الخواطر المشاركة في مسابقة النبع للخواطر 2015

[عواطف عبداللطيف]

http://www.nabee-awatf.com/vb/mwaextraedit4/extra/42.gif




آل النبع الكرام
تحية طيبة
بمناسبة الذكرى السنوية السادسة لتأسيس منتديات نبع العواطف الأدبية
1\10\2015
تعلن إدارة منتديات نبع العواطف الأدبية عن مسابقة في الخاطرة
للاطلاع والمشاركة
مع التقدير

مسابقات منتديات نبع العواطف الأدبية
في الخاطرة
لعام 2015

شروط المسابقة

1- أن تكون الخاطرة كتابات الكاتب نفسه ولا يحق المشاركة بكتابات منقولة.
2- يحق المشاركة بنص واحد فقط.
3- أن لا تكون الخاطرة منشورة سابقا في أي وسيلة من وسائل الإعلام.
.4- يجب- أن لا تكون الخاطرة أقل من 50 كلمة ولا تزيد عن 150 كلمة. .
5 ـ أن تكون المادة المقدمة مكتوبة باللغة العربية الفصحى مع الانتباه الى الأخطاء الإملائية والنحوية وكذلك الاهتمام باللغة التعبيرية والوصفية والإنسيابية في النص ,وأن تبتعد الخاطرة عن التطرق للرموز السياسية أو الإساءة للأديان أو بما يخدش الحياء العام.
6ـ يرفق بالعمل: ـ السيرة الذاتية والصورة الشخصية
وصفحة مستقلة تثبت بها البيانات التالية:
أ ـ عنوان الخاطرة
ب ـ اسم المتسابق الثلاثي
ج ـ العنوان البريدي كاملا ورقم الهاتف
د ـ قائمة بالمؤلفات المطبوعة ( إن وجدت)
هـ ـ البريد الإلكتروني
و-العنوان على الفيسبوك
ز-تعهد من الكاتب بالتسجيل في المنتدى والمشاركة بشكل فاعل فيه

7ـ تستبعد الأعمال غير المستوفية للشروط من المسابقة
8- يفتح باب قبول المشاركات في 10\9\2015.
9ـ يغلق باب القبول يوم 30\9\2015.
10-يتم نشر الخواطر في موضوع خاص في قسم المسابقات في منتديات نبع العواطف الأدبية حسب تسلسل معين بدون ذكر إسم صاحب الخاطرة .
11ـ ترسل الأعمال المشاركة على البريد الإلكتروني التالي :

Laym2402@yahoo.com
تحت عنوان مشاركة بمسابقة الشعر
أو برسالة خاصة داخل المنتدى للسيدة عواطف عبداللطيف
أو على الحساب الألكتروني Awatef Abd Alatef على الفيسبوك
12ـ لمعرفة المزيد عن المسابقة تكرموا بزيارة موقعنا على الشبكة العنكبوتية
http://nabee-awatf.com/vb/private.php
منتديات نبع العواطف الأدبية
http://www.nabee-awatf.com/vb/showthread.php?t=22918

13-يحق لغير الأعضاء المشاركة في المسابقة.
14-يمنح الفائزون بالمراكز الثلاثة الأولى أوسمة فخرية خاصة بالمسابقة وشهادات تقديرية.
15- يتم طبع ديوان للفائز بالمركز الأول ب (10) نسخ بعد الحصول على الموافقة بالطبع من دار الكتب والوثائق القانونية في العراق ويتم تسليمه (خمسة نسخ منه ) مع الأوليات, وإيداع الخمسة المتبقية في دار الكتب والوثائق العراقية حسب القانون
تصميم الغلاف وكتابة المقدمة يتم بالاتفاق مع الفائز على أن لا يتجاوز عدد الخواطر عن 20 خاطرة للديوان.

