حسين أحمد سليم
11-18-2014, 10:11 PM
عاقر تلد
للكاتبة رولا فوزي ماجد
بقلم: حسين أحمد سليم
لِهناك تشير البوصلة الإبداعيّة, حيث المحجّة في كلّ بقعة من أرض جنوب لبنان المقاوم, ذلك الجنوب الّذي أنشده الشّعراء في قصائدهم, و نثره الكتّاب في نثائرهم, و شكّله الفنّانون في مشهديّاتهم, و نحته التّشكيليون في أنصابهم, الجنوب الصّامد في وجه الغطرسة الصّهوينيّة الإستكباريّة, فوق ثرى أرض الطّهر, حيث شتلات التّبغ تُغرس و تحمل أجنّتها و تتبرعم, تتحدّى ذلك الجيش الأسطوري الإفتراضي, الّذي قُهِرَ و ذُلَّ, و دِيست هامات رِجاله و آلياته الحربيّة العسكريّة المتفوّقة, بأحذية المقاومين في بلادي, و لُطّخت بالعار و الشُّنّار في كلّ ناحيةٍ من نواحي الجنوب اللبناني, ممّا دفعهم للهرب تحت ضربات رجال المقاومة البواسل...
بلدة خربة سلم الجنوبيّة, أنجبت العديد من المميّزين, الّذين تفخر بهم هذه البلدة الجنوبيّة الصّامدة مكانا و زمانا, و ليس آخر ما رفدت لبنان به, هذه الصّبيّة الصّاعدة, رولا فوزي ماجد, الباحثة الإجتماعيّة, النّاشطة في مجالات حوق المرأة اللبنانيّة و العربيّة, و المشاركة في أكثر من تجمّع نسائي لبناني, و الّتي تُلوّن دقائق عمرها بكتاباتها النّثائريّة و خواطرها الشّاعريّة, و تجمعها في إصدار أوّل لها, تحت عنوان "عاقر تلد", تُرتّله في تسابيح من الحبّ و العشق, تكرز به في أذن المدى, تعزف ترانيمها على وترها الأوحد, تبتكر تلاحينها لترسم بها شخصيّتها, تتماهى بها على مسمع من ألقى السّمع في تجلّيات الكاتبة رولا فوزي ماجد النّثائؤيّة و الشّاعريّة...
كتاب رولا فوزي ماجد "عاقر تلد", من الحجم الوسط المُعدّ للجيب, غلاف كرتوني ملوّن, يحمل لوحة للفنّان وسيم شحادة, مُخرج صفحات الكتاب, الّذي يقع في 116 صفحة, مطبوع على ورق هولزفراي أبيض, بجودة مقبولة, و يحتوي على 43 قطعة بين قصيرة و وسط و طويلة, تتّسم بالطّابع الشّاعري النّثائري الحديث, حيث تمتطي رولا فوزي ماجد صهوة التّفعيلة الحرّة حينا, لِتنعتق أحيانا إلى نمنمة كلماتها في شكل نثيرة فنّيّة, تعزف فيها على أوتار حروفها, لتتوالد في طيّاتِ كلماتها الأحاسيس المرهفة و المشاعر النّبيلة, الّتي سكبتها الكاتبة في قالب حداثي لافت, لِتوّشي كل جملة من جملِ كلماتها على سطر واحد بكثرة النّقاط, الّتي وزّعتها على جميع نصوص خواطرها و كتاباتها, لتزيد من الجماليّة البصريّة المغايرة للمألوف اللغوي و الإملائي, و كأنّها تخفي مع كلّ كلمة أسرارا و أسرارا لا تودّ كشفها للقاريء... و كان من الأفضل الإستغناء عن كثرة هذه النّقاط... و من عناوين نصوصها الّتي نسجتها سرياليّا: "عاقر تلد, رومانسيّة الله, لصّ قاتل, مفاعيم لا منطقيّة, الصّمت المتفجّر, تمرّد السّماء, مسرحيّة الوجود, ماتت قصائدي, أبجديّتي, الخريف العربي, سليمان, مقاومون, ماتوا لنحيا, رثاء, أسطورة, الرّوح تحلّق, قانون الجاذبيّ’, الرّوح المتمرّدة, أرجوحة الأشواق, متى؟!, روح عصفور, لن تموت الأميرة, عرش الله, مجهول, الغامض, لحن الفراق, قوس قزح, يقظة أنثى, محاكمة, آتية إليك, لغز الله, إنتحار عند الهاوية, الموت الخفي, لغز الحبيب, غامض مدّع, مستبدّ مجنون, قاتل محترف, لعوب مُدان, مات و قام, إنهار و هرب, إنعكاس لوني, وصيّتي إليك, رضيعة النّفس العزيزة"... و جميع نصوصها تمارس فيها عنفوان أنثى شرقيّة, تُنشد تحقيق رؤاها الإفتراضيّة, كما يتراءى لها طالعة من ومضات البعد المرتجى, كما إنعكاس الضّوء من صفحة بدر الدّجى...
