نبيه السعديّ
03-19-2014, 01:20 AM
= الوطن الحلم!
نَجْـرِي.. وَدَاءُ المَـــوْتِ مُسْتَشْـــــرِ
يَغْشَى الوَرَى مِنْ حَيْثُ لا تَـدْرِي
فَكَأَنَّنَا فِي الجَــــــــــــــرْيِ مُخْتَـــــبَلٌ
قَــدْ فَـــــــــرَّ مِنْ أَفْعَى إِلَى الجُحْرِ
مَـــا فَــــازَ مَفْتُـــــــونٌ بِقُـــــــــــــوَّتِـهِ
مَهْمَا اسْـــتَعَدَّ.. وَجَـدَّ فِي السَّيْرِ
كَفَرَاشَـــــــــــةٍ.. وَالنُّـــــــــوْرُ غَايَتُهَا
يَقْـــــتَادُهَا لِلــــــــــــــنَّارِ وَالقَـــــــــــــبْرِ
*****
"عِـــــزْرَا" تَرَبَّــــعَ فَـــــــوْقَ مَوْطِنِـنَا
وَرَبِيْعُــــــنَا فِي أَصْــلِهِ عِبْـــــــــــرِي
إِنْ كَانَ عِـــزْرَائِيْلُهُمْ مَلَــــــــــــــــكاً
كَيْفَ المَــــلاكُ يَمِـــــيْلُ للثَّــأْرِ؟!
مَهْمَا تَمَـادَى الظُّـــلْمُ فِي بَلَــدِي
فَإِرَادَتِي تَــأْبَى عَلَى الْقَــــــــــــــــهْرِ
أَرْوَاحُــــنَا تَبْقَى.. وَإِنْ قُطِــــــــعَتْ
أَغْصَــــانُهَا.. عَـــــــرَبِيَّةَ الجَــــذْرِ
*****
فَالنَّـــــاسُ زَرْعُ اللهِ كُلُّــــــــــــــــــــهُمُ
سَاعُـــــــوْنَ بَعْدَ الفَــــــطْرِ لِلْحَشْرِ
بَعْضٌ يُثَمَّــــــــــرُ فِي مَنَابِتِـــــــــــــهِ
وَالبَعْضُ مَزْرُوْعٌ عَلَى الصَّــــــخْرِ
لَوْ أنّ ضَــــرِّي جَــــاءَ مِنْ خَصِمٍ
لَقَبِلْـــــتُهُ.. وَرَضِــــــــــــيْتُ بِالْضُّــرِّ
لَكِنَّـــــــــهُ مِمَّنْ حَمَلْــــــتُ لَـــــــــــــــهُ
خُضْــرَ المُنَى.. فَأَجَـــابَ بِالْغَـدْرِ
*****
فَوْضَى... وَأَحْـــــــلامٌ مُمَزَّقَـــــــــــةٌ
أَشْــــلاؤُهَا تُشْـــــوَى عَلَى الْجَــمْرِ
مَــا أَثْقَلَ الأَحْـــــــدَاثَ مُفْجِــــــــــعَةً
وَعِـــــرَاكُهَا فِي دَاخِــــــلِ الصَّـــدْرِ!
كَجَمَاعَةِ الثِّـــــــيْرَانِ.. هّائِجَـــــــــةً
مَدْفُــــــوْعَةً بِالْخَـــــــوْفِ وَالذُّعْــــــرِ
وَضُلُوْعُـــــــــنَا قَصَبٌ..إِذَا لُمِسَتْ
شَهَقَتْ وَلَمْ تَقْــــــــدَرْ عَلَى الزَّفْرِ
*****
بِئْسَ المُنَى! ذَهَبَتْ وَمَـــا تَرَكَتْ
غَيْرَ الهَـــــــوَانِ بِفَضْـــلَةِ العُمْـــــرِ
فَثَقَافَةُ الطَّابـــــُوْرِ.. مَـــــــا فَـرَقَتْ
بَيْنَ العَـــــزِيْزِ الشَّــــــيْخِ وَالغِــــــــرِّ
وَالصَّلْبُ بِالطَّـــــــــابُوْرِ تَذْكِـــــــــــرَةٌ
بِالذُّلِّ يَفْضَــــحُ خُفْـــــــيَةَ الأَسْـــــرِ
أَيَّامُــــنَا.. وَالبُــــــؤْسُ يَجْــــــــرُفُهَا
يَا لَيْتَهَا وَقَفَـــــتْ.. وَلَمْ تَجْــــــرِ!
