قصي المحمود
06-16-2017, 11:00 PM
فجـــرٌ مكفوف
فخورا ًيرْقص الحبْر ُ
يخلّد حرف أيدينا
وما عضّت نواجذنا
وما خطّت مواضينا
وما سـَبَرتْ بحور الشوق ِ
والأرزاء والمحن ِ
وما هطـَلتْ شآبيبا ً من الفـِكـَر ِ
وما جَبَلتْ من الصلصال ألواحاً لمعتَبرِ
شموسٌ تشـّده الأبصار والأعمار َ
تضحك في روابينا
فخوراً يرْقص النهرُ
ومختالا ًبكفيه ِ
فمنذ الصرخة الأولى
الى حين اِعْتذاب البحرِ
يزهو في مآقينا
رسمنا فوق دفْـق الماءِ نسرينا
وطيبّنا له الطينا
فصار يحثّ للمجد ِ
ويأبى سورة الحقد ِ
تعلّم َ من سجايانا
وأورث في غبار الطلع ِ
عشق السعف للجذر ِ
وعشق الجذر للطين ِ
وعشق الطين ِ للماءِ
ليروي نخلة الله
فصار نديم آبائي
فخورا ً يرقص الظل ُ
يمسّد جبهة الأشياء
في رفق ٍ بلا كلل ِ
ويغمرها بشلال ٍ من القبل ِ
وئيدا ًينثر الأفياءَ
والأنداءَ للمقل ِ
لإن الأصل في دمِنا
على مـدِّ المسافات ِ
حبانا الله بالمـُثـُل ِ
فأخلفنا على الأرض
ربيعا ً وارف الظلل ِ
ينابيعاً من الإشراقِ
شقّتها بِوادينا
ممالك شمسنا الأولى
نضبنا الآن أم أضنى الضنى ضرعاً
وأجدب رحم ذروتنا ؟؟
فبتنا نقتفي الآثار أمواتاً بلا شُعَلِ
كأشجارٍ بلا ظلٍ
وأزهارٍ بلا حقلٍ
وأصواتٍ بلا أملِ
وبات الفجرُ مكفوفاً وكابوساً بلا سُبُلِ
مفاعيلن وجوازاتها
القصيدة المعلقة هذه هي سيرة وطن وامة واستهل شاعرنا
المبدع بعنوان رائع يختصر القصيدة بما آل إاليه الوطن
في الجزء الثاني والأخير من هذه الرائعة والذي هو (الفجر المكفوف)الفجر وهو إنكشاف الليل والظلمة عن الشمس وهنا تأتي المفارقة في العنوان ليكملها بالمكفوف والمكفوف هو الأعمى ليكون العنوان (الفجر الأعمى)
وأي فجر ذاك الأعمى.. هوذاك الفجرالمكفوف الذي يصفه لنا شاعرنا المبدع
(نضبنا الآن أم أضنى الضنى ضرعاً
وأجدب رحم ذروتنا ؟؟
فبتنا نقتفي الآثار أمواتاً بلا شُعَلِ
كأشجارٍ بلا ظلٍ
وأزهارٍ بلا حقلٍ
وأصواتٍ بلا أملِ
وبات الفجرُ مكفوفاً وكابوساً بلا سُبُلِ)
وقبلها بجمل شعرية صورية رائعة منتقاة يرسم لنا لوحة ألق الوطن(وما هطـَلتْ شآبيبا ً من الفـِكـَر ِ
وما جَبَلتْ من الصلصال ألواحاً لمعتَبرِ
شموسٌ تشـّده الأبصار والأعمار َ
تضحك في روابينا)هنا نقيض الفجر المكفوف يوم كان الحبر فخورايخلد الآيادي بما ابدعت وما صنعت وفي قمة البلاغة وجمال الصور الشعرية وهو يرسم لنا دبكة النهر العذب مختالاً بكفيه وهو يقصد النهرين هنا ليصل بنا الى قمة الأبداع في الخيال الشعري ورسم لوحته (فمنذ الصرخة الأولى
الى حين اِعْتذاب البحرِ
يزهو في مآقينا
رسمنا فوق دفْـق الماءِ نسرينا
وطيبّنا له الطينا) ثم ينتقل بنا للنقيض في فجرنا المكفوف وهو يصفها كما أعلاه فكان النضب والجدب وبلا ظل وبلا حقل وبلا أمل ليختتمها ..بلا سُبُل ...وكأن الدنيا
ليست بذات الدنيا (وإذا النور نذيرٌ طالعٌ .. وإذا (الفجر) مطلٌ كالحريق
وإذا الدنيا كما نعرفها .. وإذا الأحباب كلٌّ في طريق)
وهناك أبلغ صورة في الكتاب المحكم القرآن الكريم وهي سورة
(الفجر) وهي تروي لنا ما كان وما آل..وعقاب من جعل الفجر مكفوفا والإيمان متهما والأرث الناصع محجوبا وابدلوه زورا..هنا قول الله سبحانه في بيان لا يدانيه بيان وهو بيان الخالق العظيم رب العزة والجلالة...
