المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قراءة في قصيدة (ملابس الامبراطور الجديدة) للشاعر خالد صبر سالم


فاكية صباحي
08-18-2016, 01:15 AM
ملابسُ الإمبراطور الجديدة

سيناريو للحكاية الشهيرة بهذا العنوان


وأفـْلسَتْ خزينة ُالمدينهْ
فالإمْبراطورُ الأنيقُ أصدرَ الأمرَ لكيْ يُصْرَفَ كلُّ المال
في حياكةِ الملابس ِالثمينهْ
واُعْلِنَ التـقشـّفُ الشديدُ في الخزينهْ
واُصْدِرَتْ ضرائبٌ مجنونهْ
فالطفلُ لا يَرضعُ ثـَدْيَ اُمِّهِ الا على ضريبهْ
والزوجُ لا يَلـْثمُ ثغـْرَ زوجهِ الا على ضريبهْ
والجارُ لا يَسألُ عن جيرانهِ إلآ على ضريبهْ
واُطـْلِقَ الشرطة ُوالكلابُ والجنودْ
ليَحْسبوا الأشجارَ والأثمارَ والزهَرْ
ويَحْسبوا كمْ قطرةً جادَ بها المًطرْ
كمْ سَعْلةً مَنـْهوكةً ، كمْ صرخةً مَكـْلومةً ،
كمْ حسْرةً يُطـْلقـُها المحْرومُ في متاهاتِ الضجَرْ
كمْ نـَغـْمَة ٍيَعْزفـُها الفنـّانُ عندَ شرفةِ القمَرْ
كمْ لهْفةً باكيةً دفينهْ
في قلبِ كلِّ عاشقٍ تـَسْهرُ في ليلتهِ الحزينهْ
ليفرضوا عليهم ضرائبَ الملابسِ الثمينهْ
ويفرضوا عليهمُ ضريبة َالهدوء ِ والسكينهْ

***

وسارَتِ الدولة ُ في خطـّتِها
فالإمبراطورُ الأنيقُ صاحبُ الدولةِ والسلطانْ
أذاعَ في بيانْ
بأنـّهُ قدْ قرَّرَ اسْتيرادَ حائكينْ
ليَصْنعوا ملابسا ً لشخصهِ عجيبة ً
تكونُ مِنْ أعْظم مُنجزاتهِ
في حُكـْمهِ المُزمن ِ والمكينْ
ملابسا ًمُعجزةً لا يقـْدرُ المجنونُ أنْ يراها
***

ومرَّتِ السنينْ
واُنـْجـِزَتْ حياكة ُالملابس الثمينهْ
وقرّرّتْ حكومة ُالمدينهْ
بأنْ يكونَ ذاكَ اليومُ عيدْ
فشارَكَ المذياعُ والتلفازُ بالنشيدْ
واُخـْرجَتْ برامجٌ تـُمَجّدُ المُكتسَبَ الجديدْ
ودَبّجَتْ جرائدُ الصباح والمساءْ
صفحاتِها مُشيدة ًبالحَدَثِ المَجيدْ
والشعراءُ كانَ مهرجانـُهم مُباركا ً
للمُنـْجَز السعيدْ
وسارَتِ المواكبُ الطويلهْ
يقودُها هتافُ أغبياءْ
تـُجدِّدُ الولاءْ
للإمبراطور الأنيقِ دونـَما حَياءْ
واتـّجَهَتْ لقصْرهِ ذي الشرْفةِ البَهيّهْ
تـُريدُ أنْ يَجْلدَها بخطـْبةِ ثوريّهْ
حتـّى إذا أطلَّ مِنْ شرفتهِ جُنـَّتْ
وضجّتْ صاخبهْ
هاتفة ً:
عاشتْ ثيابُ العاهل الثمينهْ
وأطـْلـَقـَتْ صرخاتِ إعْجابٍ بها مفـْتونهْ
لكنّ طفلا ً كانَ يرْنو مِنْ بعيدْ
مُسْتغـْربا ًمِنْ أمْر ثوبِ العاهل ِالجديدْ
مُتمتِما :ــً
أينَ هيَ الثيابُ؟!
الامْبراطورُ الأنيقُ عار ٍ
وهذهِ عَوْرتـُهُ ليسَ لها حجابُ





هذه القراءة كانت منذ سنتين لهذا النص المتميز والذي سيبقى متجددا كمياه النهر ..كل الشكر والتقدير لشاعرنا القدير خالد صبر سالم


*****************

يبدو أن لكل شاعر جاد سيفه البتار الذي لا يستله من غمده إلا في أحلك الأوقات ليوقّع به على ما تجهّم من ملامح حاضره مستنكرا ما آل إليه حال الأمة على أيدي أباطرة هذا الزمن.

