المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المحكمة الأدبية رقم 49 لقاسم أمين


سمير عودة
05-30-2014, 04:44 PM
قاسم أمين
1863-1908

وُلدت في الإسكندرية يوم (19 جمادى الأولى 1280هـ=1 ديسمبر 1863م) لأب تركي وأم مصرية من صعيد مصر، وكان والدي "محمد بك أمين" قبل مجيئه إلى مصر واستقراره بها واليا على إقليم "كردستان".
وفي إحدى زيارات محمد بك أمين للأستانة ثارت "كردستان" ضد الدولة العثمانية وأعلنت استقلالها. فعوضته الدولة عن إمارته التي ثارت بإقطاعات في إقليم "البحيرة" بمصر. وحين أتى مصر قرر الإقامة بها، وتزوج من إحدى بناتها، والتحق بالجيش المصري على عهد الخديوي إسماعيل.
وتلقيت تعليمي الابتدائي في مدرسة "رأس التين" التي كانت تضم أبناء الطبقة الأرستقراطية، ثم انتقلت مع أسرتي إلى القاهرة، وسكنت في حي "الحلمية" الأرستقراطي، وحصلت على التجهيزية (الثانوية العامة)، ثم التحقت بمدرسة الحقوق والإدارة، ومنها حصلت على "الليسانس" سنة (1299هـ = 1881م) وكنت أول متخرجيها.
وقد اقتربت في تلك الفترة من حلقة الشيخ "جمال الدين الأفغاني" ومدرسته الفكرية التي ازدهرت بمصر في ذلك التاريخ.
عملت بعد تخرجي فترة قصيرة بالمحاماة، ثم سافرت في بعثة دراسية إلى فرنسا، وهناك انتظمت في جامعة "مونبلييه"، وبعد دراسة استمرت أربع سنوات أنهيت دراستي القانونية بتفوق سنة (1303هـ=1885م).
أثناء دراستي بفرنسا جددت صلاتي مع الشيخ "جمال الدين الأفغاني"، ومدرسته، حيث كنت "المترجم" الخاص للإمام "محمد عبده" في باريس.

وفي فرنسا قرأت لكبار مفكري أوربا مثل "نيتشه" و"داروين" و"ماركس"، وحاولت الاقتراب من المجتمع الفرنسي، وإقامة الصلات الوثيقة مع نمط حياة الفرنسيين الاجتماعي، غير أن طبيعتي الشرقية الخجولة، والانعزالية التي ميزت شخصيتي لم تمكناني من الذهاب بعيدًا في هذا المضمار. كما عرفت في تلك الفترة الحب والصداقة مع "سلافا" الفرنسية التي زاملتني في الجامعة، لكن هذه الصداقة وذلك الحب ظلا "رومانسيين".

في سلك القضاء

في صيف (1302هـ=1885م) عدت إلى القاهرة، وعينت بالقضاء في النيابة المختلطة، وكنت حينها في الثانية والعشرين من عمري.
تدرجت في سلك القضاء، حيث رأست نيابة محافظة "بني سويف"، ثم رأست نيابة "طنطا" عام (1309هـ=1891م)، وهناك واجهتني حادثة مهمة حيث وقع "عبد الله النديم" (1259هـ=1843م – 1314هـ = 1896م) أبرز زعماء "الثورة العرابية" وأصلب قادتها في قبضة البوليس، وذلك بعد اختفاء أسطوري دام تسع سنوات، وجيء به لرئيس النيابة (أنا) فأكرمت لقاءه وأعطيته مالاً من عندي، وهيأت له في محبسه أقصى ما يمكن من ظروف الرعاية والراحة، ثم قررت أن أقوم بالسعي لدى المسؤولين في العاصمة كي يفرجوا عنه ويطلقوا سراحه. وكررت نفس الصنيع مع الطلبة المقبوض عليهم في التظاهرات، بل كنت أخفي بعضهم حتى أستصدر له العفو من السلطات.
وفي (ذو القعدة 1309هـ=يونيو 1892م) عُينت نائب قاضٍ في محكمة الاستئناف، ثم رُقيت بعد عامين إلى منصب مستشار، وكنت حينئذٍ في الحادية والثلاثين من عمري. ولقد عُرفت عني طوال مدة عملي في القضاء دعوتي لجعل القضاء المصري والمحاكم الأهلية الوطنية جهة التقاضي والمحاكمة بالنسبة للأجانب الذين يعيشون في مصر، باستثناء أحوالهم الشخصية.

