حسين معدي الطلاع
09-26-2014, 11:50 PM
أحبك أيها القمر :
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أحبّك .
فقد دقّنِي حبك دقّ الرّحَى .
فهي تدور وتدور على ما جُعِل بين حَجَريها ،،، ثم يتناثر مَسْحُوناً كالهباء .
وإنّ لحمي وإن قُطِع ،،، ودمي وإن سُفِك ،،، وعظمي وإن سُحِن ، لَهُوَ تَحِلّة آثامك !!! تَبْرأ به من عوالق الإقتراف .
وَيْكأنه قد رَبَض بي حبّك كَهَدْيٍ سِيْقَ إلى مذبحه .
وإني ،،، وإن غِبتُ عنك بوازع العقل ،،، فقد رجعتُ كرجل أصابه الجنون واسْتَعر به .
ولا يزال يعُضّني عضّا ! فليس لجميعهِ إلا التهويم ،،، وليس لجميعي إلا أن أقع في حِجْرك ، على أي مذهب من مذاهب الحقوق ، أكان حلالا أم كان حراما ! .
ولا لوم ،،، فقد أعْرَى من عقله أنا !!! ،،، وصرتُ من الرشد براء ،،، براءة الصفو من العكر .
وبِحبّك يا قمر ما تخلّصتُ من سَوْرة عشقٍ ، إلا وقَمَعَت بي أخرى !!! وما نازعتك في قُرب إلا ونازعني فيك بُعدك ،،، .
فخذني يا قمر ،،، من أي قبيل جئتك .
أعشقك .
والشرع شرع مَحْض ،،، لا يزيده عالمٌ ، ولا يُنقصه جاهلٌ ، وإلا ،،، لزدتُّ في قرابين شِرْعتك قربانا !!! فأهديك دمي هَدْيا ، فتُمضي شفرتك لتفري بها أوداجاً تحبّك .
على أن تدفع إليّ ثمني وخَدَري !!! .
فأما الثمن يا قمر : فضمّة حتى يلمس الصدرُ الصدرَ ،،، وحتى يُحْمي بحرّهِ الخدُّ الخدَّ ،،، وحتى يسرّ النَحْرُ النحرَ ،،، وحتى تُؤنس الأذنُ الأذنَ ،،، وحتى يشُمّ الأنفُ الشعْرَ ،،، فيقهر القربُ البُعدَ .
فوربّك ما هو بباهظٍ ،،، غير أنه يفوق عندي قراب الأرض ذهبا ،،، وأرض بقربها ،،، وأخرى ، حتى يجاوز الجوزاء .
وأما الخَدَر يا قمر : فبما لمى أينعها الله بفِيْك ،،، وعسل أغارَ على الرّضاب في فِيْك ،،، وكالمسكِ رُحْتُها أنفاسك ، تعصف شذى من فِيْك .
فهل تبخل ؟؟!! .
فارحم ،،، وألقمني الخَدَر ، فما زلت طفلا رضيعا .
بربك ،،، أأوفيتك الحب ؟
وبربك ،،، أأحبّك من بين من أظلّت السماء رجلٌ كحبي ؟ .
إليك ،،، أيها القمر .
وسأحبّك أخرى ؟
ــــــــــــــــــــــــــ
حسين الطلاع
13/6/2010 م
المملكة العربية السعودية- الجبيل .
: الرحى : آلة أو طاحون حجري تتكون من حجرين يدور أحدهما على الآخر لطحن الحب
: السحن : هو الطحن كالدقيق المتناهي طحنا .
: التحلّة : هي التحلل من الشيء والبراءة منه .
: ربض : أي جلس على الأرض ولكنه للدابة والأنعام خاصة .
: الهدي : هو الذبيح أو القربان .
:لجميعه : أي لجميع الجنون .
: التهويم : أبعد من الهيام وهو الحب المفضي إلى الهلاك .
: أعرى : أي تعرّى من العقل .
: السورة : هي الحميّا أو شدة الشيء وعنفوانه .
: القمع: صورة من صور الطَرْق ، خاصة بحديدة ، حيث نقول قمعه بمقمعة .
: الإمضاء : هو تمرير وحزّ اللحم بالسكين .
: الشفرة : هي حد السكين القاطع .
: الفري : هو فض وقطع العروق .
