مشاهدة النسخة كاملة : كفن .... قصة قصيرة جداً
ابراهيم الغراوي
03-22-2017, 10:41 PM
كفــن :
توفيتُ عام ( 1954م ) . وأنا في القبر , كل يوم أغيرُ كفني بنفس كفني . في الليل نخرج من قبورنا أفواجا . يأتي الكثير منهم بأكفان ملونة . قال لي أحدهم ليلة .
ــــ مالك لا تستبدل كفنك بغيره . الا جزعت منه يا أخي ؟
قبل أن أجيب على سؤاله . تلمسَ كفني ليتعرف على نوع القماش المصنوع منه. استغرب وخرَّ راكعا على قدمي يقبلها باكياً.
ليلى أمين
03-22-2017, 11:00 PM
ما شاء الله
أسطر قليلة قالت الكثير
وهكذا الناس تغيّر طباعها وتغيّر أقنعتها كما يّغيّر الاثواب
ويظل الاصيل أصيل
كل التقدير
سولاف هلال
03-23-2017, 03:22 AM
الأستاذ ابراهيم الغراوي لطالما سحرتني هكذا نصوص
فبالرغم من الاختزال والتكثيف إلا أنها تتمتع بمقاطع حيوية تخدم الخط الرئيسي وتبلوره بالإضافة لكل الأدوات الفنية من شخصيات و حوار وحبكة وحدث وهذا قلما يتوفر في نص قصير
أثبت النص مع التقدير
تحياتي
ألبير ذبيان
03-23-2017, 04:08 PM
لمحات في عمر بأكمله..والتفاتات محورية تتطلب التأمل مليا..
سلمت أفكاركم والأنامل أيها القدير
محبتي والاحترام
ابراهيم الغراوي
03-23-2017, 08:41 PM
ما شاء الله
أسطر قليلة قالت الكثير
وهكذا الناس تغيّر طباعها وتغيّر أقنعتها كما يّغيّر الاثواب
ويظل الاصيل أصيل
كل التقدير
سعيد جدا بقولكم الحكيم . وجودكم الدائم فخر لنا . ممتنا لكرمك أختي ليلى
ابراهيم الغراوي
03-23-2017, 09:06 PM
أشكر لكم رهافة مشاعركم . مرورك البهي كرم فائض .
ممتنا لكم لتثبيتكم هذياني .
تحياتي لك اختي سولاف
ابراهيم الغراوي
03-23-2017, 09:47 PM
الشاعر القدير ذيبان
أشكر تقييمك الرائد .
تحياتي لك
حسين راجحي
03-24-2017, 10:38 PM
ومضة فنية رائعة
ابراهيم الغراوي
03-24-2017, 10:45 PM
ممتنا لمرورك الكريم أخي راجحي
تحيات الغـــراوي
الفرحان بوعزة
03-25-2017, 01:01 AM
كفــن :
توفيتُ عام ( 1954م ) . وأنا في القبر , كل يوم أغيرُ كفني بنفس كفني . في الليل نخرج من قبورنا أفواجا . يأتي الكثير منهم بأكفان ملونة . قال لي أحدهم ليلة .
ــــ مالك لا تستبدل كفنك بغيره . الا جزعت منه يا أخي ؟
قبل أن أجيب على سؤاله . تلمسَ كفني ليتعرف على نوع القماش المصنوع منه. استغرب وخرَّ راكعا على قدمي يقبلها باكياً.
توفيت عام 1954/ أعتقد أن هذا التاريخ هو تاريخ الولادة ، فعندما يولد الإنسان سوف يتحدد زمن وفاته عند الله ، وما حياته في الدنيا إلا استدراج نحو الوفاة ، على اعتبار أن الدنيا قبر متجدد ، كلما أخطأت الموت الإنسان في اليوم الأول يمكن أن يأتيه في اليوم الموالي ، فالإنسان ينتقل من قبر عبر قبر يجدد أكفانه كل يوم .والكفن الذي يشير إليه السارد هو لباس الحياة كأن الألبسة التي توجد على ظهورنا هي بمثابة أكفان تتغير وتتبدل ،تكون جديدة وتصبح بالية. بفنية أدبية أعطى الكاتب رمزية عالية لمفهوم الكفن ، فتارة نلبسه في النهار وتارة أخرى نلبسه في الليل. وكفن الليل متميز لأن الإنسان يموت ويحيا عندما ينام . فكفنه يكون ملازما له .. أكفان الناس متغيرة ،يوما بعد يوم يكبر الإنسان ويعجز عن الحركة ، فألوان أكفانهم تتغير وتتبدل على مقاس ما قضوا من أعمارهم .. والبطل أحس بدنو أجله لذلك لم يغير لباسه. فهو ينتظر كفنا أبيض مصنوعا من قماش تعارف عليه الناس هو الكفن الأصل بدل الكفن المتغير الفاصل بين زمن الولادة والوفاة .أما بكاء صديق البطل فهو لم يأت تلقائيا، بل هو إحساس يدل على تغير كفن الحياة بكفن الوفاة دلالة على قرب الأجل ..
ومضة جميلة جمعت بين عمق الفكرة وحسن الصياغة ،متعددة القراءات ،تشير برمزية عالية إلى كيفية تدرج الإنسان في الحياة من بداية حياته ونهايتها. حياة قصيرة مهددة بتآكل الأيام وتداولها في زمن ضيق ،وكأن الإنسان يحمل معه كفنه الأخير الخالي من كل لون أو زخرفة منذ ولادته .
هكذا قرأت هذا النص المنيع المشاغب على مستوى تعدد المعاني والتأويلات الممكنة..
جميل ما كتبت أخي المبدع إبراهيم .
مودتي وتقديري
ابراهيم الغراوي
03-25-2017, 01:04 PM
ما أجمل ما ذهبت اليه . حيّاك يا قدير , أديبنا الكبير الفرحان . بلى هو كان تاريخ الميلاد . كأنك أنت من كتب القصة . قراءة صائبة وموفقة . اسعدتني كلماتك .
ما أجملك وما أبهاك . تحياتي الخالصة لك . اعتذر لك لاني ربما اتعبتك وانت تكتب كل هذا الفيض الراقي الرائق .
vBulletin® v3.8.9 Beta 3, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir