المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ديوان الشاعر / بلال الجميلي


عواطف عبداللطيف
01-20-2015, 12:22 PM
على بركة الله
أبدأ بتدوين قصائد
الشاعر
بلال الجميلي

عواطف عبداللطيف
01-20-2015, 12:23 PM
شكوى السهاد

يـاسُـهـادي ردَّ سـؤلــي=عن هجـُوعٍ ضَـاعَ حَولـِي
يشتكي طول الليالـي=بحث أوصـالـي وظلي
هـــدّ لـبّــي و قــوامــي=وأذى مُـلـكـي وأهـلــي
كـم حبيـبٍ فــيَّ يغفو=يَنـظـرُ الـلـيـلِ لـوصـلـي
يستعيدُ الدمعَ عنّي=بين أشجاني و جذْلي
وينادي القلبَ وحيا=فيضلّ الصوتُ عقلي
فيزيـد الـشـوقَ شــوقا=لا شفـوقا فـوق حملـي
يــا سـهـادي إنَّ نـومـي=منك يرجو العطفَ قبلـي
تستـغـل البينَ فينا=ولماضي العمر ميلي
تسرقُ الأيامَ منّا=عنوةً في سهدِ كحلي
فيكون الأمسُ يومي=مستمرا دون فصلِ
ويكون الصبح فرضا=لو أتى وقت التجلي
لوحكى يهجوك كرها =وكذا لو باح لـيــلي
قــولـُـهم فــيــكَ رحــيـــمٌ=بئسَ وصـفٍ كـان قولـي
لا هـــــداك اللهُ عــنّـــي=فـي مسائـي أو محلّـي

عواطف عبداللطيف
01-20-2015, 12:24 PM
غزل بغداد

لنا رياحين الهوا مدينةٌ=نستنشق القباب فيها والثرَى
عاصمةٌ من مهدِها ولم تزل=إن أقبل الدَّهرُ لها أو أدبرَا
حاضرةٌ قد أبهرت زمانها=وأشرقت لعهدنا فانبهرَا
حسناء مالت ترتوي لنهرها=قبلها منتشيا واستكثرَا
شعت تباشير الهوى في أهلها=فعانقوا النخل وضمُّوا الأنهرا
بغداد يا حبيبة غازلها=ثملٌ وزاهدٌ و كثرٌ في الورى
ينتسب العلم لها هوية=مذ ولدَ الحرف و رَصَ الأسطرا
وترفعُ البنيانَ عن سكونِها=جدرانها تحنو وتدنو المعشَرا
وطيرها اصطفَّ على أكتافها=ليعتلي سلطانها المُعَمَرا
ويسهرُ التاريخُ في قصورِها=ويشربُ الخمر على أن يسهرَا
إن تخْفِها الغيوم عن لذّاتنا=ثرنا الى رجائها أن تمطرا
تزورها الشمس على ميعادِها=تسومها الود لتخلي القمرا
لها الرياحُ و الأغاني والندى=أصداؤها إن سكتت لن تذكرا
بغداد حبي ما حيت بصيرتي=عذراءُ أمصارٍ ومرجٍ وقرى
ما يصنع الوسنانُ في أحيائِك=يرى صبا أنثى وطيفًا أشقرا
سأنشدُ الأشعارَ فيكِ مغرما =ما أنشدَ العصفورُ غصنًا أخضرا

