د.نبيل قصاب باشي
05-17-2013, 08:08 PM
أراكَ و لا أراكَ
د.نبيل قصاب باشي
أَمضِي ودَرْبي فوقَ أقدامِي تطيرُ بهِ الجهاتُ بلا جهاتٍ..
هلْ تُرى ضيّعتُ دربي خلفَ دربكَ ؟؟ أمْ تُرانيَ خِلْتُ دربيَ في حماكْ ؟؟
أرتادُ ذاكرتي ودربي دونَ ذاكرة ٍ ...
أُحدِّق في متاهاتي لعلّي أرقبُ الدرْ بَ الُملبَّدَ قد توارى خلفَ بارقةٍ تفتّشُ عنْ سناكْ..
أنا لستُ أدري أيَّ ذاكر ةٍ أُطوِّفُ حولها بلْ أيّ خاطر ةٍ ..
تطيرُ معَ الغيومِ ولا تحطُّ على مجاهلِ مُنتهاكْ
راوغتُ نفسي بلْ خدعْتُ مَخَاوفي ..
أَلفيتُـنِي أرتاحُ في خوفي وألعنُ كيدَ ما أخفت مسافاتي وما أبدتْ ..
ولستُ مصدّ قاً خوفي المخادعَ .. هلْ سأرحلُ عنْ هُداكْ ؟؟
أمْ سوفَ أمشي دونَ أقدامي وراءكَ أمْ أمامكَ ..
أمْ سأقبعُ في شمالكَ أمْ سأمكثُ في جنوبكَ أمْ سأرقدُ في حماكْ ؟؟
يا غيمةً مجنونةً عبرَتْ حدودي واستهامتْ في شواطئ ..
بحرها لا موجُ أحلامي يهدهدُهَا ولا طيفي يضمّ طيوفَها ..
هلْ ضاعَ بارقُها بأطيافِ المجاهلِ في دُجاكْ ؟؟
دعني أعودُ إلى حياةِ الموتِ في موتي
ودع موتي يعودُ إلى الحياةِ
ولا يعودُ إلى لظاكْ
الموتُ حولي
غيرَ أنّي لا أرى حولي ولا موتي ولا لحدي
فأين أدسُّ روحي ؟؟
هلْ يراني الموتُ ..؟؟؟ لستُ أراهُ ..
إني ذاهبٌ وحدي إلى وحدي ..
فدعْني هاهنا ألقاكَ رُبَّتَمَا أراكَ ولا أراكْ
أنا ذاهبٌ وحدي ودربي فوقَ أقدامي ..
ولكنّي أضعتُ الدربَ والأقدامَ ..
كيفَ إذنْ أراكَ ولا أراكْ ؟؟
أنا ذاهبٌ وحدي بلا جفْنٍ ولا طيْفٍ ولا حُلُم ٍ
فكيفَ إذنْ أراكَ ولا أراكْ ؟؟
أنا ذاهبٌ وحدي إلى قلَقِي إلى أرَقِي إلى نَزقِي
وليسَ يروقُ ليْ أنْ أستريحَ على الأرائكِ في حماكْ
الموتُ حولي
غيرَ أنّي لا أرى حولي سوى حولي ..
فخلِّ جهاتِكَ السكرى تفتّشُ عنْ مسافاتي
لعلَّ فضاكَ الوهميَّ ماضٍ في سمائكَ لا يراكْ
يا أيها الوطنُ المسافرُ في نجاوى الحزنِ ..
هلْ حطّتْ نوائحُكَ الحيارى في شراييني ؟؟
وهلْ غابتْ مواجعُها السكارى في شجايَ وفي شجاكْ ؟؟
يا أيها المحتلُّ قافيتي لقدْ أنهكتَ ذاكرتي ..
و أحرقتَ الخواطرَ في أمانيها..
فهاجرَ طائرُ الفينيقِ نحو رمادِ أيكتِهَا ..
هنا الأعشاشُ قدْ ماتتْ ..
ولكنْ لمْ تمتْ فيها نجاوى الصمتِ في نجواكْ
يا أيها المحتلُّ ذاكرتي نسيتُ الطيفَ في وهمي ..
نسيتُ كؤوسيَ العطشى على شفَتِي ..
نسيتُ الماءَ في حلْقِي ..
