الوليد دويكات
12-02-2016, 02:31 AM
حرائـــق اللهفة
(40)
هناكَ أنثى تجذبُكَ بنظرة ، تهزمُكَ قبلَ الإنفرادِ بحديث أو لقاء ،تُشغلك َقبل أن تدنو منك ، تُبعثُرُ ذاكرتك وتملأ حضورها داخلك .
تُحبّ أن تنام بين كلماتك ، وتركض حافيةً بين حُروفك ، تُشبهكَ في جنونها وطريقة عشقها ورغبتها في كسر الرّتابة ...
فكيف يمكنُ أن تهربَ منها ؟
كيفَ يمكن أن تحذفَ مواعيدَ هطولها من مواسم ِشوقك ؟
كانت ملامحكِ تأتي مع عبق الياسمين ، مع عرائش العنب ، مع خرير مياه نبعتنا القديمة ، مع بزوغ أشعة الشمس ...مع رذاذ تشرين ...مع زقزقة العصافير على أغصان حدائق الصباح ..
كانت ملامحك تأتي مع صوتِ الكمنجات ، مع وجوه النّاس الطيّبين في بلدتي الجميلة ، مع أحلام الرعاة وهم يبدأون مشوار الصباح نحو التلال والجبال والسهول ...
أيّ أنثى أنت !
كيف استطعتِ أنْ تشعلي قنديلَ كلماتي بعدما كاد الذبول أن ينال منه ؟!
يا مواسم الفرح والبهجة أنت ، يا قيثارة الشوق ، وأبجدية العاشق الشريد ..
ما زالَ صوتُك ِ الهامسِ يأتي كزخّات المطر وقت الفجر ، فيوقظ لهفتي ويشعل شموع الحنين ..يجمع كلماتي المبعثرة ، ويرسمها على سطور أوراقي البيضاء ...أزهارا ً تتفتحُ وتنشر عبيرها في أروقة الذاكرة .
أريدُ أن أنفردَ بك حتى أتأملكِ ، حتى أحرّرَ كلماتي من قيودها ،وأمنح ُ
القصيدة فرصة ًأخرى للتنفس من جديد .
كثيرة هي الرسائل التي كتبتها لك ، لكنني كنت أعلم أنها لن تصلَ إليك ، لأنها لا تزالُ حبيسة أدراجي ...ربما هي رغبة مني لأحاصرك بالكلمات ، أن أستبقيك بها ، وأستعيدك ...
لذلك كنتُ أكتبُ لك رسائلي التي لم أكتبها يوما لأنثى غيرك ، ولن أكتبها لأخرى بعدك ..رسائل لم تعرف صندوق بريدك ، رسائل ربما تأتي إليك ذات شوق في صورة كتاب ...يا امرأة ً لا تُشبهين سواك .
الوليد
(40)
هناكَ أنثى تجذبُكَ بنظرة ، تهزمُكَ قبلَ الإنفرادِ بحديث أو لقاء ،تُشغلك َقبل أن تدنو منك ، تُبعثُرُ ذاكرتك وتملأ حضورها داخلك .
تُحبّ أن تنام بين كلماتك ، وتركض حافيةً بين حُروفك ، تُشبهكَ في جنونها وطريقة عشقها ورغبتها في كسر الرّتابة ...
فكيف يمكنُ أن تهربَ منها ؟
كيفَ يمكن أن تحذفَ مواعيدَ هطولها من مواسم ِشوقك ؟
كانت ملامحكِ تأتي مع عبق الياسمين ، مع عرائش العنب ، مع خرير مياه نبعتنا القديمة ، مع بزوغ أشعة الشمس ...مع رذاذ تشرين ...مع زقزقة العصافير على أغصان حدائق الصباح ..
كانت ملامحك تأتي مع صوتِ الكمنجات ، مع وجوه النّاس الطيّبين في بلدتي الجميلة ، مع أحلام الرعاة وهم يبدأون مشوار الصباح نحو التلال والجبال والسهول ...
أيّ أنثى أنت !
كيف استطعتِ أنْ تشعلي قنديلَ كلماتي بعدما كاد الذبول أن ينال منه ؟!
يا مواسم الفرح والبهجة أنت ، يا قيثارة الشوق ، وأبجدية العاشق الشريد ..
ما زالَ صوتُك ِ الهامسِ يأتي كزخّات المطر وقت الفجر ، فيوقظ لهفتي ويشعل شموع الحنين ..يجمع كلماتي المبعثرة ، ويرسمها على سطور أوراقي البيضاء ...أزهارا ً تتفتحُ وتنشر عبيرها في أروقة الذاكرة .
أريدُ أن أنفردَ بك حتى أتأملكِ ، حتى أحرّرَ كلماتي من قيودها ،وأمنح ُ
القصيدة فرصة ًأخرى للتنفس من جديد .
كثيرة هي الرسائل التي كتبتها لك ، لكنني كنت أعلم أنها لن تصلَ إليك ، لأنها لا تزالُ حبيسة أدراجي ...ربما هي رغبة مني لأحاصرك بالكلمات ، أن أستبقيك بها ، وأستعيدك ...
لذلك كنتُ أكتبُ لك رسائلي التي لم أكتبها يوما لأنثى غيرك ، ولن أكتبها لأخرى بعدك ..رسائل لم تعرف صندوق بريدك ، رسائل ربما تأتي إليك ذات شوق في صورة كتاب ...يا امرأة ً لا تُشبهين سواك .
الوليد