منوبية كامل الغضباني
06-18-2013, 11:03 AM
بسم الله الرحمان الرّحيم
تونس في 18 جوان2013الموافق ل9شعبان 1434
أخي الغالي أحمد العابر
أمّا بعد
استلمت رسالتك النّفيسة بما حوت هذا الصّباح ....
لم تصلني يا أحمد عبر ساعي البريد ذاك الرّجل الأمين الذي اندثر مع زمن العولمة متكتّما على أسرارنا وعواطفنا وما نحمّله في رسائلنا من مودّة وعتاب واشتياق
فقد وصلتني عبر ذبذبات الجهازهذا الغول الذي نتقرفص أمامه يوميّا ونظغط على أزراره فيأتينا العالم بأحبّتنا من الأقاصي والبعاد
وصلتني أيّها الغالي رسالتك ..
قرأتها مرة ومرتين فأكثر وكم راقني صدق انهمار حديثك فيها وكم ضحكت في سرّي يا أحمد من نفسي فقد خلت نفسي من عذب حديثك طفلة بضفائرها ومشدّات شعرها
تنطّ هنا وهناك وشقيقها أحمد يختفي وراء باب حوشنا القديم ولست أدري يا أحمد هل مازلت تذكر خشبه الذي تشرّب الماءففاح برائحة الصّنوبروالصّفصاف...
وهل تذكر يا أحمد كم كنت تبالغ في االتّكوّر والإنحناء وراءه كي لا أعثر عليك...وكم كنت لا أحبّ حربا ولا خصاما معك فأراك وأتجاهل حتّى لا تتضايق وينقلب صفاؤنا كدرا ونكدا...فكم كنّا نملأ الدّنيا أنسا وغبطة
وصلتني رسالتك البهيّة وقرأت عتبك عليّ في الفراق والوداع فجأة فدعني يا اخيّ أسرّ لك انّي ولهاث رحلتي اليك هنا مازال يتعبني وأنّي كما عهدتني تواريخ رحيلي تظلّ دوما متلعثمة تلعثم حظّي من الدّنيا . أنسيت يا أحمد كم صادر الحظّ آمالي ...
فهل تقادمت عندك يا أخيّ أحمد عهود الذّاكرة ونسيت أنّ أخيّتك هشّة رقيقة ترتبك من المعاملات القاسية وما يجرح وما يسيئ وأنّها تظلّ تبكي طول اليوم اذا أنّبها أب أو زجرتها أمّ أو لامتها المعلّمة على تهاونها في الدّرس...
أنسيت يا أحمد كم كانت أمّي تصرف وتغدق عليّ من حنانها وعطفها حتى لا أنتكس ولا أتقوقع ولا يسكنني حزن ولا كدر..نعم كبرت ولكنّي ما زلت بقلب الطّفلة وأنا هنا كما أنا في الحياة لا أحمل غير وجهي الذي تعرف يا أحمد.
لله أنت يا أخي أحمد فكم أغدقت عليّ من كرم القول وسخائه وكم أحسست بالسّعادة منك ومن رسالتك يا أحمد
أتعرف يا أحمد الغالي أنّ الواحد منّا هنا كم يحتاج المعاملة الرّاقية والدّافئة والنّقية فالأرض من حولنا يا أحمد تلبس صمتا كابوسيّا سديما وأنّنا نساعد في اغراقها في الجفاء وتكلّس حرارة المعاملات بين بشرها وساكنيها ...
وكم نحن يا أحمد غارقون في همومنا وكم نحن نتقن الجفاء والقسوة مع بعضنا....
فالكلمة الجارحة يا أخيّ تنزل كجبل بثقلها ولا تستطيع الرّد عليها بمثلها أو أحسن منها وتفضّل أن تبقى منقبضا مشدوها فارغ الفم...على أن تسيئ وتسقط في الرّداءة
أخيّ أحمد
هنا يا أحمد قد تكون محابرنا وأقلامنا غير متجانسة وقد نكون فيما نكتب نكتب ما يساورنا من قلق فتأتي كتاباتنا كما نحن برصيد خرافيّ من القلق والتّوتر والهوس والمتاعب ...
وقد تكون كتاباتنا تعيد للقلوب نضارتها وبعض من الإنتعاش فتسري منها الحياة والإشراقفتورق براعم الرّوح وتنتشي
فليس لك في هذه الرّسالة الا ما بثثت في الرّوح المعطّبة عندي من دروب فرح والبهجة بما جعل ما في القلب من نكد مفضيا بالحكاية الى البحر
ما أجمل رسالتك يا أحمد وما أبهى روحك وما أرقى مواجدك فيها......
