المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : متى يعود للعرب يوم ذي قار ؟؟


عبدالله علي باسودان
09-04-2014, 08:29 AM
متى يعود للعرب يوم ذي قار ؟
يوم ذي قار:

يقول المؤرخون عن يوم ذي قار هو يوم من أيام العرب المجيدة في الجاهلية، وقع فيه القتال بين العرب والفرس في العراق وانتصر فيه العرب.
كان من أعظم أيام العرب وأبلغها وهو يوم لبني شيبان من بكر بن وائل، وقبيلة عنزة بن ربيعه أبناء عمهم وهو أول يوم انتصرت فيه العرب على العجم وخبره كالتالي :
ذُكر لكسرى النعمان بن المنذر عنده من بناته وأخواته وبنات عمه وأهله أكثر من عشرين امرأة على هذه الصفة.
وأرسل كسرى زيداً هذا إلى النعمان ومعه مرافق لهذه المهمة، فلما دخلا على النعمان قالا له: إن كسرى أراد لنفسه ولبعض أولاده نساء من العرب فأراد كرامتك وهذه هي الصفات التي يشترطها في الزوجات. فقال له النعمان: أما في مها السواد وعين فارس ما يبلغ به كسرى حاجته ؟ يا زيد سلّم على كسرى وقل له: إن النعمان لم يجد فيمن يعرفهن هذه الصفات وبلغه عذري. ووصل زيد إلى كسرى فأوغر صدره وقال له: إن النعمان يقول لك ستجد في بقر العراق من يكفينك.
وأقام كسرى على الحيرة ملكاً جديداً هو إياس بن قبيصة الطائي وكلفه أن يتصل بهانئ بن مسعود ويحضر ما عنده من نساء النعمان وسلاحه وعتاده، فلما تلقى هانئ خطاب كسرى رفض تسليم الأمانات، فخيره كسرى إما أن يعطي ما بيده أو أن يرحل عن دياره أو أن يحارب فاختار الحرب وبدأ يعد جيشاً من بكر بن وائل ومن بني شيبان ومن عجلجل ويشكر وعنزة بن أسد بن ربيعه والنمر بن قاسط وبني ذهل.
وفي أثناء ذلك جمع كسرى نخبة من قيادات الفرس ومن قبائل العرب التي كانت موالية له وخصوصاً قبيلة إياد ووجههم ليجتاحوا هانئاً ويحضروه صاغراً إلى كسرى.
فلما وصل جيش كسرى وحلفاؤهم من العرب أرسلت قبيلة إياد إلى هانئ: نحن قدمنا إلى قتالك مرغمين فهل نحضر إليك ونفرّ من جيش كسرى؟ فقال لهم: بل قاتلوا مع جنود كسرى واصمدوا إلينا أولاً ثم انهزموا في الصحراء وإذ ذاك ننقض على جيش كسرى ونمزقهم.
وقدم الجيش الفارسي وحلفاؤهم من إياد فوجدوا جيش هانئ قد اعتصم بصحراء لا ماء فيها ولا شجر وقد استقى هانئ لجيشه من الماء ما يكفيهم، فبدأ الفرس يموتون من العطش ثم انقضوا على جيش هانئ كالصواعق وبينما هم في جحيم المعركة انهزمت قبيلة إياد أمام هانئ وانقضت على الفرس الذين حولها فضربت فيهم ومزقتهم وقتل كل قيادات فارس الذين أرسلهم كسرى لإحضار هانئ حياً، فلما رجعت بعض فلول الفرس إلى كسرى إذا هم كالفئران الغارقة في الزيت.
وكانت ساحة ذي قار أرضاً يغطي الزفت والقطران كثيراً من أرضها فلما رآهم كسرى على ذلك الشكل قال لهم: أين هانئ ؟ وأين قياداتكم الذين لا يعرفون الفرار فسكتوا فصاح بهم فقالوا: لقد استقبلنا العرب في صحرائهم فتهنا فيها ومات جميع القادة وخانتنا قبيلة إياد حين رأوا بني جنسهم، فكاد كسرى يفقد عقله ولم يمضي عليه وقت قصير حتى مات حسرة فتولى مكانه ابنه شيرويه.
وقد حدث بعض من حضر يوم ذي قار أن قبائل بكر استصحبوا من خلفهم نساءهم وانقضوا على الجيش الفارسي فبرز أحد العلوج وطلب المبارزة فانقض عليه عربي من بني يشكر اسمه برد بن حارثة اليشكري فقتله، وكان هانئ قد نصب كميناً من وراء الجيش الفارسي فانقض الكمين على الملك الجديد الذي كان كسرى عينه خلفاً للنعمان بن المنذر، وفي أثناء ذلك أحس العرب روابط الأخوة التي تنتظمهم فانسحب من جيش فارس كثير من العرب الذين كانوا يعطون ولاءهم لفارس من قبائل تميم وقيس عيلان فانقضوا على الفرس الذين يلونهم بعد أن كانوا يدينون بالولاء لهم، وعرف العرب أنهم كانوا مخدوعين بملك رخيص كان كسرى يضحك به على بعض أذنابه منهم. يقول عمرو بن كلثوم في ذلك:
و أيامٍ لنا غُرٍ طوالٍ
عصينا الملك منها أن ندينا

