صلاح الدين سلطان
08-14-2015, 04:14 PM
ذكريات
القسم السادس
الاستاذ عبد الرحمن الملاح
عائلة الملاح من العوائل المحترمة والمعروفة بقوامها الديني في الموصل ، وكان الاستاذ عبد الرحمن الملاح معروفا بأيمانه وعمق ثقافته بل وشجاعته.
كل الطلبة والمعلمين كانوا يعرفوا بأني كنت مراقبا من قبل رجال الشرطة السرية (( المباحث ))ومنذ خروجي من المدرسة كنت الاحظ رجل الامن يتابعني اينما اذهب بحيث جلب انظار الكثير من التلاميذ والمعلمين.كنت اجد اصدقائي ومعارفي يتحدون الامن ويسيروا معي بعد انتهاء المدرسة كنوع من التحدي. أما المعلمون ، كنت اجد منهم محبة وطيبا.
احد الايام قابلني في المدرسة الاستاذ عبد الرحمن الملاح وقال : صلاح انتظرني بعد الحصة الاخيرة لنتحدث بموضوع. استجبت لطلبه والتقينا بعد الدوام عند باب المدرسة ، اعتذرت من اصدقائي ، وتمشينا في الشارع العام ، وقال ابني صلاح اود ان اريك مكتبتي التي ورثتها عن جدي و ابي ثم نذهب لصديق عزيز علي ، وهو طبيب مشهور ومؤمن ، حدثته عنك ويود التعرف عليك ، ولابد انك سمعت عنه ، وهو الدكتور وجيه زين العابدين ، هو ينتظرنا في عيادته. اجبته نعم سمعت عنه ، بيد اني لا اعرفه شخصيا . أما حول بيتك فأدخله بشرط أن لا تعتبرني ضيفا لكوني سوف لا اشرب عدا الماء ولا اكل شيئا ، فأجابني كما تحب .
وصلنا بيته ، وقدموا لنا الشاي وكيك الا اني اعتذرت بحجة ابتكرتها. هههههه
اراني مكتبته ، فكانت حقا مكتبة غنية جدا بكتب التراث والكتب المعاصرة ، وقال : مسموح لك أي كتاب تود قراءته ، فشكرته ممتنا ، وبعد جلسة قصيرة خرجنا باتجاه شارع نينوى( من الشوارع الرئيسية القديمة ، والمعروفة بالموصل . كشارع الرشيد بالنسبة لبغداد ).
الحديث بيننا كان يدور حول قوة الوعي ، واللاوعي وعلاقتهما بالحاسة السادسة. غطسنا بالحديث فوجدنا نفسنا في شارع نينوى ، وصلنا عيادة الدكتور في وقت مناسب وقد ودع اخر مراجعيه. رحب بي ترحيبا حارا ، وقابلنا بروح طيبة ، وقدم لنا فواكه وعصير برتقال ، شربت العصير خلال بقائنا عنده احتراما ، وتركت الفواكه.
الدكتور وجيه زين العابدين من عائلة حسنة الصيت ومعروفة على صعيد الموصل ، والعجيب بالأمر ، كنت يوما مع الوالدة ، مدعوين عندهم في عهد الرخاء ، ولكنه لم يتوقع ان هذا الفقير كان ذلك المعزز عندهم !!!
عندما اخبره استاذي عبد الرحمن الملاح ، باني أحفظ القران كله على ظهر قلبي ، زاد تقديره لي ، وبقينا عنده حوالي اكثر من ساعتين ، غطسنا فيها بحديث حول : الدين والعلم. بحق كانت جلسة ممتعة ، وشكر استاذي الملاح ، بل وشكرني على هذا اللقاء الثمين ، وأعطاني رقم هاتفه ، وترجاني أن اتصل به ، لنكرر جلسات مثمرة ، وشبيهة بجلسة اليوم.
ودعناه ومن ثم ودعت استاذي التقي الورع والشجاع عبد الرحمن الملاح.