ولتتواصل بيننا الرّسائل يا أحمد ولنبعث في نفوس وقلوب بعضنا نفحات المحبّة والتّراحم والى لقاء قريب أستودعك الله وها قد عدت الى نبع العواطف فما غير العواطف تبنينا وتعلينا
تونس في 18 جوان2013الموافق ل9شعبان 1434
أخي الغالي أحمد العابر
أمّا بعد
استلمت رسالتك النّفيسة بما حوت هذا الصّباح ....
لم تصلني يا أحمد عبر ساعي البريد ذاك الرّجل الأمين الذي اندثر مع زمن العولمة متكتّما على أسرارنا وعواطفنا وما نحمّله في رسائلنا من مودّة وعتاب واشتياق
فقد وصلتني عبر ذبذبات الجهازهذا الغول الذي نتقرفص أمامه يوميّا ونظغط على أزراره فيأتينا العالم بأحبّتنا من الأقاصي والبعاد
وصلتني أيّها الغالي رسالتك ..
قرأتها مرة ومرتين فأكثر وكم راقني صدق انهمار حديثك فيها وكم ضحكت في سرّي يا أحمد من نفسي فقد خلت نفسي من عذب حديثك طفلة بضفائرها ومشدّات شعرها
تنطّ هنا وهناك وشقيقها أحمد يختفي وراء باب حوشنا القديم ولست أدري يا أحمد هل مازلت تذكر خشبه الذي تشرّب الماءففاح برائحة الصّنوبروالصّفصاف...
وهل تذكر يا أحمد كم كنت تبالغ في االتّكوّر والإنحناء وراءه كي لا أعثر عليك...وكم كنت لا أحبّ حربا ولا خصاما معك فأراك وأتجاهل حتّى لا تتضايق وينقلب صفاؤنا كدرا ونكدا...فكم كنّا نملأ الدّنيا أنسا وغبطة
وصلتني رسالتك البهيّة وقرأت عتبك عليّ في الفراق والوداع فجأة فدعني يا اخيّ أسرّ لك انّي ولهاث رحلتي اليك هنا مازال يتعبني وأنّي كما عهدتني تواريخ رحيلي تظلّ دوما متلعثمة تلعثم حظّي من الدّنيا . أنسيت يا أحمد كم صادر الحظّ آمالي ...
فهل تقادمت عندك يا أخيّ أحمد عهود الذّاكرة ونسيت أنّ أخيّتك هشّة رقيقة ترتبك من المعاملات القاسية وما يجرح وما يسيئ وأنّها تظلّ تبكي طول اليوم اذا أنّبها أب أو زجرتها أمّ أو لامتها المعلّمة على تهاونها في الدّرس...
أنسيت يا أحمد كم كانت أمّي تصرف وتغدق عليّ من حنانها وعطفها حتى لا أنتكس ولا أتقوقع ولا يسكنني حزن ولا كدر..نعم كبرت ولكنّي ما زلت بقلب الطّفلة وأنا هنا كما أنا في الحياة لا أحمل غير وجهي الذي تعرف يا أحمد.
لله أنت يا أخي أحمد فكم أغدقت عليّ من كرم القول وسخائه وكم أحسست بالسّعادة منك ومن رسالتك يا أحمد
أتعرف يا أحمد الغالي أنّ الواحد منّا هنا كم يحتاج المعاملة الرّاقية والدّافئة والنّقية فالأرض من حولنا يا أحمد تلبس صمتا كابوسيّا سديما وأنّنا نساعد في اغراقها في الجفاء وتكلّس حرارة المعاملات بين بشرها وساكنيها ...
وكم نحن يا أحمد غارقون في همومنا وكم نحن نتقن الجفاء والقسوة مع بعضنا....
فالكلمة الجارحة يا أخيّ تنزل كجبل بثقلها ولا تستطيع الرّد عليها بمثلها أو أحسن منها وتفضّل أن تبقى منقبضا مشدوها فارغ الفم...على أن تسيئ وتسقط في الرّداءة
أخيّ أحمد
هنا يا أحمد قد تكون محابرنا وأقلامنا غير متجانسة وقد نكون فيما نكتب نكتب ما يساورنا من قلق فتأتي كتاباتنا كما نحن برصيد خرافيّ من القلق والتّوتر والهوس والمتاعب ...
وقد تكون كتاباتنا تعيد للقلوب نضارتها وبعض من الإنتعاش فتسري منها الحياة والإشراقفتورق براعم الرّوح وتنتشي
فليس لك في هذه الرّسالة الا ما بثثت في الرّوح المعطّبة عندي من دروب فرح والبهجة بما جعل ما في القلب من نكد مفضيا بالحكاية الى البحر
ما أجمل رسالتك يا أحمد وما أبهى روحك وما أرقى مواجدك فيها......
ولتتواصل بيننا الرّسائل يا أحمد ولنبعث في نفوس وقلوب بعضنا نفحات المحبّة والتّراحم والى لقاء قريب أستودعك الله وها قد عدت الى نبع العواطف فما غير العواطف تبنينا وتعلينا