عواطف عبداللطيف
02-07-2015, 06:09 AM
أين أنت يازهرة البنفسج

قَد أمطرت لأجلكِ السماء


لكنِّها لَم تُدركَ القَدر


يا زهرة البَنفسَج


يا نَدبةً بقلبيَ الحزين


يا دمعةً بمعولِ الذي بنى من حولكِ الحجر


على كِبَر


ثم كَبر


فهل نعي كم مرَّ من سنين


كم طائراً


مرَّ على شباككِ


يسأل ما الخبر


فزهرة البنفسج الجميلة


كم أطعمت أسرابهم


وأطعمت نحلاً وطقساً وشذى


وأطعمت صغارها البنات والبنين


فهل هوت كما هوى القمر



فالله قد زوجها لذلك القمر


كان يضيء صبحنا بعد السهر


كان ينير دائما وجوه ناظريه


ويرتسم كبسمةٍ على شفاه الكادحين

ويعتلي مقامه بعد السحر


لكن وشاية الردى قد أردت القمر


وأرعدت بحزنها الرعود


وهبت الرياح صاخبة


أصواتها يشوبها الأنين


وعادت السماء عندنا كأنها السماء


وانفجعت مآثر البشر


فزهرة البنفسج


جاعت لها الطيور


ورهّلت من بعدها الحسان


وجفَّ للنحل الرحيق وانحسر


حتى زهور الياسمين


من ذا يفيء حولها


ويحضن البنات والبنين



تلك السماء أمطرت في حينكم


وبعد عامين هنا


تبيككِ قطرات المطر



وغصَّتي تسألهم


أيا جموع الراحلين


بالله أصحوا سكرتي


هل قد هوت كما هوى القمر

عواطف عبداللطيف
03-08-2015, 02:55 AM
قبل حبك

صاحبتـي مـا كـان منـكِ مـن أذى
فقد قضى في صفحه الذي جرى

إدنــي رؤوسـنــا مـعــا لنـبـتـدي
نـبـكـي الـــذي أنـشـأنـا و قـــدرا

فـنـبـتــةٌ مـــــا بـيـنـنــا بـتــربــةٍ
تشـكـو الغـيـوم قحلـهـا والأنـهـرا

لاشـارعــاً نـعــدو عـلـيـه عـنـدنـا
ولا قـرانـا أصبـحـت تـبــدو قـــرى

صغارنـا يشكـون عـظـم خطبـهـم
كـبـارنـا يستعـجـلـون المـحـشـرا

صـلاتـنــا تـبـطــل كــــلّ فِـعْـلـنـا
قصاصـنـا فـــي أمـسـنـا تـكــررا

هــــذا ربـيـعـنـا أتــــى كـمـكــرهٍ
وربـمــا شـتـاؤنــا لــــن يـمـطــرا

وربـمــا تاريـخـنـا لــــن يـقـتـفـي
آثـــاره مـــن بـعـدنــا أو يـظـهــرا

موطنـنـا قــد ضــاع مـنـا أو عـــدا
اِذا رأى مـنـا فـتـىً مـنــه جـــرى

مـا لـي وصـد موطنـي اِلا الـردى
أو أنحنـي مستيئسـاً مستعسـرا

صاحبتي دعي الهوى بـل موطنـا
تعـلـو بــه نبتتـنـا فـــوق الـثــرى

لـكـي تطـيـبـي صـحـبـةً دافـئــة
ودونـه تـلـك المـنـى لــن تظـفـرا

عواطف عبداللطيف
03-27-2015, 11:56 PM
ذكرتكم

يا مبسم العينين من وجناتها
ذكراك دمع مغرق الوجناتِ

ما فتّحت زهراتكم من بعدكم
تنعى بذرف الورق والزهراتِ

لا والذي سنّ الرحيل موجعاً
ما فارقت أطيافكم نظراتي

تلوح لي حاضرة في جمعنا
وفي عيوني لو أرى مرآتي

خطواتكم تمشي على أزقةٍ
أصواتكم تدرك كألاصواتِ

أنفاسكم تدور في أجوائنا
حياتكم كثيرة الأّياتِ

في ذكركم محاسن تبذلت
توسلت تراجع ألاوقاتِ

في نسلكم طير هوى ميتما
يلتمس الأحضان بالدمعاتِ

رحيلكم بشرى لكم مخلداً
لكنه في خافقي مأساتي

لي عبرة في ذكركم لا تنتهي
كأنكم بضعٌ خلا من ذاتي

ودعوة شجية لو ترجعوا
من وجدها تجانب الدعواتِ

ياليتكم قمتم على صوابكم
ماخركم بمضجع الساحاتِ

ذكرتكم على فراق ساءني
طبتم جوار خالق الجناتِ

ذكرتكم بأبياتٍ مراثيا
ولم أكن براثي ألامواتِ

مني السلام قاصداً دياركم
مثل النحيب بالصدى همساتي

عواطف عبداللطيف
04-16-2015, 03:49 AM
على أطلالكم

أيـا ديارهـم سكنـتِ خافقـي
فـكــل ركـــنٍ فـيــك مـــن خــلانــي
لو أنني رأيـــتـــهــــا رأيـــتـــهــــم
سيماكـم الـشـوق الــذي أبكـانـي
فطيبكـم راودنــي عــن صحـوتـي
كــــدوحـــــةٍ تـــبـــرهــــا أفـــنـــانــــي
وعــمــركـــم دقــــائــــق تــرجـــلـــت
مـــن خــاطــري لـبـاحــة الـبـنـيـانِ
وداركــــــم صـــداقــــة لاتـنــتــهــي
مــــا غــيــب الـمـنــون بــالابــدانِ
ألا ديـــــار انـبـعـثــي فـابـتـسـمــي
بـبـســمــة الــثــغـــر إذا يـلــقــانــي
كـأنــك الانــســان فــــي مــودتــي
والـــود روح يـــا بـنــي الانـســانِ
أحس في وصل الثرى وصالهـم
ورفـــقــــة تـــوســــدت حــرمــانـــي
لتـسـكـن الارواح فــــي جــدارهــم
فـــلا خـــلا الـبـنـاء مـــن ســكــانِ
يــا صحبـتـي لـكـم عـلـيَّ صـبــوة
تـقـيـم فــــي الـلـســان والاجــفــانِ
قد حـاورت أطيافكـم فـي همسـة
وأغمـضـت دون الـلـقـا العـيـنـانِ
مااستـحـضـرت أيـامـكــم خـوالـيــا
تــبــوح مــــن أقـلامـهــا أحــزانـــي
جــداركـــم حــــــن لـــكـــم واِنـــنـــي
فـــي حـضـنـه أحـــن لـلأحـضــانِ
قــد هـمـت فــي أطلالـكـم مكلـمـاً
كم الهمت بواقي الجدرانِ

عواطف عبداللطيف
04-16-2015, 03:59 AM
ابنتي كبرت


طائشةَ

عرفتها بنيَّتي


تلعب باستمرار


تضحك

تعدو

تقفز

وتشرب الأمطار


دميتها أبنتها

تسهر في نشأتها

كربّةٍ للدار


لكنها قد أصبحت

سارحةً.. شاردة الأفكار


ترقب فيما حولها

وتقرأ الأخبار


تناسقت في لبسها

مرءاتها لنفسها

صديقة

تسرها الأسرار


فلم تعد تحضنني

بقبلة تخنقني

حتى (أبي ) تغيرت عن لهجة الصغار


فربما قد كبرت

كزهرة تفتحت

فكم غفلت يا ابنتي

حصالة الأعمارِ

عواطف عبداللطيف
05-27-2015, 05:57 AM
يا يَاسَمينة
تَلوحُ في فَضائِنا بَسمتُك الصغيرة

تُخبِرنا
عَن دِفء حَبات الترابِ تحت خدَّيكِ
ونَومةٍ أمِينة

تُحضركِ الذِكرى على غمامةٍ
تَشربُها الوجوه
اذا بَكت مَوجُوعِة
أو هَمهَمت حزينة

كَم غَفلت عَن رَقصكِ العُيون
يانَغمة
تحنو من القراءن
يا فَرحة
تُألفها الاْحزان
وجُرح أمسٍ كالحٍ
ودَمعة صَامتة
و ندبة
في وجنَة الزمَان

كأنَّكِ المِيَاه
في ظَمِئِ الربيع

كأنَّكِ السُكُون
يُعفِي الخطى
يَرحم كُلَّ خيبةٍ بعد الضَنى

كأنكِ النبِاتُ في أطوَارِهِ
ترهَنه ُطقُوسُنا وللخَضمِ رَهينة

تُرثيَّك الاْورَاقُ في بَياضِها
فارغةً
لاْنَّكم بَياض
وشِعرَنا نَكُتبُهُ في الورقِ انكِسَار

يا نَسمةً خَاصَمها الأثِير
هُبِّي على شَواطئِ الجِنان

لَن تَطلُبي الجَميِع
فربُّك الودود
يُوحِي لكِ الحَنان

لَن تَشتَكِي خَطيئةَ الكبار
أو تَبحَثِي عن صَوتِهم في الدار

أو تَجلسي مَهووسةً
تُكلِّمين صحبكِ الجُدران
وبَعدها تُصافِحين قبضة الأبوَاب

نِصفُكِ مِن ضَباب
ونِصفُكِ الذَي نَرى جَندهُ الغِياب

لن تَختفي في حفلةٍ حليقة الضفائر
أو تقرأي نصوصهم
أو ترفَعي الستائر

لن تكبري
يا طِفلةً
عَاشت بِلا ترنيمةٍ تُقرِئها السَكينَة

لن نَسقِي الورود
فبُعدكِ السرِيع
نِهايةُ الفَراش
وغفوةُ الشهيد
ولمستةٌ حزينةٌ بباقيَ الألوَان

سيَرفع المؤذن
الأذانَ في الأَخِير
وينَزلُ الصَقيع
فَتنتَهي حَياتكِ القديمة
على شَفا كَانون

استَوطِني عُمرَ الصِبا
كم أوجَعت و صَدت الأوطَان

فجسمكِ الصغير
أجمل من لو ينتمي لبيئةِ الإنسان

سَيرتدي أطفالُنا فستانكِ النحيل
وينتشي من ضِرعِ الأمهات

وأنتِ قي مَخدعكِ الزهري
يُطربكِ الهدوء
وعينكِ التي صَحت
لا تحتوي منابعَ الدموع

توسدي السلام
وأكملي حِوارنا بلهجةِ الحمام
و عاودي أيامَنا من فُسحةِ الأحلام
كي تفرحي أغراضكِ
وتفرحي طفولةَ الحياة

وعند كلِّ سهرةٍ
استأذني الظهور
بهيئةِ النجوم
أو هيئةِ الفتاة

وعند كلِّ موسمٍ
تلبسُهُ أعوامنا
احتفلي بعيدكِ الجديد

وعند كلِّ قِبلةٍ
صلّي على حياتنا
كما على رحيلكِ الوديع
قمنا إلى الصلاة

عواطف عبداللطيف
06-22-2015, 04:04 AM
كلمات معطرة

حبيبتي فراشةٌ

لا تنحني

إلا على الزهور

وإنَّني في حبِها

طرتُ على جراحِنا كأنّني عصفور

أحطُّ في طريقها

منتشيا

اِذا أمالت غصنها مثقلة العطور

لو همست

أو نظرت

سأهجر الأشجار

و أسكن الأزهار

و خلفها أدور

وما يهمّ بعدها

لها جناحان ولي مثلهما

فكلنا نهايًة

نطير كالطيور

عواطف عبداللطيف
08-28-2015, 07:17 AM
جنب الشهيد

حِينَما يَدنُو مسَائِي أسمَعكْ
تَطلبُ العَونَ و كَفّي ضَائِعةْ
بين إجرَام الشَظايا
والأزيِزْ

صِرتَ وحيًا بينَ روحِي و السَماءْ
تُبصِرُ المَوتَ بعينٍ خائرةْ
فأرى الروح كحّيٍ
ينزع الإنسان كالقَيدِ المُهَشَّمْ
وبَقايَاكَ القَلِيلةْ
تَرفعُ الأنفاسَ طوعًا للإلهْ
فتُغادرْ
وأُشَاهِدْ
وتعيدً الجسمَ دينًا للتراب
وسُباتي فيَّ تيهٌ
وذهولي
كانَ مسًّا من أحاجِّي القنوتْ

بين صَمتِي
و أفولِ الروحِ من عَينَيكَ قِصَّةْ
غيَّرتْ وجهَ صلاتي و الإمامْ
ترفعُ الأصفارَ عن عمرِي القَديمْ
تسألُ الشيطانَ من أي قبيلةْ
قد يكونُ الدمُ لونًا
يصبغُ الوردَ وأعراسَ الصَبايا
و القيِامةْ

يا شهيدا
وعلى القوم شهيدْ
العَن الغربانَ من لونِ السوادْ
واركَب الخيلَ على مرأى الوُلَاة
وتَقهقَر في زمَانٍ طيّبٍ خلفَ الحروبْ
تُخبرُ الأسلافَ عن عهدٍ غريبْ
سَبتُهُ فيهِ مُعَظَّمْ
و حَنينُ الأمسِ لعنةْ
وخَطايا العَيشِ خبزٌ و ابتسامةْ
وديونَ الجيبِ توحي بالعَذابْ

