المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصيدة حين التقينا (+ إلقائي لها)


محمد حمدي غانم
02-02-2014, 12:38 PM
قصيدة حين التقينا (+ إلقائي لها)

هذا هو إلقائي للقصيدة
http://www.youtube.com/watch?v=dBYRqKNBV_8

مُتجمّدٌ.. هي لحظةٌ، قبلَ ارتجافِ دفوفِ قلبي بالنغمْ
متهيبٌ، تتخاطفُ الأحلامُ رُوحي حائما حولَ القِمَمْ
وعلى رُبى عينيكِ يمرحُ زهرُ أشواقي، ألملمُهُ، وَلَمْ..!
تسمو فراشاتُ المشاعرِ، تَنشرُ الخَفَقاتِ في ضوءِ الحُلُمْ
تتشربُ الرشفاتِ من سحرٍ رقيقٍ في مُحَيَّاكِ ابتسمْ
حينَ انتزعتُ حروفَ لَحنِكِ من شراييني وأطلقتُ النداءْ
وتفتّحَتْ لي مُقلتاكِ على حياءٍ صاغَ آفاقَ النقاءْ
هامَ الخيالُ يبعثرُ الألحانَ في رُوحي ويبتكرُ الغناءْ
هي لحظةٌ، ما عدتُ فيها أُمسِكُ النبضاتِ أن ترقى السماءْ
تتلاحقُ الأنفاسُ في صدري مُحمّلةً بآهاتِ الرجاءْ
تتقاذفُ الأطيافُ عقلي، ذاهلا، متذوقا خمرَ اللقاءْ
أحقيقةٌ أرنو إليكِ، وليس يفصلُنا سوى نورِ الخجلْ؟
أتلقفُ الأنفاسَ من رئتيكِ، يُلهب خَفقُها العَذْبُ الوَجَلْ
والشهدُ من شَفتيكِ في سُؤْلِ جرى، فأكادُ أرتشفُ الجُمَـلْ:
"قُلْ ما بدا لكَ.. ما دهاكَ الآنَ تصمتُ؟.. قُلْ فإنّي في عَجَلْ"
وأودُّ، لكنْ تَهرُبُ الكلماتُ منّي، واللسانُ كما الجَبَلَ!
أنسيتُ كيفَ أجيبُ؟.. ضاعَ كلُّ ما أعددتُ، وانْعدمَ البَدَلْ؟
وغرِقتُ في دوّامةٍ تمتصُّني لعوالمِ الوجدِ الجَلَلْ؟
تجتاحُ عيناكِ المَدَى، والصمتُ ثرثرةٌ، صَدَى ما بي اعتملْ
هي لحظةٌ.. تتشكّلُ الدنيا بجوفي ليسَ يعدِلُها مَثَـلْ
هذا أنا حقلُ المُنى، وجمالُكِ المنسابُ بي نَبْعُ الغَزَلْ
والحُبُّ ساقيتي، وقربُكِ كازدهارِ النورِ في غصنِ الأمَلْ
والصمتُ عُشُّ عُيونِنا، والقلبُ يَهدلُ مُرسلا أحلى القُبَلْ
والعقلُ يسألُ حائرا: حُلمٌ هو الحلمُ البديعُ أم اكتملْ؟
متجمدٌ: هي لحظةٌ.. وتكررينَ القولَ أنْ: "ماذا تريدْ"؟
وأفيقُ كي تجتاحَ عيناكِ النُّهَى، فأعودَ أغرَقُ من جديدْ
تتلعثمُ النبضاتُ في قلبي وتنكسرُ الحروفُ على النشيدْ
"هل تقبلينَ هديّـتي؟".. لم أدرِ هل قد قلتُها وأنا أَميدْ
أم أنَّ وجدي شَفَّنِي فَشَففتُ عن أعماقِ وجداني البعيدْ
(هل تقبلي هل تقبلينَ هديتي دِي دِيَّتي) وَصدَىً شريدْ
تتكثّفُ الأحلامُ في ذاتي وتمتزجُ الرُؤَى ويُقامُ عيدْ
"نعمْ".. لو قلتِها!.. يا فرحَ قلبي وانطلاقي في سَما الكونِ السعيدْ
تتطايرُ البهجاتُ منِّي، تصبحُ اللحظاتُ كالعمرِ المديدْ
أتملّكُ الدنيا لأني قربَ فاتنةٍ لها حسنٌ فريدْ
قَسَماتُها سحرٌ، ونظرةُ عينِها ليلٌ حَوَى فجرا وليدْ
ولروحِها مَرَحُ النسيمِ وخفقةُ الأزهارِ فيه، ولا أزيدْ
