د.نبيل قصاب باشي
10-08-2013, 06:58 AM
مَسَـافَةٌ أُخْرَى
د.نبيل قصاب باشي
شطاكَ يا بردى مسافتيَ التي حطَّت إليكَ منَ الوريدِ إلى الوريدِ
غادرتُها يوماً ولم تحزنْ ولكنَّ اشتياقَكَ للدماءِ يحولُ دونَ مسافتي الأخرى فيبدأُ منْ جديدِ
هل منْ وعودٍ أو وعيدِ ؟
لم يبقَ بينَ مسافةِ القتلى وبينَ لحودِها إلا غبارُ العَصْفِ يفترشُ الرمالْ
جُزَّتْ نواصي خيلِها.. واهتاجَ ضبحُ المارقين ولم يعدْ للخيلِ صهوتُها ولا للنقعِ ثورتُهُ.. وغُيِّبتِ النصالْ
ضحكَ الُمحالُ من اُلمحالْ
وبكى زمانُ الوصلِ .. يا غرناطةَ الدنيا.. وأجهشتِ الرجالْ
ما عادَ في المنفى سوى المنفى وفي مثوى اللحودِ سوى اللحودِ
ودَّعتُ كلَّ مُغادرٍ وطناً إلى وطنٍ مُسجَّى بالعبيد ِ
كلُّ المسافاتِ التي ضاقتْ بأقدامي عبرتُ ظلامَها المضفورَ منْ حُلُمي إلى حُلُم ٍ خُرافيٍّ هزمتُ به خيالاتي السكارى
لم يبقُ غيرُ سفينةٍ في البحرِ تبحثُ عنْ شواطئِها الحيارى
والشاطئُ المجهولُ يبحثُ عنْ نوارسِهِ التي رحلتْ إلى دُنيا تضجُّ بها مجاهيلُ الفضاءِ
لم يبقَ في أقصى المدينةِ غيرُ مطرودٍ مضى يسعى إلى وطنٍ يئنُّ منَ المتاهةِ .. يلعنُ المنفى وأحلامَ الرجاءِ
لم يبقَ في وجَعِ الصَّدّى غيرُ ارتحالِ الصمْتِ يمرقُ منْ دُعائي دونما شفةٍ ونجوى
لم يبقَ ليْ غيرُ النشيجِ يمجُّهُ ثغري المدمَّى بابتهالاتي .. ويسرحُ في الشَّجَا عطَشِي .. وينتظرُ الغيومَ منَ السماءِ ..
لم يبقَ في حلقي الجريح ِ سوى ثُمالةِ غُصَّةٍ ينسابُ منْ همساتِها بوحُ الدعاءِ
لم يبق في كفيَّ غيرُ أصابعٍ أدعو بها وأسبّحُ المولى ...
لقدْ تعبتْ أصابعُ كفيّ المكلومِ .. جفَّ الهمسُ في حلْقِي وغَرْ غَرَ بالحروفِ الراجفَهْ
لم يبقَ في جفنيَّ غيرُ سُلافةٍ منْ أدمعٍ سكرتْ بها أطيافيَ الحيرى ولاذتْ بالأماني الخائفَهْ ..
لم يبقَ في جسدي سوى الرَّعشاتِ والخَلَجَاتِ تهدرُ بيْ ودمدمةُ الشفاهِ العاصفَهْ
لم يبقَ في روحي سوى رمَقِي ينزُّ معَ الجروحِ النازفَهْ
لم يبقَ ليْ إلا انتظارُ الموتِ ... إنّي واقفٌ شكراً لهُ .. فمتى تحومُ المورياتُ الحارقاتُ الطائراتُ القاصفَهْ
قلْ ليْ متى تأتي ؟ ... تعبتُ الإنتظارَ .. وأعيني تعبتْ رُؤَاها من دموعي الرَّاعفَهْ
قلْ ليْ متى تأتي ؟ .. تعبتُ .. وهامتي لمَّا تزَلْ لحريقِها الوحشيِّ تشمخُ واقفَهْ
ودمي على جسَدِي .. أريدُ الموتَ .. لستُ أخافُ أشباحَ الرَّدَى ..