كلَّما سِرتُ على ذاك الطريقْ
أكمَلت رو حُك قولا
بتر العَصفً لسًانهْ
والأحاديثٌ بثغرِكْ
و المَعَانِيْ
و النِهايةْ
وحُضوري جنب تحليقك إثمي
وأحادِيثي كبَائر
وارتِجافي كانَ بَردًا
من ألاعيبِ الظلامْ

كلَّما حلَّ مساءٌ أسمعك
فِي غِناءِ الرِيحِ صوتٌ من كَلامَك
يَجلدُ الوقتَ فيَحمَرُ الشَّفق
ويَنُاغي الجُرحَ مِن تَحتِ الضَماد
ويُحاكي فيَّ ذنبًا
يدَّعي الكُفرَ على كلِّ العَبيد

يَا حَياتي
امنَحيِني العَيشَ في عمرٍ جديدْ
لا ألومُ الظهرَ فيهِ والغروبْ
فرحيلُ الليلِ ساعةْ
ورحيلُ الشمسِ ساعة
وشهيدُ الأمسِ يأباه الرَّحيلْ

عواطف عبداللطيف
09-18-2015, 12:26 AM
أين نحن من غزة

يا حَرفيَ المَشغولُ في نصرتِها
هـل يُنصـرُ المغـدور بالأشعـارِ

مِن جرحِها قد رمَّمـت تاريخَنـا
ما هـدَّه فـي العُـرب مـن فجّـارِ

يـابـلـدةً تـَحـفـظُ مـــاءَ وجـهـِنـا
مـن وَصمـة الهـَوانِ والأوزارِ

يـا أمَ جندِهـا التـي مَـا اقترنـتْ
مـثـل المسـيـحِ نـشـأةُ الـثــوارِ

فيبـَلـغُ الـرجـالُ عـنـدَ سبـعـهـم
وقـبـلـهـا الــهــواةُ بـالأحـجــارِ

يا أمَ شيخِنا الذي مَـا قَـد سعـى
لا بــل سـعـى بالمـجـد للـجـبّـارِ

فـصـيَّـرَ الـعــدو مِـــن دولابـــهِ
جيـشـا أبــى لجيـشِـه الـجــرارِ

يــا أمَ جنـدِهـا وقــد تسَـاقـطـوا
زلازلاً لـلــمــوت والأشــــــرارِ

وأمـَهـاتـُهـم يــلــدنَ لـلــوغــى
أولادهــــنَّ فـِـديــةَ الأســـــوارِ

يا غزةُ الصنديـدُ مـن أصلابِكـم
حتّـى السقيـم بطشـه مـن نــارِ

نلتِ العُلا ما قد عـَلا أسماعنَـا
بـالـذود عــن صلاتـنـا والـــدارِ

والمُنتهـى مــا أدركـتـه عينـُنـا
وهل يعي اللاهي عـنِ الأبـرارِ

يـا أم شيخنـا فـهـل مــن حقـنـا
أن نــزعــم الــدنــوَّ لـلأقــمــارِ

لـكِ المعانـي فـِي الفـداءِ قبـلـةٌ
وعِنـدنـا الـفــداءُ فـــي الآثـــارِ

عواطف عبداللطيف
10-03-2015, 11:58 AM
إيلان (عين العرب)
ـــــــــــــــــــــــــــ

أبَحرٌ مَا بَكى فِيكَ الصَغيرُ
وقَد أضنَى طُفُولَتَهُ المَصِيرُ

فَتَحنُو فِي الرَّدَى بَعَض الثَوانِي
لعَلّ المَوتَ يُؤلمه الضَميرُ

ألا أدرَكتَ فِي الأموَاجِ صَمتا
وَرَملا رضّهُ الجِسمُ الطَهور ُ

كأنَّ النومَ يَغشَى مُقلتَيهِ
ودُون الأمِّ يَحضُنُهُ الغَفيرُ

تَكادُ الأرضُ تَفنى مِن أسَاها
كحيِّ نالَ نَجواهُ الشعورُ

إلى أينَ اتّجاهُ الرَحلِ قُلّي
وَهذا العُمرُ يُفنِيهِ الهَجيرُ

أمَا في عُرفِنا إحسَانً ضَيفٍ
أمَا في قَومِنا فَذٌّ يُجيرُ

جُسورُ الغَربِ مُدّت في لِقانا
ورَحبّ العُربِ تُنكِرُهُ القُصورُ

لِباسُ الجُودِ يأبَاهُم مَقاسَا
ودارُ الجودِ أحرَقَهُا السعيرُ

عَلى تِلكَ البِلاد الرُوحُ ثَكلى
و يَغفو عن ليَالِيهَا السَميرُ

دمشقٌ يا نَدى دَمعٍ و نزفٍ
عَبيرٌ ضلّ نَفحتَهُ العَبيرُ

كأنّ الآهَ في شَكواكِ نَعيٌ
عَلى شعبٍ تُعاقِرهُ البُحورُ

حَمَلنا الجُرحَ كي نُشفى بَعيدا
وفي الأقدَارِ تُرجِعنا القُبورُ

رَجَونا في الرَجا مَالا رَجونا
وَعسرُ الدربِ يَجهَلُهُ الضَريرُ

فَهل نحيا بِأرضٍ غَيرُ أرضٍ
وبَعدَ الأهلِ يَذكُرنا السُرورُ

سَيَبقَى طِفلُنا المَهدورُ سِفرَا
يَخلِّدُنا إذا أَزِفَ المسيرُ

وَنَمضِي دَائِما صَوبَ المنَافي
وعَينُ الضَادِ فِينا تَستَديرُ

عواطف عبداللطيف
11-05-2015, 06:42 AM
سقم الزمان

حرفِي يَئنُّ بَعدَ حَظرِ فَمِي
وَدونَهُ ضَلَّ البَها قَلَمِي

كَريشَةٍ عَن طيرِهَا رُفِعَتْ
لتُبْدِلَ التّحليقَ بِالألَم ِ

هَل أذكُرُ البِلادَ خاوِيَةً
أو أرتَدي الألوَانَ فِي الظُّلَمِ

أو أحسَبُ الضَلالَ مَأثَرة
أو أبحَثُ اللذَّاتَ في النَّدَمِ

فِيمَّ التّغنّي والمَقامُ هَوى
وتَحتَ إيوَاني ثَوى نَغَمِي

أضَعتُ في دَارِ السَلامِ هوًى
فِيهِ مِدادُ الشِّعرِ والكَلِمِ

قَصِيدَتِي بَوحُ قًيودِ يَدي
وبَعضُ أمرَاضِي ونَزفُ دَمِي

تَقتُلنِي أنفَاسُ لَيلَتِها
يٌعِيدُني الصَباحُ للعَدَمِ

أنَا الّذِي يَسِيرُ في شَرَكٍ
وتَعبَثُ الأقدَارُ في قَدَمِي

أرجُو سَراحَ لَعنَةٍ كَبُرَت
أو أمحُوَ البُهتَانَ مِن قَسَمِي

مِنذُ الصِبَا و القَاعُ يَسكُنُنَا
وتَختَلي الحَيَاةَ بِالقِمَمِ

لَو كَانَ لِي أمرِي نَسَختُ غَدِي
أو أُرجِعُ التَاريخَ فِي القِدَمِ

لو أنَّنِي أخلَفتُ مَوعِدَنا
أو أنَّنِي أشكُو رُؤى حُلُمِي

ليتَ السِنينَ الرّاحِلاتِ غَفَت
عَن حَاضِرِ الأيَامِ والأُمَمِ

يَا عُمرِيَ المَسفُوكَ أضحِيًة
لَم يَأمَنِ النُحُورَ بالسَّقَمِ

أدرَكَني فَصلُ المَشيبِ فَتَىً
وصَوتِيَ المَكتُوبُ مِن تُهَمِي

فَصَارَتِ الأَبيَاتُ مُعتَقَلِي
ونَوبَتِي فِي سَاعةِ النُظُمِ

عواطف عبداللطيف
02-04-2016, 01:23 PM
نعيٌ جديد
يصفعُ غرَّة الصَّباح
يستدعيَ السواد في يومٍ بريء
ولا يزال في فَمي طعمُ رِثاء
مِن دربِ وأدٍ أدمَن الزّحام

شحَّ الهواء
وضَعفِنا موتٌ بَديل
يَسطو على الوُجوه
يعلنُ حَرب الأوبئة
يَمنحُنا أمتعة الرّحيل
ونَكهة الظلام

هل أرضَنا تدور
أيَّامنا ترجَّلت
فمن يعين ميَّتا على المسير؟!

