صلاح الدين سلطان
10-31-2015, 12:23 AM
ذكريات
الوضع السياسي قبل ثورة 14 تموز
2
القسم الرابع عشر
عندما انهيت الابتدائية ، وسجلت في المتوسطة ، اسوة بغيري من الناجحين ، ازدادت علاقاتي مع اصدقاء ، ومعارف من طلبة المتوسطات الاخرى ، وطلبة الثانوية ، عن طريق نشاطي الدراسي اولا ، ونشاطي السياسي ثانيا ، ومن ثم نشاطي الرياضي ثالثا. اصبحت تقريبا معروفا على صعيد المتوسطات والثانوية. لذا بعد انتقالي الى بغداد ، وجدت الكثير من اصدقائي ومعارفي من خريجي الدورات التي قبلي قد تخرجوا من الكلية العسكرية ، لذا كنت التقي بهم بين حين و اخر ، وكان قسم كبير منهم يزورني في بيتي ( المشتمل ) وكان اتجاههم قومي يعتزوا جدا بجمال عبد الناصر ، وكانوا يحدثوني بحماس لثقتهم القوية فيّ ، كما كنت بحكم تعرفي على بعض البعثيين ولم يكن لهم وزن سياسي في وقتها ، غير أنهم كانوا مع القوميين في معاداة الشيوعيين ، وفي اعتزازهم بجمال عبد الناصر رحمة الله عليه.
كنت في داخلي اشعر بفخر ، من شجاعتهم ، وشعورهم الوطني ضد الاستعمار.
الشيء الغريب ، كنت لا اومن بتكتيك الحزب الشيوعي على الساحة العراقية ، والعربية كاملا ، غير اني كنت لا اعتبرهم قوى يجب محاربتها لكوني أعتبرها قوى وطنية تهدف لتحرير الوطن من الاستعمار. كنت على خلاف معهم في بعض الامور ، وانقدها بشدة ، مما جعلني اتصرف في امور تنظيمية كثيرة خلافا لرغباتهم.
اصرح لأول مرة ، والله على ما اقول وكيل ، باني ما قدمت انتمائي للحزب ، مع علاقاتي القوية ببعض قياداته ، وكوادره التنظيمية ، مع علمي ان أي شيوعي عراقي ، او صديق لا يمكنه ان يصدق قولي هذا ، ولكن لم اقل الا صدقا ، وستنكشف الحقيقة فيما بعد بعون الله. هناك سببان لعدم انتمائي للحزب الشيوعي:
الاول ، كان ايماني بالله قويا ، وما تمكنت قوة ان تزعزع هذا الايمان في داخلي.
السبب الثاني ، لما سمعت من امور على بعض كوادرهم ، لا يمكن لسياسي نزيه ان يقوم بها ، غير اني كنت اعمل في صفوفه لامتيازه بتنظيم اعلى ادراكا من باقي الحركات السياسية الشريفة.
من هنا سيفهم القارئ الكريم ، باني كنت احتك بأصدقائي من القوى السياسية الاخرى ، والتي لا تصدر عن شيوعي حزبي قد اعلن حربه على كل القوى السياسية الشريفة ، والتي ظهرت بشكل واضح ، بعد ثورة 14 تموز ، وسيأتي الحديث عنها بعون الله.
كنت ازور اخواني القوميين ، وكانوا يعرفوا اني في اتجاه ماركسي يخالفهم ، غير اني لا انكر انهم قوى وطنية شريفة. وكنت التقي بالكثير من الكوادر البعثية من اصدقائي واعتبرهم قوى سياسية شريفة تخالفني ايدلوجيا ، ولكنها معي استراتيجيا بتحرير الوطن من الاستعمار.
وعندما ذهبت بتصرف فردي مع صديق لجماعة من الاخوان المسلمين في الاعظمية ورحبوا بي وسمحوا لي ان اتكلم وودعتهم بطيب ، كان هدفي من كل تحركاتي ان افتح باب التفاهم بين القوى المتناحرة ، لكي لا تصطدم مع بعضها ، و تحقق هدفا مهما للاستعمار ، والقوى التي تسانده في الداخل.
كنت اصرح في كلامي لمختلف القوى التي كنت التقي بها ، بخطورة التناحر بين القوى الوطنية ، لكوني كنت احس ان نشاطاتها لا تبعث الى التفاؤل ، وهذا ما حدث بعد ثورة 14 تموز وخسرنا الخيط والعصفور.