وسيد معشرٍ قد توجوهُ
بتاج الملك يحمي المحجرينا

تركنا الخيل عاكفةً عليه
مقلدةً أعنتها صفونا

و أنزلنا البيوت بذي طُلوح
إلى الشامات تنفي الموعدينا

و قد هرت كلابُ الحي منا
و شذبنا قتادة من يلينا

متى ننقل إلى قومٍ رحانا
يكونوا في اللقاء لها طحينا

منوبية كامل الغضباني
09-04-2014, 08:54 AM
واحسرتاه يا باسودان على زمن كان العرب فيه لا يهزمون ولا تكسر لهم شوكة
أين نحن من زمن المجد والشّرف التّليد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أين نحن من أمّة العرب وبطولاتها وثباتها
لقد كسر الغرب شوكتنا ودمّروا عروبتنا وخذلنا قادتنا فتعفّرت الوجوه وصرنا في طيّ الزّمان والمكان...
تاريخ اندثر ومضى وأبطال أشاوس مرّوا من هذه الأرض فخذلهم الأحفاد ....
مرويّة تزيد النّزف نزفا وتجعلنا نتنهّد حسرة على ما فات
شكرا باسودان فأنت دوما بهذا التّاريخ وهذه الحوادث تنبش فينا حسّنا العربي لنعي ما نحن فيه علّنا نستفيق ولكن هيهات فقد سبق السّيف العذل وقد ضيّعنا في الصّيف اللّبن وما عاد ينفع .....
هو الإحباط يلتفّ علينا .نسأل اللّه الأمن والأمان ونحن في عقر ديارنا ....
تقديري دوما لكتاباتك الرّائعة الثّمينة .

عبدالله علي باسودان
09-05-2014, 11:16 AM
تقديري لك أديبتنا الغالية دعد على هذا الطرح الراقي.

في مقولة للفضيل بن عياض يقول فيها :
لو أعلم أن لي دعوة مستجابة عند الله لجعلتها في الحكام . قالوا له لماذ تجعلها في الحكام، قال إن الحاكم إذا صلح صلحت الرعية.
لذلك يقال إن فساد الرعية يتحمله الحكام ومن يدافع عن الحكام في الإعلام وغير ذلك ، وصلاح الرعية للحكام فيه أجر كبير عند الله. ذلك لأن الأول سن الظلم و الثاني سن العدل.وهذا من تحصيل الحاصل.
ومصداقاً لذلك يروي لنا أصحاب التواريخ والسيّر في كتبهم قالوا كان الناس إذا أصبحوا في زمان الحجاج يتسألون إذا تلاقوا من قتل البارحة ومن صلب ومن جلد ومن قطع رأسه وما أشبه ذلك .
وكان الوليد بن هشام صاحب ضياع واتخاذ مصانع فكان الناس يتسألون في زمانه عن البنيان والمصانع والضياع وشق الأنهار وغرس الأشجار.
ولما ولي سليمان بن عبد الملك وكان صاحب طعام ونكاح فكان الناس يتحدثون ويتسألون في الأطعمة الرفيعة ويتغالون في المناكح والسراري ويعمرون مجالسهم بذكر ذلك .
ولما ولي عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه كان الناس يتسألون كم تحفظ من القرآن وكم وردك كل ليلة وكم يحفظ فلان وكم يصوم وما أشبه ذلك , ولهذا قيل : إن مثله كمثل السحاب التي يرسلها الله تعالى بشراَ بين يدي رحمته فيسوق بها السحاب ويجعلها لقاحاَ للثمرات وروحاَ للعباد .

كوكب البدري
09-11-2014, 08:12 AM
طرح كبير لفوز عظيم ونصر من الله
تحية لك استاذ

الدكتور اسعد النجار
09-11-2014, 08:30 AM
اذا عادوا لصفاء القلب ونقاء السريرة

تحياتي

قصي المحمود
09-12-2014, 01:37 AM
لقد كانت ذي قار فاتحة وبوابة للقادسية ..فانكسار الفرس فيها بعد ان ضنوا
انهم كأمبراطورية لا يهزمهم شعب متفرق شعباً وقبائل..
لقد كان الاعشى قد وثق بشعره هذه الملحمة التاريخية للعرب بقصيدة رائعة

قصيدة الأعشى -أعشى قيس- يصف يوم ذي قار :
إن الأعز أبانا ـكان قال لنا : أوصـيـكـم بـثـلاث إنـني تــلـف
الضيف أوصيكم بالضـيف ، إن له حــقـاً عليّ ، فأعـطيـه وأعـترف
والجار أوصيـكم بالجـار ، إن له يوماً من الدهر يثنيه ، فينصرف
وقاتلوا القوم ان القتل مكرمة إذا تـلوى بـكـف المعـصم العرف
وجند كسرى غداة الـحنو صبـحهم منا كتائب تزجي الموت فانصرفوا
لما التقـينا كشفـنا عن جماجمـنا ليـعلـموا أننـا بكر فينحرفوا
قالوا : البـقيّة والهندي يحصدهم ولا بقيّة إلا الـنار ، فانكشفوا
جحاجـح ، وبـنو ملـك غطـارفـة من الأعـاجم ، في آذانـها النطف
إذا أمالوا إلى النشاب أيديهـم ملنـا ببيـض فـظـل الهام يخـتطف
وخيل بـكر فما تنـفك تطـحنهـم حتى تولوا ، وكاد اليوم ينـتـصف
لو أن كـل معـد كـانـشاركـنـا في يوم ذي قار ما أخطاهم الشرف
----
لقد كانت الغيرة العربية حاضرة في النخب والقيادات وعند الرعية!!!!
الدعاء من الله ان يصلح هذه الامة ..
شكرا اليك اخي العربي الاصيل مع اجمل تحياتي