اخوكم ابن العراق الجريح : صلاح الدين سلطان
يتبع
القسم السادس
الاستاذ عبد الرحمن الملاح
عائلة الملاح من العوائل المحترمة والمعروفة بقوامها الديني في الموصل ، وكان الاستاذ عبد الرحمن الملاح معروفا بأيمانه وعمق ثقافته بل وشجاعته.
كل الطلبة والمعلمين كانوا يعرفوا بأني كنت مراقبا من قبل رجال الشرطة السرية (( المباحث ))ومنذ خروجي من المدرسة كنت الاحظ رجل الامن يتابعني اينما اذهب بحيث جلب انظار الكثير من التلاميذ والمعلمين.كنت اجد اصدقائي ومعارفي يتحدون الامن ويسيروا معي بعد انتهاء المدرسة كنوع من التحدي. أما المعلمون ، كنت اجد منهم محبة وطيبا.
احد الايام قابلني في المدرسة الاستاذ عبد الرحمن الملاح وقال : صلاح انتظرني بعد الحصة الاخيرة لنتحدث بموضوع. استجبت لطلبه والتقينا بعد الدوام عند باب المدرسة ، اعتذرت من اصدقائي ، وتمشينا في الشارع العام ، وقال ابني صلاح اود ان اريك مكتبتي التي ورثتها عن جدي و ابي ثم نذهب لصديق عزيز علي ، وهو طبيب مشهور ومؤمن ، حدثته عنك ويود التعرف عليك ، ولابد انك سمعت عنه ، وهو الدكتور وجيه زين العابدين ، هو ينتظرنا في عيادته. اجبته نعم سمعت عنه ، بيد اني لا اعرفه شخصيا . أما حول بيتك فأدخله بشرط أن لا تعتبرني ضيفا لكوني سوف لا اشرب عدا الماء ولا اكل شيئا ، فأجابني كما تحب .
وصلنا بيته ، وقدموا لنا الشاي وكيك الا اني اعتذرت بحجة ابتكرتها. هههههه
اراني مكتبته ، فكانت حقا مكتبة غنية جدا بكتب التراث والكتب المعاصرة ، وقال : مسموح لك أي كتاب تود قراءته ، فشكرته ممتنا ، وبعد جلسة قصيرة خرجنا باتجاه شارع نينوى( من الشوارع الرئيسية القديمة ، والمعروفة بالموصل . كشارع الرشيد بالنسبة لبغداد ).
الحديث بيننا كان يدور حول قوة الوعي ، واللاوعي وعلاقتهما بالحاسة السادسة. غطسنا بالحديث فوجدنا نفسنا في شارع نينوى ، وصلنا عيادة الدكتور في وقت مناسب وقد ودع اخر مراجعيه. رحب بي ترحيبا حارا ، وقابلنا بروح طيبة ، وقدم لنا فواكه وعصير برتقال ، شربت العصير خلال بقائنا عنده احتراما ، وتركت الفواكه.
الدكتور وجيه زين العابدين من عائلة حسنة الصيت ومعروفة على صعيد الموصل ، والعجيب بالأمر ، كنت يوما مع الوالدة ، مدعوين عندهم في عهد الرخاء ، ولكنه لم يتوقع ان هذا الفقير كان ذلك المعزز عندهم !!!
عندما اخبره استاذي عبد الرحمن الملاح ، باني أحفظ القران كله على ظهر قلبي ، زاد تقديره لي ، وبقينا عنده حوالي اكثر من ساعتين ، غطسنا فيها بحديث حول : الدين والعلم. بحق كانت جلسة ممتعة ، وشكر استاذي الملاح ، بل وشكرني على هذا اللقاء الثمين ، وأعطاني رقم هاتفه ، وترجاني أن اتصل به ، لنكرر جلسات مثمرة ، وشبيهة بجلسة اليوم.
ودعناه ومن ثم ودعت استاذي التقي الورع والشجاع عبد الرحمن الملاح.
اخوكم ابن العراق الجريح : صلاح الدين سلطان
يتبع