حسن المهندس
03-20-2010, 09:00 PM
أرهقه جهاز التلفاز العادي الغير ملون زاد ثقله وهو يحمله على رأسه تارة وعلى كتفيه تارات أُخر من ثقل عبء وضنك الحياة حين كان زمن بالروح بالدم يسلب النوم منه حيث وهو نائم في بيته تخيفه حركة قط تقفز على السلالم يحسبها مليشيات تعودت أن تدخل البيوت ليلا لتحقق في النهار نصرا تتباهي به لتقبض الثمن البخس .. حمل الجهاز طويلا يلف شوارع مدينته المتعبة طرقاتها من شدة الإهمال .. لم يجد من يصلح له الجهاز كونه قد إستنفذ التصليح منذ سنوات طويلة ولاقدرة شرائية على شراء آخر .. جلس في إحدى المقاهي الشعبية كي يستريح ويروي عطشه وحرارة الصيف الشديدة .. وما إن دنا منه صبي القهوة وطلب منه الماء والشاي دله الصبي على محل لتصليح التلفاز قريب من القهوة في فرع مجاور له بعد ان دار حوار بينهما .. قفز من مقعده وذهب إليه وبمساعدة الصبي .. وبعد التحية والسلام تم عرض المشكلة الكبرى التي يعاني منها المسكين وعياله الذين يودون رؤية أفلام الكارتون من على شاشة صغيرة .. ولم يكن عنده أيما أمل بان يكون لصاحب هذا المحل المتواضع إمكانية لتصليح جهازه حيث رفض تصليحه آخرون لكثرة مابه من أعطال . وحتى لو تمكن من إصلاحه فلربما تكون الكلفة خارج قدرته المادية . فاجأه صاحب المحل أن عليه شرب الشاي في القهوة والعودة سريعا لإستلام جهازه كونه قادر على إصلاحه وبثمن هو أقرب إلى سعر كوب الشاي . .. لم يصدق وإستمر مندهشا وهو يعود أدراجه إليه بعد أن تناول قدحين من الشاي وصاحب المحل يقول له خذ جهازك انه في اعلى الرف فقد تم تصليحه .. نظر إليه فوجد الشاشة مغطاة بصورة ملونة عليها عبارة بالروح بالدم وصوت المصلح يتواصل إلى مسمعه رغم ذهوله وهل غيره يظهر على التلفاز ليل نهار ..