ديوان الشاعرة / انتصار حسن

[عواطف عبداللطيف]

على بركة الله أبدأ
تدوين قصائد الشاعرة
انتصار حسن

[عواطف عبداللطيف]

البشير

إذا جاءني منك ذاك البشير
أحلق في أفق الكلمات
يدغدغ فكري صدى الهمسات
و أحيا على تلكمُ الأمنيات
و يعبر قلبي رصيف السكوتِ
يحل بشارع بوح فسيحْ
هنالك يُمنع عني الوقوفُ
و تلك الإشارة تعني ( خطر )
و أخرى تكاد تصيح
تقول: استعد استعد
لتمضي
و حين أجهز نفسي وقبل العبور
أرى وجهها شع بالاحمرار
تقول : توقف هنا.. لا تسِر
لا تسِر...
...
إذا جاءني منك ذاك البشير
أصير
كما ريشة هائمة
أطير
و لا أتحكم بي ..
و أخرج عن نُظُم الجاذبية
أرفرف في ملكوت هواك الكبير
كأغنية حالمة..
إذا جاءني منك ذاك البشير
يجنُّ الفؤاد و يفقد عقله
وتصبح وحدك وحدك شغلَه
فأهرب من نار بعدٍ أليم
إلى نار حب بها أستجير
أعيش على رشفات الخيال
فكيف يكون خيال الأسير !!!
يفتش عن ومضة من أملْ
فيمشي على حد ذاك الشفير
..
إذا جاءني منك ذاك البشير
تزلزل أرضي
وبعضي يلوذ ببعضي
و أنصح قلبيَ :حاذر ..تفكّر
تردّد ..تجمّد
أعُدتَ لدرب هواك الـ...
يقاطعني القلب : (و العود أحمد)
عنيدٌ هو القلب ..
خاصم عقلي فلا يستشير و لا يستخير
إذا جاءني منك ذاك البشير
أشاهد حوليَ قوس قزح
ويركض في ساحة الروح طفل الفرَح..
و تنزل نحوي غيوم السماءِ
فهل هي تهبط ..
أم أنا من غير وعيٍ أطير؟؟؟!
إذا جاءني منك ذاك البشير
تطوّح بي رجفة.. تعتريني
فأمضي
ألملم من صفحاتي حروف الوله
أرتب فوضى المشاعر
أكتب أمحو ..وأرسم في حقل أمنيتي سنبلة
هنا الشهقات ..هنا الدمعات ..
هنا الدهشات.. هنا الرعشات..
تعدّ الحوار كسرب عصافير
ترسلها في فضاءات شاعر..
هنا النبضات بصوت الهدير
تهز الشغاف لكي توقظ الأسئلة
عجيبٌ هو القلب ما أعجله..
إذا جاء منك البشير
يقرر فورا :
سأسلك دربي الأخير
إذا جاء منك البشير
يعود لعينيّ ضوء المنى
يصدح القلبُ :أبصرت أبصرت
ما عدت ذاك الضريرْ

[عواطف عبداللطيف]

استجداء حرف




أحبك أكثر مما يقال ...

وقيل ، بكل لغات الأدب





ولكنّني في رحابك أشعر


أن جميع الكلام هرب





تُخاط شفاهي بإبرة صمتٍ


فتبت يد العجز تبت و تبّْ





و تفلت مني جميع الحروف


رياح الوجوم علي تهبّْ





لقد قيل قبلي :أحبك جدا


و كم خطّها في الدفاتر صبّْ





أريد اكتشاف كلام جديد


أريد ابتكار عبارة حبّْ





ففوق جميع الكلام غرامي


وما صاغه مبدعٌ أو كتبْ





و أكبر من أي وصف شعوري


و لا وصف منه دنا واقتـرب





تمنيت أن أتبنى كلاما


بلا أيّ أم بلا أي أبْ





و حرف غرامٍ يثور عليّ


عصيًّا وإن قلت تب لم يتب





سلاف كلامك يسكر قلبي


ومن غير وعي أعبّ أعبّْ





فمن أين تأتي بسحر الرياح


يجنّ جنوني بها إذ تهبّ





ولدتُ على راحتيك حبيبي


فهب أنني مت عشقا و هب





فأنت تقول الكثير أمامي


عبارات قلبي حياء تدبّ








يذوق الجميع قشور الكلام


و أنت لقولك وحدك لب





أمير المشاعر و الشعر أنت


وبوحك لحن الشجا والطرب





أعرني ولو كان حرفًا صغيرًا


و صب ببعض الفصاحة صب





أيا سيد الحرف ربّ القوافي


مليك الفؤاد أصيل العرب





أعرني قليلا من الكلمات


فأبجد قلبيْ هوى وسط جب





و دعني لأفصح عما أريد


ففي داخل القلب نار تشب





تعبت من الصمت هبني حروفا


تحصّن روحي وعنّـي تذب





لقد أنعم الرب جدا عليك


فحدث بنعمة ربٍّ وهب





أحبك في المبتدا والختام


أحبك ما دام في الكون حب

[عواطف عبداللطيف]

عزيمة


أغمضي يا عين جفنا = و امسحي هاء الهزيمــة
أبدلي العــــين بهاءٍ= حوليها للعــــــــــــــزيمة
اسخري يا نفس هيا =من ضلالاتٍ رجيــــــــــــــمة
مزقي أوراق ماضٍ =و اهجري الذكرى السقيـــمة
و تنكر يا فؤادي =للأحاسيس الأليــــــــــــــــمة
لا تدنس صــــفحاتي=ادفن الذكرى القديـــــــــمة
مات ما عشناه ماتت=قصة الحب اليتــــــــــــيمة
عفت حبا ليس يمشي= في خطوط مستقــــــــــــيمة

[عواطف عبداللطيف]