تتألف لجان التحكيم من:

1-لجنة عليا من إدارة المنتدى :عدد ثلاثة
2-خمسة خبراء
يتم الإعلان عن أسمائهم بعد إعلان النتائج

ومن الله التوفيق

[عواطف عبداللطيف]

http://www.nabee-awatf.com/vb/mwaextraedit4/extra/42.gif



وعلى بركة الله

الخواطر المشاركة في المسابقة لعام 2015

[عواطف عبداللطيف]

الخاطرة رقم (1)

الحنينُ وخبزُ الذّكرى

أفتقدكِ
وليس في قادمِ الأيامِ سلوى
أشتاقكِ ، وما في مقتبلِ الأيام
غير سرابِ وعودٍ يحسبهُ الولهانُ لقاء
ليتني يا حبيبتي
استطيعُ فكَّ أزرارِ اختناقي
حينما يلفّ الحنينُ ذِراعهُ حولَ عُنُقي
ليتَ حضوركِ ينجدُني
حينما أتسوّلُ بعضكِ الغائب
وكلّي المُتضوّر
يُبللُ خبزَ الذّكرى
في وعاءِ الأملِ الفارغ
ويُطعمُ قلبي
اسعفيني بلمسةِ حبّ
تُرتّبُ فوضويّتي
تمحو طباشيرَ حُزني
المكتوبة في ألواحِ القدر
امنحيني مساءً نُجدّدُ فيهِ وعدَ الهوى
نرتدي به همساً أنيقاً
نُلوّنُ أحداقنا بالبهجةِ
نعِدُّ أنخابَ اللّقاءِ
نتركُ لـ عيوننا فرصةَ تعارفٍ
ولِأناملنا منحةَ دفء
نسرِجُ لِأرواحنا رحلةَ عشقٍ
نعصِرُ أثداءَ القصائدِ
لشفاهِنا العطشى

[عواطف عبداللطيف]

الخاطرة رقم (2)

في الكهف

بالأمس كتبتُ على خديك ِ كلَّ قصائدي،
وأغرقتُ في عينيك ِ كلَّ مراكبي ،
ورسمتُ على شفتيك ِ حبلَ مشنقتي ،
بعد ثانيتين،تمَرّدَ جيدُك ِ وارتجَّ نهداك ِ وفتح لي قلبُك بابَه وأشار عليَّ بالدخول.
أجلسَني على أريكة ٍ حمراءَ ومسحَ على رأسي.
أحْضرَ لي مُهرا أبيضَ بجناحين.
طار وحطَّ بي فوق غمامة ٍ عليها يمامة ٌ.
هامَسْتُها لامَسْتها—توَهَّجَتْ -- وارتجفتْ ،مِلْتُ عليها،..... قبَّلتُ حبلَ مشنقتي،....عانقتُ كلَّ قصائدي وثقبتُ بعضَ مراكبي.
فقد كان ورائي - ملكٌ يأخذ ُ كلَّ سفينة ٍ غصبا - عندها قتلتُ الغلام َوبنيتُ الجدارَ وعُدتُ إلى الكهف وعاث الملكُ فسادا في الأرض.
تبسّمتْ يمامتي ساخرة ً ..... مَزقتْ كلَّ قصائدي، وجففتْ ماءَ عينيها ،وفكّتْ حبلَ مشنقتي.
بكيتُ ساعة ً على ذراعها فازدادتْ سخرية ً بي وقالت:- ابْك ِ كما تبْك ِ النساءُ على مُلك ٍ ضيَّعته يداك،
اهبطْ إلى الأرض ولن أفتحَ لك بابَ قلبي حتى تهدِمَ الكهفَ بكفيكَ، وتتأبّطَ سيفا وتعودَ بتاج ٍ ٍلا يليقُ بسواك.