وفرصة النَّجاة كالمحيط ..
في مياهِه وكرُ فِخاخ اللاجئين
تنقذُهم أكفان
تلبسُ بالمجَّان
بياضُها حقيقةٌ يَخافُها الإنسان
فهل لنا وُجود ؟!
وحِكمة العرَّافِ من بَلادةِ المجنون

من أسفلِ الخلود
ينعتُنا حافرهُ بِصيدهِ الثّمين
ينعتنا بموسومِ الأرباح
ورأسُ كلِّ ساعةٍ ترمُقُنا مَقاصِل الأخبار

يا كوكبَ السَّماء هل تُعيرني سَكن
من نجمتَينِ فيهِما أوطّنُ الوَطن
يا للوطن
يا للوطن
ضاعَ الذي فوقَ الوطن
فمن لمن يعود ؟

يا حضرةَ الغيمِ الذي يضمِّدُ الجبل
ألا يزالُ الموتً حاكما على الدّيار
بنرجسيةِ الرَحى
بلا عهدٍ .. بلا خَجل

كم يلزمُ الإنسانَ حزنا كي يعيش
غذائُنا مسمّمٌ
مسيرُنا مشروع انتِحار
أعيادُنا مُوقوفةٌ
و حَفلنا
وعدٌ على جنازةٍ
وصيحات وليدنا
أغنيةٌ تختزلُ الحياة

يخبِرني قطر النَّدى كأنَّه الدّموع
عن أجَلِ الصفصافِ في الرَبى
وقد تَداعى ماؤه عند السّواقي
أينَ أدَوِّنُ الأسَى هذا الصَّباح
ودفتَري يُرهِقني
ملأتُه مَراسِم العَزاء
كأنَّه سِجلُ قيد الراحلين
تَسابقوا على تذاكر الخِتام
يقودُهم صغيرًهم
يتبعُه الكُهول

سأحتسي قَصائدي
كي أنتُج البكاء
فكلّ كلمَة أنَا
وكلُّ أحرُفي هُنا
كانت غَسولَ مأتمٍ
أو قطرة نافقة
جفَّت بنهرٍ صائم
و جرحَ حربٍ نازِفا
يحلمُ بالبقاء
أو علما ممزّقا
يَنشِدُ دوما موطني
لتخبو الحياة بالنشيد
( ....... يا أبا حميد )

عواطف عبداللطيف
03-12-2016, 10:17 PM
ملاذات



أقولُ الشّعرَ كي أُخْلِي هموُمي
فإن بَانت فيا هَيفاءُ قُومي

نُري آلامَنا رَغدَ اللَّيالي
و حُسنَ الآهِ في اللَّهوِ الحَميمِ

أتَينا كلَّ ما يُؤتى مِرارا
فما هَنأ التّلاقي من قَديمي

فَكان الحُزنُ ضلعا من ضُلوعي
يُعيق الجّهر في نَبض الصّميمِ

دعِيني أرتَقي فيكِ انتصارا
يُكنّي المَجدَ للحَظِّ العَقيمِ

و أُرخِي حول جنبيكِ التّناغي
فكم يَنأى عناقي عن أَديمِي

فأنّي يا فتاةً مِلءُ قَلبي
حياةٌ لفَّ رونَقَها جَحيمي

أُمنّي فيكِ ما يُحيي رُكامي
ويبعثُني بِما يُسقي هَشيمي

فأنتِ الماءُ من بيداءِ رُوحي
وحضنٌ عن مَلاذاتي الرؤومِ

صَحِبتُ الصَّبرَ عُمرا لا أوانا
وخِلتُ العُسرَ في المَحيا قَسيمي

فإن طالتْ حروبُ الأرضِ دَهرا
فلن أُعفي حياتي عن نعيمي

على مَاذا يلومُ القَصرُ كَعبي
ويَدنو فيه للوردِ الشميمِ

سَأُخفِي عن صُروفي بعض رُشدي
و لا أصغي الى نُصحِ الكليمِ

وأرخي الأيدِ في عدّ الخَطايا
و أطفي الحزنَ شعرا في الرّقيمِ

فأسكِنَهُ بأجسَاد القوافي
على هَمزي ولامِي ثمَّ مِيمي

عواطف عبداللطيف
03-28-2016, 01:33 PM
نزوح

عَلمتُ الدَّارَ أشقاهَا غِيابي
وقَفر الأهلِ ما تَشكوه أرضي

فقلتُ العَون يا ربِّي فأنِّي
عليلٌ بالنَّوى بالوصل فاقضِ

سَترتُ الدَّمعَ رفضا للتآسي
ويرهقني بحملِ الصَّبرِ رفضي

أيَا أنبار يوجِعُني اشتِياقي
فهل أنصَتِّ فِي الوِديَانِ نَبضِي

بكِ التَرتِيلُ يَسهو فِي صَلاتِي
كأنَّ الشّوقَ فِي لُقيَاكِ فَرضِي

سألتُ الرِّيحَ شيئا من شَذانا
ولاذَت عِندكِ الرّؤيا بغمضي

نداءُ الرُّوحِ يعلو فيكِ وجدا
وبَعضِي يَتَّقي وَجدِي ببَعضِي

على أيّ القرى أحني مَشيبي
ويأتي سَاعي المولى لقَبضِي

أضَعتُ البالَ لا أرجُو رَشادا
عِظيني بالهُدى قَد هَان خَفضِي

عَزفتُ البُعدَ والهِجرانَ قَسرا
فلا بَعُدت حَياتي دون رَوضِي

عواطف عبداللطيف
07-22-2016, 12:43 AM
أنتَ دَارٌ تَأوي إليها دياري
ونَهارٌ يَصحُو عليهِ نَهاري

فِيك أبدو كَما ولِدتُ كبَيرا
كنَخيلٍ عالٍ بعينِ الصّغارِ

تَتَجلَّى عندَ الصّباح بِلادا
وتُنام اللّيل العَصيبَ جِواري

لكَ دَينٌ في مَاءِ نَهري وزَرعي
لكَ دَينٌ في سَقفِنا و الجِدارِ

يا عِراقٌ أنت الصلاة وإنّي
روحُ قسٍّ وناسكُ الأسحارِ

قُم إلينا حَانت قِيامة عَهدٍ
قد تَأتَّى بَشائِرَ الأقدارِ

ضَع يَمينا عَلى طريقِ حياةٍ
ثمَّ زلزِل أسيادَها باليسارِ

نحنُ قومٌ ساء الجزاءُ عطانا
لَن نُجيرَ اللِّئامَ في الاعتذارِ

مِن تُرابِ الهَيجاءِ ضَربُ ثَرانا
ما عَلاهُ الآتي بعصفِ الغبارِ

من تدنّى إلى صدانا سيصغي
لحن جندٍ في نشوة الانتصارِ

سَتعيدُ الأيَّامُ ما أَخَذَتهُ
مِن تَهاوي العروشِ تَحتَ التّتارِ

كلُّ أرضٍ مَدارُنا يَحتويها
سَتلبِّي في مَحفلِ الأسوارِ

لو أُتينا دونَ الصّعيدِ نَعيما
لن يَطولَ الخسرانُ في الانتظارِ

أيُّ عَيشٍ ذاك الذي يرتجيه
مَن يُقيمُ البِناءَ فَوقَ البحارِ؟!