ولكنْ لمْ تزلْ قدحي على شفتيكَ لنْ تجفوكَ أو تنساكْ
يا أيها المحتلُّ غادرْ كلَّ أشرعتي
وخلِّ شواطئي ترسو على موجي ..
فهذا البحرُ أعلنَ مُذْ رحلتَ اليومَ عنْ منفايَ أنْ يرتاحَ في منفاكْ
يا أيها الوطنُ المسافرُ في نجاوى النائحاتِ
أما سمعتَ النّوحَ يمرقُ منْ أزيزِ الجمْر في جسد ِ الثكالى ..
أمْ حسبتَ النّوحَ حشرجةً تغرّدُ في لظاك ؟؟
يا أيها الوطنُ المهاجرُ في فضاءِ الصمْتِ والنجوى أغثْني ..
لم يعدْ للحنِ حَنْجرةٌ ، ولا للصمْتِ غمغمةٌ ، ولا للقبر ِ مجزرةٌ ..
لقدْ طارتْ بكَ الأشباحُ تعبُرُ كلَّ مقبرةٍ إليكَ ..
فهلْ رأيتَ بها رُؤاكْ
أو لستَ تلمحُ صورةَ الأشباحِ في عينيكَ ؟؟
هلْ أُذُناكَ سارحتانِ في المجهولِ ؟؟ ..
هلْ شفتاكَ غارقتانِ في صمْتِ الدماءِ..
أما أصختَ إلى الفحيح ِ تمجُّهُ نجوى مُناكْ ؟؟
أوَ لستَ تسمعُ ما تُوْسوِسُهُ الليالي في دُجاكْ ؟؟
يا أيها الوطنُ المهاجرُ لستُ أخشى منكَ ..
لكني أ خافُ عليكَ منكَ ..
فهلْ فقهتَ اليومَ : لِمْ أنا ذاهبٌ وحدي إلى منفايَ في منفاكْ ؟؟
أنا ذاهبٌ وحدي إليكَ .. إلى الردى أزمعتُ أنْ ..
أمشي إليكَ فهلْ فقهتَ الموتَ في موتي ؟؟
وهلْ أدركتَ ما اقترفتْ يداكْ ؟ ؟
دبي 11/5/2013م
[/frame]
د.نبيل قصاب باشي
أَمضِي ودَرْبي فوقَ أقدامِي تطيرُ بهِ الجهاتُ بلا جهاتٍ..
هلْ تُرى ضيّعتُ دربي خلفَ دربكَ ؟؟ أمْ تُرانيَ خِلْتُ دربيَ في حماكْ ؟؟
أرتادُ ذاكرتي ودربي دونَ ذاكرة ٍ ...
أُحدِّق في متاهاتي لعلّي أرقبُ الدرْ بَ الُملبَّدَ قد توارى خلفَ بارقةٍ تفتّشُ عنْ سناكْ..
أنا لستُ أدري أيَّ ذاكر ةٍ أُطوِّفُ حولها بلْ أيّ خاطر ةٍ ..
تطيرُ معَ الغيومِ ولا تحطُّ على مجاهلِ مُنتهاكْ
راوغتُ نفسي بلْ خدعْتُ مَخَاوفي ..
أَلفيتُـنِي أرتاحُ في خوفي وألعنُ كيدَ ما أخفت مسافاتي وما أبدتْ ..
ولستُ مصدّ قاً خوفي المخادعَ .. هلْ سأرحلُ عنْ هُداكْ ؟؟
أمْ سوفَ أمشي دونَ أقدامي وراءكَ أمْ أمامكَ ..
أمْ سأقبعُ في شمالكَ أمْ سأمكثُ في جنوبكَ أمْ سأرقدُ في حماكْ ؟؟
يا غيمةً مجنونةً عبرَتْ حدودي واستهامتْ في شواطئ ..
بحرها لا موجُ أحلامي يهدهدُهَا ولا طيفي يضمّ طيوفَها ..
هلْ ضاعَ بارقُها بأطيافِ المجاهلِ في دُجاكْ ؟؟
دعني أعودُ إلى حياةِ الموتِ في موتي
ودع موتي يعودُ إلى الحياةِ
ولا يعودُ إلى لظاكْ
الموتُ حولي
غيرَ أنّي لا أرى حولي ولا موتي ولا لحدي
فأين أدسُّ روحي ؟؟
هلْ يراني الموتُ ..؟؟؟ لستُ أراهُ ..
