تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هُناك حيْث المَنْفى و الشُرُود معًا.....


لطفي العبيدي
09-02-2015, 08:44 PM
هُناكَ فِي الحَدّ الفَاصِل ضفَّةٌ أخْرى
لمْ ارْكِب البَحْر مَرّتَين
كُنتُ أغْزِل مِنْ لُغَتي تَسَابِيحي
و أسْبِق هَوَامِش الوُصُول
كَأنِّي أولَدُ الآنَ
مِنْ مَحْرَقةٍ حَمْرَاء لَمْ تَكنْ يَومًا
سَأهبِطُ الى قَاع المَنْفى الاخِيْر
أنَا هنَا كَأنّي لَسْت أنَا...
لاَ تَنتَظرنِي يَومَ الزيْنَة
لا شَيءَ لَديّ
خَلعْتُ بَابَ الرُؤيةِ الى الأبَـد
فالنَثْر الآنَ مَوزُونٌ كَـأوتَار الجَرس
رُبّمَا سَأمُوت يَومَ الطِين
و لا أنْسى بَلادًا تَغرقُ في شَتَات الغُرْبَة...
تَضيعُ في أجْراس الاوقَات
أنْشودَتِي الوَحيدَة
مَوتِي يُنَادينِي الَى بِلادٍ أخْرى
الى تِلالٍ جَديدَة
أشْتَاق الَى زَهرَة مَولِدي
و أنَامُ عَلى رَصيفِ المَاءِ البَارِد...
هُمَا البُعد و القُرب
لَم أخْلو مِنَ الفَرَاغ و الانْتِظَار
رجعْتُ الى مُنْعرِج الصُعُود
لَمْ أسْقطْ تَمَاما
كَانَ فِي حِذَائِي فِكرَة الهُرُوب مِنْ أيَادي الطِيْن
هُو أنَا أتَدَلّى مِنْ يَبَاس
و هَذة الأغْنِيَةُ تُوّشي جُرحَ الأنَا....
كُلّمَا غَسلْتُ أبْوَابِي
رَجعْتُ الَى الأرْضِ مِنْ صَدى اْلجَسَد
و أصْرخُ كَمَا أشَاء عَاريًا
فِي كُلّ الوُجُوه و الدُرُوب.
كَـوَرْد الخَجَل هَذَا العُمر
لا أحَدَ يُشيِّعُني الَى خِتَام المَكَان
الى حيْثُ نَزيف البَقَاء المُتَرَّهل
أنْبتُ فِي هَجير النَصّ
كَظلٍّ مَهْجُورٍ بِلا مَنْثُور فَاكِهَةٍ,,,,,
عَلى سَبيل الفَرَح
أمزّقُ صَمْت القَصائِد الحَزينَة
و أجفّفُ دَمْع اللَيْل
هكَذَا يكتَملُ فَصلٌ غَريبٌ بلا حزْن...
... و يَأتي الاحْبَاط واقِفًا
عَلى سَاقٍ واحِدَة
تُغلّفهُ هَالاتُ الفَزَع و الخَوْف
كَأنَّ الوَجْهَ لَمْ يَعدْ وَجْهي
كَأنّي لَسْتُ جَديرًا بِأقلّ مِن فَرحٍ عَابر...
ضوءٌ منْسوجٌ
عَلى شرفةٍ لا تَطلّ عَلى أيّ شيءٍ
أعْمى هَذَا الفَضَاء المَمْدُود
أتَوّكَأ عَلى عُيُون النَايَاتِ
و أغَنّي لِلظَلام
في دَاخل اللُغةِ
بَحرٌ منَ الضِيق و التَأويل ...
يُوجعُنِي شَيءٌ مَا
لاَ هُوَ ذَنْب
و لاَ حُبّ
كَيفَ تُفَسّرُ لِي الأوْهَام مَا لا أدْرِكُه
لقَدْ أجَلّتُ وِلادَةَ كَاملَ اْلقَصيدَةِ
حتّى مِنَ الكتَابَةِ رَفَضتْ لُغَتِي
لَمْ يَتَبّقَ منْ الفَاجعَةِ سوى غَرَابَتهَا
أهربُ منْ سَمَاءٍ بِلا حُلمٍ أزْرَق
و أدخُلُ مَسافَة الذَاتِ...
هُو كَذلك لاَ يَراني
يَغرقُنِي فِي بُحيْرات السَوَاد
و أنَا في النُّور أحتَرقُ حتَّى الصَبَاح
لَذّةٌ مَجهُولَةٌ تَجعَلنِي
أحبُّ اكتِمَالَ الظَلامٍ....
كَأنّ لا شَيءَ لديّ,
خَمرٌ بِلا لونٍ و لا طعم
شِعرٌ يجرجِر قَافيةً مَجنُونة
أخْلو مِنْ مَكانِي
و أرحلُ بَعيدًا
كي لاَ أراني فِي الشَيءِ ذَاتِه....
مَا نَفْع انْكسَار الرُوح
لَحْظَة ذُهُولٍ
و شُرُودي فِي ضَجيج الشَهْوَة
يَلفَحنِي لَهيْبُ الارصفة العَاقرَة,
ضيَاعٌ يَكّتظُ بي
أفَتِّش عَنْ مُفْردةٍ بينَ سَنَابِل الأيَّام
و لا أنَا مَشيتُ إلَى جَحيم الشِعْر...
كانَ يَبدُو كالانتِحَار بَعيدًا
و لَمْ تَكنْ سَاعَتِي متَأخّرَة عَنِ المَوعِد الأوّل
هُناك حيْث المَنْفى و الشُرُود معًا
مَا زلتُ أرضَعُ ريْقِي عَلى مَهَلٍ
و أبحثُ بَيْنَ المَوتى عَنْ نَغمٍ طفُوليٍّ مُلَطّخًا بِالحَبق.
كَان يَنبَغي عَلينَا
انْ نَمشِي مَع الأمْوَات فِي نَفَقٍ كُلّهُ نُطَف
انْ نُسطِّرَ عَلى وَجْه النَسْل
بَعضَ غيْبٍ , و بَعض شَمْسٍ
كلّنَا فِي الطَريقِ نَختَار الخَيبَة الكُبْرى
نَمدُّ يَدًا مَغمُوسَةً فِي التُرَاب
و نَقطَع فَرْعًا مِن شَجَرة المُصَادفَة
يَومًا مَا نَفتَرق ,
يومًا مَا نَكتبُ حَرفًا واحِدًا مِنْ حُلمِنَا المُؤَجل...