وبهذا النص نحن أمام قصة قديمة ارتأى الشاعر أن يجددها شعراعلى مقاس الواقع المريروهو يستحضرها جاهزة ليضيف لها بعض الرتوش ، وبالتالي فنحن أمام مضمون عتيق بشكل حداثي ومن الوهلة الأولى نلاحظ أن الشاعر قد ولج للموضوع مباشرة دون مقدمات، أو تجهيزات مسبقة للمتلقي معتمدا في ذلك على مخزون الذاكرة الجماعية التي تعرف جيدا قصة ذلك الإمبراطور منذ قرابة قرنين من الزمن مصورا بذلك قوتين متضاربتين تمثلتا في :
قوتي الصحو والغفلة
الاستبداد والحرية

النور والعتمة هذان الصرحان اللذان ظلا يتعاقبان كالليل والنهار منذ الأزل ..
ورغم جزالة السبك ، ومتانة اللغة فالصور لم تأتِ مبتكرة..ولا مدهشة .. وهذا ليس ضعفا من الشاعر فنحن أمام طاقة شعرية فذة ..ولكن ليس من السهل أن ينجح الشعر- لغة الإيجاز- في إيصال ملحمة كهذه إلى المتلقي رغم كونه قد اعتمد هنا على إعادة تشكيل لوحة فنية تُخزّنها الأذهان منذ الأزل.. ولم يكن يريد سوى إعادة ترميمها من جديد بفنياته الخاصة حتى تواكب الأحداث التي تظلل سماءنا بقيظها هذه الأيام ..


وبذلك كان الشاعر مجرد راوٍ لقصة سالفة الذكر ..لكنه لم يكن حياديا وهو يسردها شعرا لأنه صاحب معاناة واضحة

وكما نلاحظ يبدأ الشاعر بظاهرة مهمة جدا وهي ظاهرة الإفلاس

وأفـْلسَتْ خزينة ُالمدينهْ

جملة خبرية دقت كنواقيس الخطر وهي تهز السمع والبصر..

ترى ماذا سيضيف الشاعر بعدها ..؟

كان من الممكن أن يتطرق إلى تداعيات ذلك الإفلاس ولكنه عرج مباشرة على الإمبراطورالمتسبب الأول والأخير في ذلك ليواصل إخبارنا بكل التفاصيل المتمثلة في الاستنزاف غير المباشر لأموال الشعوب المستضعفة التي لا حيلة لها أمام الطغاة سوى الصمت، ومسايرة الأحداث مع انتظار يد الفرج أن تطرق الأبواب..أو انتظار معجزة تبعث بها السماء بين ليلة وضحاها

..

ولكن السؤال هنا هل قصد الشاعر الإفلاس المادي..؟


بطبيعة الحال لا .. فالإفلاس هنا معنوي ..لأنه إفلاس من نور العلم ..
وإفلاس من المبادئ والقيم التي أدت بالمجتمع إلى التهلكة وهو يسير مغمض العينين .. مطاطأ الرأس تحت وطأة الجهل ..والخنوع ..والتذلل لا لشيء إلا ليحافظ على لقمة العيش حتى وإن كانت مغمسة بالذل والمهانة ..وهو يرى الحاكم يستورد العصابات التي سوف تنهش جسد الأمة على مرأى ومسمع من بنيها الخانعين المستسلمين المتخاذلين


وصورة كهذه لا تحتاج إلى يد أخرى لتعيد تجميلها للمتلقي فهي تقدم نفسها بنفسها لذلك لم يتمكن الشاعر من تجميل تفاصيلها حتى لا يخرج عن المطلوب.. لأنه قرر أن يستفز القارئ بأدواته الخاصة .. رغم كون الأدوت كانت بالنص فاترة قليلا والسبب في ذلك يعود لكون الحالة المرصودة لا تحتاج إلى تنميق .. أو إبهار فهي حالة ملموسة لدرجة أنها صارت عادية جدا بين جنبات واقع نعيشه جميعا ..