سحريّ الصوت...
**
سحريّ الصوت أجبْني أنتْ..
من أي مقامٍ
عربيٍّ
يا أنت
اخترت لصوتك إيقاعا ؟
ها صوتك أغنية جذلى
تسري في كل شراييني
تملؤني دفئا و شعورا
لا أجمل منه و لا أحلى
*
لو تعلم ماذا يفعل
صوتك بي
صوتك هذا الصوت السحريّ..
لكنت أطعت قراري
و دخلت خزانة أسراري
لتخبئ فيها
أصداء النبرات (الـ)يبدعها صوتك..
يا أعذب لحن يسحرني
يأخذني نحو بلاد الحبْ
فتموسق أنغام خيالي
و تحرض قلبيَ أن يحلمْ
أن يرقص في أرض الأسطورة
يسبح في سحب الحلم
ويرحل نحو بلادٍ غامضةٍ فوق بساط الريح
يعيد حكاياتٍ الحب الأولى
ينشدها عذب الأشعارِ
لو تعلم ماذايفعل صوتك بي
صوتك هذا السحريّ
لعشقتَ قيودي و سجوني
و اعتدتَ طقوسي و جنوني
و بقيتَ أسيرا في قلبي
لتدندنَ بالصوت الساحر
في حضرة سلطان الحب
تكون العاشق والشاعر
*
يا أنت أجب
من أي مقام
عربيٍّ تأتيني
تغريني تثملني
تلك الآهاتُ..
وتلك الهمساتُ
يا توأم روحي لا ترحم
أسمِعْ همساتك للصخرِ
و تأمل مفعول السحر
فإذاما ذاب الصخر اعذرني
إن قلت أحبك أو أكثر
أرسل آهاتك نحو جداري
فإذا ما داخ بها ثم تهاوى
فاعذرني إن دخت هياما
هل صوتك ساحر؟؟؟
هل صوتك أجرم في حقي
وتملك مني إحساسي
وتمكن من نبضي واحتل كياني
يا صاحب ذا الصوت الجاني
من سجني لا لن أخرجهُ
سيكون سجيني .. سجّاني
كي تدرك ذنبك أخبرني
من أي مقامٍ سحريٍّ يا أنت
اخترت لصوتك إيقاعا؟؟!
كي تسلب مملكتي وتبعثر تيجاني؟؟؟؟؟

[عواطف عبداللطيف]

ألق الحروف

منحتَ لأحـرفي الألقا .....فثار الشعر و انعتقا
عباراتي تفوح شذىً ......فلحن هواك قد عبقا
أخاف الشعر إن غنى.....و بِاسمك فاح أو شرِقا
و أخشى من مساءلةٍ.... تُرى من سامكِ الأرقا؟
فكل القصة اتضحت ......و قلبك بالهوى نطقـا
هنا عطر رجوليٌ..... على كلمـــــاتكِ التصقا
هنا أبقت سجائره.....دخانــــا يشرح القلقـــــا
و آثار الرماد هنا ... على الأشياء قد علقا
هنا صوت هنا بوح .... يفسر حال من عشقا
فكيف أخبئ الأزهار .....كيف أموه الحبقا ؟؟
لقد عم الحديث هنا ....و شاع الهمس ب ( اتفقا)
فإن سألوا .. سأكْذِبُهم .....وأمضغ كذبتي نزقا
وهبتَ لأحرفي نبضًا....فراحت تلثم الورقـــــا
و جاء الشعر منتشيا ....و هبّ يعانق الأفــــقا
و طارت كل ألفاظي ....بجوّ تفاؤلٍ ونـقا
تلعثم بالهوى قلبي .....و صاغ جوابه لَبِقـا
فأفصح بعد لثغتهِ......و هـــــــلّ الشعر أو ودقـــــا
صدقتَ بنبضك السامي .....و قلبي بالهوى صدقا
حبيبي غصتَ في شعري.....طلبتَ بنفسك الغرقا
و لكني أرى بيديك ....قلبا بالهوى احترقــــــا
كلانا غارقٌ حـبًّا.....يذوق الوجد و الأرقا
سرقتُك أنت لا تنكر....و ليس سواك لي سرقا
و فجر الحب أسعدنا .....وأرسل في الدجى الفلقـــا

[عواطف عبداللطيف]

ابتعد

هل ستمضي ؟ امض هيا ...لا تمثل لي استياءَك
ابتعد غادر سريعا ....لا تقطع كبرياءَك
صهْ , فإني منذ دهرٍ...كارهٌ فيك رياءَك
صهْ , و حاذر لا تناور ...لا تكرر لي نداءَك
انتهى آخر فصلٍ... فارم ذكرانا وراءَك
خذ دخانا خذ غبارا ...خذ ظلاما خذ هراءَك
خذ قيودا خذ سجونا ... خذ نفاقا خذ وباءَك
ذكريات الأمس خذها ...جثة تحكي مراءَك
بات ينمو بي ربيعٌ ....فانصرف و احمل شتاءَك
خذ بقايا منك حولي ...إنها تحمــل داءَك
خذ صدى صوتك خذه ..علّني أنسى ازدراءَك
خذ زمانًا ومكانًا .. سحقا عمري إزاءك...

[عواطف عبداللطيف]

حبٌ ملكيّ




أشرقت شمس غرامٍ في فؤادي
و تجلت في سمائي أمنيةْ

و تلفتّ فهل لي من مجيبٍ
ساعدوني في تخطي الأحجيةْ

لم أشاهد في حياتي مثل هذا
في ثوان غاب عني عرشيَه!!

و ارتمى نحوي كتاب من حبيبي
قال فيه: أن تعالي مصغية

طار بي هدهد شعرٍ لك يسعى
يا لتلك الكلمات المغرية

يا إلهي ها هو العرش لديه
كيف هذا .. ما به..بل ما بيه؟؟؟!!