الجدل حول طروحاتي وأفكاري

لا زلت أعَدُّ أحد مواطن الجدل الفكري وبؤر الشد والجذب والصراع بين مختلف تيارات الفكر على امتداد الوطن العربي والعالم الإسلامي، بالرغم من مضي زمن طويل على بدء إسهامي في الحياة الفكرية لأمتنا. فهناك فريق يتعصب لفكري ، فأنا في نظرهم الرائد الذي قاد الحركة الفكرية والاجتماعية لـ"تحرير المرأة" نصف المجتمع، فأخرجها من ظلمات العصور المظلمة إلى نور الحداثة والانفتاح.
في حين يرى فريق آخر أنني فتحت نافذة "التغريب" الأوروبي، بما تعنيه من مجافاة روح حضارتنا وتقاليدنا، فأورثت بفعلتي المنازل والحياة الزوجية والناشئة كل أمراض الحضارة الغربية التي يئن ويشكو منها أصحابها.
وهكذا اختلف الفريقان، وما يزالان، حول طبيعة وأثر الإسهام الفكري لي. بينما أعتقد أن هذا "الاستقطاب الحاد" في تقويم المفكرين وأفكارهم لون من ألوان "العقلية القبلية" يجب أن تتبرأ منه حياتنا الفكرية والاجتماعية، حيث إنه ثمرة من ثمرات "النظرة أحادية الجانب" التي يفتقد أصحابها "شمولية النظر"، والمنهج "الوسطي- المعتدل" في تقويم الفكر، ونقد آثار المفكرين.

ليست رائداً في مجال تحرير المرأة

لم أكن أول من نادى ودعا إلى "تحرير المرأة"، بالرغم من شهرة هذه الدعوة ونسبتها إلي ، فقد سبقني بها وإليها "أحمد فارس الشدياق" (1219هـ=1804م – 1306هـ= 1888م) في صحيفة "الجوائب" أي قبل أن أولد . كما أن بعض ما ناديت به مثل تقريب الفروق بين حق المرأة وحق الرجل في التعليم مبثوث في مداولات "لجنة تنظيم التعليم" التي كان "رفاعة الطهطاوي" (1216هـ = 1801م – 1290هـ= 1873م) عضوًا بها.
لكن تبقى لي في هذا الميدان ميزة انفردت بها؛ فكل من عداي كان حديثهم عن "تحرير المرأة" والنهوض بها أمرًا من أمور كثيرة تناولوها فيما أبدعوه من أفكار وآثار، أما أنا فقد وهبت كل جهودي وجميع آثاري -تقريبًا- لهذه الدعوة، حتى صرت علمًا عليها ورمزًا لها، فإذا لم تكن لي ريادة السبق، فإن لي الريادة في تكريس كل جهدي الفكري لهذه القضية قبل غيرها من قضايا الإصلاح.
ولم تكن القيود التي سعيت إلى "تحرير" المرأة منها "قيودًا إسلامية"، كما لم تكن الآفاق والحدود التي سعيت لتبلغها المرأة العربية والمسلمة هي بحذافيرها الآفاق والحدود التي رسمتها الحياة الغربية للمرأة والتي يشكو منها الإسلاميون المستنيرون، فضلاً عن الغربيين المنصفين. لقد كانت الروح الشرقية والآفاق الإسلامية ماثلة في ذهني أثناء دعوتي، ولم أكن أهدف من دعوتي إلى تغريب المرأة العربية بقدر ما كنت أنشد "تحريرها" من قيود لم تكن أبداً من صنع الإسلام وإنما من نسج عادات بالية متوارثة.