بلال الجميلي/ 2016

عواطف عبداللطيف
08-23-2016, 10:35 AM
أجيج المصارع


ونائحةٍ على حَتفِ الغَوالي
تُنادي والصّدى سَمعُ الخَوالي

:ألا مِن عائدٍ. يا ليتَ أمري
ببعدِ الصّمِّ عن هَولِ السّؤالِ

تُجيبُ الصَمتَ لو يرنو إليها
بعلمِ الأمِّ في صَمتِ المقالِ

كفاها شاهدٌ أن لو هَداها
على قبرٍ كَفيلٍ بالوصَالِ

وإنّي قابعٌ تحت التَنادي
يُصيبُ الصَّوتَ روعي كالّنبالِ

على ظَمَأِ الطَّلا أبكي نَشيجي
كأنّي عالقٌ في الاغتيالِ

رأيتُ النّارَ تُخلي كلّ عمرٍ
فلا ترَكت صريعا في المآلِ

يصار الثوبُ جلدا دون جلدٍ
مَحاه الوهجُ مِن غَيظ الوبالِ

يمينُ الأرضِ فَاضَ الموتُ فيهِ
وذاتُ الموتِ في صَخبِ الشِّمالِ

عَوانُ الويلِ ما ألِفَ السَّبايا
معالي القومِ ذابوا بالمَوالي

بليلٍ حاضرا ما زال فينا
عصيّا لا تواريه اللّيالي

قضَينا بالشَقا باعا غَليظا
هوى بالحالِ للحالِ العُضالِ

إذا كان الرّدى لهبا سعيرا
يزيلُ الخلقَ في فعلِ الزّوالِ

فما يُغني عزاءٌ عن نحيبٍ
ولا منَعَ الإبا دمعَ الرّجالِ

بلال الجميلي/ بغداد 2016

عواطف عبداللطيف
11-10-2016, 10:55 AM
خطوب الياسمين

متوجّعٌ فيكِ الهوى يا شامُ
وعليكِ في آلامِنا آلامُ

معَ طَيرِ نَهرِ الكرخِ أبعثُ لهفتي
ويقودُه للياسمينِ غَرامُ

من قالَ إنَّ الجرحَ ألهى وُدَّنا
لكِ في الجوى قدر الكلامِ كلامُ

و مواضيَ الأيامِ تشهدُ قُربَنا
لو تهتدي في وصلكِ الأقدامُ

يا شَمسَ شرقٍ لن يضاءَ بغيرها
سيُلامُ فيها و الزّمان يُلامُ

لمّا بكى مَاءُ الفراتِ ببابِنا
عَلِم العراقُ أخَا الجِوارِ يُضامُ

فَنحا إلى غربِ السّماءِ مُناجيا
أن يَستبينَ على البلادِ سلامُ

يا كلّ دَمعِ الأرض من عينٍ جرى
وحدادها فوق السماء يقامُ

قتل النّهار وبالشّعاع مُخضّبا
كي يُطفِئَ النّورَ العريقِ ظلامُ

وعلى جَبينِ الحرِّ فيكِ مَشقَّةٌ
يُخفي أذاها في الثّباتِ لثامُ

بنت الحِسانِ المُحصناتِ تَيمَّمي
فالفجرُ آتٍ و العبيدُ نيام

كوني كحُصنٍ فالخطوبُ حِجارةٌ
عظُمَت بأيدي مَن رَمى الآثامُ

ادعي على جَمعِ الخيولِ بصَرعِها
خَنقا إذا رَبَط الخيولَ لجامُ

من قالَ إنَّ القومَ دونكِ في العُلا
أبدا فما يعلو عليكِ مَقامُ

لا لن ينالَ عليكِ سيفٌ جنّةً
والحِلُّ في وَطء الكِرامِ حَرامُ

عواطف عبداللطيف
03-10-2017, 10:12 AM
ترانيم يتيمة

بَكتْ فأبكتْ من شَجاها ناظري
لمَّا تَراءى فقدُها بالخاطرِ

لَيلُ اليتامى أجَّجَ الذّكرى بِها
والدّمعُ أودى بالرُّواءِ الضَّامرِ

نادت بمن قَضى فِطامَ صُغرِها
ما أشبَعَ العَطفُ فِطامَ القاصرِ

مماتُهم طالَ على أعوامِها
وتشتَكي بَثَّ الوجود الضّائرِ

قامَت قيامَاتٌ على أيامِها
وَودَّت الأمَّ ببطنٍ عَاقرِ

يا مِعولَ اللحودِ مَا رأيتَها
لمَّا أُهِيلَت تُربة المعاشرِ

في كلِّ إصباحٍ تعانقُ المَنى
كعائدِ النِّيَام في المقابرِ

والحزنُ تكويه بِحَرِّ صَدرِها
توقِدهُ نَجوى الفؤادِ الطّاهرِ

رأيتُها تيها يفرُّ عن هدًى
فمسّني تِيهُ مَساها الحائرِ

أرخَى على توجعي سُدُوله
وسامها الشوقُ برأسٍ حاسرِ

يا سامعَ النّوحِ كلانا نائحٌ
نَحتسبُ الإلهَ في الدوائرِ

يتم ودمعٌ وَيحَ دنيا كم قَستْ
أهلكني المَحيا بها عن آخرِي

عواطف عبداللطيف
03-30-2017, 12:43 AM
وعادَ نسيمُ الرَّبيعِ إلينا
يعطرُ جوَّا وينشي الحزينا

فيا فصلُ عيدٌ بجمعِ فُصولي
ألا لو تُطيلُ الزّيارةَ فينا

فكانَ الشّتاءُ وكنّا عراةً
فحينا نَصِحُّ ونَمرضُ حِينا

تُقيمُ البلادُ على خطِّ عَصفٍ
ولا من ملاذٍ لنا و ذَوينا

وتشكو نفوسُ الحيارى لهيبا
يضيفُ لهُ البردُ حرَّا دفينا

كفانا على دينِ تشرينِ نَحيا
غوى العامَ يفتي الغلاظةَ دِينا

وفينا توجعُ عُمْرٍ مريرٍ
وفيكَ العذوبةُ تُشفي السّنينا

تعالَ فإنّا على بابِ شهرٍ
يقدمُ للملتقى الياسمينا

نراك كحسنٍ بوجه الصّبايا
وسحرٍ يفيضُ صَفا و سُكونا

فدعنا لنضحكَ فيكَ الثَّنايا
ويا عسرةَ المعدمينَ دَعينا

نعيدُ الحياةَ بوجهِ حياةٍ
ونجعلُ هذا التَّمني يَقينا

فإنَّا إذا ما الرَّبيع أتانا
تماثلَ فينَا الشِفا سَالمينا


المتقارب

عواطف عبداللطيف
05-25-2017, 01:37 PM
عَضَدْتَ الأرضَ في مَنعِ الحجابِ
وتَفدِيها بأشلاك الخِضابِ

مضى عُمُرُ الخلائق في مَواتٍ
و أنتَ الحيُّ في المَعنى الصَّوابِ

أتيت الحتفَ كي تعلو شَهيدًا
وتُخلي الرّوح وَمضا كالشّهابِ

سَقطتَ وبَعدَكَ الرَّايات قامتْ
وعادَ البأسُ مَحمومَ الحرابِ

عَلا فينا الثَّرى حدَّ الثُريَّا
بأجيالٍ غَفتْ تحتَ التُّرابِ

ألا يا مَوطنَ الكِفلِ المُعنَّى
بَنُوكَ تَقدموا صَدرَ الرِّكابِ

إذا ما أرعدت سودُ النَّوايا
كَفوكَ الخَصمَ سَفحا في الجَوابِ

قرأنا في وصَاياهم قَصيدا
مُغنَّاةٌ بأنفاسٍ غِضَابِ

أنا لو أذكر الموتى فِداءً
يقوم الموتُ حيَّا في خِطابي

أرى في عزّتي ألفي شهيدٍ
وخلفَ مدارجي ومامَ بابي

أنا المولود في أرضٍ مَصونٍ
عراقيٌ ومَحفوظٌ جنابي




الوافر

عواطف عبداللطيف
06-23-2017, 01:11 PM
إدَّعى المُعرِضُ أن شِئتُ الخِصَاما
دونَ تِبيانٍ ولا أبدى مَلاما