سيدي كن بي رحيما راع قلبي
نبضاتي للأمانيْ مبدية

امض بي في لجة الحب انطلق بي
أنسني تلك الليالي المبكية

فوق صرح بالقوارير تجلى
سوف نقضي يا حبيبي الأمسية

إن طغى الظلم وغشّاني سقامٌ
أو رماني في مآس مزرية

و رفعت الثوب أخشى بحر خوفي
ضمني و اهمس بتلك الأغنية

[عواطف عبداللطيف]

عيد
كنت أمشي في طريق الـ( قد يكونْ.... لا يكونْ)
فجأة طارت إليّ..
فرصة قـد تمتمت لي
جعلتني أستدير
و ورائي قد وجدتُ الــ ..
هل أنا في الصحو أم في الــ ..
إنه ما قد وجدتُ ..
خاتم السحر الشهير..
فتواريتُ قليلاً ..
عن عيون العابرين
أي شيء سوف أطلب ْ
ماردي حتما قدير..
ما الذي يا قلب نرغبْ
فرصةُ ..فلنغتمها
ما الذي يا قلب نكتبْ؟؟
هل لنا يا قلب مطلب؟؟
هل أرصّ الرغباتِ الجامحات..
في صفوف مستقيمة ..
هل أنادي كل حلم فرّ يوما
من أمامي زارعًا ذكرى أليمة
أي شيء سوف أطلبْ؟؟
هل أغالي في التمنّي ؟ أجلب الحلم البعيدْ
أدعك الخاتم حتى , يخرج الجنيّ فورا
قائلاً: لبيك ماذا تأمرين
سألبي و أطيع
إن تشائي كنز مالٍ, لبس تاج , أو تريدين جلوسًا فوق عرش ..ملك قصر , جلب ملك لا يبيد ...!!
: مارِدي اهدأ قليلا , ليس هذا ما أريد
إنني .... أحتاج عـ ي ـد ًا
: أي عيد ؟؟؟!!
حملق المارد .. لا يفهم قصدي
قال همسا : أتريدين البعيد..
قلت : عيد
:قال : لا أفهم .. إني لا أرى غير البعيد
فرت الأعياد من كشف التمني ,
لم تعد مطلوبة منذ عهودٍ وعهود
اطلبي كل الأماني غير هذا المستحيل ..
كيف يا مارد .. قل لي ..
تهمة كبرى تراها.. حينما أطلب عيدًا ؟؟
قال : لكن ....
: أي لكن ؟؟ أنت جنّيٌّ قديــر ..
أنت من توقظ أحلام الحيارى البائسين
أنت من تنقذها من واقعٍ مرٍّ مهيـن ,
أنت من تغري نفوس العاشقين المتعبين
فتغني للأماني : أن تعالي.. ليس في الدنيا محال .
قهقه المارد فورا : ذاك ماض و انتهى
صار لي وضع جديد
ماردي أرجوك :رفقًا
لا تقل لي : مستحيل ..
أعط قلبي .. يوم عيد ..
يمنح العمر الأماني الصادقات
ينشر الأحلام حولي مزهرات عبقات
أقطف الحلم السعيد
أطرق المارد حزنًا .. عاجزًا عمّـا أريد..
: ماردي أرجوك ..( عــــــــــيد )

[عواطف عبداللطيف]

نساء القبيلة





إذا ما أتيت إلي حبيبي ...... و صادف مقدمُك الوشوشاتْ


تجيء نساء القبيلة نحوي ..... ليسمعن ترنيمة اللهفات


يصخن بلؤم إلى ما نقول ..... يحاولن فهم صدى الهمسات


يقفن حشودا وراء الجدار ..... و ينسجن لي أكبر الكذبات


فهدئ حرارة بوح الغرام ..... لكي لا يعم جميع الجهات


و ألبس كلامك شف الثيابِ ..... بأخفت همس قُلِ الكلمات


ألملم درّك يا سيدي ...... و أخفي بقلبيَ أحلى الهبات


و أنظم بوحك عقدا فريدا ...... أحيط به أسعد النبضات


و أجمع لؤلؤ قولك جمعًا ...... فيحسدني ألق النجمات


و أسمع رعشة قلب محب ....... فويحيَ من تلكمُ الرعشات


و ويحيَ مما يدور بقلبي ...... أتعلمُ ما دار في الخلجات؟


فبوحك أغلى الجواهر عندي ...... و صوتك من عابق النفحات


تغزل و قل ما تشاء بحبي ...... تغزل حبيبيَ بالهينمات


وضعتك فوق أريكة رمشي ..... و أوقفت من أجلك العبرات


و أوصيت كل الرموش عليك ...... :أخاف عليه من النسمات


فإن لم ترحك الرموش حبيبي ...... وضعتك في بؤبؤ الحدقات


أغطيك بالجفن حين تنام ...... و قلبي يدندن بالأغنيات


و أسقيك بنّيَ عند الصباح ...... فتصبح تمسي على الأمنيات


******


نساء القبيلـــــة جئن إليّ ..... تـَوارَ حبيبي لأني أغارْ


أغار بصمت و لست أبينُ ...... بأن الفؤاد به لفح نار


ألست تراهنّ جئن سراعًا ...... يفتشن عنك بغير انتظار



فلم أعطهن سكاكين كيد ...... و لم يتّكـئن بغير الحجار


لأني أغار عليك صمتُّ ......تجاهلتهنّ.. أمتُّ الحوار


فأشعلت نارًا واعددت جمرًا .....و سخّنت قدرًا به الماء فار


وأخفاك عن أعين الحاسدات ...... دخانُ بخورٍ وسدّ بخار


فلم تقطع الزائرات الأيادي..... ولم يصطبغ بدمٍ صحنُ دار


و غادرنني خائبات المنى .... ومـا ذُقـن فاكهة الاختبارْ


فهل تدرك الآن أني ...و أنّي .... ...وأكـبر ممـا تظـنّ أغارْ ؟!