نشاطات وكتب

امتد نشاطي خارج العمل القضائي:
- فكتبت في صحيفة "المؤيد" عددًا من المقالات دون توقيع،
- وأصدرت كتابي "المصريون" بالفرنسية سنة (1312هـ=1894م) ، رددت فيه على هجوم الدوق الفرنسي "داركور" على مصر والمصريين،
- كما أصدرت كتابي "تحرير المرأة" سنة (1317هـ=1899م)،
- وأصدرت كتابي "المرأة الجديدة" سنة (1318هـ=1900م)،
- وشاركت في نشاط "الجمعية الخيرية الإسلامية".
- وفي (رمضان 1324هـ = أكتوبر 1906م) توليت سكرتارية الاجتماع الذي عُقد بمنزل "سعد زغلول" والذي صدر عنه البيان الشهير الموجه للأمة يدعوها للإسهام في إنشاء الجامعة الأهلية المصرية (جامعة القاهرة)،
- ثم توليت رئاسة اللجنة بعدما عُين "سعد زغلول" وزيرًا للمعارف.
- وكان آخر أعمالي العامة الخطاب الذي ألقيته بالمنوفية عن الجامعة والتعليم الجامعي المرجو لمصر والمصريين. ثم فارقت الحياة بعدها بأسبوع في يوم (13 ربيع أول 1326هـ = 15 إبريل 1908م) عن عمر 45 عاماً.

ساعتان لزوجتي

كانت حياتي الأسرية متسقة مع مزاجي الهادئ، وروحي الفنانة، وإحساسي الرقيق، فقد تزوجت سنة (1312هـ = 1884م) من ابنة أمير البحر التركي "أمين توفيق"، وكنت أخص زوجتي بساعتين من وقتي يوميًا وبشكل منتظم، وكنت أقضي في مكتبتي ثلاث ساعات يوميًّا، وأنجبت بنتين هما "زينب" التي أحضرت لها مربية فرنسية، و"جلسن" وأحضرت لها مربية إنجليزية.
بين "المصريون" و"تحرير المرأة".

شكل الزي النسائي سنة 1899م

عندما أصدرت كتاب "تحرير المرأة" سنة (1317هـ = 1899م) أحدث ضجة كبرى في المجتمع المصري والمجتمعات الشرقية..حيث كان لباس المرأة آنذاك يخفي شخصيتها تماماً مما يعد انتقاصاً لها ، ومن أهم القضايا التي أثارت الجدل أكثر من غيرها في هذا الكتاب:
1. ما أثرته عن الحجاب الذي كان يسود عالم المرأة في تلك الفترة.
2. ما دعوت إليه من ضرورة تقييد الحق المطلق الممنوح للرجل في الطلاق.
3. نقد نظام تعدد الزوجات والدعوة إلى ضبطه وتقييده.
ومن الجدير بالذكر أن كتابي "المصريون" الذي كتبته بالفرنسية والذي صدر قبل كتابي "تحرير المرأة" بخمس سنوات، يرد ويفند آرائي في "تحرير المرأة"، وخاصة فيما يتعلق بالقضايا الثلاث التي أثارت الجدل ؛ ومن ثم فإننا عندما نقرأ "المصريون" يُخيل إلينا أن الذين يتحدثون ويبرهنون ويجادلون هم خصومي في كتاب "تحرير المرأة"!!

كوكب البدري
05-31-2014, 08:39 AM
صباحا جميلا أستاذنا الفاضل قاسم أمين
ترى لو عاد الزّمان بك ورأيت كيف أن مجتمعاتنا التي ناضلت بفكرك من أجل تحريرها من موروث هائل من تلال الجهل قد عادت الى الوراء ومنهم من غداً الان يشتمك ويتهمك بأنك المحرك الاول لتغادر المرأة حياءها فهل كنت ستستمر في رسالتك؟

كل التحية لك أستاذ سمير ، لقد أضأت لنا الكثير مما خفي عنا

رياض محمد سليم حلايقه
05-31-2014, 10:47 AM
الأخ محمد سمير
أشكر جهودك ولي عودة بعون الله
احترامي

عواطف عبداللطيف
06-01-2014, 02:47 AM
كان قاسم يرى أن تربية النساء هي أساس كل شيء، وتؤدي لإقامة المجتمع المصري الصالح وتخرج أجيالا صالحة من البنين والبنات، فعمل على تحرير المرأة المسلمة، وذاعت شهرته وتلقى بالمقابل هجوما كبيرا فاتهمه مهاجميه بالدعوة للانحلال.

