تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : فَمِنْ دَمِنا إلى دَمِنا مَذاق الخُبز؟


لانا راتب المجالي
02-22-2010, 03:58 AM
(1)


( هَيتَ لَك )

نائماً جائعاً.. تَجتاحُني الرائحةُ الطازجة وتَهْمِسُ في أُذني أنْ ( هيتَ لَك ..) أفرُكُ عَينيَّ غير مُصدِّق أنّهُ عَلى مَرْمَى حلم، أمدُّ يَدي نَحوَهُ، قَريباً يَبتَعِد، تبزغُ أجنحة مِنْ جانبيه، فأقفزُ فَوقَ السَريرِ مُشرئب العنق مبتهل الذراعين محدِّقاً في السَقفِ لكنّهُ يَحفُر فيه ثقباً في حَجْمِ رَغيفِ خُبزٍ-أو أكبَر- ويُحلِّق نَحوَ الأعلى!!.


(2)

( موارِد )
حَمَلَ خالد (الهراوة )وَتوارى خَلفَ الباب، دَخَلَ أحمَد قادماً مِن (الحَارةِ) يَحمِلُ دُميةً مُمزقة عَثَر عليها في حَاويةِ القمامة ، عَاجَلَهُ خالد بضربةٍ شجَّ فيها رَأسَهُ، سَقََطَت الدُمية .. هَرَعَت أمّ خالد لطبعٍ قُبلَتها فَوْقَ جَبينهِ بفخرٍ ثمَّ زغرَدَت، رَقَصَت حَنان بَعْدَ أن حَصَلت عَلى الدُميّة واسترسلت في غناءٍ دَغدَغَ حَماسي أثناء حلبِ جُرحِ صَغيرنا أحمد - إذْ يَنْزِفُ دِماءً طازجة - وَتَخزينه في عُبواتٍ بلاستيكيةٍ صَغيرةٍ صَغيرة!.



(3)

( وَثلاثة مَواعيد )
قابلتُهُ مرتين .. في المَرّةِ الأولى: أعْطَاني سيجارة، وفي الثَانيةِ أعطيتُهُ سيجارة، ولم نلتق ِ في الثالثة.
قَالَت وهي تُنظِّفُ جِراحي مِن الدماء وَتَطمرها بالتُراب: إذَن،فَمَنْ قابلت؟ قُلت: يَرتدون بذلاتٍ سوداء رسميّة، سَرقوا عُلبةَ سجائري ثم بَصقوا في وَجهي كَما تَرين!.



(4)

( والفقر واحد )

كان يوماً دمويّاً بامتياز، تجمهَرَ الخوف، ازدحَمت الرؤوس، قََذفوني بالحِجارةِ والأحذية، اختلفت التُّهم والفقر واحد، لَمْ أستطِعْ تَحديد مَكاني عَلَى وَجهِ الدِّقة ( عميل، طابور خامس، لص، مشبوه....)، سَألتني طِفلةٌ تَتسلى بقضمِ الأحذية: ماذا فَعلت؟، أجبتُها: تثاءَبتُ ذاتَ ليلةٍ فتجاوزتُ رَصيدي مِن الهَواء.



(5)

(جملة ً وتَفصيلا )
في مُنتصفِ الليل تماماً ودونما سابقِ إنذار، انتشروا كالجراد، انتزعونا من داخلِ بيوتنا العتيقة، ثم اقتادونا داخل سياراتِ شحنٍ كُتب على مؤخراتِها :( مُواطِنون للبيع جُملة ً وَتفصيلا)!!.



(6)

(قد بلّغت فاشهَدْ )
عندما خَرَج قَلمهُ عَنْ خارطةِ الطريق، سَلبهُ إياه ثمَّ هوى عليه يوسِعهُ ضَرباً بالمِطرقة، فانغرزَ رأسهُ في خاصرةِ الوَطَن وارتَوت جذوره بالدَّم .. نَبتت سَنابِّلُ القَمح ثمَّ تَطاولت في الجهاد.

حسن المهندس
02-22-2010, 05:46 AM
ومضات رائعة صيغت بعذوبة كأنها لوحات متقنة اللون والتعابير والدلالات

شكرا لك سيدتي ومن حروفكم نتعلم ونكبر

تحيتي إليك

تسلمين

عبد اللطيف استيتي
02-22-2010, 07:40 AM
:1 (45):لانا : :1 (45):
خواطر قيِّمة ,,
تحمل من الهم الكثير ,,
بحروف سلسة وكلام رصين ,,
شدّني عمق المعنى لاعادة القراءة مرات ,,,
دمت ودام البوح الراقي في
الأدب الرفيع ,,
تحياتي لك ,,
:1 (45):

سولاف هلال
02-22-2010, 07:42 PM
رائعة ومضاتك أستاذة لانا
إستمتعت بها كثيرا وأخذت بدلالاتها
أعجبتني كثيرا (4 ) و (6 )
شكرا لك
( تثبت )

لانا راتب المجالي
02-23-2010, 12:46 AM
الأستاذ حسن المهندس

أشكر مرورك العذب وإشادتك بهذه الومضات

تقديري واحترامي

اسماعيل الصياح
02-23-2010, 12:47 AM
(قد بلّغت فاشهَدْ )
عندما خَرَج قَلمهُ عَنْ خارطةِ الطريق، سَلبهُ إياه ثمَّ هوى عليه يوسِعهُ ضَرباً بالمِطرقة، فانغرزَ رأسهُ في خاصرةِ الوَطَن وارتَوت جذوره بالدَّم .. نَبتت سَنابِّلُ القَمح ثمَّ تَطاولت في الجهاد.
رائعة وربي

تقديري

لانا راتب المجالي
02-23-2010, 01:50 AM
الشاعر القدير عبد اللطيف استيتي

شهادتك بحق النص أسعدتني خصوصاً أنك وبحكم وجودنا في نفس الوطن تعلم مغزاها.

