سرالختم ميرغني
12-02-2016, 07:53 AM
https://tse1.mm.bing.net/th?&id=OIP.M60caf9a483404ebb0b9bce4d06453950o0&w=225&h=300&c=0&pid=1.9&rs=0&p=0&r=0 (https://www.bing.com/images/search?q=%d8%aa%d9%85%d8%a7%d8%ab%d9%8a%d9%84+%d8% a3%d8%a8%d9%88+%d9%86%d9%88%d8%b3&view=detailv2&&id=50FD572FFC0EA38B30364F225638A0C947731561&selectedIndex=7&ccid=YMr5pINA&simid=608040587238704927&thid=OIP.M60caf9a483404ebb0b9bce4d06453950o0)
ودار ندامي عطلوها ، وأدلجوا _ بها أثرٌ منهم جديدٌ ودارس
مساحب من جر الزقاق علي الثري _ وأضغان ريحانٍ جنيّ ويابس
حبست بها صحبي ، فجددت عهدهم _ وإني علي أمثال تلك لحابس
أقمنا بها يوماً ، ويوماً ، وثالثاً _ ويوماً له يوم الترحّل خامس
تُدار علينا الراح في عسجدية _ حبتها بألوان التصاوير فارس
قراراتها كسري ، وفي جنباتها _ مهاً تدّريه بالقسيّ الفوارس
فللخمر ما زُرّت عليه جيوبها _ وللماء ما دارت عليه القلانس
**************************************
القصيدة اسمها (دار ندامي) . وكان أبو نواس وصحبه في رحلة إلي بلاد فارس بعد احتلال المسلمين لها ومروا بمدائن كسري ، وعمدوا إلي إيوان كسري _ سابقا _ وهو خالٍ فنزلوا فيه وأقاموا به بضع ليال . فوصَف أبو نواس ما بـقي فـــيــه من آثار الراحلين عنه بين آنية خمر وأعواد ريحـــان . ثــم وصف مجلسـه مع أصدقائه وهم يشربون الخمر في كؤوس فارسيّة مصنوعة من ذهب ، وفيها تصاوير فارسيّة . وها هو أبو نواس يعيد لصحبه ذكريات ماضيهم قبل احتلال المسلمين للمدائن . وحبَسهم بالإيوان ، أي أقعدهم للشرب والأنس ولم يسمح لهم بمغادرته خمس ليال سويا وأعاد لهم ذكريات الماضي . وأبو نواس ماهر وذو خبرة علي حبس الأصحاب في أماكن المجون . والخمر تُدار عليهم في كؤوس عسجدية - أي ذهبية - عليها صور جميلة من صميم الطبيعة الخلابة في بلاد فارس وفي أسفل الكؤوس صورة كسري وفي جنباتها صورة بقرة وحشية يلاحقها الفرسان بالأقواس والسهام . فكانت الخمرة تصب فتصل إلي مكان الزرائر في ثياب الفرسان أي أعلاها ، كناية عن حلوق الكؤوس . ثم يُكمل الباقي بالماء ليمزجها فتصل إلي _ القلانس _ أي طواقي الفرسان ، كناية عن أعلي الكؤوس .
وتعتبر هذه الأبيات لوحة فنية بديعة للمكان ، وللكأس في حال فراغها وحال امتلائها لم يسبق أبا نواس شاعر في مثل هذا التصوير الفني الأخاذ !
ودار ندامي عطلوها ، وأدلجوا _ بها أثرٌ منهم جديدٌ ودارس
مساحب من جر الزقاق علي الثري _ وأضغان ريحانٍ جنيّ ويابس
حبست بها صحبي ، فجددت عهدهم _ وإني علي أمثال تلك لحابس
أقمنا بها يوماً ، ويوماً ، وثالثاً _ ويوماً له يوم الترحّل خامس
تُدار علينا الراح في عسجدية _ حبتها بألوان التصاوير فارس
قراراتها كسري ، وفي جنباتها _ مهاً تدّريه بالقسيّ الفوارس
فللخمر ما زُرّت عليه جيوبها _ وللماء ما دارت عليه القلانس
**************************************
القصيدة اسمها (دار ندامي) . وكان أبو نواس وصحبه في رحلة إلي بلاد فارس بعد احتلال المسلمين لها ومروا بمدائن كسري ، وعمدوا إلي إيوان كسري _ سابقا _ وهو خالٍ فنزلوا فيه وأقاموا به بضع ليال . فوصَف أبو نواس ما بـقي فـــيــه من آثار الراحلين عنه بين آنية خمر وأعواد ريحـــان . ثــم وصف مجلسـه مع أصدقائه وهم يشربون الخمر في كؤوس فارسيّة مصنوعة من ذهب ، وفيها تصاوير فارسيّة . وها هو أبو نواس يعيد لصحبه ذكريات ماضيهم قبل احتلال المسلمين للمدائن . وحبَسهم بالإيوان ، أي أقعدهم للشرب والأنس ولم يسمح لهم بمغادرته خمس ليال سويا وأعاد لهم ذكريات الماضي . وأبو نواس ماهر وذو خبرة علي حبس الأصحاب في أماكن المجون . والخمر تُدار عليهم في كؤوس عسجدية - أي ذهبية - عليها صور جميلة من صميم الطبيعة الخلابة في بلاد فارس وفي أسفل الكؤوس صورة كسري وفي جنباتها صورة بقرة وحشية يلاحقها الفرسان بالأقواس والسهام . فكانت الخمرة تصب فتصل إلي مكان الزرائر في ثياب الفرسان أي أعلاها ، كناية عن حلوق الكؤوس . ثم يُكمل الباقي بالماء ليمزجها فتصل إلي _ القلانس _ أي طواقي الفرسان ، كناية عن أعلي الكؤوس .
وتعتبر هذه الأبيات لوحة فنية بديعة للمكان ، وللكأس في حال فراغها وحال امتلائها لم يسبق أبا نواس شاعر في مثل هذا التصوير الفني الأخاذ !