كم ألفِ بيتٍ ترقصُ الكلماتُ فيه أرادها، فهوى شهيدْ
متفائلٌ، مترنمٌ، والقلبُ خفّاقُ الجوانحِ في انتظارْ
أتخطّفُ النظراتِ من عينيكِ: هل تجري ينابيعُ النهارْ؟
هل يُزهرُ الردُّ الذي يُؤوي ارتعاشَ القلبِ في دِفءِ المدارْ
متسائلٌ.. هي لحظةٌ، ويفاجئُ الأوهامَ أن الجُرفَ هَارْ
وغَشاوةُ الحُلمِ انجلتْ، ورأيتُ أشباحَ الأماني في فرارْ
وحملتُ جثمانَ الثواني كالجبالِ، وسرتُ في زمنِ انهيارْ
وأكذّبُ الأذنينِ: قالتْ لا؟.. أقامتْ بينَ قلبينا الجدارْ؟
دهستْ براعمَ أمنياتٍ شقَّتِ اللحظاتِ لَهْـفَى لازدهارْ؟
وأكذبُ اللحظاتِ: لا.. ليسَ الذي أحسوه أشواكا ونارْ
ليس الذي صارَ الرمادَ نشيدُ قلبٍ كانَ دُرِّيَّ المنارْ
ليسَ الذي... ليسَ الذي... كلَّ الصروحِ أناخَها شَرْخُ الدمارْ
أدِّي طقوسَكِ حولَ عيني يا خفافيشَ التردِّي والألَمْ
دُوري متاهاتِ ارتياعي واهنئي بالليلِ في أرضِ العَدَمْ
هي ذي أميرةُ أمنياتي تأمرُ الجلادَ يأتي بالحُِمَمْ
رفضَتْ تراتيلي، فزارَ الحزنُ قلبي مُؤلِما ثمَّ التحمْ
رفضَتْ برفقٍ، لستُ أشكو ظلَمها، لكنْ يُمزّقُني النَّدَمْ
لو كنتُ عِشتُ مع الأماني كاتما شوقي وأخفيتُ النغمْ
ودفنتُ جثمانَ الحقيقةِ في ثَرَى التّهيامِ في دنيا الحُلُمْ
تتضرعُ الأشواقُ أن أدنو لأنهلَ مِن شذا العينينِ ثمّْ...
تعدو مخايلُ حبِّها في ظاهري، فأظلُّ أُلجمُها ولمْ...
لو كنتُ خِفتُ على رُبَى الأحلامِ ـ مَسرَى الرُّوحِ ـ يبلعُها العَدمْ
ما كنتِ زلزلتِ المنى في لحظةٍ بالرفضِ كي تهوي القدمْ
لو ذابَ قلبُكِ مثلَ قلبي، ذائقا لذْعَ الأماني واحترقْ
لو تعرفينَ عذابَ حُلمٍ طافَ ساقيةَ الثواني والأَرَقْ
لو عشتِ في ليلِ الفراقِ تُمزّقينَ الرُّوحَ آلافَ المِزَقْ
ما كانَ طاوعَكِ الهَوَى أن تكسري المجدافَ في بحرِ الغَرَقْ
أن تُحرقي ريشاتِ طيرٍ هامَ ينسجُ من مُحيَّاكِ الأُفُقْ
ما كنتِ أخرستِ الأناشيدَ التي تَنثالُ من قلبٍ خَفَقْ
ووقفتُ مذهولا وريحُ اليأسِ تُعمي بالغماماتِ الشَّفَقْ
وعلى مُحيايَ ارتمتْ بسماتُ بؤسٍ كالحاتٌ كالخِرَقْ!
إن الذي يبقى من الإنسانِ بعدَ الحُلْمِ صرحٌ من ورقْ
هيَ لحظةٌ في موتِنا، وتمزّقينَ الوقتَ حتى نفترقْ
والعينُ تستجدي خُطاكِ، فتَبعُدينَ وتبعدينَ وأحترقْ
وأظلُّ مأسورَ المكانِ كأنني في أرضِ يأسي مُلتصقْ
متفجرٌ وألملمُ الآلامَ في صمتي وحزني قد نطقْ
فإذا مضيتُ، أخبّئُ الدمعاتِ في عيني فتنتحبُ الطُّرُقْ
تتبخّرُ الخُطواتُ في نارِ انتحاري، ثم يبلعُني الأُفُقْ
يا ويلَ من ربطَ الأماني كلَّها في رمشِ فاتنةٍ عَشِقْ!
محمد حمدي غانم،
يناير 1997
من ديوان دلال الورد.. للتحميل:
http://mhmdhmdy.blogspot.com/2013/04/**********_25.html