******


على عرش قلبك وحدي المليكــ..... ـة كيف ستنظر نحو الجواري


أموسق نبض الفؤاد بحبي ..... و أشعل بالوجد بوح الأوارِ


فإن هي قالت بكل غرور: .... نساء البسيطة دون سواري



ففتش حبيبي بكل الدروب ..... و قل لي بصدق و لا لا تمارِ


أصادفت مثليَ من جنس حوا ..... هناك بعيدا هنا في الجوارِ


أنا كتلةٌ من مشاعر حب ..... ألست كذلك ؟! قل لا توارِ


و إن قستَ نفس القياس فإني ..... سأعلن عن قصة الانتصارِ


و إن قورنت نبضاتي بهن ...... فلن يستطعـن بلـــوغ مداري

[عواطف عبداللطيف]

بوح الأقاح
--------------



أخـوض مـع الـنبض أقوى الحروب ... أضــمـد بـالـصـبر نـــزف الــجـراحْ

و أعــبـر أنــفـاق شـوقـي إلـيـك ... لـكـي لا يـكـون لـعشقي اتـضاح

و عــبـر الأزقـــة يـسـرع خـوفـي ... يـفـتـش عـــن ســاحـة الإرتـيـاح

فـأخـفي حـكـاياي بـيـن الـظـلام ... يغطي على السر صمت الوشاح

و أهــمـس حــبـك لـلـيـل ســـرا ... فـيـرسـل قـلـبك جـيـش اجـتـياح

تـهـاجـمـنـي تــلـكـمُ الـنـبـضـات ... و تـأسـرنـي بــعـد طـــول كـفـاح

تــقــول (أحــبـكِ) أُصـــرعُ فـــورا ... أحــبـكِ تـفـعـل فــعـل الــسـلاح

و تـغـتـابـنـا نــسـمـات الـلـيـالـي ... تــوشـوش بـالـسـر نـحـو الـريـاح

تــهـب سـطـور الـغـرام لـتـحكي ... بـــأن فـــؤادك بـــي قـــد أطـــاح

أود الــهــروب و أنــــت جـنـاحـي ... و كــيــف أطــيــر بــــدون جــنـاح

تــحــاول إخــفــاء مــولـد حــبـي ... و كــيــف تــخـبـئ بـــوح الأقـــاح

و إن ســألـوك تــقـول ( خـيـال ) ... و تـطـعـم قــولـك بـعـض الـمـزاح

نــعـم قــد هُـزمـت أمــام هــواك ... فـأغلق عـلى الـسر باب السماح

[عواطف عبداللطيف]

للصمت بوح



للـــــــه در المشاعرْ.... تجثو بحضرة شاعرْ

تأتيك تحبو بخوف ...في بحر تيه تسافرْ

تمر لحظة صمتٍ....يلفها ألف خاطر

نحكي بها كل شيء...من أول نحو آخر

آه من الشوق آهٍ....من بوح تلك السرائرْ

فأنت تفهم قصدي....و بالسكوت تناورْ

كما فهمتك لكنْ ....بالسر لا لا أجاهرْ

أمام رعشة بوحي...فرت حروف الدفاتر

تخاصمت كلماتي....معْ نزف تلك المحابرْ

ضاعت قصائد شعري....ليلي خؤون و غادر

أمام عينيك تاهت....مني جميع الخواطر

أبقى أمامك خرسا....مولايَ بالقول بادر

اسمع حبيبي فقلبي.....بالرمز يحكي يحاور

صمتي فصيح و نبضي....بالأبجــديّة عامر

و نحو عينيك شوقا....أسراب بوحي تهاجر

في القلب حال خشوعٍ....من الكلام يحاذر

في هيبة الحب يبقى....حتى السكوت مغامر

صمتي حكاية حب ....و أنت صمتك ساحر

[عواطف عبداللطيف]

يا ليل



أنا يا ليلُ متعبةٌ ... متى يتحققُ الأمَلُ
ظلامُكَ كم يحاصرني ... فيخنقُ قلبيَ الوَجلُ
متى سيزورني فرحٌ ... وغيمُ الوجدِ يرتحلُ
و يسطعُ بدرُ أمنيتي ... فلا يأسٌ ولا مللُ
و هل ستعود ألوان الـ. ... الهناءِ وتبسِمُ المُقَلُ
و قهري هل سيعتقني ... وجرح الأمسِ يندملُ
ترى هل سوف ألقاهُ ... و هل لهوايَ يمتثلُ؟؟!
يدي ..أتراه يلمسها ؟؟... و تمطر فوقها القُبَلُ
ويرجع عامرًا بالحب ... هذا الرسمُ والطّـللُ
و ينزع عنه أسمالًا ... مهلهلةً و يحتفلُ
يزّين ساحة بالقلـ بِ يسرع نبضيَ العجلُ
و يركض داخل الأضلا عِ حين يـهزّه الجذلُ
أنا يا ليل متعبةٌ ... فقل يا ليل ما العملُ
رياحُ الشوقِ تدفعني ... إلى عينيكَ يا رجلُ
و يغرق زورقي بهما ... و عنك يصدني الخجلُ
تعال فبدر أمنيتي ... يكاد الآن يكتملُ

[عواطف عبداللطيف]

نثار الهيام

يظل بقربي و يجلب نحوي
جميع الأماني لأسعد عامْ

و يفرحني حين يختار حلمي
يقاسمني العيش فوق الغمام

و يفتح نافذة المستحيل
و تدلف في الحال ريح الغرام

تبعثرني و تبعثر كوني
و تنثر أوراق عمري القتام

يغرد لي بلبل الأمنيات
و يرفل بدري بثوب التمام

تشع الليالي إذا جاء نحوي
حبيبي و كل الأناس نيام

يبارك نومي بصوت شجيٍّ
يدندن( نامي) فيأتي المنام

أنام ..و كيف أرد الحبيب
حرام إذا ما رفضت حرام

و من شهد عينيك يا سيدي
أذوق ألذ كؤوس المدام

فيصبح حلمي بهيا نقيا
و تصبح بيضاء تلك الخيام

نعطر بالوصل أرجاءها
و في واحة الحب يحلو المقام

حكايتنا فوق كل الحروف
فكيف سنوضحها بالكلام

خياليّة قصة قد حوتنا
و ما بيننا قد نما الانسجام

يربت فوق جبيني فيمحو
جميع الهموم نثار الهيام

و يحرس عينيّ حتى تفيقا
فيغمض عينيه ثم ينام

لقد جاء دوري فنم يا حبيبي
أنا سوف أرعاك نم في سلام

[عواطف عبداللطيف]

