المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ضوء حول نص( الرجل الذي منح الحرب قدميه ) د.عايدة بدر


عوض بديوي
04-18-2017, 10:45 AM
ملخص قراءة لنص : { الرجل الذي منح الحرب قدميه } للشاعرة عايدة بدر
الذي آمل أن ينشر هنا
ضوءحول النص :

عايده بدر
الرجل الذي منح الحرب قدميه

الرجل الذي منح الحرب قدميه
مضي نحوي بثبات مقاتل
ألقي في وجهي تعويذته .....
و رصاصة ادخرها في جيبي
أوصاني بقبلة أضعها على فراش الحرب
ووردة غرسها في شعري و مضى

الرجل الذي منح الحرب قدميه
غادر نهاره تاركا قاع الليل تموج فيه أطراف المدينة
يسخر كل طرف من ظلمة مثيله
لا طرف يفقه طريق المصابيح
ووجه المدينة يبحث كل نهار عن الحقيقة
يغسل بها أجداث الحرب

الرجل الذي منح الحرب قدميه
حين عاد ظله ممتطيا النعاس الأبدي
أسند زوايا مدينته المائلة بطرف بندقيته
كانت أزار قميصه قد اقتفت أثر الوردة في شعري
أناخ قميصه جانبا و طفق يبحث عن الصوت في صمتي
حين استراحت الحرب
أخذني و مضينا نبحث عن الوردة
أين غرسها في شعري


عايده بدر
4-8-2014



هذا النص المكثف الواعي المشتغل عليه في خبايا الذات ؛ علمني كيف يمكن للناص في البلور من أن يأخذ زاوية واحدة - مع توافر أشياء البلور لا ريب - ويركز عليها ليصنع منها اسطورته الخاصة به :
لنتأمل معا هذا المقطع الذي تكرر خمس مرات في النص :

الرجل الذي منح الحرب قدميه وعنون النص بالمقطع نفسه ... تكرار لفظ أو جملة ..الخ في النص الأدبي بشكل عام ، يعني فكرة ما تلح على الناص ، بحيث يحقق هذا التكرار معنى أو إضافة جديدة للرسالة العامة...ليس هذا فحسب بل يحدث حركة داخلية في إيقاع النص الجواني / الداخلي..هذه الحركة خفية تفهم في الجانب غير السمعي للإيقاع ، بمعنى أن الناصة تبني شبكة العلاقات الجوانية ، وتحكمها إحكاما يخدم النص ورسالته ... وكون جملة /
الرجل الذي منح الحرب قدميه /
كانت العنوان الأساسي في النص يعني لا تغادر الجملة دونما تأنٍ وتفكر بما تطلقة من معانٍ في النص ...في التكرار الثاني ، وهو بداية النص ما بعد الجملة :
يطاعنا رجل ألقى في وجه بطلة النص تعويذة ورصاصة في جيبها ووصية حرب من خلال قبلة فراش الحب ووردة غرسها في شعرها ( تعويذة ورصاصة وقبلة ) لهن ما لهن من رمز :
مضي نحوي بثبات مقاتل
ألقي في وجهي تعويذته .....
و رصاصة ادخرها في جيبي
أوصاني بقبلة أضعها على فراش الحرب
ووردة غرسها في شعري و مضى

في التكرار الثالث :

/غادر نهاره تاركا قاع الليل تموج فيه أطراف المدينة
يسخر كل طرف من ظلمة مثيله
لا طرف يفقه طريق المصابيح
ووجه المدينة يبحث كل نهار عن الحقيقة
يغسل بها أجداث الحرب /

وجدنا إضافة وتغيرا في هذا الرجل ( أنه غادر تلك المنطقة المحفورة في خبايا النفس تاركا كل شيء وراءه)
ترك الفرح والوج وقناديل المدينة ، في الوقت التي تبحث المدينة الحقيقة ؛ حقيقة هذه الحرب وما لوثت في غيابه...

في التكرار الرابع :
يعود هذا الرجل غير أنه ليس كما غادر ببأس وقوة ...لا بل ناعسا خاويا ، والبطلة المنتظرة في زحمة الحلم وقلق المدينة الخاوية ليبحث عن مكان زرعه الوردة ‘ غير أن الحرب ( التجربة المخيبة للبطلة ) كانت قد استراحت ، ولما بحثا معا - كم يفهم من ظاهر النص - كانت البطلة تحتفظ بالوردة في شعرها ....!! كما نلاحظ في المقطع الأخير :


/حين عاد ظله ممتطيا النعاس الأبدي
أسند زوايا مدينته المائلة بطرف بندقيته
كانت أزار قميصه قد اقتفت أثر الوردة في شعري
أناخ قميصه جانبا و طفق يبحث عن الصوت في صمتي
حين استراحت الحرب
أخذني و مضينا نبحث عن الوردة
أين غرسها في شعري/