*****
يَا دَهْــــــرُ.. قَـــــدْ أَوْرَيْتَنَا مِحَـــــناً
أَزْرَتْ بِكُــــــــلِّ نَــــوَائِبِ الدَّهْـــــــرِ!
دَمَّــــرْتَ فِي طِــــــفْلٍ بَرَاءَتَــــــــــــــهُ
وَدَفَعْـــتَ مُحْصِـــــنَةً إِلَى العُـــــهْرِ
وَنَزَعْـــتَ عَنْ وَطَـــــنٍ قَدَاسَــــــــتَهُ
وَأَبَحْــــــتَهُ لِقَــــــــــوَافِلِ الشَّـــــــــــــــرِّ
"اللهُ أَكْــــــــبَرْ".. ذَا شِـــــــــــــعَارُهُمُ
وّنُفُـــــوْسُهُمْ فُطِـــرَتْ عَلَى الكُــفْرِ
*****
يَا سُوْرِيَا.. صَبْراً! وِإِنْ طَفَحَــتْ
فِي صَــــــدْرِكِ الأَحْـــشَاءُ بِالصَّبْرِ
أَلْقَاكِ زَخْـــــمُ الخَطْــبِ عَارِيَــــــــةً
فِي البِـــــِيْدِ رَهْــــنَ الحَـــرِّ وَالقَــــرِّ
لِلْوَحْشِ يَنْهَشُ.. لِلْهَــــــوَامِ أَتَتْ
مَنْهُوْمَــــــةً.. وَجَـــــوَارِحِ الطَّــــــيْرِ
فَاسْتَسْلِمِي لِلصَّبْرِ.. عَلّ غَــــداً
يَحْنُــــــــوْ عَلَى المَعْسُوْرِ بِاليُسْرِ
*****
مَنْ كَانَ فِي أَصْـلِ البَــلا سَــــبَباً
لَمَّـا تَقُـــــــمْ دَعْـــــــــوَاهُ بِالخُسْـــــــرِ
وَالعُذْرُ فِي وَطَــنٍ يَضِيْعُ سُــــدىً
مُسْتَقْبَحٌ.. مَعْ صَاحِـــــــبِ العُـذْرِ
لا تَبْكِ هَجْـــراً طَـــــالَ عَنْ وَطَــنٍ
وَانْدُبْ مَلُوْمــــاً.. لاذَ بَالْهَجْـــــــــرِ
وَمُعَاقِـــــرٍ لِلْخَمْــــــــرِ يَلْعَنُــــــــــــهَا
وَهْـــوَ الأَحَــــقُّ بِلَعْــــــنةِ الْخَمْــــرِ
*****
مَنْ لَمْ يَذُقْ حُلْــــــــــواً وَلا عَسَــلاً
قَــــــدْ يَسْتَسِيْغُ مَــــــــرَارَةَ المُـــــــــــرِّ
مَــــرَّتْ سُـــــــنُوْنٌ وَالدُّجَى ثَمِــــــلٌ
مَتَثَاقِلٌ مِنْ شِـــــــــــــدَّةِ السُّــــــــــكْرِ
صُــرْنَا كَيُوْسُفَ.. يَرْتَجِي فَرَجـــاً
مَتَحَــــــفِّزاً فِي أَسْـــــــفَلِ البِـــــــــــئْرِ
مَـــاذَا لَدِيْـــهِ بِقَـــــــــــعْرِ مُظْلِمَـــــــةٍ
غَيْرُ انْتِظَارِ المَــوْتِ فِي القَعْرِ!
*****
مَنْ ظَـــنَّ يَوْمــاً أَنْ يَرَى بَلَـــــــــداً
فَقَــــدَ الحَـــــيَاةَ بِلَمْسَةِ السِّــــحْرِ!