كان منذ شبابه مهتما بالصلاح الاجتماعي فأصدر سنة 1898 كتاب "أسباب ونتائج وأخلاق ومواعظ وتبعه بكتاب "تحرير المرأة" نشره عام 1899، بدعم من الشيخ محمد عبده، سعد زغلول وأحمد لطفي السيد الذي ترجمه الإنجليز -أثناء وجودهم في مصر - إلى الإنجليزية ونشروه في الهند والمستعمرات الإسلامية. الذي تحدث فيه عن الحجاب حيث زعم فيه أن حجاب المرأة السائد ليس من الإسلام، وقال إن الدعوة للسفور ليست خروجا عن الدين. وتحدث أيضا عن تعدد الزوجات والطلاق، وقال أن العزلة بين المرأة والرجل لم تكن أساسا من أسس الشريعة، وأن لتعدد الزوجات والطلاق حدودا يجب أن يتقيد بها الرجل، ثم دعا لتحرير المرأة لتخرج للمجتمع وتلم بشؤون الحياة. بهذا الكتاب زلزلت مصر وأثيرت ضجة وعاصفة من الاحتجاجات والنقد ورد على قاسم في نفس السنة زعيم الحزب الوطني آنذاك مصطفى كامل حيث هاجمه وربط أفكاره بالاستعمار الإنجليزي، ورد عليه أيضا الاقتصادي المصري طلعت حرب بكتاب "فصل الخطاب في المرأة والحجاب" ومما قاله: "إن رفع الحجاب والاختلاط كلاهما أمنية تتمناها أوروبا" ومحمد فريد وجدي بكتاب "المرأة المسلمة"، ولكن قاسم لم يتزعزع أمام النقاد فواصل يدرس الكتب والمقالات لمدة سنتين ويرد عليهما بكتابه "المرأة الجديدة" عام 1901 ردا على ناقديه، يتضمن أفكار الكتاب الأول نفسها ويستدل على أقواله بأقوال الغربيين. فطالب بإقامة تشريع يكفل للمرأة حقوقها وبحقوق المرأة السياسية وأهداه لصديقه الزعيم سعد زغلول.

من أقواله


إن الوطنية الصحيحة لا تتكلم كثيرا ولا تعلن عن نفسها.


في الأمة الضعيفة المستعبَدة حرف النفي "لا" قليل الاستعمال.

كلما أردت أن أتخيل السعادة تمثلت أمامي في صورة بجمال امرأة وعقل رجل.

لايطلب الكمال من المرء، وإنما يطلب منه أن يكون فى كل يوم أحسن منه فى اليوم الذى مضى.

اللذة التى تجعل للحياة قيمة، ليست حيازة الذهب ولا شرف النسب ولا علو المنصب ولا الأشياءالتى يجرى ورا ء ها الناس عادة ، وإنما هى أن يكون الانسان قوة عاملة ذات أثر خالد فى العالم.

أتعس البرية إنسان ضاع إيمانه يدس الموت بصمة فى حياته فيفسد عليه لذتها وينغص عليها شهوتها.


مع الشكر

رياض محمد سليم حلايقه
06-01-2014, 10:51 AM
كان ل قاسم أمين دورا بارزا في خروج المرأة عن سياقها المعروف والتحرر من التقاليد السائدة آنذاك
ولنعلم أن الإسلام لم يكن يوما ضد المرأة أبدا كما يعتقد البعض وحث الاستلام على تربية وتعليم المرأة
كما ورد عن الحبي المصطفى ...معنى الحديث ..من كان له ثلاث بنات أو أخوات وعلمهن وأدنهن كن له سترا من النار
...الحديث ..لكن النساء وجدن في كلام قاسم أمين متنفسا وبابا واسعا للهروب من قمقم فرضع عليهن تقاليد وعادات لا تمت للإسلام
بشيء وأعتقد أن النتيجة كانت سلبية إلى حد كبير لآن ما نتج عن تحرير المرأة من فساد أخلاق وظهور موديلات للباس فاضح ومغر
أساء كثيرا للإسلام والحشمة والعفة.
أيا كان ما أراده قاسم أمين من دعوته تلك التي ربما أراده في نطاق لا يختلف مع الإسلام أو تقليد الغرب تقليدا أعمى فإن ولا شك
كانت النتيجة كما أسلفنا سلبية
احترامي

ناظم الصرخي
06-01-2014, 12:48 PM
وجدت بعض المعلومات المفيدة لذا أحببت نقلها هنا

كان قاسم قاضيا وكاتبا وأديبا فذا ومصلحا اجتماعيا اشتهر بأنه زعيم الحركة النسائية في مصر كما اشتهر بدفاعه عن الحرية الاجتماعية وبدعوته لتحقيق العدالة وإنشائه الجامعة المصرية وبدعايته للتربية في سبيل النهضة القومية ودعا لتحرير اللغة العربية من التكلف والسجع فقد كان أديبا مغوارا ولكن أحدا لم يتفق معه على التحرر من حركات الإعراب فماتت دعوته في رحم الكلمة.

