عزت الخطيب
04-26-2013, 06:10 PM
توسَّلْتُ في عُسْري فَألهَمَنِيْ اليُسْرَا ** وناجيتُ في خَطْبي فأورثَنِي البُشْرَى
وقد تَعْجَزُ الأسْبابُ أن تَعبُرَ النهْرَا ** وتعبرُ إنْ لاذَتْ ببارئها البَحْرَا
كأنَّ دُعَائِيْ كَانَ مِفتاحَ حَاجَتيْ ** وأقْفَالُها كانت سُلُوِّي عن الذِّكْرَى
وكَمْ ضَلَّ ذو العينين في سَلْك مَسْلَك ٍ ** وكَمْ بالهُدَى أعْمَىً وقد قَطَعَ الوَعْرا
تَضَعْضَعَت الأشْجارُ من بعد قُوة ٍ **وأمْسَتْ وقد شَاخَ اللُّبَابُ بها قِشْرَا
وتلك نواميسُ الحياة التي جَرتْ **فَبَان ٍ بها دَارَاً وبَان ٍ لَهُ قَبْرا
ومِنْ زُخرف الدنيا ابتلاءٌ لأهلها** وأهْلُ النُّهَى لا يأمنونَ لها مَكْرَا
نعيشُ حَيَارَى والسَّرائرُ تشتكيْ **لماذا وفي الإيمان ما يَشْرحُ الصَّدْرَا
فمن آمنوا بالله والبَعثِ أفْلَحوا ** فإنْ أصلحوا كان النعيمُ لهم أَجْرَا
وسِيَّان عند العارفين وسِادُهم ** أكَانَ خَمِيلاً ذلك الفَرْشُ أوْ صَخْرا
وَسِيَّان عند العارفين مُريدُهُمْ ** أيَسْكُنُ كُوْخَاً ذلك المَرْءُ أوْ قَصْرَا
وقد يحسبُ الغِرُّ الحياةَ فَراسِخاً ** وكانت كما تبدو لأعينهِمْ شِبْرَا
تَعَالَوْا على وَكْسِ النفوس وغَيِّها ** فما زَيَّنَ الشيطانُ في بَالِهم وِزْرَا
وكان غِنَاهم أنهم زهدوا الغِنَى ** فكان سَنَا الرُضْوان ِ في وجْههمْ بَدْرَا
وعاشوا على حَدِّ الكَفَافِ كأنَّهمْ ** مُلُوكٌ وما حَازوا قُصوراً ولا دُرَّا
إذا شبعوا صاموا وراضوا نُفُوسَهَمْ ** ففي جُوعِهم دَرْسٌ ليَخَْتَبروا الصَّبَْرَا
تَرَى سَلْوة العَيْش الكريم بدَارهِمْ ** ولو شربوا ماءً ولو طَعِموا البُرَّا
إذا فَاضَ قُوتُ اليوم لَمْ يَبْقَ عندهُمْ ** وفي أمَّةِ الإسلام من يشتكي الَفقْرَا
إذا فَخَروا كان التَذَللُ فَخْرَهُمْ ** ففي ذُلِّهمْ لله ما أعظَمَ الفَخْرا
ولولا عِبَادٌ مثلهم في حياتنا ** لعاشَ غَريرُ النَّاس يَسْتَمْرئُ الكِبْرَا
مَيامِينُ يَحْظَى الخَيْرَ مَنْ جَاءَ سَاحَهُمْ * ولو كان قَبْلاً قَدْ أَسَرَّ لهم شَرَّا
عَلامَتُهُمْ نُورُ الهُدَى في جبَاهِهمْ "* وسِيمَتُهُمْ تَلْقَى بضَرَّائِهم شُكْرَا
مَجَالسُهمْ حَاطَ المَلَائِكُ حَوْلَها ** فكَانَ لها طِيبٌ نَشُمُّ لهُ عِطْرا
وما مَهَرُوا الدنيا وقد هُيِّئَتْ لهمْ ** فما رغبوا فيها ليُهْدوا لها مَهْرَا
يعيشُونَ أحْرَارَاً فأجْمِلْ بَعَيْشِهمْ **ُأسَارَى حياة الزُهد أَجْمِلْ بهم أسْرَى
ألا ليت قَوْميْ يقتدونَ بهَدْيهمْ **فمَنْ سَارَ في مِنَهاجهمْ كَسَبَ الخَيْرَا
يَضُوعُ أريجُ الخير في خَلوَاتِهمْ **وتأتِيْ غُيُوثُ الرزق في إثْرِهِم تَتْرَى