لمْ يبقَ ليْ كَفَنٌ .. فخلِّ منيّتي تحنو عليَّ فقدْ سئمْتُ منَ الحياةِ الزائفَهْ
لمْ يبقَ لي غيرُ المنونِ تضمِّدُ الأحلامَ في لَحْدي .. وتسترَ عورتي .. فلقد غدوتُ بلا عَراءٍ في مسافاتِ العَراءِ
خلِّ المنونَ تضمُّني ... إنّي سئمْتُ العيشَ في جسدي .. فدعْ جسدي يفرُّ منَ العَراءِ إلى السماءِ
لمْ يبقَ ليْ غيرُ السماءِ .. وبعضُ ظلٍّ منْ بقايا الشمسِ طارَ معَ الهباءِ
هذا هبائي منْ بهاءِ الشمس .. صُبَّ نثيرَهُ في فيئها وافرشْ له الأرجاءَ منْ أندائها ودعِ الهباءَ يغيبُ في ألقِ البهاءِ
فهناالنهايةُ و البدايةُ .. خلّني في برزخي أرتادُ ما بيني وما بينَ انتهائيَ وابتدائي
دبي 21/9/2013م
د.نبيل قصاب باشي
شطاكَ يا بردى مسافتيَ التي حطَّت إليكَ منَ الوريدِ إلى الوريدِ
غادرتُها يوماً ولم تحزنْ ولكنَّ اشتياقَكَ للدماءِ يحولُ دونَ مسافتي الأخرى فيبدأُ منْ جديدِ
هل منْ وعودٍ أو وعيدِ ؟
لم يبقَ بينَ مسافةِ القتلى وبينَ لحودِها إلا غبارُ العَصْفِ يفترشُ الرمالْ
جُزَّتْ نواصي خيلِها.. واهتاجَ ضبحُ المارقين ولم يعدْ للخيلِ صهوتُها ولا للنقعِ ثورتُهُ.. وغُيِّبتِ النصالْ
ضحكَ الُمحالُ من اُلمحالْ
وبكى زمانُ الوصلِ .. يا غرناطةَ الدنيا.. وأجهشتِ الرجالْ
ما عادَ في المنفى سوى المنفى وفي مثوى اللحودِ سوى اللحودِ
ودَّعتُ كلَّ مُغادرٍ وطناً إلى وطنٍ مُسجَّى بالعبيد ِ
كلُّ المسافاتِ التي ضاقتْ بأقدامي عبرتُ ظلامَها المضفورَ منْ حُلُمي إلى حُلُم ٍ خُرافيٍّ هزمتُ به خيالاتي السكارى
لم يبقُ غيرُ سفينةٍ في البحرِ تبحثُ عنْ شواطئِها الحيارى
والشاطئُ المجهولُ يبحثُ عنْ نوارسِهِ التي رحلتْ إلى دُنيا تضجُّ بها مجاهيلُ الفضاءِ
لم يبقَ في أقصى المدينةِ غيرُ مطرودٍ مضى يسعى إلى وطنٍ يئنُّ منَ المتاهةِ .. يلعنُ المنفى وأحلامَ الرجاءِ
لم يبقَ في وجَعِ الصَّدّى غيرُ ارتحالِ الصمْتِ يمرقُ منْ دُعائي دونما شفةٍ ونجوى
لم يبقَ ليْ غيرُ النشيجِ يمجُّهُ ثغري المدمَّى بابتهالاتي .. ويسرحُ في الشَّجَا عطَشِي .. وينتظرُ الغيومَ منَ السماءِ ..
لم يبقَ في حلقي الجريح ِ سوى ثُمالةِ غُصَّةٍ ينسابُ منْ همساتِها بوحُ الدعاءِ
لم يبق في كفيَّ غيرُ أصابعٍ أدعو بها وأسبّحُ المولى ...
لقدْ تعبتْ أصابعُ كفيّ المكلومِ .. جفَّ الهمسُ في حلْقِي وغَرْ غَرَ بالحروفِ الراجفَهْ
لم يبقَ في جفنيَّ غيرُ سُلافةٍ منْ أدمعٍ سكرتْ بها أطيافيَ الحيرى ولاذتْ بالأماني الخائفَهْ ..
لم يبقَ في جسدي سوى الرَّعشاتِ والخَلَجَاتِ تهدرُ بيْ ودمدمةُ الشفاهِ العاصفَهْ
لم يبقَ في روحي سوى رمَقِي ينزُّ معَ الجروحِ النازفَهْ
لم يبقَ ليْ إلا انتظارُ الموتِ ... إنّي واقفٌ شكراً لهُ .. فمتى تحومُ المورياتُ الحارقاتُ الطائراتُ القاصفَهْ
قلْ ليْ متى تأتي ؟ ... تعبتُ الإنتظارَ .. وأعيني تعبتْ رُؤَاها من دموعي الرَّاعفَهْ
قلْ ليْ متى تأتي ؟ .. تعبتُ .. وهامتي لمَّا تزَلْ لحريقِها الوحشيِّ تشمخُ واقفَهْ
ودمي على جسَدِي .. أريدُ الموتَ .. لستُ أخافُ أشباحَ الرَّدَى ..
لمْ يبقَ ليْ كَفَنٌ .. فخلِّ منيّتي تحنو عليَّ فقدْ سئمْتُ منَ الحياةِ الزائفَهْ
لمْ يبقَ لي غيرُ المنونِ تضمِّدُ الأحلامَ في لَحْدي .. وتسترَ عورتي .. فلقد غدوتُ بلا عَراءٍ في مسافاتِ العَراءِ
خلِّ المنونَ تضمُّني ... إنّي سئمْتُ العيشَ في جسدي .. فدعْ جسدي يفرُّ منَ العَراءِ إلى السماءِ
لمْ يبقَ ليْ غيرُ السماءِ .. وبعضُ ظلٍّ منْ بقايا الشمسِ طارَ معَ الهباءِ
هذا هبائي منْ بهاءِ الشمس .. صُبَّ نثيرَهُ في فيئها وافرشْ له الأرجاءَ منْ أندائها ودعِ الهباءَ يغيبُ في ألقِ البهاءِ
فهناالنهايةُ و البدايةُ .. خلّني في برزخي أرتادُ ما بيني وما بينَ انتهائيَ وابتدائي
دبي 21/9/2013م