[عواطف عبداللطيف]

الخاطرة رقم (3)

ما لم تدونه ذاكرة الحرائق



موجعة هي الحكايا
حين تستلقي بلزوجة ذكرياتها القلقة
وتخلع قميص نهارها المسكون
بوجع الظل
لتفتح بوابة صيف تترصده
صباحات لشتاء أعزل
موجعة
حين ترصفنا فوق جدار الصمت .. كجوع
يعتصر خرائب .. أمس نازف
يسكبنا
ليعصر دهشة الألوان من نوافذنا
ويشتل في منافي الغيم
خريفنا الطويل
موجعة
حين ترجمنا حجاراتنا ، بكل انكساراتنا
فنهرب من خارطة وجوهنا المحنطة
كأسماك تبتلع بقايا .. لحصى صغير
موجعة
حين نلبس وجه بحيرة
ونقبّل نصف اغفاءة ٍ
لدمعة أخيرة
لفظتها آخر زهرة لوتس بيضاء
هل كان هنالك وقت ..حينها
لأقرأ كل شئ
فوق جناح بعوضة نافقة
أم كان علي أن ألملم بقايا نهاراتي
وأراك وأنت ترحل ، خلف السديم
لم يكن أمامي وقت
لأحمل حلمك الى معمورة هذياني
هو الحزن يأتيني بك
فيأتيني اليك
وحده ..إله الصمت
يحمل فرصة
ليعتصر غيمة عقاربك
ويضع أوراق اعتماده
فوق حلمك البعيد
وحده .. إله الدم والشهوة
يخرج من تنفس نخلك
ليحصي خلودا ً قصيرا ً
يبني من الرمل يأسا ... يزفه
فوق المزامير الحبيسة
وحده .. إله الـ( .... )
يأتي جريحا في الضوء الأزرق
ليقطف شمسا ً .. لأمل ٍ يتمطى
أو يبتكر
فجرا للعبة قادمة
كان علي أن أرحل
قبل أن أحصي دمامل حروفك
المتوسدة بلا هوية
لتصير ستارة لمسرح عابث
ربما
كان علي أن أعدل بوصلتك
لأستأصل قبلة
كادت أن تراود
سقوف وصاياك
وهي تخمّر خبز أناشيدنا
وتتلوها قصائد.. لصوم طويل
ربما
كان عليك أن تطوي
حقول مراياك
وتنذرني
لأنصت لتغريد العناكب
عند ثنايا
ازميلك القديم
محرجة
هي النهاية
حين تحلق بأصداف مدامعنا
وهي مقصوصة الأجنحة
محرجة
حين تراودنا أغنية الأمس
لنحكيك
كأسطورة تلزمنا ..
كعقدة الوباء
كشاطئ صيفي
نبحث فيه عن وجوهنا
ولا نجدك
أو كنافذة نفتحها
فيمر منها منقار الضوء
فيلتقطك
محرجة
حين تعجز كل نداءات كهرمانة
وقوافي المتنبي
وتراتيل شهرزاد
عن تأجيل ((موت )) .. مؤجل
عند أعتاب حورية بصرية
نسيت مشطها
وتبعثر قاموسها
بين بقايا مركب لسندباد ارتدى معطف أمسنا
وركب قاربها
ليجدف بنا الى فم حوت دخاننا اللامرئي
عند عنق سيكارة مخمورة
نامت بين أنقاض رسالة
داهمت ضوء سراجنا
لتكتبنا بأوردة
حبرها اللامنسي....... !

[عواطف عبداللطيف]

الخاطرة رقم (4)