سورة الفجر
بسم الله الرحمن الرحيم وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ كَلَّا بَل لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي .[1]صدق الله العظيم
شاعرنا المبدع الرائع الصديق ناظم الصرخي أهنئك على هذه
المعلقة المؤرخة لوطن وأمة بعد أن كانت لا تغيب الشمس عنها
حجبوا فجرها وصار مكفوفا يجرجره الآخرون الى حيث يشاءون
تحياتي اليك ومودتي وفائق تقديري
قصي المحمود
فخورا ًيرْقص الحبْر ُ
يخلّد حرف أيدينا
وما عضّت نواجذنا
وما خطّت مواضينا
وما سـَبَرتْ بحور الشوق ِ
والأرزاء والمحن ِ
وما هطـَلتْ شآبيبا ً من الفـِكـَر ِ
وما جَبَلتْ من الصلصال ألواحاً لمعتَبرِ
شموسٌ تشـّده الأبصار والأعمار َ
تضحك في روابينا
فخوراً يرْقص النهرُ
ومختالا ًبكفيه ِ
فمنذ الصرخة الأولى
الى حين اِعْتذاب البحرِ
يزهو في مآقينا
رسمنا فوق دفْـق الماءِ نسرينا
وطيبّنا له الطينا
فصار يحثّ للمجد ِ
ويأبى سورة الحقد ِ
تعلّم َ من سجايانا
وأورث في غبار الطلع ِ
عشق السعف للجذر ِ
وعشق الجذر للطين ِ
وعشق الطين ِ للماءِ
ليروي نخلة الله
فصار نديم آبائي
فخورا ً يرقص الظل ُ
يمسّد جبهة الأشياء
في رفق ٍ بلا كلل ِ
ويغمرها بشلال ٍ من القبل ِ
وئيدا ًينثر الأفياءَ
والأنداءَ للمقل ِ
لإن الأصل في دمِنا
على مـدِّ المسافات ِ
حبانا الله بالمـُثـُل ِ
فأخلفنا على الأرض
ربيعا ً وارف الظلل ِ
ينابيعاً من الإشراقِ
شقّتها بِوادينا
ممالك شمسنا الأولى
نضبنا الآن أم أضنى الضنى ضرعاً
وأجدب رحم ذروتنا ؟؟
فبتنا نقتفي الآثار أمواتاً بلا شُعَلِ
كأشجارٍ بلا ظلٍ
وأزهارٍ بلا حقلٍ
وأصواتٍ بلا أملِ
وبات الفجرُ مكفوفاً وكابوساً بلا سُبُلِ
مفاعيلن وجوازاتها
القصيدة المعلقة هذه هي سيرة وطن وامة واستهل شاعرنا
المبدع بعنوان رائع يختصر القصيدة بما آل إاليه الوطن
في الجزء الثاني والأخير من هذه الرائعة والذي هو (الفجر المكفوف)الفجر وهو إنكشاف الليل والظلمة عن الشمس وهنا تأتي المفارقة في العنوان ليكملها بالمكفوف والمكفوف هو الأعمى ليكون العنوان (الفجر الأعمى)
وأي فجر ذاك الأعمى.. هوذاك الفجرالمكفوف الذي يصفه لنا شاعرنا المبدع
(نضبنا الآن أم أضنى الضنى ضرعاً
وأجدب رحم ذروتنا ؟؟
فبتنا نقتفي الآثار أمواتاً بلا شُعَلِ
كأشجارٍ بلا ظلٍ
وأزهارٍ بلا حقلٍ
وأصواتٍ بلا أملِ
وبات الفجرُ مكفوفاً وكابوساً بلا سُبُلِ)
وقبلها بجمل شعرية صورية رائعة منتقاة يرسم لنا لوحة ألق الوطن(وما هطـَلتْ شآبيبا ً من الفـِكـَر ِ
وما جَبَلتْ من الصلصال ألواحاً لمعتَبرِ
شموسٌ تشـّده الأبصار والأعمار َ
تضحك في روابينا)هنا نقيض الفجر المكفوف يوم كان الحبر فخورايخلد الآيادي بما ابدعت وما صنعت وفي قمة البلاغة وجمال الصور الشعرية وهو يرسم لنا دبكة النهر العذب مختالاً بكفيه وهو يقصد النهرين هنا ليصل بنا الى قمة الأبداع في الخيال الشعري ورسم لوحته (فمنذ الصرخة الأولى
الى حين اِعْتذاب البحرِ
يزهو في مآقينا
رسمنا فوق دفْـق الماءِ نسرينا
وطيبّنا له الطينا) ثم ينتقل بنا للنقيض في فجرنا المكفوف وهو يصفها كما أعلاه فكان النضب والجدب وبلا ظل وبلا حقل وبلا أمل ليختتمها ..بلا سُبُل ...وكأن الدنيا
ليست بذات الدنيا (وإذا النور نذيرٌ طالعٌ .. وإذا (الفجر) مطلٌ كالحريق
وإذا الدنيا كما نعرفها .. وإذا الأحباب كلٌّ في طريق)
وهناك أبلغ صورة في الكتاب المحكم القرآن الكريم وهي سورة
(الفجر) وهي تروي لنا ما كان وما آل..وعقاب من جعل الفجر مكفوفا والإيمان متهما والأرث الناصع محجوبا وابدلوه زورا..هنا قول الله سبحانه في بيان لا يدانيه بيان وهو بيان الخالق العظيم رب العزة والجلالة...
سورة الفجر
بسم الله الرحمن الرحيم وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ كَلَّا بَل لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي .[1]صدق الله العظيم
شاعرنا المبدع الرائع الصديق ناظم الصرخي أهنئك على هذه
المعلقة المؤرخة لوطن وأمة بعد أن كانت لا تغيب الشمس عنها
حجبوا فجرها وصار مكفوفا يجرجره الآخرون الى حيث يشاءون
تحياتي اليك ومودتي وفائق تقديري
قصي المحمود