قاسم احد رجال الإصلاح المنتمين لمدرسة الإمام محمد عبده الذين يؤمنون بالإصلاح التربوي التدريجي الذي من شانه أن يكون جيلا مثقفا مستنيرا قادرا على القيام بأعباء التغيير والتحول بعد أن يتمرس تدريجيا ويجد في نفسه القدرة على ذلك.

وكان للدوق دار كور الذي هاجم المصريين التأثير المباشر على قاسم إذ حرك مشاعره الوطنية وحث لديه بذور الإصلاح ودفعه للبحث في شؤون البلاد خاصة بعد أن وجد بينه وبين نفسه أن الدوق على حق في الكثير من انتقاداته واتهاماته.

كان قاسم يحب الفنون ويعتقد أن الحياة محبة ورحمة وتسامح وسلام فكان رجلا مثاليا وتدرج في مناصب القضاء حتى كان مستشارا في محكمة الاستئناف وكان قبلها وكيلا للنائب العمومي في محكمة مصر المختلطة.

وقد قالوا عنه :

1-قال د.محمد حسين هيكل :

)كان مع حيائه الجم عيوفا يحترم نفسه وكرامته كما يحترم الغير وحريته فلم يجرب عليه ضعة ولا ضعفا ولعل أقدس ما كان يجله من مظاهر الحرية حرية الرأي) ويتابع هيكل:(انه كان قاضيا ممتازا لم يقض يوما لينال حظوة عند احد أو ليصفق له الجمهور فكان يرى أن العفو هي الوسيلة الوحيدة التي ربما تنفع لإصلاح الذنب وان معاقبة الشر إلى الشر إضافة شر إلى شر).

وقال هيكل أيضا:

(إن الدعوة لتحرير المرأة من رق الجهل ورق الحجاب لم تكن كل برنامج قاسم الاجتماعي بل عمل لإنشاء الجامعة الأهلية مع زغلول وكان يريد أن يجعل منها خطوة لبرنامج أوسع نطاقا يتناول ثورة في اللغة والأدب كالثورة التي أحدثها كتاباه في تعليم المرأة ورفع الحجاب).

2-قال الشاعر احمد شوقي:

إن المصيبة في الأمين عظيمة **** محمولة لمشيئة الأقدار

أوفى الرجال لعهده ولرأيه **** وأبرهم بصديقه والجار

وأشدهم صبرا لمعتقدات**** وتأدبا لمجادل وساري

3-قال د . شوقي ضيف:

(إن قاسم أمين حمل راية الإصلاح الاجتماعي).

4-قال الشاعر حافظ إبراهيم:

لله درك كنت من رجل **** لو أمهلتك غوائل الأجل

وشمائل لو أنها مزجت**** بطبائع الأيام لم تحل

شكرا ً للجهود المبذولة من قبل محكمتكم الموقرة ..
تقديري وأعطر تحياتي أخي أ.محمد سمير

قصي المحمود
06-01-2014, 11:53 PM
البشرية بطبيعة الحال تبحث عن التجديد
وقاسم ..ضمن هذه القافلة..ولكن ..مشكلة
مجتمعاتنا..هي انها تفضل اللون الرمادي
وتعيش مجتمع يحوي الغاطس وعلى السطح
وتحارب من يظهر الغاطس..وتهادن من على السطح
هي الأزدواجية المتجذرة في مجتمعاتنا..
بقدر ما هو موضوع ربما يكون شكليا ولكنه موضوع مجتمعي
بحت
تحياتي وتقديري

سمير عودة
06-03-2014, 09:36 PM
صباحا جميلا أستاذنا الفاضل قاسم أمين
ترى لو عاد الزّمان بك ورأيت كيف أن مجتمعاتنا التي ناضلت بفكرك من أجل تحريرها من موروث هائل من تلال الجهل قد عادت الى الوراء ومنهم من غداً الان يشتمك ويتهمك بأنك المحرك الاول لتغادر المرأة حياءها فهل كنت ستستمر في رسالتك؟