لنّ تُغادِري عِش القَصيدة


عَيناكِ تَصْنعان لإحْلامي نافِذة
وتَمْنَحُني خَرائِط النُجوم
واتجاهات الطُرق المُؤدية الى الفِردوس
وحتى تَبدأ حَفلة الكِتابة
احتاج إلى استدارة خُصرك
لِتَكتَمل دورة قَلبي
وإلى صَوتك
ليسافر بي سراً
وإلى شَفتيكِ
لأشرب مِنهُما قُبلة
ولِكي تَكوني على مَقاسِ لُغتي
أتَخيلكِ بثوبٍ مِن بَلور
تَتشابكُ فِيه الأزهار
أتأملُ وجْهُكِ المُشْمِس
وانْحِرافُ فَمُكِ حِينَ يَبتَسم
وألتصقُ بيديكِ الناعِمة كالريش
وتَحْت هَذه السَماء الواسِعة
لَيسَ هناك امرأة تَشْبَهك
نَقِية كَدمعةٍ حَبيسة في عَينِ عاشق
رَقيقة مِثل أصابعٍ تُداعِب عُنق
جَمِيلة كَواجِهةِ كَنيسة
جَبِينُها ساحل رَمل
يَسْتقبل مَراكِب الصَيد والنَبيذ
تُهَيمنُ على جَميعِ المَرايا
ويَحْدُث للنساءِ كُسوف حِين تَحضر
تَدْخلُ مَسامات الوَرَقة مِثل الحِبر
وتَخلُق فضاءاً مُشتعلاً بالكَلِمات
تَطْعَنُ كِتاباتي
كَما يَطْعَنُ السَيف الخاصِرة
تَتَرسب في فنجانِ حُروفي
ويَضُمُني شَعرُها مثل كِتاب شِعْر
إنكِ القَصِيدة
التي تَحْتَرق مِنْ اجلِها جَمِيع الدَفاتِر
والوردَة التي لا تَخْرُج إلا مَرّة واحِدة
على سَطح القَمر
إنكِ الوحيدة التي تُغير هَندسة الكِتابة
وتُعِيدُ بِناءها حَجَراً حَجر

[عواطف عبداللطيف]

الخاطررة رقم (5)

وجع بمرتبة الشرف


شيءٌ ما.. يضرب في فؤادي
وأنا أرمي ما تبقّى منك في أتون النسيان
وجعٌ ما.. يعبّئ دلاء الخواء في ذاتي
يزلزل سكينتي المصابة بداء التوحد منذ هروبك الأجعد المتحضّر
ينبش في أرض ذاكرتي العالقة بآخر خطوةٍ
خلّدتها أقدامك
انقباضةٌ ما.. تلج صدري كـلصٍّ حاذقٍ
يستخرج ما كنت أحاول إخفاءه خلف كواليس المكابرات المتمردة
شعورٌ ما.. يستفزّ الضجيج الناشب في مكابح صمتي
ها أنت تغضّ قلبك الجاحد عنّي ممتطياً صهوة غيابك الطويل
كـ جدولٍ صديانٍ جديب
بعد أن أصدرت حكم الفراق خنقاً حتى الموت
بعد أن خلعتني كـ أرملةٍ من وجدانك المتقهقر
وطردت ضميرك خارج مناخ وجودك
بعد أن ألقيت عليّ ثعابين طراءتك.. وكسوتني بأسمال براءتك
بعد أن تجاهلت فوضى الإشتياق
واللهفة الراكضة على كورنيش قصائدك
تركتني لأحزاني كـ جذعٍ مسنٍّ فقد حقه في النمو
واصطك واجماً أمام شتاءٍ مفترسٍ
سلبه آخر تغريدةٍ تلتها العصافير على شهوة إصغائه
ترى.. هل نسيتك حقّا كما ظننت..؟
هل نفضتُ عن حجرة قلبي غبرة حبّك
هل محوتُ وصمة انتظاري من وجه مساءاتي الشاحبةِ جدا
وغسلتُ ليلي من هبوة حداده
كنتَ وما زلتَ غصّةً.. كأنها ولدت للتو
في حنجرةٍ
لم ولن تنطق سوى حروف اسمك

[عواطف عبداللطيف]

الخاطرة رقم (6)

(في كفن الكرامة أنال ارتقائي)