أيَّها الجَازمُ بالظّنِّ ألا
تَقتفي ومضا بليلي لا الظَّلاما

بسمَتي غابت لدهرٍ إنقضى
وارتَدَتْ صَومي عن السَّعدِ لجاما

إنَّني ذاتُ المُسمى سَابقا
صَاحب الصَّحبِ إذا أمسوا نَدامى

غيرَ أنَّ الحَال أدنَى رُتبتي
وأنامَ الصُبحَ عنِّي كي أنَاما

يا صديقي كان وعدا بَيننا
أن تراني صَاحبا كانَ وداما

مسَّني الضرُّ فأين المُشتكى
إذ رأيتُ الصّدَّ مِنكَ المستداما

كنتُ إيناسا أعاطيك الصفا
كيفَ أضحيتَ تساويني العواما

أم تعرى العَهدُ فينا خالعا
كلَّ ما يُحي مُصافاةَ القُدامى

ما أنا إلا مَرايا رفقتي
لو سعينا بالوفا بتنا كراما

فزمانُ المرءِ لا يَعضُدهُ
إن جفاهُ النَّاس خَلفا و أمَاما

كلُّ ما شَاء المُعادي فليكن
ما تمَادى الصَّحبُ في الظنِّ خِتاما

عواطف عبداللطيف
05-12-2018, 05:46 AM
أنا

ألا يا شعرُ لو تحلو وتَبرا
وترسمُني بلونِ الوردِ شِعرا

فهل أغفو على حُلْم انبلاجٍ
وصبحي و المُنى في الليل أسرى

أَلِفتُ الصّمتَ تعليلًا لأمرِي
وما أروي عن المكمودِ أمرا

كأنّي في مَدارِ الكونِ نجمٌ
يهابُ مَصارعَ الأفلاكِ فجرا

صَبَرتُ على مزاحمة البلايا
فما أُعطِيتُ غير الصّبرِ عُمرا

أَضعتُ الوجهَ في طَلبِ اتجاهٍ
وبِتُّ أُناشدُ الأشعارَ ثَغرا

أنا الباكي اذا سُرّتْ عُيوني
أنا الظَّامي ولو أُورِدتُ نهرا

أنا الواهي وإن نَالتْ يميني
وحَسبي في الشقا فُقدانُ أخرى

على تلك الخُطى بُذِلتْ ليالٍ
أهابُ حِسابها فأكونُ صِفرا

ككلِّ النَّاس عُسرٌ يَعتريني
وزادي إنَّ بعدَ العُسرِ يُسرا

اذا ما عُدتُ من جَمعِ البَقايا
تعاودُني خطوبُ الأمسِ حَرَّى

ألا يا حال ألبِسنِي حياة
فنصفي خيبة وتَزيدُ عُشرا

عَلاني الوهنُ من تَعَبٍ وهَمٍّ
تعرى السِّترُ بي و الرشدُ يَعرى

حَملتُ الرَّأسَ فوق الجسمِ ثقْلا
بهِ كونٌ أبى أن يَستقرا


البحر الوافر

عواطف عبداللطيف
09-29-2018, 05:36 AM
رجزية(عُمُرُ الجمر)

لم يترك الرّجاءَ فينا ما جرى
أو ارتخت أوزارُهُ كي نَصبِرا

إنّا على الأوجاعِ صِرنا نَتَّكي
لمَّا يباسُ عُودِنا تكسَّرا

من صفعةِ الأمسِ البعيدِ لم نَزل
صرعى فما يرجوهُ ما تأخَّرا؟!

تجلِدُنا الدنيا بأيامِ الشَّقا
تَغيرتْ، والسَّوط ُ ما تغيَّرا

لا شارعٌ يَهدي المَسيرَ عِندنا
ولا قُـرانا أصبحتْ تبدو قرى

صِغارُنـا مسَّ الضَنى أعوامَهم
كبارُنا يستعـجلونَ المَحشرا

صلاتُنا ما غادرت أوقاتَها
والبابَ والمحرابَ والمُستغفِرا

هذا الرَّبيعُ قد أتى مُلتهِبا
وربَّما شتاؤُنا لن يُمطِرا

ورُبَّما تاريخُنا لن تُقتفى
آثارُه من بعدِنا أو يَظهرا

يا عُمُرَ الجَمرِ الذي يُبيدُنا
ما هانَ في وطأتِهِ أو أَعْذَرا

طالَ المدى ومزَّق انتظارَنا
ونسمعُ العقبى سماعا لا نرى

تعوَّدتْ لونَ المَسا أبصارُنا
لمَّا غَفا نهارُها وأَنكَرا

مرَّ الزَّمانُ واجترَعنا كأسَه
وذلكَ الحالُ مَضى مقُدَّرا

لن تُجبرَ السُّنونُ إذ تَهشَّمتْ
في قبضةِ الدَّهرِ أسًى لن تُجبَرا

بلال الجميلي/بغداد 2018

عواطف عبداللطيف
09-21-2019, 05:50 AM
راحلة السنين



من يقنعُ الغافي على الأمسِ
مَحتْ مناهُ طلعةُ الشّمسِ

وإنَّ من فرَّق جمعَ المسا
صبحٌ مضى باللّيلِ والكأسِ

أصابكَ الزّمانُ يا ساكنا
في معبدِ الأيَّامِ كالقسِّ

خلتْ ديارٌ وطواها النَّوى
في قَصَصِ التَّرحالِ والرَّمسِ

والودُّ في النَّفسِ غدا مُؤذيا
إذْ لم يَصل أحبَّةَ النَّفسِ

راحلةَ السِّنين رِفقا بِنا
فالبأسُ قد نالَ مِن البأسِ

لقَّننا الصَّبرُ أحادِيثَهُ
ونهجُهُ إطالةُ الدَّرسِ

والعُمْرُ مرهونٌ على قادمٍ
والرَّيبُ طوفانٌ على الرَّأس

بناتِ صدري يا سبايا الشَّقا
أعيى أباكُم مجلسُ الحبسِ

قيَّدني صوتُ الجَوى داخلي
وخَشيةُ الإفصاحِ والهمسِ

تَحسبُني العيونُ في خَلوةٍ
وظنَّني العُبّادُ في مَسِّ

أقمتُ في صدري بلادا فكم
أودَعتُ في الصَّدر من الإنسِ

البحر السريع

عواطف عبداللطيف
02-24-2020, 03:20 AM
النظرة الأولى

ولي في نظرتي الأولى بريدُ
أباحت من لظاها ما أريدُ

جَمعتُ الطّيشَ والتّهذيبَ فيها
وعن وجدي فقد بانَ المزيدُ

تجلّى حُسنكِ الأخَّاذُ شمسا
توهُّجُهُ على وجهي شديدُ

أُراقبهُ وأنَّى لي التَّلاقي
وهيئتهُ يجملها الصّدودُ

فما أدري بما للقلبِ أجدَى
أغضُّ الطَّرفَ نُبلا أو أعيدُ

رعاكِ اللهُ جودي لي بنبضٍ
وزيدي لذَّتي ممَّا يجودُ

فقد فوَّضتُ للعينين أمري
إذِ النَّظراتُ فيها لا تحيدُ

تراودني لصُحبَتِكِ الخبايا
وأكسرُها وتوثِقُني القُّيودُ

وتَألفُنُي مُيولُكِ ثمَّ تأبى
ألا يا ليت ودَّا ما تَكيدُ

يُلوِّنني الهوى وينالُ منِّي
وأفعالي على حالي شهودُ

أغيثي شوقَ صحرائي فإني
على كُثبانِها الرَّمقُ الوحيدُ

فعطفٌ من حبيبٍ قد يُداوي
ونَزْرٌ من وصالٍ قد يُفيدُ

أنا في دربكِ الغادي مُقيمٌ
وفي كفِّي على الآتي الورودُ

أُناغي عينك الكحلاء غَمزا
سعيدٌ والغرامُ بنا سعيدُ

الوافر

عواطف عبداللطيف
04-19-2020, 12:25 PM
منادمة المرايا

حَمَلتُ الهمَّ وحدي كي أُغادِر
وجرحُ خلائقٍ في القلبِ غائِر

وحَسبي في الرَّجا رَبُّ البَرايَا
بأن يَكفِيهُمُ جَبرَ الخَواطِر

فقد أُوجَعتُ كَفَّي من أيادٍ
أُصافِحُها مُصافحةَ المُحَاذِر

أَنَامُ ومِلئُ أجفَاني أُنَاسٌ
وأصحو لا أرى في الصُّبْحِ نَاصِر

على أَيِّ القَوافِلِ مرَّ يَومي
وقد أضحَى سَبيلا دونَ عابِر

جِيادُ القومِ في أُذُنَّيَ صوتٌ
وآثارٌ على وجهي الحَوافِر

مِن الأَعمَارِ لاكَ الغَدرُ عُمْري
بمن بَلغتْ مَساوِئُهُ الكَبائِر

كَبِرتُ على مُنادمةِ المرَايا
فكُنتُ خلاَلها للعينِ حَاضِر

أنا مَنْ يَحمِلُ الأنقاضَ عَنِّي
ومَنْ غَيرِي يُقاسِمُني الخسَائِر

فلا بَسَطَتْ ليَ الأعرَابُ رِزقا
ولا نهَضَتْ لعَثْرَتيَ المعَاشِر

قَذَتْ عَيني مُطالعةُ التَعالي
على مَن عَاشَها في الظِّلِّ صَاغِر

أَلومُ تَصبُّري إذ لم يَلُمني
فَكيفَ على الغُثا أُعتدُّ صَابِر

سأُخفِي صُورتي عَمَّن وَعاها
وأُبدِي غَيرَها عندَ المعَابِر

وأُخلي هاجِرا حَرَمَ التَكايا
أُغادرُهُ كما الجَمعُ المُغادِر

الوافر

بلال الجميلي / بغداد 2020

عواطف عبداللطيف
06-19-2020, 12:58 PM
يا حاديَ النّهرين

فاضتْ عليكَ العينُ من إشفاقي
حتَّى قَضى طوفانُها إغراقي

يا حَاديَ النَّهرينِ في فردوسِنا
كيف اشتكيتَ الدَّهرَ من إملاقِ!