قدّم للكتاب الشّاعر حسين شعيب, و ممّا قال: "هي أديبة مبدعة و فراشة شعر بيضاء, أمتعت ناظري برقصها الإيقاعي الإبداعي هبوطا و صعودا في بساتين الشّعر و جنائن النّرجس و الياسمين... ألم, معاناة, توتّر, فرح... من هذه الطّقوس إستوحت رولا شعرها... تراها في حالة ترحال قسري تبحث عن هويّة عن محور إنتماء, تقرأ في تجربتها الشّعريّة لغة تبدو مبهمة بعض الشّيء, تتّسم بالقلق و عدم إستقرار مع جرأة في تظهير الصّور الإبداعيّة... و تقرأ فلسفة الوجود في فلسفتها للوجود, تعمد الرّمز المعقّد أحيانا... عشرينيّة, ثائرة, حالمة, في صمتها لغة و في لغتها صمت... هي شاعرة أحلام كبيرة و أحزان كبيرة..."...
عنونت رولا ماجد أقسام كتابها: "عاقر تلد, ثورة ولدت, من رحم العقم العربي"... و إحتصرت كينونتها بعبارة: "لة أستطيع أن أكون إنتحاريّة, أتحزّم بقنابل الحقّ و الإنسانيّة, لأفجّر نفسي بالظّلم و الفستد..."... و في مكان آخر في كتابها قالت: "حبّذا لو ألتقط الشّمس, أزرعها بظلمة كوكبنا, لتثمر نورا, يضيء عتمة البشر..."... لتبوح بكلمتها عند مجموعتها القصيرة جدا و الّي كتبتها على سبيل الأمثال: "إنّي أسكر من خمر الحبر أسكر و نشوتي كلمات حمراء في صفحات دفتر..."... خاتمة مجموعتها بكلمة خاصّة, تبوح فيها بجرأة: "ولدت من رحم أمّ علّمتني الكبرياء و طهر التّصرّف منذ نبضات قلبي الأولى..."...
الكاتبة رولا ماجد في مجموعتها تحت عنوان: "عاقر تلد" تعلن تمرّدها على الأشياء, لتفترض رؤى أخرى تتطلّع إليها في البعد المرتجى, شاءت أن تبوح بها بجرأة حينا و بتمويه حينا آخر, لتنشر خواطرها الّتي تتفاعل في جنباتها, بكتابها الشّاعري الأوّل "عاقر تلد"... بكلمات تحكي قصّتها كصبيّة تتطلّع إلى الأمل الّذي يحاكي أفق تفكّرها و تشاغفها للحياة و الوجود و الإستمرار...
للكاتبة رولا فوزي ماجد
بقلم: حسين أحمد سليم
لِهناك تشير البوصلة الإبداعيّة, حيث المحجّة في كلّ بقعة من أرض جنوب لبنان المقاوم, ذلك الجنوب الّذي أنشده الشّعراء في قصائدهم, و نثره الكتّاب في نثائرهم, و شكّله الفنّانون في مشهديّاتهم, و نحته التّشكيليون في أنصابهم, الجنوب الصّامد في وجه الغطرسة الصّهوينيّة الإستكباريّة, فوق ثرى أرض الطّهر, حيث شتلات التّبغ تُغرس و تحمل أجنّتها و تتبرعم, تتحدّى ذلك الجيش الأسطوري الإفتراضي, الّذي قُهِرَ و ذُلَّ, و دِيست هامات رِجاله و آلياته الحربيّة العسكريّة المتفوّقة, بأحذية المقاومين في بلادي, و لُطّخت بالعار و الشُّنّار في كلّ ناحيةٍ من نواحي الجنوب اللبناني, ممّا دفعهم للهرب تحت ضربات رجال المقاومة البواسل...
بلدة خربة سلم الجنوبيّة, أنجبت العديد من المميّزين, الّذين تفخر بهم هذه البلدة الجنوبيّة الصّامدة مكانا و زمانا, و ليس آخر ما رفدت لبنان به, هذه الصّبيّة الصّاعدة, رولا فوزي ماجد, الباحثة الإجتماعيّة, النّاشطة في مجالات حوق المرأة اللبنانيّة و العربيّة, و المشاركة في أكثر من تجمّع نسائي لبناني, و الّتي تُلوّن دقائق عمرها بكتاباتها النّثائريّة و خواطرها الشّاعريّة, و تجمعها في إصدار أوّل لها, تحت عنوان "عاقر تلد", تُرتّله في تسابيح من الحبّ و العشق, تكرز به في أذن المدى, تعزف ترانيمها على وترها الأوحد, تبتكر تلاحينها لترسم بها شخصيّتها, تتماهى بها على مسمع من ألقى السّمع في تجلّيات الكاتبة رولا فوزي ماجد النّثائؤيّة و الشّاعريّة...