مرةً أخرى سأكتب وأنا في حالةِ عشقٍ..
إليكَ يا ترابَ الولاء..
من أين أبدأ والأخضرُ اختلسَ الانتظارَ
والأصفرُ سكن أحزاني
أمددُ الخيال ما بين نومٍ عميقٍ وسفرٍ قَصِيٍّ ..
أشعل الوقتَ كلهُ لفافةً لأصعدَ إليكَ بشهيقٍ مطّاطيٍّ ..
لأصلَ كبريائك...
قبلَ أنْ يهدأَ لسانُ القهوةِ من دعوتي لارتشافِ الأملِ ..
أحضرتُ حبرَ دمي وتوحّدتُ مع حواسّي .
لاااا يا حبيبي..
لا تدمعْ بحقّ وجودِ البشرِ على الأرضِ
وبحقّ مَن صنعَ لك هذا الدمعَ
وبحقّ من جعلني عاشقاً لك ..
لا تخفْ شوقي الكبيرَ
فأنا لستُ بماردٍ حتى أقسو على صباكَ
وأقطفَ من وجنيتكَ قبلةً
وأغادركَ ...
ولستُ غيوراً لأحجبكَ عن عيونِ من يشتهي رؤاكَ ..
ولكني قاتلٌ ومحاربٌ وقاصمٌ ظهرَ كلّ من يغرزُ غدرَهُ في عينيك
تعالَ وانفخْ في صورِ أفكاري ..
والتهب كلّ حروفِ النداءِ من غيبوبتها
أعرفُ الآن أنكَ صحوتَ مع تراتيل الفجرِ
وأعرفُ أنك تجدلُ الضوءَ لجنينٍ سيقبل
وتذرف من غمام عينيك أجندةً مجروحةً
ومن صمتكَ السلام
وتمنحني وصالك لأشعرَ بالدفءِ
هاتِ يديك وتلمّسْ نبضيَ الأخير ..
وامسحْ جبينكَ بأنفاسي.
يا طائيّ الجودِ ..
لا تدعْني جائعاً لكفنِ كرامةٍ
اسمعني وافتحْ أذنكَ لأنالَ ارتقائي
افتحها قبل أن تهدأَ طقطقةُ أنفاسي ..
فأنا لكَ الشهيدُ ...
الذي لم يلفظْ بغير "أشهدُ أنك الوطنُ المجدُ ..والحبيب"

[عواطف عبداللطيف]

الخاطرة رقم (7)

رقصة الحداد

خيبات تتغنى
بمجد أفل
على أوتار
عود الاندحار
أصابت الروح
في مقتل
و ضمائر تترنح
تراقصنا بين الأشلاء
على خشبة الاحتضار
وسط جوقة الاحتيال
على ترانيم
حزن ذريع
و ترانيم حلم
ذبيح نبكيه
في ثوب الحداد
بلحن ينزف
دندنة الآهات
كصرخة الانبعاث
إلى لحد الانكسار
تموسقت بالقهر
الذي يهيئ
نعوش الأمل
في مسرح الذبح
و نوتات تشيع
ما تبقى من دماء
في الزمن المغتال

[عواطف عبداللطيف]

الخاطرة رقم (8)

عشق رباني


أحبكِ قبل ميلادي ، وعشقكِ ملأ آفاق الروح ، وبلغ الأعماق
صدى عطر ذكركِ يرص أساس بنيان الروح والوجدان
كم أشتاقكِ كعبتنا المشرفة بيت الله - ذلك العملاق الشامخ في أرضه -
حيث تنتظم دقات ساعة الخافق على وقع لهفة الخُطا إليه ،
لمعانقة العشق الإلهي ، وارتشاف شهدِ حبٍ يفوق كل أصناف الهوى
أحبكِ يا قبلة المؤمنين ، ومقصد التائبين الخاشعين ، ومرجع التائهين ،
ومأوى القلوب في مشارق الأرض ومغاربها ..
باكتحال رؤياكِ يخضرُّ الهناء في مرابع العيون
و تسري الرجفة في ثنايا الضلوع
و تنبت روحانية تتبتل لها كل أركان الجسد و تفاصيله