والصور كلها كما تبدّت لي برأيي البسيط مجتمعة في خيط واحد - ولا يمكن لأي قراءة أن تضيف لها الأجمل أو تفككها لتبسطها حتى تصل القارئ العادي جاهزة خالية من العقد.

لقد كانت القصيدة كالجرح الذي يُفتح على الملأ من ضماده ولا يحتاج لشرح أو إسهاب أو تأوه من قِبل المريض.. فالمتلقي وحده من يعرف درجات الألم التي ربما لا يعرفها المريض نفسه..

ومن خلال النص تبدو جليا حالة الشاعر المضطربة وهو يتجول بين شوارع الواقع وأزقته الضيقة ..ممتطيا جواد البحث إذ لا يستريح إلا في محراب الشعر حتى يُفرغ ما في جعبته.. وكيف لا وهو المِعول الذي يتنكـّبه كل شاعرموبوء بهموم أمته ليحفر جنبات محيطه ؛متأملا إعادة تشكيل ملامحه وفق ما تصبو إليه كل نفس حرة أبية ترفض الاستعباد ولا ترضى الركوع سوى إليه تعالى .



وإذا عدنا إلى جذور القصة الأصلية للكاتب الدانماركي 1875-1805 Hans Andersen
نجد أنها كتبت منذ قرابة قرنين من الزمن ..ورغم ذلك أبقى الشاعر على تفاصيلها كما هي ..و لم يرد أن يضيف لها أي شيء حتى لا يغير التاريخ.. فالتاريخ نفسه ،والتفاصيل ذاتها وما تغير هو الزمان والمكان ..فالشاعر يطرح أمامنا الصورة العامة ويريد أن يقول لنا ضمنيا بأن التغيير لا يمكن أن يولد لوحده بين ليلة وضحاها


(إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ)سورة الرعد



ومرَّتِ السنينْ
واُنـْجـِزَتْ حياكة ُالملابس الثمينهْ
وقرّرّتْ حكومة ُالمدينهْ
بأنْ يكونَ ذاكَ اليومُ عيدْ
فشارَكَ المذياعُ والتلفازُ بالنشيدْ
واُخـْرجَتْ برامجٌ تـُمَجّدُ المُكتسَبَ الجديدْ
ودَبّجَتْ جرائدُ الصباح والمساءْ
صفحاتِها مُشيدة ًبالحَدَثِ المَجيدْ
والشعراءُ كانَ مهرجانـُهم مُباركا ً
للمُنـْجَز السعيدْ

ومرت السنين والكل يتواطأ مع الغرباء ليخرج الحاكم عاريا دون احتجاج أو سخط على الأوضاع المزرية التي جرفت أمن البلاد إذ ْيبدو جليا أن الكل يشارك في المآمرة الدنيئة المتمثلة في نهب أموال الدولة عن طريق الحاكم المتعامي الذي لم يكن جديرا بحكم الشعوب العريقة - وهو لا يرى عريه الواضح - تلك الشعوب التي مهما لبست ثوب الصمت سيأتي يومٌ وتنزع كل ما لا يسترها صارخة رافضة..

وأمام موضوع جاد كهذا أرى أننا لسنا بحاجة إلى قدرة بلاغية بقدر حاجتنا لإماطة اللثام عن هذ الواقع المزري الذي لن يدوم بطبيعة الحال ما دامت هناك عيون الأجيال التي تـُفرق جيدا بين الغث والسمين .. فمنذ أن كنا أطفالا ونحن نتهكم من قصة ملابس الإمبراطور ولا نعلم ماذا يخبئ الكاتب بين أزقتها ،وشوارعها المتعرجة التي ما ضاقت إلا لتتسع فلكا أمام أرباب الكلمة البناءة ليركبوها ، ويخوضوا بها معارك الواقع المتردي الذي تعيشه الأمة بين غربتها ،وانكساراتها على أيادي أباطرة يتقلبون بفراش الخنوع مستسلمين متكاسلين وهم يهملون حواسهم الأساسية بما فيها حاسة النظر التي وهبهم الله إياها لتظل يقِظة تحسبا لمغبات الطوارئ ..لا ليتجملوا بها صمتا على منكر استقام أمامهم ولم يغيروه.. فالمؤمن مسؤول عن تغيير كل ما يستنكره مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم



(من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان)


وهذا ما يدل على الطغيان الذي استفحل مجددا بعدما كنا نظن أن أنهار الحرية قد جرفته مع تعاقب السنين ..والحضارات البائدة