كتاب رولا فوزي ماجد "عاقر تلد", من الحجم الوسط المُعدّ للجيب, غلاف كرتوني ملوّن, يحمل لوحة للفنّان وسيم شحادة, مُخرج صفحات الكتاب, الّذي يقع في 116 صفحة, مطبوع على ورق هولزفراي أبيض, بجودة مقبولة, و يحتوي على 43 قطعة بين قصيرة و وسط و طويلة, تتّسم بالطّابع الشّاعري النّثائري الحديث, حيث تمتطي رولا فوزي ماجد صهوة التّفعيلة الحرّة حينا, لِتنعتق أحيانا إلى نمنمة كلماتها في شكل نثيرة فنّيّة, تعزف فيها على أوتار حروفها, لتتوالد في طيّاتِ كلماتها الأحاسيس المرهفة و المشاعر النّبيلة, الّتي سكبتها الكاتبة في قالب حداثي لافت, لِتوّشي كل جملة من جملِ كلماتها على سطر واحد بكثرة النّقاط, الّتي وزّعتها على جميع نصوص خواطرها و كتاباتها, لتزيد من الجماليّة البصريّة المغايرة للمألوف اللغوي و الإملائي, و كأنّها تخفي مع كلّ كلمة أسرارا و أسرارا لا تودّ كشفها للقاريء... و كان من الأفضل الإستغناء عن كثرة هذه النّقاط... و من عناوين نصوصها الّتي نسجتها سرياليّا: "عاقر تلد, رومانسيّة الله, لصّ قاتل, مفاعيم لا منطقيّة, الصّمت المتفجّر, تمرّد السّماء, مسرحيّة الوجود, ماتت قصائدي, أبجديّتي, الخريف العربي, سليمان, مقاومون, ماتوا لنحيا, رثاء, أسطورة, الرّوح تحلّق, قانون الجاذبيّ’, الرّوح المتمرّدة, أرجوحة الأشواق, متى؟!, روح عصفور, لن تموت الأميرة, عرش الله, مجهول, الغامض, لحن الفراق, قوس قزح, يقظة أنثى, محاكمة, آتية إليك, لغز الله, إنتحار عند الهاوية, الموت الخفي, لغز الحبيب, غامض مدّع, مستبدّ مجنون, قاتل محترف, لعوب مُدان, مات و قام, إنهار و هرب, إنعكاس لوني, وصيّتي إليك, رضيعة النّفس العزيزة"... و جميع نصوصها تمارس فيها عنفوان أنثى شرقيّة, تُنشد تحقيق رؤاها الإفتراضيّة, كما يتراءى لها طالعة من ومضات البعد المرتجى, كما إنعكاس الضّوء من صفحة بدر الدّجى...
قدّم للكتاب الشّاعر حسين شعيب, و ممّا قال: "هي أديبة مبدعة و فراشة شعر بيضاء, أمتعت ناظري برقصها الإيقاعي الإبداعي هبوطا و صعودا في بساتين الشّعر و جنائن النّرجس و الياسمين... ألم, معاناة, توتّر, فرح... من هذه الطّقوس إستوحت رولا شعرها... تراها في حالة ترحال قسري تبحث عن هويّة عن محور إنتماء, تقرأ في تجربتها الشّعريّة لغة تبدو مبهمة بعض الشّيء, تتّسم بالقلق و عدم إستقرار مع جرأة في تظهير الصّور الإبداعيّة... و تقرأ فلسفة الوجود في فلسفتها للوجود, تعمد الرّمز المعقّد أحيانا... عشرينيّة, ثائرة, حالمة, في صمتها لغة و في لغتها صمت... هي شاعرة أحلام كبيرة و أحزان كبيرة..."...
عنونت رولا ماجد أقسام كتابها: "عاقر تلد, ثورة ولدت, من رحم العقم العربي"... و إحتصرت كينونتها بعبارة: "لة أستطيع أن أكون إنتحاريّة, أتحزّم بقنابل الحقّ و الإنسانيّة, لأفجّر نفسي بالظّلم و الفستد..."... و في مكان آخر في كتابها قالت: "حبّذا لو ألتقط الشّمس, أزرعها بظلمة كوكبنا, لتثمر نورا, يضيء عتمة البشر..."... لتبوح بكلمتها عند مجموعتها القصيرة جدا و الّي كتبتها على سبيل الأمثال: "إنّي أسكر من خمر الحبر أسكر و نشوتي كلمات حمراء في صفحات دفتر..."... خاتمة مجموعتها بكلمة خاصّة, تبوح فيها بجرأة: "ولدت من رحم أمّ علّمتني الكبرياء و طهر التّصرّف منذ نبضات قلبي الأولى..."...
الكاتبة رولا ماجد في مجموعتها تحت عنوان: "عاقر تلد" تعلن تمرّدها على الأشياء, لتفترض رؤى أخرى تتطلّع إليها في البعد المرتجى, شاءت أن تبوح بها بجرأة حينا و بتمويه حينا آخر, لتنشر خواطرها الّتي تتفاعل في جنباتها, بكتابها الشّاعري الأوّل "عاقر تلد"... بكلمات تحكي قصّتها كصبيّة تتطلّع إلى الأمل الّذي يحاكي أفق تفكّرها و تشاغفها للحياة و الوجود و الإستمرار...