كل التحية لك أستاذ سمير ، لقد أضأت لنا الكثير مما خفي عنا
.......................
معك حق أستاذة كوكب
إن في أمتنا أناساً يصرون على التقوقع والتحجر والتمسك بالماضي واتباع الأموات
وهنالك فريق آخر يدعون للإنفلات واتباع الهوى
وكلاهما مخطئ
أشكرك على مشاركتك القيمة
تحياتي

سمير عودة
06-03-2014, 09:39 PM
الأخ محمد سمير
أشكر جهودك ولي عودة بعون الله
احترامي

.......................
أهلاً بك أخي الغالي رياض
محبتي

سمير عودة
06-03-2014, 09:42 PM
كان قاسم يرى أن تربية النساء هي أساس كل شيء، وتؤدي لإقامة المجتمع المصري الصالح وتخرج أجيالا صالحة من البنين والبنات، فعمل على تحرير المرأة المسلمة، وذاعت شهرته وتلقى بالمقابل هجوما كبيرا فاتهمه مهاجميه بالدعوة للانحلال.

كان منذ شبابه مهتما بالصلاح الاجتماعي فأصدر سنة 1898 كتاب "أسباب ونتائج وأخلاق ومواعظ وتبعه بكتاب "تحرير المرأة" نشره عام 1899، بدعم من الشيخ محمد عبده، سعد زغلول وأحمد لطفي السيد الذي ترجمه الإنجليز -أثناء وجودهم في مصر - إلى الإنجليزية ونشروه في الهند والمستعمرات الإسلامية. الذي تحدث فيه عن الحجاب حيث زعم فيه أن حجاب المرأة السائد ليس من الإسلام، وقال إن الدعوة للسفور ليست خروجا عن الدين. وتحدث أيضا عن تعدد الزوجات والطلاق، وقال أن العزلة بين المرأة والرجل لم تكن أساسا من أسس الشريعة، وأن لتعدد الزوجات والطلاق حدودا يجب أن يتقيد بها الرجل، ثم دعا لتحرير المرأة لتخرج للمجتمع وتلم بشؤون الحياة. بهذا الكتاب زلزلت مصر وأثيرت ضجة وعاصفة من الاحتجاجات والنقد ورد على قاسم في نفس السنة زعيم الحزب الوطني آنذاك مصطفى كامل حيث هاجمه وربط أفكاره بالاستعمار الإنجليزي، ورد عليه أيضا الاقتصادي المصري طلعت حرب بكتاب "فصل الخطاب في المرأة والحجاب" ومما قاله: "إن رفع الحجاب والاختلاط كلاهما أمنية تتمناها أوروبا" ومحمد فريد وجدي بكتاب "المرأة المسلمة"، ولكن قاسم لم يتزعزع أمام النقاد فواصل يدرس الكتب والمقالات لمدة سنتين ويرد عليهما بكتابه "المرأة الجديدة" عام 1901 ردا على ناقديه، يتضمن أفكار الكتاب الأول نفسها ويستدل على أقواله بأقوال الغربيين. فطالب بإقامة تشريع يكفل للمرأة حقوقها وبحقوق المرأة السياسية وأهداه لصديقه الزعيم سعد زغلول.

من أقواله


إن الوطنية الصحيحة لا تتكلم كثيرا ولا تعلن عن نفسها.


في الأمة الضعيفة المستعبَدة حرف النفي "لا" قليل الاستعمال.

كلما أردت أن أتخيل السعادة تمثلت أمامي في صورة بجمال امرأة وعقل رجل.

لايطلب الكمال من المرء، وإنما يطلب منه أن يكون فى كل يوم أحسن منه فى اليوم الذى مضى.

اللذة التى تجعل للحياة قيمة، ليست حيازة الذهب ولا شرف النسب ولا علو المنصب ولا الأشياءالتى يجرى ورا ء ها الناس عادة ، وإنما هى أن يكون الانسان قوة عاملة ذات أثر خالد فى العالم.

أتعس البرية إنسان ضاع إيمانه يدس الموت بصمة فى حياته فيفسد عليه لذتها وينغص عليها شهوتها.