والروضة الغراء جنة الله في أرضه -
إليكِ تشد الجموع رحال ضعنها
حيث بقرب الحبيب عليه الصلاة و السلام نهيم شوقاً
وترتاح فيها النفس بالصلاة
و تتكسر الهموم ولو كانت ملء فلاة
وترسو في موانئ الهيبة و الإجلال أشرعتها
و تسير في اتجاه ريح الإيمان و الخشوع بوصلتها

رباه قد أينعت بذور الرجاء في صدري لحبيبك أزور وأرتوي
رباه إني لعفوك أرتجي ولباب بيتك يهوي خافقي
أنا عبد فقير إليك أنحني و ليس لدونك ألتجي

لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك

[عواطف عبداللطيف]

الخاطرة رقم (9)

لا تشكريني

لا تشكريني ..
ان قلبي في الهوى غنى
فما غير الهوى يا ليلاه يحييني
لا تشكريني
بل دعيني اطوف مدائن الجمال في عينيك
وفيك كل ما كان يعنيني
دعيني اراكِ .. اشم شذاك
فما غيره ينعشني ..
وان كانت زهور شتى في البساتين
رؤاكِ تحملني على جناح من حب
والى عالم الأحلام تنقلني
وبها عشتُ الحياة التي كانت تعليني
لا تشكريني سيدتي
فالحب عطاء بلا حدود
وهو بقايا من فردوسنا المفقود
ايتها الرقيقة كالحرير
ايتها الاميرة في افكاري
كل شيء فيك بالجمال جدير
يا روعة الأقدار
صدقيني لولا حبك ما كنت حيا
وما كنت اكتب الإحساس في يديا
وما كنت في جنائن العشاق اسير
بين الأزهار
لا تشكريني .. حبيبتي
بل اشكري نفسك

[عواطف عبداللطيف]

الخاطرة رقم 10

اعتراف

-1
آمَنْـتُ...
آمَنْـتُ بِأَنَّـكِ أَوَّلُ مَـنْ أَحْبَبْـت
وَأَوَّلُ مَـنْ أَشْعَـلَ فِـي الصَّـدْرِ
وَلاَ يَـدْرِي
غَابَـاتِ الأَشْـوَاق
وَشَــرَّعَ لِلتَّجْدِيـفِ
خَلاَيَـا الأَحْـدَاق
وَأَطْلَـقَ طَيْـرِي
وَحَمَائِـمَ
تَمْتَشِـقُ الأَبْهَـاءَ
وَتَبْحَـثُ عَنْـكِ وَعَنِّـي.

-2
آمَنْـتُ...
آمَنْـتُ بِأَنَّـكِ أَوَّلُ مَـنْ أَطْلَـقَ بِأَعْمَاقِـي
أَلْـفَ فَرَاشَـاتٍ
أَلْـفَ يَمَامَـاتٍ
وَتَـوَارَى
يَمْسَـحُ عَـنْ أَرْصِفَـهِ الْقَلْـبِ
طُفَيْـلاَتِ الْحُـبِّ
وَيُرْسِلُهَـا أَمْوَاجـاً
مُفْـرَدَةً
فِـي الْخِصْـبِ
وَفِـي أَلْـوَانِ الطَّيْـف
تَتَشَعَّـبُ فِـي مًَمْلَكَـةِ الْوِجْـدِ
وَبَيْـنَ الأَحْـلاَمِ الْمَحْجُوبَـة
واَلأَحْـلاَمِ الثَّكْلَـى
لُغَـةً أُخْـرَى
تَتَمَاهَـى
تَنْدَلِـقُ مِـنْ مِنْقَـارِ الطَّيْـرِ
شِفَـاهِ الزَّهْـرِ
وَحُنْجُـرَةِ الطِّفْـلِ
غِنَـاءً
وَقَصَائِـدَ
تَخْفِـقُ فِـي الصَّـدْرِ
مُطَـرَّزَةً بِعَنَاقِيـدِ الْعِشْـق.

