تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سفر السفرجل (47)


الوليد دويكات
06-14-2013, 04:30 PM
سفر السفرجل (47)

في أجندة مليئة بالمواعيد الهامة أو الغير هامة ، كنت أميّز ُ موعدي معك ِ ، ربما قبل أن ألتقيك ِ لم أجد من المواعيد ِ ما يستحق التمييز والإهتمام ، كانت جميع أيامي رتيبة ، لا أحمل ُ فيها ذاكرة ً تستحق ُ الذكر ، كان َ يهمني أن أملأ أجندتي كي لا تبقى الصفحات ُ بيضاء ..
وعند نهاية كل عام ، كنت أحتفظ ُ بأجندة العام المنصرم ْ ، لم يكن في أي منها ما يستحق ُ الدهشة َ والإنتباه . لكن أجندة هذا العام تختلف ، أميز الورقة التي تحمل ُ موعدا ً معك ، وأضع تحتها خطين ، وكأنني أريد ُ أن أصنع من الخطين جدارا يحيط بك من كل شيء ، ويحبسني معك
حتى تبقين داخل جداري للأبد .
كنت ُ أسجل ُ كل ذلك عن حدس ٍ مسبق ْ ، ربما أن تاريخ لقائك سيكون منعطفا هاما لذاكرة مكتظة بك ِ ، وربما كنت ُ أشعر ُ أن لحظة لقائك هي بمثابة ميلاد ٍ جديد ٍ لي .
كنت ُ أبدأ في الإستعداد للقاء قبل حلوله بساعات ، أجدني مضطربا كتلميذ مجتهد حان موعد إمتحانه ، يراجع كل النصوص حتى لا يداهمه سؤال ٌ لا تحضره الإجابة عليه .
رغبة جامحة في الجلوس معك ، في تأملك ، في الإستماع لحديثك العذب ، في طريقة ملامحك التي ترتسم بلغة ٍ جذابة ، هي رغبة للولوج ِ إلى ذاكرتك ، حتى أتعرف َ على كل تفاصيلك .
في لقائنا الأول ، كنت أحمقا لدرجة أنني تحدثت ُ أكثر منك ، وأنا الذي أتوق للإنصات لك فقط .
كيف أستطيع أن أفسر لك أنني مشتاق لك أكثر من تصوري ، وأن حنيني إليك ِ أكبر من أي شيء ...كانت حماقة ندمت ُ عليها فيما بعد ، كيف أنفرد ُ أن في الحديث وأنت تنفردين في الإستماع والإنصات ، نعم كنت ِ مستمعة ً رائعة ، ربما كانت رغبة مني أن أستبقيك معي في الكلمات ، وفاتني أن أمنحك ِ مجالا أكثر للحديث ..
أريد ُ منك في لقائنا التالي ، أن تتحدثي وحدك ، وتتركيني أتأمل ابتسامتك ِ ولون عينيك ..
ما أروع أن تتفتح الأزهار ُ هكذا في طلتك ، وما أجمل أن يتجلى وطني في حضورك ، وما أجمل أن تكوني أنت ِ ...هي أنت .

لسفر السفرجل ...محطات


الوليد

أ.آمنة محمود
06-14-2013, 05:17 PM
دوما مبدع أستاذ وليد
امتعتنا بل وأتحفتنا بمحطات السفرجل
بوركت وبورك قلمك الراقي
ويسعدني أن أكون أول العابرين في فضاءك الجميل
تحياتي وورودي ايها الرائع

الوليد دويكات
06-14-2013, 08:24 PM
الشكر لك أستاذة آمنة على اهتمامك وحضورك
رأيك أسعدني وأن تجد هذه المحطة قبولك فهذا حافز
ودافع لخروج المحطة التالية للنور

دمت بخير

أ.آمنة محمود
06-14-2013, 11:50 PM
ننتظر جديدك الراقي بكل شغف وليد
وروودي