المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سفر السفرجل (41)


الوليد دويكات
11-08-2014, 01:08 AM
سفر السفرجل (41)



كان الكلام ُ نعمة ً في تلك الليلة ِ بالذات ، تماما كالأشجار والزهور ..
فالشوق في ليلة كهذه لا يأتي بالتقسيط ، بل تراه كمياه متدفقة من شلالات ٍ
تجرفك إلى مناطق تجهلها من الأودية والمنحدرات .
وكنا معا ، نلهث ُ خلف َ مفرداتنا ، نرسم تعلقنا ببعضنا البعض ، ونشم رائحة
العشق ِ التي تفوح في كل حرف وكلمة ...
ها أنت ِ تحررت ِ من ذاكرتك المتعبة ، وخرجت من عباءة الخوف والقلق ..
واستطعت ِ أن تكوني أنت ..تقتربين أكثر من روحك ، تنطلقين في براري
رغبتك دون قيد ، تغادرين دوائر خوفك ، وتنطلقين كغزالة ..
اليوم وأنا أستعرضُ تلك الليلة ، أجدها لغزارتها ودهشتها ، كأنها أطول مما
كانت ْ ، رغم أنها بلغة الوقت مرّت كبرهة ...كوميض برق في ليلة ماطرة ..
أي ّ صدفة تلك َ التي حملتني إليك ، أو حملتك لي ، أو حملتنا لبعضنا ، ربما
أنت تلك الأنثى التي رأيت ُ خيالها وأنا أقوم بالتنقيب في ذاكرتي ، فوجدتني
أبحثُ عنك قبل لقائنا بزمن طويل ، طريقتك في التفكير ، تفردك في رسم ضحكة
تثير جنوني ، ملامح وجهك ، جمالك الفائر ، وطريقة نطقك للحروف والمفردات ،
براعتك في الإصغاء لي ، ما أجمل الأنثى حين تملك براعة الإصغاء !!
وتوحي لعاشقها ، بكل مفردات الإعجاب وهو يتكلم ، ما أجملها حين لا تشعر بالملل
وهي تتغزل فيه ، ولا تخجل في ترديد الكلمات التي يحبها ... وتمنحة مساحة واسعة
من تعلقها به ...كنت ِ أنت كذلك ، جميلة حد الدهشة ..
أطل ّ صباح ٌ أخر ...
وجاء نهار جديد ٌ بمشاغله وضجيجه ، أراه يباغتني ويسرق مني غصبا ، ليلة تمنيت ُ
لو نسي النهار البزوغ ، وتأخر ضوؤه كثيرا ، تمنيت ُ لو توقف َ الزمن ، وأجدني على
غير عادتي ، أتمرد على الوجه الفضولي للشمس ، وأحب أن يبقى الليل بعتمته ،
حتى أكتبك كما أريد ، ربما لأن حكايتنا رقيقة كالثلج أ أخاف من حرارة الشمس أن تذيبها
أو أننا كشريط فوتوغرافي مصور ، نخاف على الضوء أن يحرقه ...
فأنت ِ أنثى نبتت ْ في سراديبي السرية ، وفاتنة امتلكتها بحب سري ..أريد أن أغلق كل الأبواب
والنوافذ ، وأعتزل كل من حولي ، وأكتب عنك بعد أن أتخلص من كل الضجيج ...فلا أرى سواك
ولا أسمع غير صوتك ، رغم كل ذلك ، ما زلت ُ أتأمل تفاصيل ليلة نذرناها للجنون ...
وها أنا أترجمها بلغة مهذبة تليق بقدسية عشقي لك ، ونقاء حبك لي ، أكتبها بلغة رشيقة تتفق مع رغبتك في حبك للأشياء المهذبة ، ولطالما كنت ُ رجلا يحب الفوضى لينعم بالنظام ...ها أنا
أتمرد ُ على طبيعتي وسجيتي ، وأستعيد وقاري ، وأرتب ُ مشاعري وأنا أكتبك ، لأنني في النهاية
لا شيء يعنيني إلا أنت ... كم أحبك !

لسفر السفرجل ...محطات

الوليد

سولاف هلال
11-08-2014, 03:48 AM
وختامها مسك
شاعرنا الوليد ختمت ليلتي بقراءة هذا النص الرائع
أعجبتني الفوضى التي تفضي إلى النظام "ممكن أستعيرها منك "
و راق لي هذا النسيج المطرز بالعشق والجنون
كل التقدير لحرف يزهو بصاحبه
تحياتي ومحبتي

عبد الكريم سمعون
11-08-2014, 07:43 AM
شاعرنا الوليد .. استفاق صباحي على برد الخريف الموجع .. وإذا بي بين حروفك الدافئة أنعم بوثير الدفء وهناءة المتعة ..
لله درك ما أروعك صديقي ...

ناظم العربي
11-08-2014, 08:09 AM
ويستمر السفر
رائعا
بضا
نقيا
ساحرا
لاكتمان فيه ولاغموض
الوقوف عند تجليات النص وجمالياته
متعة حقيقية
تقديري وودي

هديل الدليمي
11-08-2014, 06:56 PM
الله الله
مشاعر الوليد لا تولد إلا من رحم الروعة
تصوير أنيق بكاميرا الكلمات
غير أنني ذهلت من دقة التصوير وجمال التعبير
هكذا كن أبدا
وليس صعبا عليك

علي التميمي
11-08-2014, 06:59 PM
::
أنها دوحة أخرى
ومحالّ الجمال و البهاء
حيث أنت أيها الوليد النبيل
أمكث هنا طويلا
اجدني مع انس كلماتك
تحيتي لك
::

الوليد دويكات
11-09-2014, 12:53 AM
لكم قلبي ...

