الوليد دويكات
11-12-2015, 11:33 PM
سفر السفرجل ( 62)
في النهاية ..في حياة المرء محطات ٌمنها ما يبقى عالق في ذاكرته، ومنها ما يغادرها ولا يذكر تفاصيلها ، تماما كما هي علاقات الناس ببعضهم ، فمنهم من تلتقيه مرّة واحدة ولكن تبقى تذكره وتتوق إليه ، ومنهم من تراه فتبدأ تتذكر أين التقيته وما اسمه ...
لكنها كانت محطة فاصلة في حياته ، أصبح لقاؤها تاريخا ، يؤرخ الأشياء قبلها وبعدها ، كان في عينيها الكثير من الحديث الذي لم تبح به ..ربما لحاجتها أن تسمعه وتصغي له ، وهل هناك أجمل من أنثى بجمالها تكون على الضفة الأخرى لنهر الكلام ، أنثى في صمتها كلام ، وفي ملامحها كلام ..
أحضر النادل ُ وجبتين مختلفتين لهما ، كان يرصد حركاتها ، طريقة تعاملها مع الأشياء ، أعجبه كثيرا حين التقطت منديلا من علبة على الطاولة وأخذت تمسح السكين والشوكة كل في منديل مستقل ..هل هو حرصها على الترتيب والنظافة ؟
أم هو نظام حياة تعيشه ؟ بدأ يتناول وجبته بشراهة ، كأن هناك معركة بينه وبين الجوع ، كان سريعا في مضغ الطعام وبلعه ، ونظر لها فزادت دهشته ..حيث كانت تتناول طعامها بهدوء غريب ، تمضع الطعام جيدا وتبلعه بهدوء ...تتناول طعامها كعصفورة ...أحبّت تلقائيته وعفويته وبساطته في طريقة طعامه ،وأعجبه جدا أناقتها في طعامها وشرابها ، هي أنثى تختلف في كل شيء ، تعرف متى تتحدث ومتى تصمت ومتى تبتسم ومتى تضحك ومتى تبدأ الحديث ومتى تصمت وكيف تندهش ُ لحديثه ...كيف تأكل وتشرب ...كل هذه الأشياء كانت تجتمع في مشهد واحد لا يتكرر مرتين ...
طبيعتها دون تصنّع أو تكلف ، تماما كالمساحيق التي تضعها على وجهها ...تضعها لتضيف لمسة الجمال لا كما تفعل الكثيرات ، حين يغرقن في المكياج بصورة مُنفرة دون دراية في توزيع الألوان وتنسيقها على الملامح ...أي أنثى كانت !!
الوليد
في النهاية ..في حياة المرء محطات ٌمنها ما يبقى عالق في ذاكرته، ومنها ما يغادرها ولا يذكر تفاصيلها ، تماما كما هي علاقات الناس ببعضهم ، فمنهم من تلتقيه مرّة واحدة ولكن تبقى تذكره وتتوق إليه ، ومنهم من تراه فتبدأ تتذكر أين التقيته وما اسمه ...
لكنها كانت محطة فاصلة في حياته ، أصبح لقاؤها تاريخا ، يؤرخ الأشياء قبلها وبعدها ، كان في عينيها الكثير من الحديث الذي لم تبح به ..ربما لحاجتها أن تسمعه وتصغي له ، وهل هناك أجمل من أنثى بجمالها تكون على الضفة الأخرى لنهر الكلام ، أنثى في صمتها كلام ، وفي ملامحها كلام ..
أحضر النادل ُ وجبتين مختلفتين لهما ، كان يرصد حركاتها ، طريقة تعاملها مع الأشياء ، أعجبه كثيرا حين التقطت منديلا من علبة على الطاولة وأخذت تمسح السكين والشوكة كل في منديل مستقل ..هل هو حرصها على الترتيب والنظافة ؟
أم هو نظام حياة تعيشه ؟ بدأ يتناول وجبته بشراهة ، كأن هناك معركة بينه وبين الجوع ، كان سريعا في مضغ الطعام وبلعه ، ونظر لها فزادت دهشته ..حيث كانت تتناول طعامها بهدوء غريب ، تمضع الطعام جيدا وتبلعه بهدوء ...تتناول طعامها كعصفورة ...أحبّت تلقائيته وعفويته وبساطته في طريقة طعامه ،وأعجبه جدا أناقتها في طعامها وشرابها ، هي أنثى تختلف في كل شيء ، تعرف متى تتحدث ومتى تصمت ومتى تبتسم ومتى تضحك ومتى تبدأ الحديث ومتى تصمت وكيف تندهش ُ لحديثه ...كيف تأكل وتشرب ...كل هذه الأشياء كانت تجتمع في مشهد واحد لا يتكرر مرتين ...
طبيعتها دون تصنّع أو تكلف ، تماما كالمساحيق التي تضعها على وجهها ...تضعها لتضيف لمسة الجمال لا كما تفعل الكثيرات ، حين يغرقن في المكياج بصورة مُنفرة دون دراية في توزيع الألوان وتنسيقها على الملامح ...أي أنثى كانت !!
الوليد