الوليد دويكات
11-12-2015, 11:38 PM
سفر السفرجل ( 63)
كانت هادئة تماما، وامرأة صامتة تستطيع أن تغيرَ وجه الحضارة ..تستطيع بلغة تنحدرُ من عيونها أن تعيد ترتيب الأشياء من جديد ، أن تقدم الإغراء لقمر السماء أن يبقى أكثر ، وللنجوم أن تمارس َ الرقص ...اكتشف أنها صورة طبق الأصل عن مدينة تسكنه ، وملامح وطن لا يغادره ...رغم أنّ الآخرين كانوا قد سرقوه في ظلام حالك ، لا فرق بينهم وبين من يسرق قصائده ويضع إمضاءه أسفل مشاعره..فالقصيدة في النهاية أنثى والأنثى قصيدة ...وكثير أولئك الذين يسرقون انتصاراتنا ، وينسبونها لأنفسهم ، لذلك لم تجذبني يوما باقة ورد جاهزة لم أقم أنا بتنسيقها واختيار أزهارها وورودها ، لأنني كنت دائما أرفض أن أحمل باقة اعتنى بجمعها وتنسيقها سواي ويقتصر دوري على حملها وتقديمها حتى لا أكون لصا ًلجهد من قام بها .
كانت رغبة أن يدنو أكثر من ثوبها ، يتحسسه كطفل صغير ويجهش بالبكاء ، هل يستمر في الحديث معها طوال اليوم ..هل يمتد حديثه معها لساعات وساعات حتى تتأكد َ أنه لا يستطيع العيش بعيدا عنها ولا يجد للحياة طعما بدونها ،وأنها باتت تسري في عروقه كما الدم في شريانه،كيف يفسر لها أن ما فات من زمن قبل لقائها يكفي ..يكفي بما حمل من وجع ٍ وشوق ٍ وحنين وكلمات ...
هل تعلم كم تعلق َ بصوتها المنساب لوجدانه عبر هاتفها ، وكيف بات من ضروريات صباحه اليومي ونهاره ومسائه ، وأنه التصق بصوتها بل بات َ جزءً من تفاصيل يومه ، تتغلغل ُ ضحكتها في جوانحه ، يتوق لإطلالتها المسائية ..لأنوثتها الطاغية ، لطفولتها وطريقة حديثها وإصغائها ...لأنثى تشبه مدينة ً أحبها ووطنا تشكلت ملامحه في حواسه ، لأنثى أصبحت ذاكرة ..بل أصبحت كل شيء .
اتحاد ٌ بينها وبينه ...حالة من التوحد بين روحه وروحه ...حالة التصاق غير قابلة للإنفصام ...وخوف يداهمه بشكل مفاجيء أن تدنو لحظة الغياب فيزداد تأملها بذهول ...
الوليد
كانت هادئة تماما، وامرأة صامتة تستطيع أن تغيرَ وجه الحضارة ..تستطيع بلغة تنحدرُ من عيونها أن تعيد ترتيب الأشياء من جديد ، أن تقدم الإغراء لقمر السماء أن يبقى أكثر ، وللنجوم أن تمارس َ الرقص ...اكتشف أنها صورة طبق الأصل عن مدينة تسكنه ، وملامح وطن لا يغادره ...رغم أنّ الآخرين كانوا قد سرقوه في ظلام حالك ، لا فرق بينهم وبين من يسرق قصائده ويضع إمضاءه أسفل مشاعره..فالقصيدة في النهاية أنثى والأنثى قصيدة ...وكثير أولئك الذين يسرقون انتصاراتنا ، وينسبونها لأنفسهم ، لذلك لم تجذبني يوما باقة ورد جاهزة لم أقم أنا بتنسيقها واختيار أزهارها وورودها ، لأنني كنت دائما أرفض أن أحمل باقة اعتنى بجمعها وتنسيقها سواي ويقتصر دوري على حملها وتقديمها حتى لا أكون لصا ًلجهد من قام بها .
كانت رغبة أن يدنو أكثر من ثوبها ، يتحسسه كطفل صغير ويجهش بالبكاء ، هل يستمر في الحديث معها طوال اليوم ..هل يمتد حديثه معها لساعات وساعات حتى تتأكد َ أنه لا يستطيع العيش بعيدا عنها ولا يجد للحياة طعما بدونها ،وأنها باتت تسري في عروقه كما الدم في شريانه،كيف يفسر لها أن ما فات من زمن قبل لقائها يكفي ..يكفي بما حمل من وجع ٍ وشوق ٍ وحنين وكلمات ...
هل تعلم كم تعلق َ بصوتها المنساب لوجدانه عبر هاتفها ، وكيف بات من ضروريات صباحه اليومي ونهاره ومسائه ، وأنه التصق بصوتها بل بات َ جزءً من تفاصيل يومه ، تتغلغل ُ ضحكتها في جوانحه ، يتوق لإطلالتها المسائية ..لأنوثتها الطاغية ، لطفولتها وطريقة حديثها وإصغائها ...لأنثى تشبه مدينة ً أحبها ووطنا تشكلت ملامحه في حواسه ، لأنثى أصبحت ذاكرة ..بل أصبحت كل شيء .
اتحاد ٌ بينها وبينه ...حالة من التوحد بين روحه وروحه ...حالة التصاق غير قابلة للإنفصام ...وخوف يداهمه بشكل مفاجيء أن تدنو لحظة الغياب فيزداد تأملها بذهول ...
الوليد