سرالختم ميرغني
06-29-2017, 08:44 PM
"وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم"
================
الإنسان مخلوقٌ فريدٌ فى نوعه . لا يوجد فى العالمين مخلوقٌ وهبه الله خيارين إلا الإنسان . كل المخلوقات مُنح خيارا واحدا . وهذا هو السر فى أمر الملائكة بالسجود لآدم . ما البأس فى ذلك؟! ما البأس فى كلام الله حتى يضحك الملحدون ظنا منهم بتأليف محمد للقرآن الكريم أو املائه عليه من جهةٍ ما . نعم هنالك ملائكة فى الكون . وليس كل ما لا تدركه أعيننا غائبٌ عن الوجود . والملائكة مخلوقات رقيقة لم يكن لها خيار الشر فى خلقها وتكوينها . بل هُيئت وأوتيت القدرة لتقديس الله وتبجيله فى كل الأوقات لعظمته وقدرته المطلقة . ومع هذا الفارق العظيم بينها وبين البشر تلقت أمرا بالسجود لآدم . ليس من اليسير فهم السر فى ذلك ، أى لا يُعقل هكذا جُزافا أن يؤمر الأعلى للسجود للأدنى ما لم يكن هنالك فى الأمر موقفٌ خفى . عندما أكون مختليا بنفسى أتأمل فى إنسانٍ يعرض له خيرٌ ويملك الوقت والقدرة على فعله فأمامه فرصتا الفعل وعدم الفعل . أو وَجد إنسانٌ نفسه فى بيئةٍ مهيئةٍ لاقتراف إثم ، كتوفر امرأة حسناء تدور حول الحمى لا اعتراض لها فى الاختلاء بها ومنحه نفسها . هذا امتحانٌ عظيم وابتلاءٌ مهول لا تتعرض له الملائكة . فهل يستوى شخصان كان قدَر أحدهما أن يجلس لامتحان فيزياء ملئٍ بالمعضلات الرياضية ويجتازه وقدَر الآخر أن يُستثى ويُعفى من ذلك الاختبار ، ثم يُسوّى بمن امتحن ونجح فيه؟!! لا يستويان قطعا . إذن أُمرت الملائكة بالسجود لآدم لأنه سيتعرض لابتلاءٍ عظيم . سيكون دائما فى كبد . دائما فى محن . لن يذوق الراحة . وعليه أن يتعالى على الصغائر ويتسامى . عليه أن يختار الفضيلة وأمامه المغريات . ولذلك مهمته شاقة وعسيرة فى هذه الحياة . فمن اجتاز هذا البلاء العظيم يستحق سجود الملائكة الكرام له .
================
الإنسان مخلوقٌ فريدٌ فى نوعه . لا يوجد فى العالمين مخلوقٌ وهبه الله خيارين إلا الإنسان . كل المخلوقات مُنح خيارا واحدا . وهذا هو السر فى أمر الملائكة بالسجود لآدم . ما البأس فى ذلك؟! ما البأس فى كلام الله حتى يضحك الملحدون ظنا منهم بتأليف محمد للقرآن الكريم أو املائه عليه من جهةٍ ما . نعم هنالك ملائكة فى الكون . وليس كل ما لا تدركه أعيننا غائبٌ عن الوجود . والملائكة مخلوقات رقيقة لم يكن لها خيار الشر فى خلقها وتكوينها . بل هُيئت وأوتيت القدرة لتقديس الله وتبجيله فى كل الأوقات لعظمته وقدرته المطلقة . ومع هذا الفارق العظيم بينها وبين البشر تلقت أمرا بالسجود لآدم . ليس من اليسير فهم السر فى ذلك ، أى لا يُعقل هكذا جُزافا أن يؤمر الأعلى للسجود للأدنى ما لم يكن هنالك فى الأمر موقفٌ خفى . عندما أكون مختليا بنفسى أتأمل فى إنسانٍ يعرض له خيرٌ ويملك الوقت والقدرة على فعله فأمامه فرصتا الفعل وعدم الفعل . أو وَجد إنسانٌ نفسه فى بيئةٍ مهيئةٍ لاقتراف إثم ، كتوفر امرأة حسناء تدور حول الحمى لا اعتراض لها فى الاختلاء بها ومنحه نفسها . هذا امتحانٌ عظيم وابتلاءٌ مهول لا تتعرض له الملائكة . فهل يستوى شخصان كان قدَر أحدهما أن يجلس لامتحان فيزياء ملئٍ بالمعضلات الرياضية ويجتازه وقدَر الآخر أن يُستثى ويُعفى من ذلك الاختبار ، ثم يُسوّى بمن امتحن ونجح فيه؟!! لا يستويان قطعا . إذن أُمرت الملائكة بالسجود لآدم لأنه سيتعرض لابتلاءٍ عظيم . سيكون دائما فى كبد . دائما فى محن . لن يذوق الراحة . وعليه أن يتعالى على الصغائر ويتسامى . عليه أن يختار الفضيلة وأمامه المغريات . ولذلك مهمته شاقة وعسيرة فى هذه الحياة . فمن اجتاز هذا البلاء العظيم يستحق سجود الملائكة الكرام له .