مع الشكر
........................................
أمنا الغالية
نعم ، كان الرجل تنويرياً في طروحاته
وقد تم التجني عليه كثيراً مثله مثل كل المصلحين عبر التاريخ
أشكرك على مداخلتك القيمة
والتي أثرت المحكمة
محبتي

ليلى أمين
06-04-2014, 01:23 AM
يا سلام سعيدة بوجودي في حضرة قاسم أمين
وسعيدة أن أقف إلى جانبه و أسانده حتى نقف في وجه من اتهمه بالانحلال وهو الذي نادى دائما بتربية المرأة لإصلاح المجتمع و قد طالب بإقامة تشريع يكفل للمرأة حقوقها
أبعد كلّ هذا لا يستحق منّا الاحترام والتقدير

المأمون الهلالي
06-04-2014, 07:09 AM
هل كان للمرأة الفرنسية صديقتِكَ تأثيرٌ في آرائكَ ؟!

سمير عودة
06-06-2014, 11:42 AM
كان ل قاسم أمين دورا بارزا في خروج المرأة عن سياقها المعروف والتحرر من التقاليد السائدة آنذاك
ولنعلم أن الإسلام لم يكن يوما ضد المرأة أبدا كما يعتقد البعض وحث الاستلام على تربية وتعليم المرأة
كما ورد عن الحبي المصطفى ...معنى الحديث ..من كان له ثلاث بنات أو أخوات وعلمهن وأدنهن كن له سترا من النار
...الحديث ..لكن النساء وجدن في كلام قاسم أمين متنفسا وبابا واسعا للهروب من قمقم فرضع عليهن تقاليد وعادات لا تمت للإسلام
بشيء وأعتقد أن النتيجة كانت سلبية إلى حد كبير لآن ما نتج عن تحرير المرأة من فساد أخلاق وظهور موديلات للباس فاضح ومغر
أساء كثيرا للإسلام والحشمة والعفة.
أيا كان ما أراده قاسم أمين من دعوته تلك التي ربما أراده في نطاق لا يختلف مع الإسلام أو تقليد الغرب تقليدا أعمى فإن ولا شك
كانت النتيجة كما أسلفنا سلبية
احترامي
...................................
صدقت أخي الغالي رياض
لقد استغل دعاة التغريب والمنفلتون أفكار الرجل
ولا أظنه كان يقصد ذلك
والدليل أنه كان في حياته العملية منضبطاً وملتزماً
أشكرك على هذه اللفتة الرائعة التي أثرت المحكمة
محبتي

سمير عودة
06-06-2014, 11:51 AM
وجدت بعض المعلومات المفيدة لذا أحببت نقلها هنا

كان قاسم قاضيا وكاتبا وأديبا فذا ومصلحا اجتماعيا اشتهر بأنه زعيم الحركة النسائية في مصر كما اشتهر بدفاعه عن الحرية الاجتماعية وبدعوته لتحقيق العدالة وإنشائه الجامعة المصرية وبدعايته للتربية في سبيل النهضة القومية ودعا لتحرير اللغة العربية من التكلف والسجع فقد كان أديبا مغوارا ولكن أحدا لم يتفق معه على التحرر من حركات الإعراب فماتت دعوته في رحم الكلمة.

قاسم احد رجال الإصلاح المنتمين لمدرسة الإمام محمد عبده الذين يؤمنون بالإصلاح التربوي التدريجي الذي من شانه أن يكون جيلا مثقفا مستنيرا قادرا على القيام بأعباء التغيير والتحول بعد أن يتمرس تدريجيا ويجد في نفسه القدرة على ذلك.

وكان للدوق دار كور الذي هاجم المصريين التأثير المباشر على قاسم إذ حرك مشاعره الوطنية وحث لديه بذور الإصلاح ودفعه للبحث في شؤون البلاد خاصة بعد أن وجد بينه وبين نفسه أن الدوق على حق في الكثير من انتقاداته واتهاماته.

كان قاسم يحب الفنون ويعتقد أن الحياة محبة ورحمة وتسامح وسلام فكان رجلا مثاليا وتدرج في مناصب القضاء حتى كان مستشارا في محكمة الاستئناف وكان قبلها وكيلا للنائب العمومي في محكمة مصر المختلطة.