: رحته : من راح أي شمّ بأنفه .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أحبّك .
فقد دقّنِي حبك دقّ الرّحَى .
فهي تدور وتدور على ما جُعِل بين حَجَريها ،،، ثم يتناثر مَسْحُوناً كالهباء .
وإنّ لحمي وإن قُطِع ،،، ودمي وإن سُفِك ،،، وعظمي وإن سُحِن ، لَهُوَ تَحِلّة آثامك !!! تَبْرأ به من عوالق الإقتراف .
وَيْكأنه قد رَبَض بي حبّك كَهَدْيٍ سِيْقَ إلى مذبحه .
وإني ،،، وإن غِبتُ عنك بوازع العقل ،،، فقد رجعتُ كرجل أصابه الجنون واسْتَعر به .
ولا يزال يعُضّني عضّا ! فليس لجميعهِ إلا التهويم ،،، وليس لجميعي إلا أن أقع في حِجْرك ، على أي مذهب من مذاهب الحقوق ، أكان حلالا أم كان حراما ! .
ولا لوم ،،، فقد أعْرَى من عقله أنا !!! ،،، وصرتُ من الرشد براء ،،، براءة الصفو من العكر .
وبِحبّك يا قمر ما تخلّصتُ من سَوْرة عشقٍ ، إلا وقَمَعَت بي أخرى !!! وما نازعتك في قُرب إلا ونازعني فيك بُعدك ،،، .
فخذني يا قمر ،،، من أي قبيل جئتك .
أعشقك .
والشرع شرع مَحْض ،،، لا يزيده عالمٌ ، ولا يُنقصه جاهلٌ ، وإلا ،،، لزدتُّ في قرابين شِرْعتك قربانا !!! فأهديك دمي هَدْيا ، فتُمضي شفرتك لتفري بها أوداجاً تحبّك .
على أن تدفع إليّ ثمني وخَدَري !!! .
فأما الثمن يا قمر : فضمّة حتى يلمس الصدرُ الصدرَ ،،، وحتى يُحْمي بحرّهِ الخدُّ الخدَّ ،،، وحتى يسرّ النَحْرُ النحرَ ،،، وحتى تُؤنس الأذنُ الأذنَ ،،، وحتى يشُمّ الأنفُ الشعْرَ ،،، فيقهر القربُ البُعدَ .
فوربّك ما هو بباهظٍ ،،، غير أنه يفوق عندي قراب الأرض ذهبا ،،، وأرض بقربها ،،، وأخرى ، حتى يجاوز الجوزاء .
وأما الخَدَر يا قمر : فبما لمى أينعها الله بفِيْك ،،، وعسل أغارَ على الرّضاب في فِيْك ،،، وكالمسكِ رُحْتُها أنفاسك ، تعصف شذى من فِيْك .
فهل تبخل ؟؟!! .
فارحم ،،، وألقمني الخَدَر ، فما زلت طفلا رضيعا .
بربك ،،، أأوفيتك الحب ؟
وبربك ،،، أأحبّك من بين من أظلّت السماء رجلٌ كحبي ؟ .
إليك ،،، أيها القمر .
وسأحبّك أخرى ؟
ــــــــــــــــــــــــــ
حسين الطلاع
13/6/2010 م
المملكة العربية السعودية- الجبيل .
: الرحى : آلة أو طاحون حجري تتكون من حجرين يدور أحدهما على الآخر لطحن الحب
: السحن : هو الطحن كالدقيق المتناهي طحنا .
: التحلّة : هي التحلل من الشيء والبراءة منه .
: ربض : أي جلس على الأرض ولكنه للدابة والأنعام خاصة .
: الهدي : هو الذبيح أو القربان .
:لجميعه : أي لجميع الجنون .
: التهويم : أبعد من الهيام وهو الحب المفضي إلى الهلاك .
: أعرى : أي تعرّى من العقل .
: السورة : هي الحميّا أو شدة الشيء وعنفوانه .
: القمع: صورة من صور الطَرْق ، خاصة بحديدة ، حيث نقول قمعه بمقمعة .
: الإمضاء : هو تمرير وحزّ اللحم بالسكين .
: الشفرة : هي حد السكين القاطع .
: الفري : هو فض وقطع العروق .
: رحته : من راح أي شمّ بأنفه .