المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مطريات


مشتاق عبد الهادي
03-20-2017, 09:25 PM
((مطريات))

1.(عتمة)
كان يراقب بحزن رتيب سماء تمطر ضوءا حال وصوله الأرض ينطفيء ليتحول إلى عتمة مطبقة.
*
2.(شفاه)
السماء تتأوه بلذة وتقطر برتابة ملايين الشفاه بأحجام وألوان عديدة، بينما خرج الجميــــــــع ليتلقفون قطرات العسل ويعودون فرحين بأكفهم الطافحة بالأزهار الملونة.
*
3.(عواء)
تصاعد العواء عاليا كقامات الدخان، والسماء تمطر برقا وسياطا تجلد بحقد جميع أســـراب الكلاب, عدى مظلة عفو كانت تظلل بعض الكلاب التي كانت تحاول دوما أن لا تعـــــــوي.
*
4.(صلاة الإمبراطور)
الشعب الجائع ينتظر أن تثمر صلاة الاستسقاء، الشعب الغاضب يحدق لغيوم الفولاذ التــي تجمعت في السماء، الإمبراطور يصلي بخشوع، السماء تمطر قضبانا، المدينة الآن ســـجنا كبير، الشعب يتشبث بالقضبان العتيدة، السماء بعد الصحو قد صارت تنزف عتمــــــــــــة، الإمبراطور أنهى صلاته، حدق للمدينة العاجزة وتمتم:...اشكر الرب...

***

سولاف هلال
03-21-2017, 09:51 PM
الأستاذ مشتاق عبد الهادي
تحية وتثبيت
ولي عودة إن شاء الله
تحياتي

ألبير ذبيان
03-22-2017, 01:04 PM
تسعف أفكارنا هذه المرامي بإسقاطاتها الجميلة المنحوتة بإتقان فنان بارع!
تستحق التوقف ملياً جدا..
سلمت أفكاركم والأنامل أيها القدير
محبتي

الدكتور اسعد النجار
03-22-2017, 01:08 PM
ماأجمل الأحداث حين تلامس شغاف القلوب

تحياتي

مشتاق عبد الهادي
03-22-2017, 08:20 PM
القديرة سولاف هلال
شكرا على التثبيت وشكرا على مروركم الكريم

مشتاق عبد الهادي
03-22-2017, 08:22 PM
المبدع الجميل الاستاذ البير ذبيان
شكرا لنبلك واناقة حرفك
تقبل محبتي وفيض احترامي

مشتاق عبد الهادي
03-22-2017, 08:24 PM
الدكتور اسعد النجار
وما اجمل مرورك بكلمات تلامس القلب فينتشي الحرف
الف شكر لكم سيدي الكريم

ليلى أمين
03-22-2017, 10:34 PM
يا الله كم أجد في حرفك متعة لما فيها من رمزية
لا أقرأ عبارة من عباراتك إلاّ وهي تحمل دلالة عميقة مستوحاة من واقعنا الكئيب ،
إن حرفك لهو بالحرف الملتزم الذي يجد في مأساة المجتمع و الواقع المرير مادة دسمة

إنحناءة تقدير

مشتاق عبد الهادي
03-23-2017, 12:02 AM
الرائعه والقديرة جدا ليلى امين
خجل منك وانت تمرين بزهور الربيع التي زينت حرفي
وانا عاجز امام كلمات ربيعك العتيد
الف شكر لك

سولاف هلال
03-23-2017, 02:32 AM
تكتسب هذه النصوص ألقها الذي يتزايد من خلال التفاعل الوجداني للقارئ مع ما تقدمه من أفكار ..
المطر في هذه النصوص لا يشبه المطر الذي نعرفه ونتغزل به .. فهذا المطر يولّد العتمة و يلهب الجلود كما تفعل السياط ويسقط قضبانا بدلا من حبيبات الثلج أو قطرات الماء التي تتلقفها وجوهنا كفعل معتاد لبناء المزيد من السجون داخل سجن كبير ما زال يسمى جزافا !وطن !.
المطر هنا رمز لايقاعات متعددة الأصوات .. سيكولوجية .. سياسية .. اجتماعية تجسد عذابات الوطن .. الأرض .. الشعب وسماء تظلل الجميع بينما تعاني مما يعانون منه وربما أكثر لأن آثام البشر التي جلبت الخراب لكل هؤلاء طالتها بالتالي وأوسعتها همّا يفوق الحد.
ما يلفت انتباهي أن لا أثر للكاتب في هذه النصوص .. لا ظهور مباشر على الإطلاق وكأن النصوص كتبت نفسها بنفسها وهذه هي قمة الإبداع وكان للمتلقي مطلق الحرية في النظر من أية زاوية يشاء واستخراج المعنى الذي يريده من خلال بناء فني يوصف بالجميل رغم ما تحمله لبناته من أسى ويأس.
القاص المبدع مشتاق عبد الهادي
مطرياتك أمطرتنا إبداعا تُغبط عليه
لك التقدير كله وتحيات تليق بقامتك الإبداعية السامقة
جزيل الشكر والمودة

مشتاق عبد الهادي
03-23-2017, 08:18 PM
البهية والمطلقة والقديرة سولاف هلال
في الوقت الذي نشاطرك الاحزان نجدك شمعة تحترق لمتابعة التصوص المنشورة على نبعنا جميعا
شكرا لك وشكرا لحظورك في اقسى الاوقات
نشاطرك الاحزان وقد تجدين في احتراق كلماتنا بعض الاسى
انحني وانحني وسانحني حتى تستقيم هامتي لتوازي ارتفاع قامتك سيدتي النبيلة

ابراهيم الغراوي
03-25-2017, 01:26 PM
سما الكاتب في رؤياه نحو السماء . التجأ مكرها اليها . لا غير السماء تغسل ذنوبنا التي باتت تتفرسها العيون بلا فائدة . لا غير السماء تمطر ضوءا تزيح العتمة السفلى .
لا غير السماء تقذف الحديد أو السجّيل كي تخرس الافواه العطنة التي تطاولت بلا مبرر .. نصوص كأنها الدرر . رقيقة كأنها الطل . غاضبة كالبركان . كتبها قلم متمرس .
هكذا قرأتها رغم أن الواحدة منها , طلّت على الفلوات باكثر من باب ......... تحياتي لابداعك

مشتاق عبد الهادي
03-25-2017, 08:19 PM
الصديق المبدع ابراهيم الغراوي
اجد المراس واضح في اطلاعك على النص شكرا لذائقتك
التي جعلت من حرفي مصباح يزيح عتمةالتغليف
تقبل فائق الود والمحبة