أنتَ الأراضي والقُرى وسَماؤها
عِزُّ النَّخيلِ ونكهةُ الدُّرَّاقِ

أنتَ الحياةُ فكيفَ مَسَّكَ عُسرُها
والأمسُ قد كَتَبتْ عَليهِ عِراقي!

وطني شجًى دِفءُ الصُّدورِ مَلاذُه
يَهتزُّ جنبَ الرَّابضِ الخفَّاقِ

يَلقَى النَّهارَ على لظاهُ مُكابِرا
وثَراهُ يشكو لفحةَ الإحراقِ

وعليهِ أومأَ مَن تلاشى لحنُهُ
لمَّا هَفا للغُصنِ والأوراقِ

فيهِ الولادةُ والمَماتُ شَعائرٌ
والعُمْرُ سُقيا رُقيةٍ من رَاقِ

وتَطوفُ فوقَ بَنيهِ أَجنُحُ قَابضٍ
مُتَرَصِّدٍ بالسُّوقِ والأعنَاقِ

يا من بَكيتُكَ والشَّواطئُ أدمُعٌ
ومَصَبُّها أبدا على الأحداقِ

طَهُرَ الهوى في رافديكَ تَيَمُّما
والماء ُعَزَّ على النَّدى الرَقراقِ

من ذا يُعيرُكَ شَمسَ يومٍ واحدٍ
حتَّى لتَملِكَ لحظةَ الإشراقِ

فيكَ استحالَ الدَّهرُ كُلَّ طُقُوسِهِ
وبَقِيتَ إذ لا يُرتَجى من باقِ

خُذني بأَحضانِ الدِّيارِ مُواسيا
ومُلاقيا يُنهي فُصولَ فِراقي

الكامل

عواطف عبداللطيف
08-23-2020, 10:54 AM
سادنُ اللّيل

بعَينِ الضَّوءِ أنتَظرُ النَّهارا
وما في الغَيبِ يُشبِعُني انتِظارا

بعيداتُ المَنَالِ وعَاصِياتٌ
أمَانِّيَ الّتي بَقِيَتْ عَذارى

على كَتِفِي حَمَلتُ العُمْرَ دوما
ومِنسَأَتي تُعاضِدُني اصطِبارا

أُجاري عَادياتِ الدَّهرِ طوعا
وحتَّى ما أراها لا تُجارى

لعلِّي أو عَساني في الخَفايا
أنَالُ الرُّشدَ أو أُعطى اختيارا

كَلِيمِي الذَّاتُ والأَصواتُ نَجوى
وصَمتُ الحالِ يَملَؤُني حِوارا

وروحي بَسمةٌ لَمَسَتْ شِفاهِي
تُدَانِي القَولَ كي تَبدو جِهَارا

وكُلِّي رغبةٌ خَضراءُ كُلِّي
وإن شاءَ القَضاءُ ليَ اصفِرارا

أقَمتُ على شَفا الأيَّامِ مأوى
وفي حَطبِ الشَّقا أوقدت نَارا

ويَسألُني الرَّدَى إن كُنتُ حَيَّا
وقد ظنَّ الَّذي كان احتِضارا

ألا يا صُبْحَ قد جَالسْتُ ليلي
وصِرتُ هِلالهُ لمَّا تَوارى

جَعلتُ الصَّبرَ في تيهي طَريقا
وشَيَّدتُ الرَّجا عندي دِيارا

وَوَجَّهتُ التَّضَرُّعَ في مُرادي
لوهّابٍ بهِ القَلبُ استجارا

الوافر

عواطف عبداللطيف
02-21-2021, 08:44 AM
والأرض منفى

جسدٌ أنا عريانُ رغمَ ردائي
هدَّتْ قِواهُ مواسمُ الفقراءِ

أمشي على خطِ الزَّمانِ مُسيَّرا
وكأنَّ ظلِي سارَ خلفَ قضائي

وقتي توقَّفَ يومَ زلزلةِ الردى
ألقى عَزاه وقد أخذتُ عَزائي

ناديتُ: ثُمَّ؟ أجابَ حَسبكُ دمعةٌ
ثُمَّ امتهنتُ تصبري وبكائي

مَن لي ومَن للساكنات بمقلتي
ومَسائِنا والغصَّةِ الرَّمضاءِ

غرقتْ بطوفانِ العبادِ سفينتي
تلكَ التي ركبتْ صعيدَ الماءِ

والأرضُ منفى قيدتني نورسا
قنصتْ جَناحي وازدرتْ أجوائي

وبَقيتُ أُحصي للحياةِ دقائقا
وأقرُّ أيَّ ذريعةٍ لبقائي

يا عَالِمًا بالحالِ كفِّي منبرٌ
مَرفوعةٌ مَشفوعةٌ بدعائي

اغتال سَيفُ الحُزنِ عُمْرا داخلي
وغَدَوتُ مُغترِبا عن الأحياءِ

فَصلٌ على الأيام قد عِشتُ الصِّبا
أُنهي شتاءً أَبتدي بشتاءِ

ذرني وصَمتي فالرضوخُ تضرُّعٌ
ولقد نَزفتُ تَضرعًا بشقائي

أحتاجُ تاريخا لأكتُبَ قِصَّتي
أو أكتفي بالصَّفحةِ البيضاءِ


الكامل

عواطف عبداللطيف
06-25-2021, 12:52 PM
( ودُّ )