سعُدتُ بمرورك

تقديري واحترامي

لانا راتب المجالي
02-23-2010, 08:51 PM
الأستاذة القديرة سولاف هلال

يسعدني رأيك وأنت القاصّة المتمكنة صاحبة الرؤية الجميلة

أشكرك من أعماقي

تقديري واحترامي

لانا راتب المجالي
02-23-2010, 09:09 PM
الأستاذ اسماعيل الصياح

وهي شهادة تضاف إلى هذه الومضات التي خرجت رغماً عني وعنها .

أشكر بهاء مرورك

تقديري واحترامي

اسامة الكيلاني
02-23-2010, 09:23 PM
الأديبة الكبيرة / لانا المجالي ...
لله درك ... رائعة أنت ، بكل ما تحمل الكلمة
من معنى ... قطوف ٌ غمرتنا بالأنين .. نعم
لقطات ٌ تجسد واقعا ً ... مرير ... حماك الله
أيتها الأديبة الراائعة .

لانا راتب المجالي
03-02-2010, 09:50 PM
الأستاذ أسامة الكيلاني

أشكرك من أعماقي على شهادتك بحق النص والحقيقة أنني لا أعرف كيف أرد أمام كلمات الإطراء إلا بِ ( ليتني أستحقها يوماً )

غمرتني برقة مرورك

أشكرك من أعماقي

تقديري واحترامي

عواطف عبداللطيف
03-09-2010, 05:32 AM
أعجبتني ومضاتك
ولكني توقفت هنا طويلا

(5)

(جملة ً وتَفصيلا )
في مُنتصفِ الليل تماماً ودونما سابقِ إنذار، انتشروا كالجراد، انتزعونا من داخلِ بيوتنا العتيقة، ثم اقتادونا داخل سياراتِ شحنٍ كُتب على مؤخراتِها مُواطِنون للبيع جُملة ً وَتفصيلا)!!.


لن يبقى غير البيع ليتنفس
ولكن مع الأسف البيع برخص التراب
ويتعفن الجرح

دمت بخير
تحياتي

خالد يوسف أبو طماعه
03-12-2010, 11:59 AM
( والفقر واحد )

كان يوماً دمويّاً بامتياز، تجمهَرَ الخوف، ازدحَمت الرؤوس، قََذفوني بالحِجارةِ والأحذية، اختلفت التُّهم والفقر واحد، لَمْ أستطِعْ تَحديد مَكاني عَلَى وَجهِ الدِّقة ( عميل، طابور خامس، لص، مشبوه....)، سَألتني طِفلةٌ تَتسلى بقضمِ الأحذية: ماذا فَعلت؟، أجبتُها: تثاءَبتُ ذاتَ ليلةٍ فتجاوزتُ رَصيدي مِن الهَواء.

اختلفت التهم والفقر واحد
هذا هو الحال لكل من حاول رفع الرأس
تثاءبت ذات ليلة فتجاوزت رصيدي من الهواء
لو استطاعوا تعبئته في زجاجات ومن ثم بيعها
لفعلوا ؟


(5)

(جملة ً وتَفصيلا )
في مُنتصفِ الليل تماماً ودونما سابقِ إنذار، انتشروا كالجراد، انتزعونا من داخلِ بيوتنا العتيقة، ثم اقتادونا داخل سياراتِ شحنٍ كُتب على مؤخراتِها :( مُواطِنون للبيع جُملة ً وَتفصيلا)!!.

وهل هذا الأمر جديد علينا
مذ وعينا على الدنيا ونحن
نباع ونشترى


(6)

(قد بلّغت فاشهَدْ )
عندما خَرَج قَلمهُ عَنْ خارطةِ الطريق، سَلبهُ إياه ثمَّ هوى عليه يوسِعهُ ضَرباً بالمِطرقة، فانغرزَ رأسهُ في خاصرةِ الوَطَن وارتَوت جذوره بالدَّم .. نَبتت سَنابِّلُ القَمح ثمَّ تَطاولت في الجهاد.

هذا هو ما يقلق نومهم
حاولو التخلص منه بأي ثمن
وجاءهم ما لم يكون في الحسبان
الأقلام الحرة والنظيفة لا تزال بخير
والجهاد سيبلغ ذروته عاجلا أم آجلا

نصوص متينة البنية ومحكمة السرد
وهي ومضات مكثفة جدا وليس كما ورد في
بعض الردود والتعاليق بأنها خواطر
استطاعت الكاتبة أن توصل فكرتها للمتلقي
بطريقة الإختصار والتكثيف معا مما أعطى النصوص
جمالية وبهاء ومتعة للقارئ
المبدعة لانا المجالي
أشكرك على هذا الإبداع الذي ما قل من يتقنون
سبكه وفنه
هذه النصوص تستحق الوقوف عليها وكذلك القراءة
دام لك ألق الحرف سيدتي المبدعة
ملاحظة : ما كان ينبغي أن تشاركي بجميع النصوص مرة واحدة ويجب المشاركة بكل نص لوحده .
مودتي وتقديري الكبيرين :1 (45):

سعدون جبار البيضاني
03-12-2010, 10:08 PM
القاصة المبدعة الاستاذة لانا راتب المجالي
تحية
ومضات قصصية رائعة ..هذا هو الابداع في القصة القصيرة جدا
لغة عالية.. وصدمة
قصص ممتعة ..تسلمين

شاكر السلمان
01-30-2012, 12:51 PM
ومضات جميلة تستحق القراءة مرات عديدة

تحيتي