وقد قالوا عنه :

1-قال د.محمد حسين هيكل :

)كان مع حيائه الجم عيوفا يحترم نفسه وكرامته كما يحترم الغير وحريته فلم يجرب عليه ضعة ولا ضعفا ولعل أقدس ما كان يجله من مظاهر الحرية حرية الرأي) ويتابع هيكل:(انه كان قاضيا ممتازا لم يقض يوما لينال حظوة عند احد أو ليصفق له الجمهور فكان يرى أن العفو هي الوسيلة الوحيدة التي ربما تنفع لإصلاح الذنب وان معاقبة الشر إلى الشر إضافة شر إلى شر).

وقال هيكل أيضا:

(إن الدعوة لتحرير المرأة من رق الجهل ورق الحجاب لم تكن كل برنامج قاسم الاجتماعي بل عمل لإنشاء الجامعة الأهلية مع زغلول وكان يريد أن يجعل منها خطوة لبرنامج أوسع نطاقا يتناول ثورة في اللغة والأدب كالثورة التي أحدثها كتاباه في تعليم المرأة ورفع الحجاب).

2-قال الشاعر احمد شوقي:

إن المصيبة في الأمين عظيمة **** محمولة لمشيئة الأقدار

أوفى الرجال لعهده ولرأيه **** وأبرهم بصديقه والجار

وأشدهم صبرا لمعتقدات**** وتأدبا لمجادل وساري

3-قال د . شوقي ضيف:

(إن قاسم أمين حمل راية الإصلاح الاجتماعي).

4-قال الشاعر حافظ إبراهيم:

لله درك كنت من رجل **** لو أمهلتك غوائل الأجل

وشمائل لو أنها مزجت**** بطبائع الأيام لم تحل

شكرا ً للجهود المبذولة من قبل محكمتكم الموقرة ..
تقديري وأعطر تحياتي أخي أ.محمد سمير

.................................................. ...
أخي الغالي الأستاذ ناظم الصرخي
مداخلة أكثر من رائعة
أثرت المحكمة
وقوّت موقف الدفاع عن هذا الرجل التنويري
محبتي مع جزيل شكري

سمير عودة
06-06-2014, 11:54 AM
البشرية بطبيعة الحال تبحث عن التجديد
وقاسم ..ضمن هذه القافلة..ولكن ..مشكلة
مجتمعاتنا..هي انها تفضل اللون الرمادي
وتعيش مجتمع يحوي الغاطس وعلى السطح
وتحارب من يظهر الغاطس..وتهادن من على السطح
هي الأزدواجية المتجذرة في مجتمعاتنا..
بقدر ما هو موضوع ربما يكون شكليا ولكنه موضوع مجتمعي
بحت
تحياتي وتقديري


....................................
الأستاذ الفاضل قصي المحمود
لقد أصبت في ما ذهبت إليه
فالتغيير صعب ويتطلب المرور عبر أكثر من جيل
تحياتي العطرة

سمير عودة
06-06-2014, 11:57 AM
يا سلام سعيدة بوجودي في حضرة قاسم أمين
وسعيدة أن أقف إلى جانبه و أسانده حتى نقف في وجه من اتهمه بالانحلال وهو الذي نادى دائما بتربية المرأة لإصلاح المجتمع و قد طالب بإقامة تشريع يكفل للمرأة حقوقها
أبعد كلّ هذا لا يستحق منّا الاحترام والتقدير




...........................................
الغالية ليلى
نعم ، كان الرجل تنويرياً ومصلحاً بامتياز
والدليل أنه لم يرو عنه حتى خصومه أنه كان غير ملتزم في حياته العملية
شكراً جزيلاً عن هذه اللفتة الكريمة
محبتي

سمير عودة
06-06-2014, 12:02 PM
هل كان للمرأة الفرنسية صديقتِكَ تأثيرٌ في آرائكَ ؟!


...........................................
الأستاذ الفاضل المأمون الهلالي
الإنسان يتأثر قطعاً بمن حوله وبالبيئة التي يوجد فيها
نعم ، لقد تأثرت بصديقتي الفرنسية (سولافا) ، لكن بحدود ما يناسب ثقافتي الشرقية المحافظة
والدليل أنني لم أنخرط في صخب المجتمع الفرنسي المنفتح بدون ضوابط
أشكرك عن هذا السؤال الهام
تحياتي واحترامي
قاسم