شاكر السلمان
06-25-2017, 06:10 AM
يوم الفصل
(1)
هَٰذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَالصافات 21 (http://www.alro7.net/playerq2.php?langg=arabic&sour_id=37#top21)
يخبر تعالى عن الكفار يوم القيامة، أنهم يرجعون على أنفسهم بالملامة، ويعترفون بأنهم كانوا ظالمين لأنفسهم، فإذا عاينوا أهوال القيامة، ندموا كل الندامة حيث لا ينفعهم الندم، { وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَٰذَا يَوْمُ الدِّينِ} ، فتقول لهم الملائكة والمؤمنون: { هَٰذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ} على وجه التقريع والتوبيخ، ويأمر اللّه تعالى الملائكة أن تميز الكفار من المؤمنين، في الموقف في محشرهم ومنشرهم، ولهذا قال تعالى: { احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ}، قال النعمان بن بشير: يعني بأزواجهم أشباههم وأمثالهم وكذا قال ابن عباس وسعيد بن جبير وعكرمة ومجاهد والسدي وأبو العالية وغيرهم. وروي عن ابن عباس أنه قال: { أَزْوَاجَهُمْ} نساؤهم، وهو غريب والمعروف عنه الأول ؛ وعن عمر بن الخطاب: { وَأَزْوَاجَهُمْ} قال: إخوانهم، وقال النعمان: سمعت عمر يقول: { احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ} قال: أشباههم، قال: يجيء أصحاب الزنا مع أصحاب الزنا، وأصحاب الربا مع أصحاب الربا، وأصحاب الخمر مع أصحاب الخمر، وقال ابن عباس: { أَزْوَاجَهُمْ} قرناءهم، {وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ * مِنْ دُونِ اللَّهِ} أي من الأصنام والأنداد تحشر معهم في أماكنهم، وقوله تعالى:{ فَاهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْجَحِيمِ} أي أرشدوهم إلى طريق جهنم، وهذا كقوله تعالى: { مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا[1] (http://www.nabee-awatf.com/vb/#_ftn1)}، وقوله تعالى: {وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ } أي قفوهم حتى يسألوا عن أعمالهم وأقوالهم، التي صدرت عنهم في الدار الدنيا، قال ابن عباس: يعني احبسوهم إنهم محاسبون، وقد قال رسول اللّه صلى اللّه عليه آله وصحبه وسلم: (أيما داع دعا إلى شيء كان موقوفاً معه إلى يوم القيامة لا يغادره ولا يفارقه، وإن دعا رجل رجلاً)[2] (http://www.nabee-awatf.com/vb/#_ftn2) ثم قرأ: { وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ }
وقال ابن المبارك: (إن أول ما يسأل عنه الرجل جلساؤه: ثم يقال لهم على سبيل التقريع والتوبيخ {مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ؟} أي كما زعمتم أنكم جميع منتصر؟ { بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ} أي منقادون لأمر اللّه لا يخالفونه ولا يحيدون عنه، واللّه أعلم.
[1] (http://www.nabee-awatf.com/vb/#_ftnref1)الإسراء 67
[2] (http://www.nabee-awatf.com/vb/#_ftnref2)رواه ابن أبي حاتم وابن جرير والترمذي عن أنَس بن مالك مرفوعاً
https://b.************/p_542b2jlr1.jpg (https://up.************/)
(1)
هَٰذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَالصافات 21 (http://www.alro7.net/playerq2.php?langg=arabic&sour_id=37#top21)
يخبر تعالى عن الكفار يوم القيامة، أنهم يرجعون على أنفسهم بالملامة، ويعترفون بأنهم كانوا ظالمين لأنفسهم، فإذا عاينوا أهوال القيامة، ندموا كل الندامة حيث لا ينفعهم الندم، { وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَٰذَا يَوْمُ الدِّينِ} ، فتقول لهم الملائكة والمؤمنون: { هَٰذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ} على وجه التقريع والتوبيخ، ويأمر اللّه تعالى الملائكة أن تميز الكفار من المؤمنين، في الموقف في محشرهم ومنشرهم، ولهذا قال تعالى: { احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ}، قال النعمان بن بشير: يعني بأزواجهم أشباههم وأمثالهم وكذا قال ابن عباس وسعيد بن جبير وعكرمة ومجاهد والسدي وأبو العالية وغيرهم. وروي عن ابن عباس أنه قال: { أَزْوَاجَهُمْ} نساؤهم، وهو غريب والمعروف عنه الأول ؛ وعن عمر بن الخطاب: { وَأَزْوَاجَهُمْ} قال: إخوانهم، وقال النعمان: سمعت عمر يقول: { احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ} قال: أشباههم، قال: يجيء أصحاب الزنا مع أصحاب الزنا، وأصحاب الربا مع أصحاب الربا، وأصحاب الخمر مع أصحاب الخمر، وقال ابن عباس: { أَزْوَاجَهُمْ} قرناءهم، {وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ * مِنْ دُونِ اللَّهِ} أي من الأصنام والأنداد تحشر معهم في أماكنهم، وقوله تعالى:{ فَاهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْجَحِيمِ} أي أرشدوهم إلى طريق جهنم، وهذا كقوله تعالى: { مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا[1] (http://www.nabee-awatf.com/vb/#_ftn1)}، وقوله تعالى: {وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ } أي قفوهم حتى يسألوا عن أعمالهم وأقوالهم، التي صدرت عنهم في الدار الدنيا، قال ابن عباس: يعني احبسوهم إنهم محاسبون، وقد قال رسول اللّه صلى اللّه عليه آله وصحبه وسلم: (أيما داع دعا إلى شيء كان موقوفاً معه إلى يوم القيامة لا يغادره ولا يفارقه، وإن دعا رجل رجلاً)[2] (http://www.nabee-awatf.com/vb/#_ftn2) ثم قرأ: { وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ }
وقال ابن المبارك: (إن أول ما يسأل عنه الرجل جلساؤه: ثم يقال لهم على سبيل التقريع والتوبيخ {مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ؟} أي كما زعمتم أنكم جميع منتصر؟ { بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ} أي منقادون لأمر اللّه لا يخالفونه ولا يحيدون عنه، واللّه أعلم.
[1] (http://www.nabee-awatf.com/vb/#_ftnref1)الإسراء 67
[2] (http://www.nabee-awatf.com/vb/#_ftnref2)رواه ابن أبي حاتم وابن جرير والترمذي عن أنَس بن مالك مرفوعاً
https://b.************/p_542b2jlr1.jpg (https://up.************/)