عبد الرسول معله
08-08-2010, 08:23 PM
رحيل العاشق الأخير
عبد الرسول معله
في يوم السبت 9/آب/2008 رحل عنا الشاعر الفلسطيني الكبير
محمود درويش
لَقَدْ غابَ مَنْ يُرْجَى شَذاهُ ونائِلُهْ = َوَظلّتْ تُعَفّى بالبُكاءِ مَعاقِلُهْ
أَبَعْدَ ابْنِ دَرْويشٍ يُغرِّدُ بُلْبُلٌ = وَقَدْ ذُبـِحَتْ في كُلِّ بَيْتٍ بَلابـِلُه
لَقَدْ كانَ في كُلِّ البـِلادِ مُحارِباً = وَليسَ لَهُ إلا اللِسانَ وَسائِلُه
وإنْ منزلٌ جافاهُ من بعدِ نِكْبةٍ = فقدْ بُنيتْ وَسْطَ القلوبِ منازِلُه
وَسافَـرَ مِنْ دُنْياهُ ظَمْآنِ صادِياً = وَخَلّفَ شَعْباً قَدْ تَنَمّرَ باطِلُه
يَرى أُمّة ًبَلْهاءَ قائِدُها العَمَى = أَبَى جَهْلُها إلا الشقيقَ تُقاتِلُه
كأنَّ الُهدى قَتْلُ البَريءِ وَحَرْقُهُ = وَهذا جِهادٌ لا يُناقَشُ قائِلُه
فَسَلْ غَزَّةَ الثكْـلى وماذا جرى بها = سَيُنْبيكَ جُرْحٌ مِنْ دِمانا جَداوِلُه
وَسَلْ بَيْتَ لَحْمٍ عَنْ دِماءٍ زَكيّةٍ = سَتُخْبرُكَ الأحْجارُ ما أنت سائِلُه
يُحَدِّثـُني قَلْبي بِـِأنَّ قِيامَةً = على وَشْكِ أَنْ تأتي فماذا نحاوله
لنا في بُيوتِ العُرْبِ مليونُ ثاكِلٍ = فتاها بسيفِ العُرْبِ أرْداهُ قاتِلُه
أمَحْمودُ إنَّ الجُْرْحَ ما زالَ نازِفا = وَمِنْ دَمِنا ابْنُ العَمِّ يَقْطُرُ ذابـِلُه
أمَحْمودُ إنَّ الدِينَ صارَ سِياسَةً = فَرائِضُهُ ماتَتْ وحالَتْ نَوافِلُه
أمَحْمودُ إنَّ الناسَ أعْماهُمُ الغِنى = وإنْ نابَتِْ الجُلّى أخو الَمرْءِ خاذِلُه
وصِرْنا إلى الدولارِ نَلْهَثُ يومَنا = وليسَ لنا شيءٌ سِواهُ يُعادِلُه
**** = ****
أيا زَمَناً فيهِ الدَعِيُّ وجاهِلُهْ = تَصَدّى يَقودُ الناسَ والظُّلْمُ ساحِلُه
لنا كُلَّ يَوْمٍ في البلادِ مُصيبةٌ = رَحيلُ أديبٍ أوْ حبيبٍ يُماثِلُه
حنانيْكَ رَبِّي فالحَياةُ مَليئةٌ = بـِكُلِّ دَعِيٍّ لا تَرِثُّ حَبائِلُه
تَلَبَّسَ بالتَقْوى وزَيَّنَ نَفْسَهُ = وَمُرِّغَ في حِضْنِ الرَذيلةِ داخِلُه
تَرِنُّ بأمْوالِ اليَتامى جُيوبُهُ = وَتُنْفَخُ مِنْ أكْلِ الحَرامِ مَفاصِلُه
يُحَدَّثُ عَنْ عَدْلٍ وَيُخْفي شُرورَهُ = وَعَنْ كُلِّ سُوءٍ حَدّثـَتْنا شمائِلُه
إذا اشْتَدّتِْ الأيّام لاذَ بجُحْرِهِ = وإنْ فُرِجَتْ يوْماً تَكلَّمَ باقِلُه
عبد الرسول معله
ذابله = سيفه
حالت نوافله= تغيرت مستحباته
الجُلّى = الأمر العظيم
يماثله = يشابهه
ترث = تبلى،تضعف
شمائله = صفاته، أخلاقه، أعماله
باقِلُه= إشارة إلى المثل العربي المشهور ( أعيا من باقل ) : بلغ من عِيِّ باقل أَنه كان اشترى ظَبْياً بأَحد عشر دِرْهماً، فقيل له: بِكَم اشتريت الظبي؟ ففتح كفيه وفرَّق أَصابعه وأَخرج لسانه يشير بذلك إِلى أَحد عشر فانفلت الظبي وذهب فضربوا به المثل في العِيّ.