هطول حلم

و في كل رفةِ عينٍ حبيبي ... يقدم شوقي إليك هدية

تفضل و أمسك هدايا فؤادي ....بداخلها اللهفات القوية

و داخلها ألف ألف سماء ....تحلق فيها الأماني الندية

بها أبدع النورُ قصرا مشيدا ....و حقلا من النجمات السنية

أتى نحونا زورقٌ من سحابٍ.... عليه صعدنا و طرنا سوية

معًا جمعتنا أرائك شمسٍ ....نفسّـــر أحلامنا الذهبية

سمعنا لذاك الشهاب صهيلا ... تقدم منا و صار مطية

عليه صعدنا و في الأفق طرنا ....بأوراقنا غنت الأبجدية

فيا سيدي قد كتبتك في سطور الهوى قصة سرمدية

و قلتُ لعينيكَ شعرًا نديًّا....تناثر بوحي ورودا زكية

وأنتَ تغزلتَ بي قلتَ سحرًا .....و حاورتَ أزهاريَ الأنثوية

و أسقيتني من كؤوس الهوى.... فأسكرتني سكْـرةً شاعريّة

و فاحت أريجا يسطر حبي ....و جاء هطول الحروف البهية

هناك استعرنا جناحيْ سنونو....و طرنا معا خارج الجاذبية

هناك تضاءل حجم المآسي ..و في الأفق لاحت لنا كروية

على نغمة الشوق كم ذا رقصنا ....ببهو حكايتنا الملكية

و ذبت بعينيك يا سيدي ....و تهت بأمواجك العسلية

و آثرت صدر حبيبي على ....جميع وسائدي المخملية

و قلبي تدلل بين يديه .... تجمل بالحلّة السندسية

و هام بنا الليل نام على.....زجاجة شرفتنا اللؤلؤية

و عصفورة القبلات أتتنا ....ترفرف بالنكهة السكرية

و في جنة الحب تلك غفونا ....على أحد البُسطِ الليلكية

هناك التقينا هناك مكثنا .... قضينا سويعات وصل هنية

هناك كتبنا حكاية حب....بأحلى الأحاسيس كانت غنية

فيا ملهمي أنت سر الحروف ....بديوان شاعرة عربية

[عواطف عبداللطيف]

لعينيك سيدي


بعينيك سافرت يا سيدي
و تهت أنا في تلال العسلْ

بعينيك لونٌ يثير الجنون
يسوق المشاعر نحو الثمل

وبوحٌ يصوغ حكاية حب
و همسٌ يقول قصيد الغزل

أضيع أنا بين تلك الدروب
فقل يا حبيبيَ قل ما العمل

أتوه بها كي أصادف نفسي
فلست أعيش بغير المقل

أحار أنا في حديث العيون
تجيب بـ (لا )أو تقول أجل

سحرت الفؤاد بلغـز العيون
و بين الحواس أقمت الجدل

سأبحر في بحرك العسلي
على مر دهري و مر الأزل

و حين تهيج البحار بوجهي
سألجأ نحو شراع الخجل

وأبقى هناك على زورقي
هناك أعيش هناك أظل

[عواطف عبداللطيف]

صباحي صوتك

أحبُّ الناس حيّاني ...و ساءلني عن الحالِ

و قال صباحكم حُبٌّ... فخطّ النبض أقوالي

صباحي صوتُك الأحلى وهمسك صار موالي

وأغلى أنت من أهلي .. و من عمري و من مالي

أحبك قالها قلبي ..و غادر كهفَهُ الخالي

فشكرا يا حبيب الروح حين أعدتَ آمالي

سأرسل هدهدًا يلقي إلى عينيك مرسالي

فهلا زرت مملكتي هنا في أرض آزالِ

لعلك إن أتيت إلي تطفئ نار أهوالي

فأعلنه انتصاري بعد قهرٍ جرّ أذيالي

أمير قصائدي ورؤايَ لست تغيب عن بالي

وكم أهوى ابتداء الصبح باسمك أنت يا غالي

[عواطف عبداللطيف]

نشيد الغرام


تعال لنكمل سرد الرواية
يراعي توقف عند البداية

تعال فحبري عصاني كثيرا
و فرت سطوري ببعض الغواية

و قال البياض سأبقى هنا
إلى أن تعيدي عليّ الحكاية

فباسم الهوى السرمدي ابدئي
لتحظى السطور بدفء الرعاية

فتفرش درب الحكاية وردا
و تنساق تنساق دون نهاية

و كل الوريقات تترى تباعا
بحرّيةٍ دون أدنى وصاية

فتركض بعد الحروف حروفٌ
تزيد الفواصل عندي لغاية

نقاط النهايات لا أرتجيها
و لن أتوقف فيها نكاية

تفوح السطور بعودٍ و ندٍ
لأني رسمتك أجمل راية

أيا سيد الحرف و الكلمات
حروفي تكاد تعمّ الولاية

وأنت بعيد و لا لست تدري
بأن حروفي وشت بوشاية

و قالت وعادت و زادت كثيرا
فليتك ترنو لها بعناية

تمرد حرفي و ثار بوجهي:
دعيني أسير إليه بآية

و جهز بوحا جميلا إليك
فدعه يمارس تلك الهوايـــة

رميت فؤادي بسهم هواك
و بالمثل سوف أرد الرماية

و دونك عاشت حروفي ظلالا
فجاءت إليك تذوق الهداية

فكن ملهمًا لنشيد الغرام
وبالوصل زيّنْ ختـام الرواية

[عواطف عبداللطيف]