بَلَــــــــداً غَــــــــدَا لِذَوِيْـــــهِ مَقْـــــــبَرَةً
أَنْقَاضُــــهُ ارْتَسَمَتْ عَلَى القَـــــفْرِ
جَـــــــــنَّاتُهُ لِلْبُـــــــــــــوْمِ يَسْــــــــكُنُهَا
وَقُصُـــــــــوْرُهُ لِلْخُــــــــــلْدِ وَالْفَـــــــــأْرِ
شَـــــوْقِي لِعَــــوْدَةِ مَوْطِنِي حُلُــــمٌ
رَهْـــــنٌ بِرُؤْيَةِ لَيْــــــــــلَةِ القَـــــــــدْرِ
*****
***
*
16/3/2014
نبيه محمود السعدي
نَجْـرِي.. وَدَاءُ المَـــوْتِ مُسْتَشْـــــرِ
يَغْشَى الوَرَى مِنْ حَيْثُ لا تَـدْرِي
فَكَأَنَّنَا فِي الجَــــــــــــــرْيِ مُخْتَـــــبَلٌ
قَــدْ فَـــــــــرَّ مِنْ أَفْعَى إِلَى الجُحْرِ
مَـــا فَــــازَ مَفْتُـــــــونٌ بِقُـــــــــــــوَّتِـهِ
مَهْمَا اسْـــتَعَدَّ.. وَجَـدَّ فِي السَّيْرِ
كَفَرَاشَـــــــــــةٍ.. وَالنُّـــــــــوْرُ غَايَتُهَا
يَقْـــــتَادُهَا لِلــــــــــــــنَّارِ وَالقَـــــــــــــبْرِ
*****
"عِـــــزْرَا" تَرَبَّــــعَ فَـــــــوْقَ مَوْطِنِـنَا
وَرَبِيْعُــــــنَا فِي أَصْــلِهِ عِبْـــــــــــرِي
إِنْ كَانَ عِـــزْرَائِيْلُهُمْ مَلَــــــــــــــــكاً
كَيْفَ المَــــلاكُ يَمِـــــيْلُ للثَّــأْرِ؟!
مَهْمَا تَمَـادَى الظُّـــلْمُ فِي بَلَــدِي
فَإِرَادَتِي تَــأْبَى عَلَى الْقَــــــــــــــــهْرِ
أَرْوَاحُــــنَا تَبْقَى.. وَإِنْ قُطِــــــــعَتْ
أَغْصَــــانُهَا.. عَـــــــرَبِيَّةَ الجَــــذْرِ
*****
فَالنَّـــــاسُ زَرْعُ اللهِ كُلُّــــــــــــــــــــهُمُ
سَاعُـــــــوْنَ بَعْدَ الفَــــــطْرِ لِلْحَشْرِ
بَعْضٌ يُثَمَّــــــــــرُ فِي مَنَابِتِـــــــــــــهِ
وَالبَعْضُ مَزْرُوْعٌ عَلَى الصَّــــــخْرِ
لَوْ أنّ ضَــــرِّي جَــــاءَ مِنْ خَصِمٍ
لَقَبِلْـــــتُهُ.. وَرَضِــــــــــــيْتُ بِالْضُّــرِّ
لَكِنَّـــــــــهُ مِمَّنْ حَمَلْــــــتُ لَـــــــــــــــهُ
خُضْــرَ المُنَى.. فَأَجَـــابَ بِالْغَـدْرِ
*****
فَوْضَى... وَأَحْـــــــلامٌ مُمَزَّقَـــــــــــةٌ
أَشْــــلاؤُهَا تُشْـــــوَى عَلَى الْجَــمْرِ
مَــا أَثْقَلَ الأَحْـــــــدَاثَ مُفْجِــــــــــعَةً
وَعِـــــرَاكُهَا فِي دَاخِــــــلِ الصَّـــدْرِ!
كَجَمَاعَةِ الثِّـــــــيْرَانِ.. هّائِجَـــــــــةً
مَدْفُــــــوْعَةً بِالْخَـــــــوْفِ وَالذُّعْــــــرِ
وَضُلُوْعُـــــــــنَا قَصَبٌ..إِذَا لُمِسَتْ
شَهَقَتْ وَلَمْ تَقْــــــــدَرْ عَلَى الزَّفْرِ
*****
بِئْسَ المُنَى! ذَهَبَتْ وَمَـــا تَرَكَتْ
غَيْرَ الهَـــــــوَانِ بِفَضْـــلَةِ العُمْـــــرِ
فَثَقَافَةُ الطَّابـــــُوْرِ.. مَـــــــا فَـرَقَتْ
بَيْنَ العَـــــزِيْزِ الشَّــــــيْخِ وَالغِــــــــرِّ
وَالصَّلْبُ بِالطَّـــــــــابُوْرِ تَذْكِـــــــــــرَةٌ
بِالذُّلِّ يَفْضَــــحُ خُفْـــــــيَةَ الأَسْـــــرِ
أَيَّامُــــنَا.. وَالبُــــــؤْسُ يَجْــــــــرُفُهَا
يَا لَيْتَهَا وَقَفَـــــتْ.. وَلَمْ تَجْــــــرِ!
