْ
بدعوةِ حقٍّ قويم المسارْ =أن اسلمْ لتسلمَ، منـكَ الخيـارْ
رسالاتُ خيرٍ بَشمسِ النهارْ=بلاغٌ إليهـمْ بكـلِّ وقـارْ
وجاءَ لمؤتـةَ جيـشٌ صغيـرْ=وزيدٌ لجنَّاتِ خُلدٍ نَضيرْ
وجعفرُ بعـدَ القتـالِ يطيـرْ=أميرٌ شجـاعٌ وقـلّ النظيـرْ
وإبنُ رواحةَ صارَ الأميـرْ=ونال الشهادةَ حـرّ الضميـرْ
وأصبحَ جيشاً مُحاطـاً أسيـرْ=ويُنجيهِ خالدُ سـوءَ المَصيـرْ
ونادتـهُ يثـربَ جيشـاً يَفـِرْ===وناداهُ أحمد جيشاً يَكِـرْ
بيرمـوكِ رؤيا الرسولِ تُقََرْ==ورومٌ يَفِـرُّوا ولا مُسْتقـرْ
فمؤتةُ دلّت لِمـنْ قَـد بَصَـرْ=زوالٌ لمُلكٍ طغـى واسْتشَـرْ
وعَدّتْ جيوشُ النبـيِّ البحـرْ=فأبعاد مؤتـة مَـدُّ البَصَـرْ