علي التميمي
09-02-2015, 09:10 PM
لَم تخْلُ من الجمال
خريدة تصف لسان الحال
بورك فكرك ونبضك
تحيتي

منية الحسين
09-03-2015, 03:24 PM
باتت أرواحنا تعاني الاستلاب في ظل
هذا الزمن الموبوء بالطعنات
هو ظل حرف نتوكأ عليه ؛ليقودنا لبعض حلم
؛
نثرية عالية الكعب .. متينة اللغة والبيان ومفخخة بالصور الرائعة
سلم المداد وسلمت

منية الحسين
09-03-2015, 03:25 PM
؛
؛
للتثبيت

لطفي العبيدي
09-03-2015, 08:07 PM
أستاذ علي
شكرا لك من القلب
بورك فيك يسرني مرورك الراقي
تقديري

محمد الصالح الجزائري
09-06-2015, 12:02 PM
شكرا لك أخي لعبيدي..ووجدتك أخيرا!! قرأتُ واستمتعتُ ولي عودة إن شاء الله...

عواطف عبداللطيف
09-08-2015, 01:23 AM
صور مؤلمة ومشاعر متفدقة من صور الغربة
يلونها الألم
ويكتسيها الذهول
وسنابل الأيام بقيت تنتظر الشمس لتكبر وهي تئن
والخيبة تدرك الروح

نص يستحق التوقف
والتثبيت

دمت بخير
تحياتي

لطفي العبيدي
11-07-2015, 01:15 PM
شكرا لك استاذة منية

حضورك يسعدني


شكرا لك

لطفي العبيدي
11-07-2015, 01:16 PM
استاذي محمد الصالح

سعيد أنا بتواجدك هنا

مودتي و محبتي

جوتيار تمر
06-25-2016, 10:53 AM
الاشتغال على اللغة والتناغم بينها وبين الشكل خلقا في المجمل نص متنامي في جوانيته وتراكمي في حراكه التشكيلي الصوري.

محبتي
جوتيار