الدكتور اسعد النجار
02-02-2014, 01:12 PM
مقاطع شعرية جميلة حملت معاني بليغة

ورسمت صورا زاهية

تحياتي

سعد السعد
02-02-2014, 01:27 PM
(أحقيقةٌ) أرنو إليكِ، وليس يفصلُنا سوى نورِ الخجلْ؟
أتلقفُ الأنفاسَ من رئتيكِ، يُلهب خَفقُها العَذْبُ الوَجَلْ
والشهدُ من شَفتيكِ في سُؤْلِ جرى، فأكادُ أرتشفُ الجُمَـلْ:
"قُلْ ما بدا لكَ.. ما دهاكَ الآنَ تصمتُ؟.. قُلْ فإنّي في عَجَلْ"
وأودُّ، لكنْ تَهرُبُ الكلماتُ منّي، واللسانُ كما الجَبَلَ!
أنسيتُ كيفَ أجيبُ؟.. ضا(عَ كلُّ ما) أعددتُ، وانْعدمَ البَدَلْ؟

قرأتها منصوبةً لأني لم أجد لها موقعا للرفع هنا
(عَ كلّما ) هي مفاعلن لا يستساغ في الكامل
وجدت النص أكبر من الفكرة
كان الإلقاء رائعا
تحياتي لك

محمد حمدي غانم
02-02-2014, 01:57 PM
شكرا لتقديرك د. أسعد..
تحياتي


شكرا لك أ. سعد:
حقيقة مبتدأ: أهي حقيقة أنين أرنو إليك.. وفضلت هذا الإعراب على النصب الذي يحتاج لتأويل أيضا من قبيل: أحقت حقيقة أرنو، أو أأرنو حقيقة أرنو... وهي تأويلات لا أفضلها.
نعم.. يستقبح هذا الزحاف في الكامل، ولكني أستخدمه أحيانا ولا يمثل لي مشكلة.
أما القصيدة فهي أكبر من الفكرة، لكنها أصغر من الشعور.. الشعر من المشاعر لا من الأفكار.. وإلا كنت قلت لها أحبك فكفت.
تحياتي

سعد السعد
02-02-2014, 02:44 PM
ربما نكتب من واقع الشعور ما يحلو لنا قوله
على أن لا يكون ما نكتبه خارجا عن النسق الشعري
أو الغاية المنشودة من الشعر
فالشعر أكبر منأيكون نظما وكفى
الشعر أولا فكرة تتمحور حولها القصيدة لنتحكم بوحدة الموضوع
أما قولك لا يحدث عندك مشكلة
فبامكانك أن تقول أي شيء آخر خارج عن إطار الشعر
وبالتالي لا يحدث عندك مشكلة أيضا
لكن الشعر هو نظام لا يمكن الإخلال به
فإخلالنا بنظامه لا يضره بقدر ما يضر من أخل به
أتمنى أن لا تتكرر عندك هذا الزحاف غير الشرعي في جسد الكامل
ليس خير القول يا صديقي إكثاره
ولكن خير الكلام في ما قل ودلّ
لك التحية ودمت شاعرا

محمد حمدي غانم
02-02-2014, 03:13 PM
الزحاف موصوف بالقبح في كتب العروض لكن ليس موصوفا بالخطأ.. وما دام يقع في منطقة القبح والجمال فهو في منطقة ذوق.. وأنا شخصيا لا أجد فيه غضاضة، واستخدمته في كثير من القصائد.. وهذا لن ينقص شئا ولن يزيد شيئا، فليس هناك مغنم من الشعر في هذا العصر أصلا، إن كان له جمهور أصلا :).. وبالتالي أنا أكتب ما أحب أن أسمعه.

بخصوص طول القصيدة، فهي تقول ما أريد أن أقوله كما شعرت به.. وهي تعتمد على أسلوب سينمائي قصصي، وليست من النمط الغنائي الكلاسيكي.. عليك أن تعيش هذا المشهد بالتصوير البطئ، الذي لم يستغرق إلا (لحظة) في زمن الحياة، لكنها في زمن الشعور امتدت بطول الزمن.. وعلى فكرة: هذه لحظة حقيقة من حياتي، أبقتها هذه القصيدة، من بين ملايين غيرها من اللحظات ضاعت في دوامة النسيان.
لولا اختلاف الأذواق لكسدت القصائد.. لا أطالبك بأن تحب ما أكتب.. فلا تطالبني بأن أكتب ما تحب.. فما هذه إلا تجربة من ضمن مئات من تجاربي الشعرية، تنوعت في الشكل والمضون والفكرة والغاية..