شكوت القصيدة

إليك حبيبي سأشكو القصيدة
أشاهدت يوما قصيدة شعر
تخاف إذا باح فيها الفؤاد ببعض الكلام ؟؟
تخاف إذا خُطّ فيها
معان تضم حريق افتقاد أعاصير وجد رياح غرام ؟
تخاف على نفسها من كلامي ؟
تخاف تبنّي عبارات قلبي ؟
تخاف تخاف لهيب ضرامي
فتهلع من نار حب و طوفان شوق و بركان بوحِ
تسبب أوجاع كل الدموع اختناقي..تسوّغ نَوْحي
*
إليك حبيبي شكوت القصيدة
أتدري ؟!!!
تعال سأهمس سرا
قصيدة شعري يزلزلها الاندهاش
أتمشي على جمر تلك الحروف؟؟!
قصيدة شعري الجبانة تأبى
تخاف على نفسها يا حبيبي
تلّبّسها الارتعاش
تخاف إذا صغت فيها حنيني
فكيف أقول قصيدة شعر؟؟ و كيف أبوح بما يعتريني؟؟!
*
إليك حبيبي شكوت القصيدة
أود لو اْني
أحرر شعري و أقفز فوق القوانين عمدا
لتجري بمضمار روحي القصيدة و تصهل فيّ بكل ثقة
و أقطع عنها عنان الخجل
لتركض فوق بطاح الأمل
قصيدة شعر جموحٍ فضاءاتها مُطلقة
لتأتي إليك على صهوةِ الجرأة التي تتحدى مساراتها الضيقة
تكف عن الاختباء وراء الكنايات
تقلع عن همهمات التخوّف
تعبر سبع أراض
و تصعد نحو السماء يجنحها الحب
تبعث عبر الجهات النداء
لتسمع صوتي يرفرف حولك في كل واد
أحبك جدا و جدا و جدا
أبوح بأنّي و أنّي ....
فكيف أحقق هذا التمني
*
إليك حبيبي شكوت القصيدة
لقد صار شعري يخاف اعترافي
فتأتي سراعًا جميع القوافي
لتخنق فوّهة البوح خوف انفجارٍ عظيمٍ
تلون قولي بلون اضطهاد أليم أليم
و أنى لها ستر ذاك الصخب
لقد صرت أخشى القوافي
فقد كبلتني كثيرا كثيرا
و شعت حروفي بلون الغضب
فدعني أقول قصيدة شعر بلا أي قيد و لا قافية
لعل القصيدة حين ترفّ بأفق التحرر تنطق سرا
و تهبط فوق دروب الهوى
يراقصها البوح في لحظة من جنون
فلا يتبقى له أو لها خافية
و تسفر كل الحروف
أمامك جهرًا
فكم خُبئت تحت جنح السواد
و كم ردها البوح كم قد نهاها
و أغلق في وجهها كل باب
و ضاعت ملامح تلك الحروف طويلاً
ولم تكُ إلا دوائر وهمٍ. نقاطًا ..خطوط سراب
مللت الخضوع مللت الخنوع
لذا سوف أشكو إليك القصيدة
مللت كلاما أناجي به الليل
أسرقه من فؤادي
فيولد بين الظلام و يدفن حين
وميض القمر
و أنسبه إن سُئلتُ ،لغيري حياءً وخوفًا..
هنا قيل شعر هنا مات شعر
هنا لحن أنثى سيبقى لدى العرف صوت نشاز
هنا بوح أنثى تسلل طيفًا.. وقد يتلاشى
ولا يتبقى له من أثر..
كرهت أنا الشعر حين يخاف
حبيبي إليك سأشكو القصيدة
تجيء إلي برعشة شوقٍ ولمحة ومضِ
و تهرب مني بذعر و تمضي
سريعا تجيء سريعا تفرّ
وفوق رؤوس الأصابع تمشي
و تخشى مساس مفاهيم عرف قديم
لكي لا يقال
هنا قد تسلل بوح لأنثى
إليك حبيبي شكوت القصيدة
مللت أنا الخوف
ما عدت أخشى الملام
سأفصح عما يدور بقلبي
و أشرح ما تضمر العاطفة
أقول بأني أحبك جدا
فهبي على الكل يا عاصفة
سيولد للتوّ أحلى الكلام


من ديوان (خوضٌ في لجّة حبٍّ ملكيّ)

[عواطف عبداللطيف]

مساء سعيد

مساء سعيد على من أحب
و نبض الحنين هنا لم يغبْ

لأجلك يا سيد الأمسيات
جميع أماني الهوى تشرئب

لأجلك أفرش مخمل ليلي
و شلال نجماتِهِ ينسكب

إذا ما همست مساؤكِ خير
حواسي بمجملها تضطرب

فيبدأ قلبي بشرح الهوى
و يطرق حزنا يراعي التعب

فلا يستطيع لساني بيانًا
كأن جميع الكلام نضب

فيا لفخامة ليلي إذا ما
أتيت إلي فهيا اقترب

لأجل سواد عيون الليالي
بقيّةُ أشجاننا تنسحب

لأجلك بدر الأماني الجميل
سيبقى منيرًا و لن يحتجب

[عواطف عبداللطيف]

عيدي

لم تعبّر تهنئاتي ....لم تهبني أيّ ردْ

كيف لم ترحم فؤادي ...بيننا شيدت سدْ

كم بكت قهرا عيوني...حينما المحبوب صدْ

أملّ القلب و منّى ...باتصال قد وعد

آه لو يدري بأن الشوق في قلبي اتقد

كم و كم هدأتُ روعي ...سوف يأتي يوم غد

تحت زخات الحنين ...ضيع القلب الجلد

أبعث الأشواق سيلا...نحو ذياك البلد

كلهم سُروا بعيد ....و أنا عيدي ابتعد

#انتصارحسن

[عواطف عبداللطيف]