نلاحظ أيضا استعمال بعض الكلمات التي تدل على صمت وسائل الإعلام الحديثة وتواطئها مع طواغيت هذا الزمن كالمذياع ..والجرائد ..والتلفاز والمهرجان.. فالعملية محكمة التخطيط إذن كما أن الكاتب لم يستثنِ الشعراء الذين باعوا ضمائرهم وسخّروا كلماتهم لهؤلاء المجرمين



مُتمتِما :ــً
أينَ هيَ الثيابُ؟!
الامْبراطورُ الأنيقُ عار ٍ
وهذهِ عَوْرتـُهُ ليسَ لها حجابُ

المقصود هنا هو عري الفكر من العلم وسيرالإمبراطوروراء جلساء السوء ليبقى ذهنه فارغا من كل شيء كالقصب المجوف الذي تنفخ فيه أصوات منافقيه وهو يمشي أمام الناس مختالا فخورا ولا يستحي من ظلام لبسه عنوةً

كما نلاحظ هنا أن الشاعر قد استطاع أن يجدد المشهد فقد يكون الطفل رمزا لصوته أو رمزا للشباب الثائر الذي صرخ غير مبال بالعواقب ،لأن المقربين من الإمبراطور ارتضوا الصمت حفاظا على مصالحهم الخاصة وهم يعلمون أن بيده موتهم أو حياتهم ..غير غافلين على كون الحاكم غير العادل كثيرا ما تأخذه العزة بالإثم فيتمادى في طغيانه ولا بأس ما داموا سوف يتمتعون بالرغد في حضرة غفلته.. وغبائه فلا يهم وضع الرعية ..

مجمل القول لقد عانق الشاعر واقعه بوعي جاد.. وبدراية تامة – من خلال تفاصيل هذه القصيدة - مصورا الأحداث..والتداعيات ، غير متفلّتٍ من تشنجات الواقع وأزماته النفسية ..ثم ما يلبث أن يكبو لديه جواد الانهمار اللغوي ليس عجزا منه – بطبيعة الحال - وإنما التزاما بالتفاصيل الحقيقية للقصة الأصلية..

ومما يلاحظ على شكل النص هنا

أولا : .. كتابة العنوان باللون البني القاتم وهو اللون الأقرب للنار عندما تنطفئ ..فهل انطفأت النار فعلا .. أم أن هناك من سيظل ينفخ في رمادها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها..؟

ثانيا ..كتابة القصيدة باللون الأخضر وهو لون الأمان والنماء..والزرع الذي يرجوه الشاعر بساطا للأرض السليبة ..وهي نفس الأمنية التي يصبو إليها كل من يمر على هذا النص متتبعا أحداثه بعيني اليقظة والانتباه



ثالثا وهو الأهم :

الاعتماد على القافية المقيدة.. مع اختيار هاء السكت ..والمتأمل جيدا يلاحظ الهاء دائرية أي على شكل طوق ..أوأصفاد ظلت تقيّد الإمبراطور لحقبة طويلة من الزمن ..
كما أن الهاء هنا هي دائرة مغلقة كان الإمبراطور يدور بداخلها مع حاشيته دون أن يجد الخلاص أو المنفذ الذي يَخرج منه سالما لفيحاء النور ..

وبهذا أرى أن الشاعر قد أضاف قيمة جمالية للنص بطريقة ضمنية وإن لم ينتبه لها القارئ أو الشاعر نفسه فقد وضّفتها منطقة اللاشعور كزفرة حرّى..وهذا يُحسب لمَلكة الشاعر ..وقدراته الفنية الفطرية ..


ثم ينبثق سيل التحرر في المقطع الأخير الذي هتف به الطفل وقد تحررت القافية من قيدها



مُتمتِما :ــً
أينَ هيَ الثيابُ؟!
الامْبراطورُ الأنيقُ عار ٍ
وهذهِ عَوْرتـُهُ ليسَ لها حجابُ

فالشاعر إذن قد حرك القافية في آخر ما تفوه به الطفل وهو بذلك يكسر كل القيود ..ويخرج بالرعية من الظلمات إلى النور..
وهنا تتضح الخاتمة التي اختارها الشاعر لنصه وإن لم يكن قد تكلفها فلقد جاءت جميلة بعفويتها مما زاد النص رقيا وجمالا