-3
آمَنْـتُ...
آمَنْـتُ بِأَنَّـكِ أَوَّلُ مَـنْ دَخَـلَ الْقَلْـبَ
الْمُتَضَـرِّجَ بِالْهَـمِّ
وَبِالْحُـزْنِ
وَأَوَّلُ مَـنْ أَوْقَـدَ قِنْدِيلِـي
أَمْسَـكَ أَجْـزَاءَ الصَّمْـتِ
وَكَسَّرَهَـا
نَشَـرَ الْفَـرَحَ الْقُزَحِـيَّ
فِـي الْفِنْجَـانِ
وَفِـي الْخُبْـزِ
وَأَحْـرَقَ مِـنْ أَجْـلِ الْحُـبِّ
الْفَجْـرَ الِْكَـاذِبَ
وَالسُّحُـبَ الْحُبْلَـى
مِـنْ أَجْـلِ الْمُـدُنِ السُّفْلَـى
واَلصَّـدْرِ النَّاشِـفِ
وَالْحضْـنِ النَّـازِفِ
غَابَـاتِ النَّرْجِـسِ
وَالْكَلِمَـاتِ الْمَعْكُوفَـةِ
فِـي صَحْـرَاءِ الْخَـوْفِ
وَفِـي شُرُفَـاتِ الْعُهْـرِ
وَكُـلِّ الصَّفَحَـاتِ الْمَمْهُـورَةِ
بِالْحِبْـرِ الأَبْيَـضِ
بِالْكلْـسِ
وَبِالْمَـاءِ
وَكُـلِّ قَوَامِيـسِ
مَزَامِيـرِ الزَّمَـنِ الْمُبْحِـرِ
فِـي الْقَـالِ
وَفِـي الْقِيـلِ...
وَشَـرَّعَ أَبْـوَابَ الْقَلْـبِ
لِصَبَاحَـاتِ
مَسَـاءَاتِ الزَّمَـنِ الْمُتَوَقِّـدِ
وَالزَّعْتَـرِ
وَالْمَـاءِ الْعَذْبِ.

-4
آمَنْـتُ...
آمَنْـتُ بِِـأَنَّ أَحْزَانِـي
كَانَـتْ عُظْمَـى
قَبْـلَ لِقَـاكِ
وَشَرْنَقَتِـي
كَانَـتْ دُنْيَـايَ وَمَمْلَكَتِـي
كَانَـتْ آفَاقِـي وَفَضَاَءَاتِـي
كَانَـتْ بُسْتَانِـي وَنَبَاتَاتِـي
كَانَـتْ عَنَاقِيـدِي وَدَالِيَتِـي
كَانَـتْ عَالَمِـيَ الْمَرْصُـود
كَانَـتْ كُـلَّ تَفَاصِيـلِِ حَيَاتِـي
فَجْـأَة
تَتَحَـلَّلُ أَحْزَانِـي
حُزْنـًا...حُزْنـاً
تَطْلَـعُ نَخْـلاً
يَغْـرِفُ مِـنْ قَلْبِـي
فَيْـضَ الْحُـبِّ
وَفَيْـضَ الشِّعْـرِ
تَتَفَتَّـحُ شَرْنَقَتِـي
تَتَفَتَّـحُ عَـنْ كَـوْنٍ قُزَحِـيٍّ
عَـنْ فَجْرٍ
يَرْشَـحُ آلاَءً
بِصَبَاحَـاتٍ
مَسَـاءَاتِ الْسَعَـلِ ،
الزُّبْـدَةِ
وَالْخُبْـزِ الأَسْمَـرِ
وَالشَّـايِ...
عَـنْ أَرْضٍ تُخْفِـي فِـي بُرْدَتِهَـا
تَمْوِيجَـاتِ السُّنْبُلَـةِ الْمُدْهِشَـة
وَضِبَـاءً
تَتَقَافَـزُ بَيْـنَ هَسِيـسِ الْحُلْـمِ
فُصُـوًلا...فُصُـوًلا
دَالِيَـةً
يَتَفَيَّأُهَـا الْعُشَّـاقُ
الْبُسَطَـاءُ
الْغَجَـرُ.