تفضل

لقد جئت أرقب وقت الوصول
أنا لست وحدي
فحوليَ حشد كبير تجمهر
أتيت برفقة كل المشاعر
ستدخل من ها هنا يا حبيبي
لذا سوف أنثر أحلى الورود
أبلله موطئ القدمين بأحلى العطور
و أملأ الجو مسكا و عنبر
فرشت لك الدرجات بأحلى النمارق
تبختر عليها حري لمثلك أن يتبختر
أقمت لأجلك أحلى احتفال
و باب الفؤاد ترنح حبا
و مال أخيرا و قال تفضل
وضعت على هبة الريح نغمة حب
و أرسلت مع نسمة البوح ومضة حب
طبعت على لحظة الصمت قبلة حب
دخلتَ فقال الفؤاد تفضل
أنا ملكك الآن هيا تأمّر
تفضل بقلب تهاوى كثيرا
و أنّ كثيرا و عض الأنامل أيضا كثيرا
على عتبات الهموم تكسر
سأسرع أفتح تلك الهدايا
فألقى هناك صدى الضحكات وألقى مواسم من لهفات
وألقى عطورًا من الأمنيات
وأسمع صوتًا يضمّخ جوّي بحلمٍ معطّر
تفضّل ولوّن لي القلب هيّا
بريشة حبٍّ تكوّن ألوان عطرٍ جديدة
هنا ليلكي..بل هنا سوسني .. بل هنا زنبقي.
آه .. زدني وزدني بألوان حبٍّ لها أتخيّر ..
ودع قلبيَ الطفل يفرح باللون والعطر والقرب أكثر.....

[عواطف عبداللطيف]

حبيبتي

قد قال لي (حبيبتي )

و أُشعلت بداخلي مواقد الغرام

قد قالها بصوته

فدخت دخت حينها

خبأتها بداخلي

و رفرفت قصائد

و زغردت محابر في رقصة الأقلام

همست للأوراق أنه قد قالها

و من هنا إلى هنا طارت بنا الرسائل

فيها شدت قلوبنا بأجمل الكلام

و رعشتي مسكينة تكذب الحقيقة

تقول إني حينها قد كنت في الأحلام

قد قالها فطرت من سعادتي

فيا لروعة الصدى

حبيبتي حبيبتي حبيبتي

أعد أعد فإنني

أموت توقا أنتشي

بهذه الأنغام

[عواطف عبداللطيف]

أحبك لكنْ....



أيا سيدي إن حظي قليــــــــــــــــل


فكل المقادير ضدي


و كل القوانين ضدي


أنا يا حبيبي


أحبك لكنْ ...


و أشتاق لكنْ ....


و أحلم لكنْ ....


أنا يا حبيبي


أريدك لكنْ ....


أبيع الجميع لأجلك لكنْ ....


و أصرخ للكون باسمك لكنْ ....


أمامي سدود كثيرة


تعيق وصولي لدرب الغرام


حبيبي


أتوق لأبكيَ عندك لكنْ ....


لأن أرتمي فوق صدرك لكنْ ....


أود المجيء لكونك لكنْ ....


و أسكن غرفة حضنك لكن ....


دروبي في الحب محظورة


و حظي مع الحب جدا تعيس


أنا يا حبيبي


أريد اللجوء لقلبك لكنْ ....


لو أني إليك شكوتك لكنْ ....


أبثك أمري المعقد لكنْ ...


حروفي عن الحب ممنوعة


و دقات قلبي معزولة


وإن قلت أهواك تسرع ( لكنْ )


فكيف سأشرح لفظة( لكنْ )؟ ؟ ؟


تعبت تعبت تعبت ب ( لكنْ )


أحبك


كيف أغادر( لكنْ ) ؟


و كيف أخط الحروف إليك


بلا أي لكنْ و لكنْ و لكنْ ؟؟!

[عواطف عبداللطيف]

لا تعترف
أخاف عليك من الحبّ
لا تعترف
أخاف عليك من الحبّ
أن يؤلمَكْ
من السهد
أن يسقمك
وأعلم أنك من أجله لمْ تنم
فكيف أعاهد نفسي على سرمدية هذا الهوى
و من ثمّ أهدي إليك محيط الألمْ
أأقول اغترف
من معين المآسيَ
أقول اغترف..!!
و كيف أوقع صكًّا أبيع بموجبه القلب
أعطيكه خالصُا وبدون ثمن
و من ثم أوجع مالِكَ قلبي ,
فأطفئ شعلة دربي
و كيف حبيبي أشق بِكِلتَا يديّ ممرا
و أنشئ جسرا
لتبعث لي بقوافل حب وأهدي إليك سيول الوجع
أخاف عليك من الحب
أرجوك لا تعترف
تيقّنت أن الحنين يصبّ ويجري إليك
عصافير شوقي تطير إليك
و أحلى رؤايَ تنادي عليك
أخاف عليك من الحب لا تعترف
كم أخاف عليك
أخاف إذا ما تشعب حزني
تكاثر همي
أخاف عليّ
أخاف عليك
و يبقى الأسى مثل ضيف ثقيل
يحل لدينا و لا ينصرف
فلا تعترف
ودعني أذوق الشقاء لوحدي
أعيش اشتياقي ووجدي
وأرسم لوحة سهدي
لوحدي
و أعتاد طعم الجروح
وأنزف
وحدي
لأني أخاف عليك
من الحب
أرجوك أرجوك
لا تعترف

[عواطف عبداللطيف]

دمعة من أقبية المساء



ما بال عيني لا تملّ من البكاء
ما بال عمري قد تدثّر بالشقاء

ضاع التبسم منذ أيام الصبا
حتى السعادة قابلتني بالجفاء

ألوان كوني غادرتني و امّحت
أطياف حلْمي والسواد غدا ردائي

ذبلت نجومٌ كنت قد أحببتها
بدر الليالي قد توارى عن سمائي

آهٍ من الأيام كيف تبدلت؟!
كيف الربيع بها تحول للشتاء

يا ليت ترجعني السنين لطفلة
بملامحي وبكل ما بي من إباءِ

حشد الأماني كان رهن إشارتي
ضحكات قلبي لونت ألفي وبائي

هلا أعود إلى الطفولة بعــدما
شاخت سنين العمر في طرق العناء

لف الوجوم مشاعري و تقافزت
أشباح خوفي نحو أقبية المساء

و طبول قلبي آلمتني حينما
دقت بنبض الحزن إيقاع الرثاءِ

و سكنت في صحراء جدب دون أن
أسقي الظما المحتوم بي قطرات ماء

حظي تنازل عن زيارة عالمي
وتعاسة الأيام تغزو في دهاء

ما بال حزني صار ديدن رحلتي
ما بال دمعيَ لا يكفكفُه رجائي

ليت الأماني تحتفي ببلوغها
ليت السعادة تستجيب إلى ندائي

أحلام قلبي هل تصير حقيقة
يومًا و دنيا الحب تسمح باللقاءِ ؟؟!!