قرابينٌ سنيني سوفَ تُهدى
إذا بادَلْتِني يا (ودُّ) ودَّا

حياتي استوطنت عينيكِ عُمْرا
وسيفُ صَبابتي يَهواكِ غَمدا

أتَيتُ فرائضي جَمعا وقَصرا
كأنِّي عَابرٌ يَنقادُ وَجدا

إلى عَزفِ الخَلاخِلِ صِرتُ أَهفو
وعيني عُلقتْ في الجِيدِ عِقدا

فلو نِلتُ الهوى أطفأتُ ليلي
وقلتُ توسدي الكِّتمانَ مهدا

فكلُّ جوارحي تَغدو كثَغرٍ
يرى كلَّ المَفاتنِ فِيكِ خَدَّا

فيا نبضَ الذي يَهتز نبضا
وقد ذاقَ الجَفا في القُربِ بُعدا

رَهنتُ القلبَ مُرتجيا وِصالا
ولُقيا مَبسمٍ بالقلبِ يُفدَى

وإنِّي واهبٌ للهمسِ سَمعا
وصمتَ حرائقٍ ليكونَ ردَّا

يُنادينا النَّهارُ بلا مجيبٍ
وهل حَفِظَ الجَوى للرُّشدِ عَهدا

فأنتِ روايةٌ قد دوَّنتني
على أن أتبعَ الأشواقَ سَردا

تُقَرِّبُني إلى حَتفي وأرجو
إذا جدَّ الهوى أن أُستردَّا

عليَّ تساقطي مَطرًا غزيرًا
لكي أنمو على كفَّيكِ وَردا

وكوني نشوةً تنتابُ صدري
وكوني رحلتي كي أستَعِدا

بلال الجميلي .بغداد٢٠٢١
الوافر

عواطف عبداللطيف
02-14-2022, 09:56 AM
من دجى حزني

صحيحُ الجسمِ والممشى صحيحُ = ولكن من دُجى حُزني أطيحُ
أصابتني التي نزلتْ بساحي = رمتْ صدري وأردتني الجروحُ
على أرضي ثوى بدني، وروحي= تُلاعِبُها سماواتٌ وريحُ
فلِيْ في كلِّ حادثةٍ نزيفٌ = ومُنذ الطَّفِّ نائِحَتي تَنوحُ
ولي حُلُمٌ منَ الأضغاثِ لكن = وسَاوسُهُ يُترجِمُها الوضوحُ
تُواعدُني بصومِ الدهرِ قِسًّا = لتَصلِبَني إذا بُعِثَ المسيحُ
فيا طُرُقي الَّتي ضاقتْ برَكبي = ودربُ سَوائِنا رَحْبٌ فسيحُ
إلى أين السَّبيلُ وكيفَ أمضي= وأينَ مقاصدُ الحَيرى تروحُ
أعيدِيني لأقتلعَ الخَطايا = وبالأسرارِ قاطبةً أبوحُ
وأقطعُ وردَكِ المملوءَ شوكا = وفي فَوحِ الأزاهرِ لا يفوحُ
فإنِّي والخُطى أبناءُ تيهٍ = على سُبُلٍ هُداها لا يلوحُ
يُقاسمُني البكاءُ نهارَ يومي= ويدرُكُنا المساءُ ويستبيحُ
فليْ الآلامُ في صدري نَواعٍ = إذا كَتَّمتُ أهاتي تَصيحُ
وليْ شوقٌ إلى أمسٍ نديم ٍ = على طَرَفِ المدامعِ مُستريحُ

البحر الوافر

عواطف عبداللطيف
12-05-2023, 06:20 AM
على قيد الحياة
ماضٍ بعُمْري وإن ينتابَهُ الألمُ
وكلُّ حُزنٍ على وجهي سَيَبتَسِمُ

لم تَهزمِ السنواتُ الحمرُ ميمنتي
ولم تُذِلِّ القوى الأوجاعُ والسقمُ

في خطوتي يا دُجى الأيامِ بوصلةٌ
وفي عيوني هُدًى والأُغنياتُ فَمُ

هرولتُ كي أُدرِكَ الأفراحَ في لُغتي
ويبرأَ الحرفُ من جُرحي ويَلتئمُ

أنا وبوحي هُنا نايٌ وراقِصةٌ
كلٌّ يُجاري الذي قد هَزَّهُ النَّغَمُ

دوَّنتُهُ مُخلِيًا رأسي على وَرَقٍ
مُزاحِمًا من سَما شِعرا ومن نَظَمُوا

عاندتُ فيكِ الشَّجا يا بِنتَ قافيتي
لكنَّ ما نَالني من وَطئِها نَدمُ

أتعَبتُ كفَّ الَشقا والوقتُ أتعَبني
وما أتَى مَغنَمًا يبتزُّهُ العَدمُ

يا أيُّها القَدَرُ المُخفي مَلامِحَه
أرى على وجهِكَ الألوانَ تَرتَسِمُ

أُوتيتُ ما أُوتيَ الموعودُ في غَدِهِ
فذابَ فيَّ المَسا والنومُ والحُلُمُ

أبصرتُ مَرأى السَّنا والشَّمسُ تُنجِبُهُ
فكانَ دربي السَّنا بالنورِ يَزدَحِمُ

أَمضي ووسوَسَتي وَحيٌ يُخالِجُني
وصوتُ مَن أتعبوا الأسماعَ يَنكَتِمُ

على ضفافِ الرِّضا سَيَّرتُ راحِلتي
فكنتُ مِمَّن غدَا باللهِ يَعتَصِمُ

ما نَالَني مُوقِدُ النِّيرانَ في رَحلي
وما أَتتْ لم يَكن عُودي وتَلتَهِمُ

حَرَّرتُ في بسْمةِ الوجْناتِ مُعتَقلا
مُهادِنا وأَدانتْ شَخصَهُ التُّهَمُ

وأَعتَقتْ كلِماتي كُلَّ لَهجَتِها
وبالتجلِّي مَحَتْ أَوهامَ ما زَعَمُوا

سأرتدي زينةَ الأعياد ما بَقِيَتْ
أَيامُنا ومع الأَعيادِ أنسَجِمُ

وأَبتدي موسمَ الأمطارِ من عَطشي
مُستَمطِرا من لَظى ما كانَ يَحتَدِمُ

وأَعتلي ظهرَ دربي غيرَ مُلتفتٍ
كفاتحٍ بايَعتهُ الرُّوحُ والقَدَمُ

البسيط
بلال الجميلي / بغداد 2023

عواطف عبداللطيف
06-16-2024, 09:03 AM
اشتعل الرأس شيبا
مَضى فصلُ الصِّبا عنِّي ورَاحَا= ومُنذُ الشَّيبِ أمري ما استراحا
أعيشُ دقائقَ الذكرى وعطرا = من الذكرى على النسيانِ فاحا
إلى أثري البعيدِ وعَدتُ عيني = أُرافقُها إذا ما الأمسُ لاحا
سنينٌ قَبلتْ وَجَناتِ عُمري= وصارتْ بعدَ نيساني رِياحا
إلامَ خلودُها أحلامُ رأسي = ودَثرتُ الكرى نومًا مُباحا
ليالٍ ما أراحتْ نِصفَ يَومي = ولا الصُّبحُ الذي أرجو أراحا
عَليلٌ ذلك المَدعو بِصبرٍ = يُعاهدُني وما أخلى سَراحا
يُناشدُني بأن أبقى صديقا= ويَبغي دونَ عُشَّينا جَناحا
وإني عندَ مَحبسِه أسيرٌ = قديمٌ، ما رأى عِتقا مُتاحا
على جدرانِه علَّقتُ صَوتي = وصَالحتُ المسامعَ والنُواحا
فَليْ في ذمةِ المَبكى يمينٌ= إذا ما شَحَّتِ الأقداحُ سَاحا
وَليْ في جَعبةِ الدُّنيا سِهامٌ = إذا ما عَانقتْ تَلدُ الجِراحا
سأبقى واقفا مادامَ دَربي = لغيرِ البُعدِ لا يَرضى سَماحا
وأبتاعُ الصَّفا من عينِ طفلٍ = ومن ظلِّ الضُّحى أشريْ وِشَاحا
يُواري الخُصلَةَ البيضاءَ عنّي =ويُسكِتُهُ إذا ما العمرُ بَاحا

الوافر

عواطف عبداللطيف
10-21-2024, 10:11 AM
على مسرى الرسول
أتَيتُ قريضي والإِباءُ دليلُ
إلى حيثُ أرضُ الأنبياءِ أميلُ

أُقيمُ على مسرى الرَّسولِ مَنصَّةً
وَأَضربُ صدرَ الشِّعرِ حينَ أقولُ

وهل عِندَ غيرِ القدسِ تقتربُ السَّما
ليدنو إلى عَرشِ الإلهِ سبيلُ

فلسطينُ ملءُ الخَافقينِ حُدودُها
وللموتِ شعبٌ قائمٌ وكفيلُ

حَجيجٌ على مَسعى الرَّدى شُهداؤهُ
حُتوفٌ إذا صالَ العُداةُ تَصولُ

عليكَ سلامُ اللهِ حيَّا وإن قَضَتْ
رزايا أمَالتْ شَمسَنا وأفولُ

شَكوتُ وزُهدُ القومِ فيكِ كبائرٌ
شكوتُ وما أرخى الحياءَ خجولُ

وماذا عَساهم والجباهُ تَرهَّلتْ
ونالَ عُيونَ المَسجدينِ ذُبولُ

شَرِبنا كُوؤسَ الصَّمتِ حدَّ شُحوبِنا
ونزفُ منايا الثَّائرينِ يَسيلُ

يُحاصرُنا دَمعُ الرَّضيعِ إذا بَكى
ويَقتُلنا حتفَ الأُنوفِ قَتيلُ

تُعزُّ السَّرايا في حماكم وعِندهم
عَزيزُ بلادِ المؤمنينِ ذَليلُ

أيا قِبلةً عطشى لمجدٍ سنينُنا
ووعدُكِ فيها عارضٌ وهَطُولُ

وليلُكِ رغمَ المظلماتِ سينتهي
شروقا وليلُ العالمينِ يَطولُ

أتتكِ حروفي مُسرِجاتٍ أَكُفَّها
خيولٌ علاها في المدادِ صَهيلُ

تُزيلُ عن الأيامِ سوءةَ سَبتِها
كَما آخرًا هذا الكيانُ يَزولُ

الطويل