عبد الرسول معله
في يوم السبت 9/آب/2008 رحل عنا الشاعر الفلسطيني الكبير
محمود درويش
لَقَدْ غابَ مَنْ يُرْجَى شَذاهُ ونائِلُهْ = َوَظلّتْ تُعَفّى بالبُكاءِ مَعاقِلُهْ
أَبَعْدَ ابْنِ دَرْويشٍ يُغرِّدُ بُلْبُلٌ = وَقَدْ ذُبـِحَتْ في كُلِّ بَيْتٍ بَلابـِلُه
لَقَدْ كانَ في كُلِّ البـِلادِ مُحارِباً = وَليسَ لَهُ إلا اللِسانَ وَسائِلُه
وإنْ منزلٌ جافاهُ من بعدِ نِكْبةٍ = فقدْ بُنيتْ وَسْطَ القلوبِ منازِلُه
وَسافَـرَ مِنْ دُنْياهُ ظَمْآنِ صادِياً = وَخَلّفَ شَعْباً قَدْ تَنَمّرَ باطِلُه
يَرى أُمّة ًبَلْهاءَ قائِدُها العَمَى = أَبَى جَهْلُها إلا الشقيقَ تُقاتِلُه
كأنَّ الُهدى قَتْلُ البَريءِ وَحَرْقُهُ = وَهذا جِهادٌ لا يُناقَشُ قائِلُه
فَسَلْ غَزَّةَ الثكْـلى وماذا جرى بها = سَيُنْبيكَ جُرْحٌ مِنْ دِمانا جَداوِلُه
وَسَلْ بَيْتَ لَحْمٍ عَنْ دِماءٍ زَكيّةٍ = سَتُخْبرُكَ الأحْجارُ ما أنت سائِلُه
يُحَدِّثـُني قَلْبي بِـِأنَّ قِيامَةً = على وَشْكِ أَنْ تأتي فماذا نحاوله
لنا في بُيوتِ العُرْبِ مليونُ ثاكِلٍ = فتاها بسيفِ العُرْبِ أرْداهُ قاتِلُه
أمَحْمودُ إنَّ الجُْرْحَ ما زالَ نازِفا = وَمِنْ دَمِنا ابْنُ العَمِّ يَقْطُرُ ذابـِلُه
أمَحْمودُ إنَّ الدِينَ صارَ سِياسَةً = فَرائِضُهُ ماتَتْ وحالَتْ نَوافِلُه
أمَحْمودُ إنَّ الناسَ أعْماهُمُ الغِنى = وإنْ نابَتِْ الجُلّى أخو الَمرْءِ خاذِلُه
وصِرْنا إلى الدولارِ نَلْهَثُ يومَنا = وليسَ لنا شيءٌ سِواهُ يُعادِلُه
**** = ****
أيا زَمَناً فيهِ الدَعِيُّ وجاهِلُهْ = تَصَدّى يَقودُ الناسَ والظُّلْمُ ساحِلُه
لنا كُلَّ يَوْمٍ في البلادِ مُصيبةٌ = رَحيلُ أديبٍ أوْ حبيبٍ يُماثِلُه
حنانيْكَ رَبِّي فالحَياةُ مَليئةٌ = بـِكُلِّ دَعِيٍّ لا تَرِثُّ حَبائِلُه
تَلَبَّسَ بالتَقْوى وزَيَّنَ نَفْسَهُ = وَمُرِّغَ في حِضْنِ الرَذيلةِ داخِلُه
تَرِنُّ بأمْوالِ اليَتامى جُيوبُهُ = وَتُنْفَخُ مِنْ أكْلِ الحَرامِ مَفاصِلُه
يُحَدَّثُ عَنْ عَدْلٍ وَيُخْفي شُرورَهُ = وَعَنْ كُلِّ سُوءٍ حَدّثـَتْنا شمائِلُه
إذا اشْتَدّتِْ الأيّام لاذَ بجُحْرِهِ = وإنْ فُرِجَتْ يوْماً تَكلَّمَ باقِلُه
عبد الرسول معله
ذابله = سيفه
حالت نوافله= تغيرت مستحباته
الجُلّى = الأمر العظيم
يماثله = يشابهه
ترث = تبلى،تضعف
شمائله = صفاته، أخلاقه، أعماله
باقِلُه= إشارة إلى المثل العربي المشهور ( أعيا من باقل ) : بلغ من عِيِّ باقل أَنه كان اشترى ظَبْياً بأَحد عشر دِرْهماً، فقيل له: بِكَم اشتريت الظبي؟ ففتح كفيه وفرَّق أَصابعه وأَخرج لسانه يشير بذلك إِلى أَحد عشر فانفلت الظبي وذهب فضربوا به المثل في العِيّ.