سعدت كثيرا بالغوص في جنبات هذا النص .. فليس من السهل أن يُعيد شاعرٌ صيغة قصة كهذه بما حملته من رموز ..وإيحاءات
وفي رأيي الخاص أن التفرد لا يكون في الإبهار اللغوي.. وإنما في الجرح النازف بين صمت الحروف محاولا بذلك فتح نافذة على الملأ كان الطفل قد فتحها منذ قرنين من الزمن بقول الحقيقة فقط لا بقنابل..ولاببوارج حربية..ولا بظلم أو بهتان .. وإنما بكلمة واحدة كانت كرصاصة تصوَّب نحو الإمبراطورليرى عريه واضحا


أخيرا يبدو لي أن هناك جماليات عفوية ميزت هذا النص منها :..

-1 - أن الشاعر قد أضمر المستجيب الذي هو الشعب وجاء بالطفل كبديل له الذي هو رمز للأجيال القادمة التي دون شك سوف تعتمد على كل حواسها .. ولن تهمل شيئا وهبها الله إياه لتفيد.. وتستفيد ..وبالتالي فالعلم يلعب دورا فعالا في تنوير أذهان الأجيال وهي دعوة ضمنية لكل من تلذذوا برد عتمتهم.. وتنكروا لأنوار الحقيقة التي يستحيل أن تخبو


-2- استثمار جيد للتضاد وتضمينه بين الثياب ..والعري الذي كان على الملأ وهذا إستفزاز رائع لحاسة النظر ليوقظها في ذات المتلقي بعدما تقاعست عن مهامها استسلاما ..
وكما نعلم بأن التضاد من المحسنات المؤثرة على المتلقي الحصيف وجلب انتباهه .
-3- لقد استعمل الشاعر كلمات حركية تجعل النص نابضا بالحياة مثل حياكة أصدرت... أطلق..سارت المواكب أذاع ..
يقودها ..هتاف ..إلخ ..وكل هذا دلالة على عجلة الأحداث وتسارعها بذهن الشاعر وهو يصورها وحتى إن كانت جاهزة فهي تصطلي بنار واقعه وواقع الأمة المزري

وقد جعلت هذه الصورمع التشخيص والحركة وإيقاظ الحواس ..جعلت هذا النص حيا يرفض الموت والزوال بالأذهان ..وهو سيبقى بالفعل خالدا كما خلّـد التاريخ القصة الأصلية




وفي النهاية يختم الشاعر قصيدته بسؤال إستنكاري وإخباري في ذات الوقت

أينَ هيَ الثيابُ؟!
الامْبراطورُ الأنيقُ عار ٍ
وهذهِ عَوْرتـُهُ ليسَ لها حجابُ


وبالتالي فهو يرد على أسئلة صامتة تأججت في صدور الجماهير ..ويخبرالجموع الغفيرة بأن كل ذلك نتيجة صمت الشعوب على الاستبداد والظلم مما أفاض كل الكؤوس لتنسكب على الأزقة والشوارع تصرخ بعري الملك

إنه عري الأخلاق ..والمبادئ والقيم التي تصدعت ولا يمكنها أن ترمم من جديد إلا إذا تكاتفت الأيدي بجد رغبة في تغيير حقيقي

سعدت بالغوص بين جنبات هذا النص للشاعر القدير خالد صبر سالم

أحييه على ما أضاف من قيم للقصة الأصلية

وله مني دائما مفردات التقدير والثناء

ألبير ذبيان
08-18-2016, 11:15 AM
قراءة راقية عميقة متألقة ..عمق القصيد بحد ذاته..
ترابط في الأفكار وسلاسة أحاطت نواحي النص بمجمله ..وعبرت أيما تعبير عما جال في نفس شاعره إبان أتاحت قريحته الثرة انهماره
لتتلقفه مآقينا بذخا بديعا..
شكرا للأستاذ الشاعر خالد أن أتى بوحيكم هنا أيتها القديرة
حفظكما الله
ولكل ألق دمتم
محبتي

شاكر السلمان
08-18-2016, 02:33 PM
يالروعتكما كاتبة وصاحب مبضع رهيب
محبتي

الدكتور اسعد النجار
08-18-2016, 03:13 PM
قراءة رائعة لنص بديع

فحرفك سيدتي سبر غور النص وزاد المضئ اضاءة

تحياتي

عواطف عبداللطيف
08-19-2016, 02:00 PM
قراءة رائعة عميقة تستحق التوقف للتوغل فيما جاء فيها من محطات والتقرب من قصيدة الشاعر الكبير خالد صبر سالم