فيا ليتَنِي منهمْ ولو كنتُ تابعاً** ويبقى دَوائيْ أنْ أقولَ بهم شِعْرَا
وقد تَعْجَزُ الأسْبابُ أن تَعبُرَ النهْرَا ** وتعبرُ إنْ لاذَتْ ببارئها البَحْرَا
كأنَّ دُعَائِيْ كَانَ مِفتاحَ حَاجَتيْ ** وأقْفَالُها كانت سُلُوِّي عن الذِّكْرَى
وكَمْ ضَلَّ ذو العينين في سَلْك مَسْلَك ٍ ** وكَمْ بالهُدَى أعْمَىً وقد قَطَعَ الوَعْرا
تَضَعْضَعَت الأشْجارُ من بعد قُوة ٍ **وأمْسَتْ وقد شَاخَ اللُّبَابُ بها قِشْرَا
وتلك نواميسُ الحياة التي جَرتْ **فَبَان ٍ بها دَارَاً وبَان ٍ لَهُ قَبْرا
ومِنْ زُخرف الدنيا ابتلاءٌ لأهلها** وأهْلُ النُّهَى لا يأمنونَ لها مَكْرَا
نعيشُ حَيَارَى والسَّرائرُ تشتكيْ **لماذا وفي الإيمان ما يَشْرحُ الصَّدْرَا
فمن آمنوا بالله والبَعثِ أفْلَحوا ** فإنْ أصلحوا كان النعيمُ لهم أَجْرَا
وسِيَّان عند العارفين وسِادُهم ** أكَانَ خَمِيلاً ذلك الفَرْشُ أوْ صَخْرا
وَسِيَّان عند العارفين مُريدُهُمْ ** أيَسْكُنُ كُوْخَاً ذلك المَرْءُ أوْ قَصْرَا
وقد يحسبُ الغِرُّ الحياةَ فَراسِخاً ** وكانت كما تبدو لأعينهِمْ شِبْرَا
تَعَالَوْا على وَكْسِ النفوس وغَيِّها ** فما زَيَّنَ الشيطانُ في بَالِهم وِزْرَا
وكان غِنَاهم أنهم زهدوا الغِنَى ** فكان سَنَا الرُضْوان ِ في وجْههمْ بَدْرَا
وعاشوا على حَدِّ الكَفَافِ كأنَّهمْ ** مُلُوكٌ وما حَازوا قُصوراً ولا دُرَّا
إذا شبعوا صاموا وراضوا نُفُوسَهَمْ ** ففي جُوعِهم دَرْسٌ ليَخَْتَبروا الصَّبَْرَا
تَرَى سَلْوة العَيْش الكريم بدَارهِمْ ** ولو شربوا ماءً ولو طَعِموا البُرَّا
إذا فَاضَ قُوتُ اليوم لَمْ يَبْقَ عندهُمْ ** وفي أمَّةِ الإسلام من يشتكي الَفقْرَا
إذا فَخَروا كان التَذَللُ فَخْرَهُمْ ** ففي ذُلِّهمْ لله ما أعظَمَ الفَخْرا
ولولا عِبَادٌ مثلهم في حياتنا ** لعاشَ غَريرُ النَّاس يَسْتَمْرئُ الكِبْرَا
مَيامِينُ يَحْظَى الخَيْرَ مَنْ جَاءَ سَاحَهُمْ * ولو كان قَبْلاً قَدْ أَسَرَّ لهم شَرَّا
عَلامَتُهُمْ نُورُ الهُدَى في جبَاهِهمْ "* وسِيمَتُهُمْ تَلْقَى بضَرَّائِهم شُكْرَا
مَجَالسُهمْ حَاطَ المَلَائِكُ حَوْلَها ** فكَانَ لها طِيبٌ نَشُمُّ لهُ عِطْرا
وما مَهَرُوا الدنيا وقد هُيِّئَتْ لهمْ ** فما رغبوا فيها ليُهْدوا لها مَهْرَا
يعيشُونَ أحْرَارَاً فأجْمِلْ بَعَيْشِهمْ **ُأسَارَى حياة الزُهد أَجْمِلْ بهم أسْرَى
ألا ليت قَوْميْ يقتدونَ بهَدْيهمْ **فمَنْ سَارَ في مِنَهاجهمْ كَسَبَ الخَيْرَا
يَضُوعُ أريجُ الخير في خَلوَاتِهمْ **وتأتِيْ غُيُوثُ الرزق في إثْرِهِم تَتْرَى
فيا ليتَنِي منهمْ ولو كنتُ تابعاً** ويبقى دَوائيْ أنْ أقولَ بهم شِعْرَا