اخوكم ابن العراق الجريح : صلاح الدين سلطان
يتبع
الوضع السياسي قبل ثورة 14 تموز
2
القسم الرابع عشر
عندما انهيت الابتدائية ، وسجلت في المتوسطة ، اسوة بغيري من الناجحين ، ازدادت علاقاتي مع اصدقاء ، ومعارف من طلبة المتوسطات الاخرى ، وطلبة الثانوية ، عن طريق نشاطي الدراسي اولا ، ونشاطي السياسي ثانيا ، ومن ثم نشاطي الرياضي ثالثا. اصبحت تقريبا معروفا على صعيد المتوسطات والثانوية. لذا بعد انتقالي الى بغداد ، وجدت الكثير من اصدقائي ومعارفي من خريجي الدورات التي قبلي قد تخرجوا من الكلية العسكرية ، لذا كنت التقي بهم بين حين و اخر ، وكان قسم كبير منهم يزورني في بيتي ( المشتمل ) وكان اتجاههم قومي يعتزوا جدا بجمال عبد الناصر ، وكانوا يحدثوني بحماس لثقتهم القوية فيّ ، كما كنت بحكم تعرفي على بعض البعثيين ولم يكن لهم وزن سياسي في وقتها ، غير أنهم كانوا مع القوميين في معاداة الشيوعيين ، وفي اعتزازهم بجمال عبد الناصر رحمة الله عليه.
كنت في داخلي اشعر بفخر ، من شجاعتهم ، وشعورهم الوطني ضد الاستعمار.
الشيء الغريب ، كنت لا اومن بتكتيك الحزب الشيوعي على الساحة العراقية ، والعربية كاملا ، غير اني كنت لا اعتبرهم قوى يجب محاربتها لكوني أعتبرها قوى وطنية تهدف لتحرير الوطن من الاستعمار. كنت على خلاف معهم في بعض الامور ، وانقدها بشدة ، مما جعلني اتصرف في امور تنظيمية كثيرة خلافا لرغباتهم.
اصرح لأول مرة ، والله على ما اقول وكيل ، باني ما قدمت انتمائي للحزب ، مع علاقاتي القوية ببعض قياداته ، وكوادره التنظيمية ، مع علمي ان أي شيوعي عراقي ، او صديق لا يمكنه ان يصدق قولي هذا ، ولكن لم اقل الا صدقا ، وستنكشف الحقيقة فيما بعد بعون الله. هناك سببان لعدم انتمائي للحزب الشيوعي:
الاول ، كان ايماني بالله قويا ، وما تمكنت قوة ان تزعزع هذا الايمان في داخلي.
السبب الثاني ، لما سمعت من امور على بعض كوادرهم ، لا يمكن لسياسي نزيه ان يقوم بها ، غير اني كنت اعمل في صفوفه لامتيازه بتنظيم اعلى ادراكا من باقي الحركات السياسية الشريفة.
من هنا سيفهم القارئ الكريم ، باني كنت احتك بأصدقائي من القوى السياسية الاخرى ، والتي لا تصدر عن شيوعي حزبي قد اعلن حربه على كل القوى السياسية الشريفة ، والتي ظهرت بشكل واضح ، بعد ثورة 14 تموز ، وسيأتي الحديث عنها بعون الله.
كنت ازور اخواني القوميين ، وكانوا يعرفوا اني في اتجاه ماركسي يخالفهم ، غير اني لا انكر انهم قوى وطنية شريفة. وكنت التقي بالكثير من الكوادر البعثية من اصدقائي واعتبرهم قوى سياسية شريفة تخالفني ايدلوجيا ، ولكنها معي استراتيجيا بتحرير الوطن من الاستعمار.
وعندما ذهبت بتصرف فردي مع صديق لجماعة من الاخوان المسلمين في الاعظمية ورحبوا بي وسمحوا لي ان اتكلم وودعتهم بطيب ، كان هدفي من كل تحركاتي ان افتح باب التفاهم بين القوى المتناحرة ، لكي لا تصطدم مع بعضها ، و تحقق هدفا مهما للاستعمار ، والقوى التي تسانده في الداخل.
كنت اصرح في كلامي لمختلف القوى التي كنت التقي بها ، بخطورة التناحر بين القوى الوطنية ، لكوني كنت احس ان نشاطاتها لا تبعث الى التفاؤل ، وهذا ما حدث بعد ثورة 14 تموز وخسرنا الخيط والعصفور.
اخوكم ابن العراق الجريح : صلاح الدين سلطان
يتبع