*****
يَا دَهْــــــرُ.. قَـــــدْ أَوْرَيْتَنَا مِحَـــــناً
أَزْرَتْ بِكُــــــــلِّ نَــــوَائِبِ الدَّهْـــــــرِ!
دَمَّــــرْتَ فِي طِــــــفْلٍ بَرَاءَتَــــــــــــــهُ
وَدَفَعْـــتَ مُحْصِـــــنَةً إِلَى العُـــــهْرِ
وَنَزَعْـــتَ عَنْ وَطَـــــنٍ قَدَاسَــــــــتَهُ
وَأَبَحْــــــتَهُ لِقَــــــــــوَافِلِ الشَّـــــــــــــــرِّ
"اللهُ أَكْــــــــبَرْ".. ذَا شِـــــــــــــعَارُهُمُ
وّنُفُـــــوْسُهُمْ فُطِـــرَتْ عَلَى الكُــفْرِ
*****
يَا سُوْرِيَا.. صَبْراً! وِإِنْ طَفَحَــتْ
فِي صَــــــدْرِكِ الأَحْـــشَاءُ بِالصَّبْرِ
أَلْقَاكِ زَخْـــــمُ الخَطْــبِ عَارِيَــــــــةً
فِي البِـــــِيْدِ رَهْــــنَ الحَـــرِّ وَالقَــــرِّ
لِلْوَحْشِ يَنْهَشُ.. لِلْهَــــــوَامِ أَتَتْ
مَنْهُوْمَــــــةً.. وَجَـــــوَارِحِ الطَّــــــيْرِ
فَاسْتَسْلِمِي لِلصَّبْرِ.. عَلّ غَــــداً
يَحْنُــــــــوْ عَلَى المَعْسُوْرِ بِاليُسْرِ
*****
مَنْ كَانَ فِي أَصْـلِ البَــلا سَــــبَباً
لَمَّـا تَقُـــــــمْ دَعْـــــــــوَاهُ بِالخُسْـــــــرِ
وَالعُذْرُ فِي وَطَــنٍ يَضِيْعُ سُــــدىً
مُسْتَقْبَحٌ.. مَعْ صَاحِـــــــبِ العُـذْرِ
لا تَبْكِ هَجْـــراً طَـــــالَ عَنْ وَطَــنٍ
وَانْدُبْ مَلُوْمــــاً.. لاذَ بَالْهَجْـــــــــرِ
وَمُعَاقِـــــرٍ لِلْخَمْــــــــرِ يَلْعَنُــــــــــــهَا
وَهْـــوَ الأَحَــــقُّ بِلَعْــــــنةِ الْخَمْــــرِ
*****
مَنْ لَمْ يَذُقْ حُلْــــــــــواً وَلا عَسَــلاً
قَــــــدْ يَسْتَسِيْغُ مَــــــــرَارَةَ المُـــــــــــرِّ
مَــــرَّتْ سُـــــــنُوْنٌ وَالدُّجَى ثَمِــــــلٌ
مَتَثَاقِلٌ مِنْ شِـــــــــــــدَّةِ السُّــــــــــكْرِ
صُــرْنَا كَيُوْسُفَ.. يَرْتَجِي فَرَجـــاً
مَتَحَــــــفِّزاً فِي أَسْـــــــفَلِ البِـــــــــــئْرِ
مَـــاذَا لَدِيْـــهِ بِقَـــــــــــعْرِ مُظْلِمَـــــــةٍ
غَيْرُ انْتِظَارِ المَــوْتِ فِي القَعْرِ!
*****
مَنْ ظَـــنَّ يَوْمــاً أَنْ يَرَى بَلَـــــــــداً
فَقَــــدَ الحَـــــيَاةَ بِلَمْسَةِ السِّــــحْرِ!
بَلَــــــــداً غَــــــــدَا لِذَوِيْـــــهِ مَقْـــــــبَرَةً
أَنْقَاضُــــهُ ارْتَسَمَتْ عَلَى القَـــــفْرِ
جَـــــــــنَّاتُهُ لِلْبُـــــــــــــوْمِ يَسْــــــــكُنُهَا
وَقُصُـــــــــوْرُهُ لِلْخُــــــــــلْدِ وَالْفَـــــــــأْرِ
شَـــــوْقِي لِعَــــوْدَةِ مَوْطِنِي حُلُــــمٌ
رَهْـــــنٌ بِرُؤْيَةِ لَيْــــــــــلَةِ القَـــــــــدْرِ
*****
***
*
16/3/2014
نبيه محمود السعدي