[عواطف عبداللطيف]

حاضرة
إني هنا حاضرة موجودة
كعادتي أجدّ في هواك
أحضّر الفروض باجتهادْ
أذاكر الدروس
أقرأ القصائد
أختار ما قد قاله العشاق
من فرائد
مــاردُ حبي لم يزل كما علمته
و فيض هذ ا الوجد ما يزال
إني هنا
مقيمةٌ في هذه الشغاف
و كلما سافرت فيك
ضعت في خضم التيه
ضعت ما بين الضفاف
ناديتني!!؟؟
نبّهتني!!؟؟؟
عذرًا حبيبي كنت في شرود
أبحرت في عينيك من جديد
و من جديد تهت فيك سيدي
إني هنا موجودة
سجل حضوري
دائمًا ..
ومنذ أن جرى هواك في الوريد
لم أزل أمارس اشتياقي
وأذرع المسافة الممدودة
مابين لهفة الوصال حتى لوعة الفراقِ
نعم نعم أنا هنا
أطيل قامتي و أشرئب
كي تراني
وأناديك بملء الصوت
إني هاهنا
موجودة موجودة

[عواطف عبداللطيف]

خياط الأحلام

سأزور مليك النبضات

خياط الأحلام اسمعني

أحتاجك جدا فافهمني

فصّل لي فستان الحلمْ

صممه بجنون هادئ

املأه بأحلى التزيينات

ضع فيه سمات الأحلامِ

اجعله بلا أكمامٍ.. أحلى

أتحرك فيه كما أهوى

لا شيء يعيق جناحيّ

لأطير بعالمه الهانئ

و أحلق في أفق الكلمات

اجعل فستاني فضفاضا

يكفي لجميع الأحلامْ

اجعله جميلا و أنيقًا

بحفيف من أحلى الأنغامْ

ففؤادي قد غاص أخيرا

في لجّة حب ملكيّ

أحتاج أنا ثوبا فخما

ليناسب حبي الملكيّ

صمم لي ثوبا لم تلبسه

من قبلي أنثى بل لم تعرفه الجنيات

إني لن أبحر دون الحلمْ

فصّل لي حلمي

كي يقبلني أبهى زورق

إني أسمع شكوى الشاطئ

اغتابتني الأصداف كثيرا

ملتني حتى النسمات

و مياه الضفة قد تعبت من محو جميع الآثار

مل الساحل مني قال بأني

حين بكيت

أزعجت هدوء السمكات

احتجّت في وجهي الأمواج

أنقذني من غضب الأمواج

صمم لي فستان الحلم

ضع فيه شرائط أمنّيات

ثبت لي في الجانب وردة

و هنا وردةْ,,

و هنا وردةْ

املآه ورودا تدهش منها الشمس

موّه آثار النزف هنا خبئ ألمي

حاول إخفاء جراح الأمس

و دموعي من فضلك خبئها

موّه يا أنت صدى الأنّات

خذ كل مقاييس الحلم

فصل لي حلما ألبسه

فشعاع الفرحة في قلبي

ما زال صغيرا كالطفلِ

يتعلم كل الأشياء

بحياء يشرق في قلبي

يتسلل من بعض الشرفات

يجلس في زاويةٍ نائيةٍ بهدوء التلميذ الناشئ

يمسك بالرعشة ألوانا

و يلون إحدى الكراسات

فصل لي فستانا فخما

فمليكي

سيتوج أحلى الأحلامْ

آه لو أعجبه حلمي

صوّب لي وحدي النظرات

آه لو كان هو البادئ

لو أرسل أحلى الهمسات

سأدور أدور بفستاني

أتدلل فرحا بالثوبِ

أريه تفاصيل الحلمْ السحري

فهنا قد حلت عصفورة

عبرت آفاق المعمورة

لم تألف عشا تسكنه

و أتتني ليلا مذعورة

فبنيت لها العش الدافئ

بين الأزهار المبتسمات

و هنا مطر

يعقبه أجمل قوس قزح

تسبح في الجو الغيمات

و هنا قمر

ليلٌ عاشق

يهمس بالنجوى للنجمات

و هنا صيف عانق رمل الشاطئ

وهنا أنسامٌ مرت ببساتيني

لتضوع بأعبق النفحات

و هنا آويت الأشواقَ

و هنا حاورت الأوراق

و بعثت إليك الأغنيّات

أمليكي

ستبوح لك الأسرار

أسمعك البشرى في كل الأخبار

أهديك و تهديني اللهفات

خياط الأحلام تفنن

أبدع في فستان الحلم

اجعل فستاني لغز جمالٍ تحسده كل الملكات

اتعب

لن أتجاهل صنعك أو أنكر فضلك

إن جئت بأجمل أجمل حلم

صدقني

إني بالمثلِ

سأجازي حتما و أكافئ

و ستصبح مشهورا جدا

و حديث جميع الحــوريّات ....

من ديوان خوض في لجّة حب ملكي ...

[عواطف عبداللطيف]

كانت القصيدة
تعانقت حروفنا ...فكانت القصيدة

و أزهرت لأجلنا ...مشاعرٌ فريدة

لم تعصنا عصفورة المواسم البعيدة

حطّت سريعا قربنا... و غردت سعيدة

و رفرفت قصائد ....عديدةٌ عديدةْ

مُنى الفؤاد لم تعد... أمامنا عنيدة

و لفظة المحال قد.... تابت عن المكيدة

عطري هنا و عطره ....في حلّة جديدة

صوتي هنا و صوتهُ ....و لهفة شديدة

أحبّه يحبّني .....حقيقة أكيدة

فديته فلتشهدوا ....بأنني شهيدة