تحياتي

سعد السعد
02-02-2014, 03:23 PM
شكري لك وتقديري ودمت يا صديقي

حسن العلي
02-02-2014, 03:40 PM
شكرا لتقديرك د. أسعد..
تحياتي


شكرا لك أ. سعد:
حقيقة مبتدأ: أهي حقيقة أنين أرنو إليك.. وفضلت هذا الإعراب على النصب الذي يحتاج لتأويل أيضا من قبيل: أحقت حقيقة أرنو، أو أأرنو حقيقة أرنو... وهي تأويلات لا أفضلها.
نعم.. يستقبح هذا الزحاف في الكامل، ولكني أستخدمه أحيانا ولا يمثل لي مشكلة.
أما القصيدة فهي أكبر من الفكرة، لكنها أصغر من الشعور.. الشعر من المشاعر لا من الأفكار.. وإلا كنت قلت لها أحبك فكفت.
تحياتي

رائع هذا الشدو يحتاج إلى ثقافة واعية تدركه هنيئا لنا بك أستاذ محمدغانم

محبات

تسلم

سعد السعد
02-02-2014, 05:12 PM
رائع هذا الشدو يحتاج إلى ثقافة واعية تدركه هنيئا لنا بك أستاذ محمدغانم

محبات

تسلم

ما اروعك اديبنا الكبير حسن العلي
صدق من قال على اشكالها تقع (النسور)
هنيئا للنبع بك وبوعيك وثقافتك
تحياتي ومحبتي

حسن العلي
02-03-2014, 12:56 AM
ما اروعك اديبنا الكبير حسن العلي
صدق من قال على اشكالها تقع (النسور)
هنيئا للنبع بك وبوعيك وثقافتك
تحياتي ومحبتي

دوماً أفهم الوجه الجميل مما يحيط بنا هذه هي الحياة

ومنها الإحترام لأفكار الآخرين ...هكذا تريدالحياة التي لاتحتاج إلى صناعة حروف بل إلى ثقافة جمال نطمح لها

محبتي أيها السعد

تسلم

سمير عودة
02-07-2014, 09:31 PM
الشاعر الجميل الأستاذ محمد حمدي غانم

لقد سعدتُ وانتشيتُ
أثناء تنقلي بين أفياء حروفك العذبة
..........
وبالنسبة لزحاف الكامل الذي أشار إليه أستاذنا المتمكن سعد السعد فإنني كنت أستخدمه أحياناً
ولكنني عدلت عنه بعد أن نبهني إليه أستاذي ومعلمي المرحوم عبد الرسول معله رحمه الله تعالى
وقد أقنعني أنه يخدش الإيقاع الجميل السلس لبحر الكامل
تحياتي العطرة أيها المبدع

محمد حمدي غانم
02-08-2014, 02:29 AM
شكرا لتقديرك أ. محمد سمير:
من المعلوم أن معظم ما يكتبه الشعراء هو على البحر الكامل.. قد تجد لدي مئة قصيدة على هذا البحر لا أستخدم فيها هذا الزحاف، ولكني أحيانا أتمرد فأستخدمه في بعض القصائد.. بل إني بنيت عليه أحيانا قصائد يكون هو الأصل فيها.. مثل هذه:
http://mhmdhmdy.blogspot.com/2013/08/**********_16.html
لا يصيرني التغير.. بل إني بعد كل هذا الكم من القصائد صرت أمل من النمط الثابت.
تحياتي

ناظم الصرخي
02-08-2014, 11:32 PM
قصيدة ممتعة
دمت ودام نبض يراعك
أعطر التحايا

محمد حمدي غانم
02-09-2014, 05:02 PM
شكرا لتقديرك أ. ناظم..
تحياتي

سمير عودة
02-09-2014, 11:03 PM
شكرا لتقديرك أ. محمد سمير:
من المعلوم أن معظم ما يكتبه الشعراء هو على البحر الكامل.. قد تجد لدي مئة قصيدة على هذا البحر لا أستخدم فيها هذا الزحاف، ولكني أحيانا أتمرد فأستخدمه في بعض القصائد.. بل إني بنيت عليه أحيانا قصائد يكون هو الأصل فيها.. مثل هذه:
http://mhmdhmdy.blogspot.com/2013/08/**********_16.html
لا يصيرني التغير.. بل إني بعد كل هذا الكم من القصائد صرت أمل من النمط الثابت.
تحياتي

.............
كل الإحترام لوجهة نظرك
لك أن تتمرد فأنت شاعر مُجيد
تحياتي العطرة

محمد حمدي غانم
02-09-2014, 11:24 PM
شكرا لتقديرك أ. محمد سمير..
تحياتي