فماذا فعلت الناصة من خلال هذا التكرار ، والزاوية الخاصة التي تحدثت عنها ؟ في عالم الخيبات الكثيرة ، وبأثر تخلي الآخر عن الحلم الذي رسمه ، يلجأ الناص لرسم أسطورته الخاصة به ، وهذا ما فعلته العايدة ؛ فالرجل في المقطع الرابع غير موجود على الإطلاق...!! وإن قال قائل موجود وتمت الإشارة إليه ، أقول تأمل النص في العنوان ؛ ثمة نص غائب على هيئة أسطورة ( حلم ، أمنية ، انتظار...خروج من اللاجدوى ) صاغته الناصة بأدواتها الخاصة، نعم هي حرب تبدو خاسرة...غير أن الناصة ، وبحرفنة واعية وذكاء جعلتها معركة رابحة من خلال بناء ( أسطورة الورد في المشاعر) وهنا الإبداع الحقيقي والجمال وفلسفة الإبداع...
وثمة ما يقال...
وهي زاوية رؤية للنص من خلال ما توافر فيه من : تكثيف وإيقاع داخلي وخارجي سمعي وصوتي ومن خلال إيقاع خفي جواني / غير سمعي ومحاولة رسم أسطورة خاصة بالشاعرة ثم ما تبقى من درر الحكي في نص البلور...
نص راق راقني مشتغل عليه
وعذيرك خربشاتي عليه
شكرا لك
رائعة أنت
مودتي

ألبير ذبيان
04-18-2017, 11:19 AM
أديبنا القدير أ.عوض
وغوص محكم في خبايا هذا النص الفاره، الذي أرخى بألقه الفاتن على ذائقتنا،
وعبر استقرائكم الباذخ والمتمرس، تجلت لنا حقائق وآفاق اكتنزها ذاك البوح
فكانت مساحة أينعت متنها جمالية الرؤى بلمح أثير..
سلمت أناملكم أيها القدير
ومن هنا للأديبة الأنيقة الأخت عايده ألف تحية ولعلها بألف خير
محبتي والاحترام

عواطف عبداللطيف
04-19-2017, 12:21 PM
قراءة عميقة
يستحقها هذا النص للغالية عايدة بدر
يحتاج أكثر من قراءة للغوص في عمق المعنى وجمال الرؤى

دمت بألق
تحياتي

ليلى أمين
04-19-2017, 01:26 PM
إبداع يحذوه إبداع
ليس من السهل أن نختار النص الذي يستحق أن يوضع تحت الاضواء
لنكشف عن مكنوناته وعن السر الذي يخبّئه الكاتب ساعة المخاض
صحيح أنّ الحرف الوطني و القومي يأخذ من مشاعرنا آخر قطرة إحساس
ولكن الكاتب الذكّي هو ذاك الذي يخرج عن المألوف ليجعل من حرفة صندوقا مغلقا نجتهد ونسعى لنجد مفتاحا لفك شفرته
ما من شك في أنّ الحرب ومخلفاته تبعث على الاسى والالم حين ترتبط بكلمات قوية ثابتة منفّرة ولكن حين نربط الحرب بالورود أو ما يبعث على الامل هنا يكون الابداع والجمال
قراءة عميقة ومشاعر أعمق و أجمل و أصدق
كل التقدير

عوض بديوي
05-03-2017, 09:08 AM
أديبنا القدير أ.عوض
وغوص محكم في خبايا هذا النص الفاره، الذي أرخى بألقه الفاتن على ذائقتنا،
وعبر استقرائكم الباذخ والمتمرس، تجلت لنا حقائق وآفاق اكتنزها ذاك البوح
فكانت مساحة أينعت متنها جمالية الرؤى بلمح أثير..
سلمت أناملكم أيها القدير
ومن هنا للأديبة الأنيقة الأخت عايده ألف تحية ولعلها بألف خير
محبتي والاحترام

شكرا لمروركم الكريم الطيب أخي وصديقي أ. ألبير ذبيان
وشكرا للإثراء وشهادتكم
بوركتم
مودتي ومحبتي

عوض بديوي
05-03-2017, 09:11 AM
قراءة عميقة
يستحقها هذا النص للغالية عايدة بدر
يحتاج أكثر من قراءة للغوص في عمق المعنى وجمال الرؤى

دمت بألق
تحياتي

شكرا لمروركم الكريم الطيب أخيتي وأميرتنا أ. أميرة النبع
وشكرا للإثراء وشهادتكم
بوركتم
مودتي ومحبتي

عوض بديوي
05-03-2017, 09:13 AM
إبداع يحذوه إبداع
ليس من السهل أن نختار النص الذي يستحق أن يوضع تحت الاضواء
لنكشف عن مكنوناته وعن السر الذي يخبّئه الكاتب ساعة المخاض
صحيح أنّ الحرف الوطني و القومي يأخذ من مشاعرنا آخر قطرة إحساس
ولكن الكاتب الذكّي هو ذاك الذي يخرج عن المألوف ليجعل من حرفة صندوقا مغلقا نجتهد ونسعى لنجد مفتاحا لفك شفرته
ما من شك في أنّ الحرب ومخلفاته تبعث على الاسى والالم حين ترتبط بكلمات قوية ثابتة منفّرة ولكن حين نربط الحرب بالورود أو ما يبعث على الامل هنا يكون الابداع والجمال
قراءة عميقة ومشاعر أعمق و أجمل و أصدق
كل التقدير



شكرا لمروركم الكريم الطيب أخيتي وأديبتنا ليلى أمين،
ونعم لما جئتم به من صعوبات...
وشكرا للإثراء وشهادتكم
بوركتم
مودتي ومحبتي

عوض بديوي
02-06-2018, 06:35 PM
شكرا لكل من مر من هنا كل باسمه و ما يليق به من لقب ...
ولي عودة للرد بما يليق بحوله تعالى...
مودتي و محبتي للجميع
http://www4.0zz0.com/2018/02/06/14/218342595.jpg (https://www.0zz0.com)