دمت بخير
تحياتي

فاكية صباحي
08-19-2016, 09:31 PM
قراءة راقية عميقة متألقة ..عمق القصيد بحد ذاته..
ترابط في الأفكار وسلاسة أحاطت نواحي النص بمجمله ..وعبرت أيما تعبير عما جال في نفس شاعره إبان أتاحت قريحته الثرة انهماره
لتتلقفه مآقينا بذخا بديعا..
شكرا للأستاذ الشاعر خالد أن أتى بوحيكم هنا أيتها القديرة
حفظكما الله
ولكل ألق دمتم
محبتي


مرحبا برقي مرورك أديبنا الكريم ألبير ذبيان

أشكر لك جميل تقريظك ..

فالنص متميز فعلا ويستحق منا أن نسبر أغواره حتى يستمتع القارئ بما غفا بين خوافيه وقوادمه

أكرر الشكر والامتنان أخي الكريم ..ولك مني مفردات التقدير والثناء

فاكية صباحي
08-19-2016, 09:33 PM
يالروعتكما كاتبة وصاحب مبضع رهيب
محبتي



ممتنة جدا لطيب مرورك أديبنا القدير شاكر السلمان

تقبل مني كل التقدير

فاكية صباحي
08-20-2016, 10:09 AM
قراءة رائعة لنص بديع

فحرفك سيدتي سبر غور النص وزاد المضئ اضاءة

تحياتي
شكرا جزيلا لطيب مرورك أديبنا الكريم أسعد النجار

طيب الله أيامك ولك مني كل التقدير

فاكية صباحي
08-20-2016, 10:13 AM
قراءة رائعة عميقة تستحق التوقف للتوغل فيما جاء فيها من محطات والتقرب من قصيدة الشاعر الكبير خالد صبر سالم

دمت بخير
تحياتي

هي قصيدة اختزلت الكثير من أوجاع حاضرنا

نسأله تعالى الأمن والأمان لهذه الأمة الممزقة

ممتنة جدا لفيض مرورك والدتنا الراقية

صباحك فرح وسرور

ولك مني مفردات الامتنان

خالد صبر سالم
09-03-2016, 10:38 PM
سيدتي الشاعرة والناقدة القديرة الاستاذة فاكية
شكرا جزيلا لنشرك هذه الدراسة النقدية الرائعة في هذا النبع.
طابت اوقاتك بالفرح والابداع والجمال
مع خالص احترامي وعبق مودتي

فاكية صباحي
01-08-2017, 07:59 PM
سيدتي الشاعرة والناقدة القديرة الاستاذة فاكية
شكرا جزيلا لنشرك هذه الدراسة النقدية الرائعة في هذا النبع.
طابت اوقاتك بالفرح والابداع والجمال
مع خالص احترامي وعبق مودتي

الشكر موصول شاعرنا القدير خالد صبر سالم

فالنص متميز ويستحق النقد والتمحيص حتى تصل صورته للقارئ الكريم

دمت قامة نفخر بها في سماء العطاء والتميز

ولك مني مفردات التقدير

منوبية كامل الغضباني
01-08-2017, 08:23 PM
قراءة متمكّنة من أدوات النّقد والتّحليل توقفت فيها الناقدة المتميّزة فاكية صباحي عند هذا النّص الشّعريّ المتميّز للشاعر خالد صبر سالم فأبرزت بنيته وأسلوبه وصوره .
شكرا لهذا الجهد المتميّز وهنيئا للسيّد النّص الفائز بهذه القراءة الأكادمية الرّصينة .

فاكية صباحي
02-01-2017, 08:59 PM
قراءة متمكّنة من أدوات النّقد والتّحليل توقفت فيها الناقدة المتميّزة فاكية صباحي عند هذا النّص الشّعريّ المتميّز للشاعر خالد صبر سالم فأبرزت بنيته وأسلوبه وصوره .
شكرا لهذا الجهد المتميّز وهنيئا للسيّد النّص الفائز بهذه القراءة الأكادمية الرّصينة .

الشكر موصول أختي الغالية وأديبتنا الراقية

ممتنة جدا لطيب الثناء وجمال التقريظ

رأيك محل فخر دائما ..

طيب الله أيامك ..

ولك مني أرقى التحايا

مع أصدق الدعوات