سأعود بحول الله لحروفكم النبيلة

منية الحسين
11-09-2014, 01:09 AM
وأنا أشهد أن لغتها رشيقة كالسحاب ..شفيفة كبحيره بِكر.. رقيقة كشغاف الورد
تليق بقدسية وعفة المشاعر
من عادتي أن أركض خلف الحروف ‘ لكني هنا قرأتها بهدوء وكان المقام رائعا ..ظليلا ‘ مضاءً بأقمار الإبداع
أبدعت شاعرنا الوليد
انحناءة غصن غار لهذه المحطة الخلابة
تقديري والبيلسان .

ليلى عبد العزيز
11-09-2014, 02:45 AM
سفر السفرجل (41)



كان الكلام ُ نعمة ً في تلك الليلة ِ بالذات ، تماما كالأشجار والزهور ..
فالشوق في ليلة كهذه لا يأتي بالتقسيط ، بل تراه كمياه متدفقة من شلالات ٍ
تجرفك إلى مناطق تجهلها من الأودية والمنحدرات .
وكنا معا ، نلهث ُ خلف َ مفرداتنا ، نرسم تعلقنا ببعضنا البعض ، ونشم رائحة
العشق ِ التي تفوح في كل حرف وكلمة ...
ها أنت ِ تحررت ِ من ذاكرتك المتعبة ، وخرجت من عباءة الخوف والقلق ..
واستطعت ِ أن تكوني أنت ..تقتربين أكثر من روحك ، تنطلقين في براري
رغبتك دون قيد ، تغادرين دوائر خوفك ، وتنطلقين كغزالة ..
اليوم وأنا أستعرضُ تلك الليلة ، أجدها لغزارتها ودهشتها ، كأنها أطول مما
كانت ْ ، رغم أنها بلغة الوقت مرّت كبرهة ...كوميض برق في ليلة ماطرة ..
أي ّ صدفة تلك َ التي حملتني إليك ، أو حملتك لي ، أو حملتنا لبعضنا ، ربما
أنت تلك الأنثى التي رأيت ُ خيالها وأنا أقوم بالتنقيب في ذاكرتي ، فوجدتني
أبحثُ عنك قبل لقائنا بزمن طويل ، طريقتك في التفكير ، تفردك في رسم ضحكة
تثير جنوني ، ملامح وجهك ، جمالك الفائر ، وطريقة نطقك للحروف والمفردات ،
براعتك في الإصغاء لي ، ما أجمل الأنثى حين تملك براعة الإصغاء !!
وتوحي لعاشقها ، بكل مفردات الإعجاب وهو يتكلم ، ما أجملها حين لا تشعر بالملل
وهي تتغزل فيه ، ولا تخجل في ترديد الكلمات التي يحبها ... وتمنحة مساحة واسعة
من تعلقها به ...كنت ِ أنت كذلك ، جميلة حد الدهشة ..
أطل ّ صباح ٌ أخر ...
وجاء نهار جديد ٌ بمشاغله وضجيجه ، أراه يباغتني ويسرق مني غصبا ، ليلة تمنيت ُ
لو نسي النهار البزوغ ، وتأخر ضوؤه كثيرا ، تمنيت ُ لو توقف َ الزمن ، وأجدني على
غير عادتي ، أتمرد على الوجه الفضولي للشمس ، وأحب أن يبقى الليل بعتمته ،
حتى أكتبك كما أريد ، ربما لأن حكايتنا رقيقة كالثلج أ أخاف من حرارة الشمس أن تذيبها
أو أننا كشريط فوتوغرافي مصور ، نخاف على الضوء أن يحرقه ...
فأنت ِ أنثى نبتت ْ في سراديبي السرية ، وفاتنة امتلكتها بحب سري ..أريد أن أغلق كل الأبواب
والنوافذ ، وأعتزل كل من حولي ، وأكتب عنك بعد أن أتخلص من كل الضجيج ...فلا أرى سواك
ولا أسمع غير صوتك ، رغم كل ذلك ، ما زلت ُ أتأمل تفاصيل ليلة نذرناها للجنون ...
وها أنا أترجمها بلغة مهذبة تليق بقدسية عشقي لك ، ونقاء حبك لي ، أكتبها بلغة رشيقة تتفق مع رغبتك في حبك للأشياء المهذبة ، ولطالما كنت ُ رجلا يحب الفوضى لينعم بالنظام ...ها أنا
أتمرد ُ على طبيعتي وسجيتي ، وأستعيد وقاري ، وأرتب ُ مشاعري وأنا أكتبك ، لأنني في النهاية
لا شيء يعنيني إلا أنت ... كم أحبك !

لسفر السفرجل ...محطات

الوليد




إذا تنازلت عن فوضاك من أجلها فهي أكيد تستحق هذا النص الرائع.
بوح جياش يعبر عن حب حد العبادة.
أرق التحايا بعبق الياسمين لحروف عانقت سماء العشق فهطلت جداول ابداع.

قصي المحمود
11-09-2014, 02:53 AM
وتستمر رحلة سفر السفرجل بذات الجمال وبذات العزف
رحلة رسمت لنا البحر وسفينته وركابها على وقع موج الحرف الجميل
الصديق الوليد..كنت رائعا في خط رحلة سفرجلية الطعم الشّهد..
فائق تقديري واحترامي