-5
آمَنْـتُ...
آمَنْـتُ بِـأَنَّ مَجَادِيفِـي،
قَبْـلَ لِقَـاكِ،
كَانَـتْ تَمْخُـرُ أَنْهَـارَ الزَّبَـدِ
فَتُحِيـلُ يَـدِي
شَـلاَّلاً
يُطْفِـئُ فِـي جَسَـدِي
قَبَسـًا مَشْحُونـًا بِالْحَـرِفِ
بِأَلْـوَانِ الطَّيْـفِ،
وَحِيـنَ يَتَعَالَـي صَوْتُـكِ
يَهْتِـكُ أَسْـرَارَ الْقَلْـبِ
تَسَـلَّلَ ضَـوْءٌ
يَخْلَـعُ عَـنْ مِجْدَافِـي
عَرْبَـدَةَ الصَّمْـتِ
وَأَشْـلاَءَ زَمَـان
وَيُغَنِّـي لِلأَجْنِحَـةِ الْبَيَضَـاءِ
وِلِلْمَـدِّ الرَّاحِـلِ
فِـي عَرَبَـاتِ الْجَسَـدِ الْمُتَهَالِـكِ
بَيْـنَ فَضَـاءَاتِ الْقِيـلِ
وَتَضَارِيـسِ الْقَـالِ
وَفِـي شُرُفَـاتِ الْهَـدْرَة*
يَـزْرَعُ ذَرَّاتِـهِ غَيْمَـاتٍ
فِـي أَحْـدَاقِ الْحَـرْفِ
وَيُغَنِّـي لِلْفَـرَحِ الشَّـرِسِ
لِلـدِّفْءِ
لأَِحْـلاَمِ الْعَاشِـقِ
وَالْ
مَ
عْ
شُ
و
قَ
ة
.


* الهدرة : الكلام الفارغ، الثرثرة

[عواطف عبداللطيف]

الخاطرة رقم 11

زعاق الغربة

وحين تحارُ الشّفاهُ عن أن تنبس ببنت شفة،
ويمتلئ الفمُ ماءً !
ويخرسُ الوجع منحنيًا عند خاصرة الألم ..
ينثر القلم برادته، ويهيم بين أروقة السطور،
علّه يجدُ أمْنًا !

رحيلكِ- أمّاه- هزّ أوداج الحنين،
وأصحرني فقدكِ في تيه الاغتراب على مشارف أمل!

كم من الوقت سأحيا؟
إذْ الحياة الفاصلة بين رحيلك ولقائك لا تُعدّ، وهي ملغيّة الحُسبان!
وكم من النور سأُبصر؟
إذْ أُغمضَ منكِ جفن العين وانكسف النور!

وعلى سبيل الصبر،
تُشعل في قلبي نسمة ارتياح حين أقرأها :
"وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ - الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ ...ِ - أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ... "
وتزحف هي الأخرى:
"لولا أن الصبر خُلق قبل البلاء لتفطّر المؤمن كما تتفطّر البيضة على الصفا " متواترة مُرضية!

هكذا تُمدّ لي الرحمات، غضّةً، مُلهِمة!
تحمل أريج الهَدْأة متضوّعا، بعد صخبِ الفراق،
وتُحيي ما بقي رفاتًا في الذاكرة، المواري لسوأة الحزن القاهرة في أعماقي،
إنه الدعاء ..
وهل الحب إلا الدعاء؟!