إني ذاهبٌ وحدي إلى وحدي ..
فدعْني هاهنا ألقاكَ رُبَّتَمَا أراكَ ولا أراكْ
أنا ذاهبٌ وحدي ودربي فوقَ أقدامي ..
ولكنّي أضعتُ الدربَ والأقدامَ ..
كيفَ إذنْ أراكَ ولا أراكْ ؟؟
أنا ذاهبٌ وحدي بلا جفْنٍ ولا طيْفٍ ولا حُلُم ٍ
فكيفَ إذنْ أراكَ ولا أراكْ ؟؟
أنا ذاهبٌ وحدي إلى قلَقِي إلى أرَقِي إلى نَزقِي
وليسَ يروقُ ليْ أنْ أستريحَ على الأرائكِ في حماكْ
الموتُ حولي
غيرَ أنّي لا أرى حولي سوى حولي ..
فخلِّ جهاتِكَ السكرى تفتّشُ عنْ مسافاتي
لعلَّ فضاكَ الوهميَّ ماضٍ في سمائكَ لا يراكْ
يا أيها الوطنُ المسافرُ في نجاوى الحزنِ ..
هلْ حطّتْ نوائحُكَ الحيارى في شراييني ؟؟
وهلْ غابتْ مواجعُها السكارى في شجايَ وفي شجاكْ ؟؟
يا أيها المحتلُّ قافيتي لقدْ أنهكتَ ذاكرتي ..
و أحرقتَ الخواطرَ في أمانيها..
فهاجرَ طائرُ الفينيقِ نحو رمادِ أيكتِهَا ..
هنا الأعشاشُ قدْ ماتتْ ..
ولكنْ لمْ تمتْ فيها نجاوى الصمتِ في نجواكْ
يا أيها المحتلُّ ذاكرتي نسيتُ الطيفَ في وهمي ..
نسيتُ كؤوسيَ العطشى على شفَتِي ..
نسيتُ الماءَ في حلْقِي ..
ولكنْ لمْ تزلْ قدحي على شفتيكَ لنْ تجفوكَ أو تنساكْ
يا أيها المحتلُّ غادرْ كلَّ أشرعتي
وخلِّ شواطئي ترسو على موجي ..
فهذا البحرُ أعلنَ مُذْ رحلتَ اليومَ عنْ منفايَ أنْ يرتاحَ في منفاكْ
يا أيها الوطنُ المسافرُ في نجاوى النائحاتِ
أما سمعتَ النّوحَ يمرقُ منْ أزيزِ الجمْر في جسد ِ الثكالى ..
أمْ حسبتَ النّوحَ حشرجةً تغرّدُ في لظاك ؟؟
يا أيها الوطنُ المهاجرُ في فضاءِ الصمْتِ والنجوى أغثْني ..
لم يعدْ للحنِ حَنْجرةٌ ، ولا للصمْتِ غمغمةٌ ، ولا للقبر ِ مجزرةٌ ..
لقدْ طارتْ بكَ الأشباحُ تعبُرُ كلَّ مقبرةٍ إليكَ ..
فهلْ رأيتَ بها رُؤاكْ
أو لستَ تلمحُ صورةَ الأشباحِ في عينيكَ ؟؟
هلْ أُذُناكَ سارحتانِ في المجهولِ ؟؟ ..
هلْ شفتاكَ غارقتانِ في صمْتِ الدماءِ..
أما أصختَ إلى الفحيح ِ تمجُّهُ نجوى مُناكْ ؟؟
أوَ لستَ تسمعُ ما تُوْسوِسُهُ الليالي في دُجاكْ ؟؟
يا أيها الوطنُ المهاجرُ لستُ أخشى منكَ ..
لكني أ خافُ عليكَ منكَ ..
فهلْ فقهتَ اليومَ : لِمْ أنا ذاهبٌ وحدي إلى منفايَ في منفاكْ ؟؟
أنا ذاهبٌ وحدي إليكَ .. إلى الردى أزمعتُ أنْ ..
أمشي إليكَ فهلْ فقهتَ الموتَ في موتي ؟؟
وهلْ أدركتَ ما اقترفتْ يداكْ ؟ ؟
دبي 11/5/2013م
[/frame]