المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نفسي الأمارةُ بالشوقِ


علي التميمي
10-16-2016, 04:44 AM
WIDTH=5 HEIGHT=5


نفسي الأمارةُ بالشوقِ


لا مُناسَبةٌ ، أقولُ لكِ فيها أحبّكِ
ولا أوانَ للشعرِ أنْ يدوزِنَكِ ترنيمةً
أُعيدُ غِناءَها بطريقِ العودةِ منكِ
ما زِلتُ ، لم أبرحْ ذاتَ المكانِ ، بعدَ آخرِ تلويحةٍ لمْ تَرَها عيناكِ
وما زلتِ أنتِ , أنتِ أو بعضٌ منكِ , بغرفةِ قلبي
لمْ يغبْ جسدكِ الحمائمي
ولمْ تَبرُدْ أنفاسُكِ المُثيرةُ
لم تزلْ عيـنــاكِ , تبّــاً لهـا
لم تزلْ تحرّضني على ارتكابِ أحزن القصائد
ولمْ تختلطْ ملامحكِ برمادِ الحرائقِ رغمَ اِرادتكِ الحمقاء وصبغتكِ القاسية
أيّتها المُستضعفة في فردوسِ الوهم
أيّتها الجوريّة التي تسِرّ أنوفَ القصائد
التي نفذت ذخيرةُ حظّها وهي تُدافعُ عن طزاجتها
جاء ذلكَ الواقع الذي طالما كنتُ أنفيهِ , بِزيّ الخريف الذي لم أؤمنْ به
كلّما تساقطت أوراقُ غيابكِ أحدثتْ بي حزناً عميقاً
حتى جزِعَ على يَدَي قلبِي ألفُ ليلٍ نبيل
وسجدَ على ورقي المُعمّدِ بالدمعِ ألفُ فجرٍنحيل
وحطّتْ على كَتِفَي صليبِ الانتظارِ
ألفُ حمامةٍ مُسروجةٍ برسائلِ العاشقِ القتيل
حتّى صارَ مسائي حانةً ، وقلبي مجلسَ عزاءٍ
وما زلتُ أمضي بطريقِ الثمـالةِ
فيتساقطُ من فمي هذيانُ حبّكِ العظيمِ
و أتساقطُ أشلاءً تئنُّ توقاً , تستدينُ رأفة العودة
ولمْ تنفذْ قِربةُ الصبرِ ،
مهما اشتدَّ بي صيامي عنكِ بنيّةِ النسيان
فكلّ شيءٍ تركتِهِ , كانَ دالّاً عليكِ
كانَ شاهِدة قبرٍ لي ولكِ
كانَ أثراً بعدَ حبّ , لم تسبتْ لهُ مشاعري
كان شوقاً غزيراً , كانَ حنيناً طاعِناً
يُفضي الى الجنّة , يُفضي الى حوائكِ الخائفة
كلّ شيءٍ تركتِهِ
كانَ شعوراً ثائِراً على سُلطةِ التعقّل
لا يتناسبُ و أقنعةَ المكابرةِ
التي نتّخذها لنرانا عن كثبٍ رحيم
فلا تتصدّقي بما خلتْ من بعدِنا الليالي
ولا تتديّني لتطردي من قلبكِ شياطينَ الهوى التائبة
لا تستبقي صراطكِ المُستقيم دون وجهي
ولا تزِنِي حسناتَ شاعرٍ عاشقٍ
تصوّفَ بغرامكِ حتى شابَ عقلهُ وهرمَ صبره
ولا تُشاكِسي رجُلاً قلّتْ حيلةُ قلبه
ولم يملكْ الا الوفاءَ لِما بقِيَ منْ صالِحاتِ ذكرياتهُ معكِ
لهُ نفْسٌ أمّارةٌ بالشوقِ
.
.
.
علي التميمي
15 اكتوبر 2016

الوليد دويكات
10-16-2016, 08:57 AM
يا لها من نفس ..!!
نص باذخ مليء بالصور والتراكيب
والإستعارات التي لم تحل كثافتها
من الخروج عن الفكرة والمعنى ..
الترابط متين والبناء رصين ...
دمت رائعا مبدعا

الوليد

الوليد دويكات
10-16-2016, 08:58 AM
يسعدني أنني أول الواصلين هذا البحر الجميل

هديل الدليمي
10-16-2016, 11:33 AM
هو الحرمان الذي يبدو كـ ظلال لا تبرح خطانا
القدر الذي لا نلبث نفرّ منه حتى تعيدنا إليه رياح الابتلاء
تبعثرنا وتقض أرواحنا
تطحن آمالنا بين حجري رحاها
لكننا أكثر قوّة مما نتوقع.. أولست معي؟
نص زاخر بالألم.. عامر بالجمال
لقلبك السكينة

علي التميمي
10-16-2016, 04:35 PM
الشاعر الوليد
سلم الحضور ايها الرائع
لا عدمنا قراءتك المحببة
تحيتي لك ومحبتي

علي التميمي
10-16-2016, 04:48 PM
أتساءلُ كيفَ للمرءِ أن يفقدَ الاملَ
كي يكونَ أوفرَ قوّةٍ مِن ذي أمسٍ
تجيدينَ قراءةَ ما هو عميقُ الإحساسِ
لقلبكِ السعدُ أُختاه

منية الحسين
10-16-2016, 09:33 PM
دعها تأمرك بالشوق لتحلق الأوراق في فضاءات المعاني
وكلها نشوة وغبطة ..
جميل هذا الحرف المدروس وتلك التعابير المدهشة
؛
لا تتديّني لتطردي من قلبكِ شياطينَ الهوى التائبة
لا تستبقي صراطكِ المُستقيم دون وجهي
//
لله كم أبدعت شاعرنا التميمي
...
للتثبيت

علي التميمي
10-18-2016, 08:29 AM
الغالية منية الحسين
سعدتُ بقراءتك الجميلة
انهُ بعض من روعتك
شكرا لك من قلبي
تحيّة صباحيّة بلون الورد

ألبير ذبيان
10-18-2016, 09:01 AM
لا تستبقي صراطكِ المُستقيم دون وجهي
ولا تزِنِي حسناتَ شاعرٍ عاشقٍ
تصوّفَ بغرامكِ حتى شابَ عقلهُ وهرمَ صبره
ولا تُشاكِسي رجُلاً قلّتْ حيلةُ قلبه
*****************************
**
*
كيف أنك تصيغ شكاية الروح بهذه اللكنة المشتهاة..؟! حتى نتوقف أمام هذا الذرف الراقي ..نتفكر مليا..
نعايش كل حرف وتسكين وتحريك.. عدا ما بين السطور ..وما وراء المنتهى والإيحاء!
بديع راق ومتألق أنت أيها القدير..
سلمت أناملكم البديعة
محبتي وتوقيري وإعجابي

علي التميمي
10-31-2016, 09:51 AM
يا ألبير الشعر
كلما تقرأ لي تغمرني سعادة لا حجم لها
امتناني لك تليق بتلك السعادة
محبتي لك ي نبيل