شاكر السلمان
07-10-2017, 10:01 AM
الفصل
(4)
لِيَوْمِ الْفَصْلِ المرسلات 13 (http://www.alro7.net/playerq2.php?langg=arabic&sour_id=77#top13)
روى البخاري، عن عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه قال: بينما نحن مع رسول اللّه صلى اللّه عليه آله وصحبه وسلم في غار بمنى، إذ نزلت عليه:{ وَالْمُرْسَلَاتِ} فإنه ليتلوها وإني لأتلقاها من فِيهِ، وإن فاه لرطب بها، إذا وثبت علينا حية، فقال النبي صلى اللّه عليه آله وصحبه وسلم:(اقتلوها) فابتدرناها، فذهبت، فقال النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم: (وقيت شركم كما وقيتم شرها[1] (http://www.nabee-awatf.com/vb/#_ftn1)).
وقال الإمام أحمد: ثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عبيد اللّه عن ابن عباس عن أمه أنها سمعت النبي صلى اللّه عليه آله وصحبه وسلم يقرأ في المغرب بالمرسلات عُرفاً، وعن ابن عباس أن أُمّ الفضل سمعته يقرأ: { وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا } فقالت: يا بني أذكرتني بقراءتك هذه السورة، إنها لآخر ما سمعت من رسول اللّه يقرأ بها في المغرب[2] (http://www.nabee-awatf.com/vb/#_ftn2).
روى ابن أبي حاتم عن أبي هريرة { وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا } قال: هي الملائكة وهو قول مسروق وأبي الضحى والسدي والربيع بن أنَس وروى عن أبي صالح أنه قال: هي الرسل.
وقال الثوري، عن أبي العبدين قال: سألت ابن مسعود عن المرسلات عُرفاً، قال: الريح: وكذا قال في: { فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا * وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا } إنها الريح، وكذا قال ابن عباس ومجاهد وقتادة، وتوقف ابن جرير في:{ وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا } هل هي الملائكة إذا أرسلت بالعرف، أو كعرف الفرس يتبع بعضهم بعضاً، أو هي الرياح إذا هبت شيئاً فشيئاً؟
وقطع بأن { الْعَاصِفَاتِ عَصْفًا } الرياح، وتوقف في { النَّاشِرَاتِ نَشْرًا } هل هي الملائكة أو الريح كما تقدم، وعن أبي صالح أن { النَّاشِرَاتِ نَشْرًا } هي المطر، والأظهر أن { الْمُرْسَلَاتِ } هي الرياح، كما قال تعالى:{ وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ [3] (http://www.nabee-awatf.com/vb/#_ftn3)} ، وقال تعالى:{ وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ[4] (http://www.nabee-awatf.com/vb/#_ftn4)}، وهكذا { الْعَاصِفَاتِ } هي الرياح، يُقال: عصفت الرياح إذا هبت بتصويت، وكذا { النَّاشِرَاتِ } هي الرياح التي تنشر السحاب في آفاق السماء كما يشاء الرب عزَّ وجلَّ.
وقوله تعالى: { فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا * فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا * عُذْرًا أَوْ نُذْرًا } يعني الملائكة فإنها تنزل بأمر اللّه على الرسل تفرق بين الحق والباطل، والهدى والغي، والحلال والحرام، وتلقي إلى الرسل وحياً فيه إعذار إلى الخلق، وإنذار لهم عقاب اللّه إن خالفوا أمره، وقوله تعالى:{ إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ } هذا هو المقسم عليه أي ما وعدتم به من قيام الساعة والنفخ في الصور وبعث الأجساد وجمع الأولين والآخرين في صعيد واحد ومجازاة كل عامل بعمله إن خيراً فخير، وإن شرا فشر، إن هذا كله لواقع أي لكائن لا محالة، ثم قال تعالى:{ فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ } أي ذهب ضوؤها كقوله تعالى:{ وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ [5] (http://www.nabee-awatf.com/vb/#_ftn5)}، وقوله:{ وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ } أي فطرت وانشقت وتدلت أرجاؤها ووهت أطرافها، { وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ } أي ذهب بها فلا يبقى لها عين ولا أثر، كقوله تعالى:{ َيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا[6] (http://www.nabee-awatf.com/vb/#_ftn6)} الآية، وقال تعالى:{ وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا [7] (http://www.nabee-awatf.com/vb/#_ftn7)}، وقوله تعالى: { وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ } قال ابن عباس: جمعت، كقوله تعالى: { يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ [8] (http://www.nabee-awatf.com/vb/#_ftn8)}وقال مجاهد: { أُقِّتَتْ } أجلت، ثم قال تعالى: { لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ * لِيَوْمِ الْفَصْلِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ }
يقول تعالى: لأي يوم أجلت الرسل وأرجئ أمرها حتى تقوم الساعة، كما قال تعالى: { فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ[9] (http://www.nabee-awatf.com/vb/#_ftn9)} وذلك في يوم الفصل كما قال تعالى: { لِيَوْمِ الْفَصْلِ } ثم قال تعالى معظماً لشأنه: { وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ } ؟
{ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ } أي ويل لهم من عذاب اللّه غداً.
[1] (http://www.nabee-awatf.com/vb/#_ftnref1) أخرجه البخاري، ورواه مسلم من طريق الأعمش به
[2] (http://www.nabee-awatf.com/vb/#_ftnref2) أخرجاه في الصحيحين من طريق مالك عن الزهري
[3] (http://www.nabee-awatf.com/vb/#_ftnref3) الحجر 22
[4] (http://www.nabee-awatf.com/vb/#_ftnref4) الفرقان 48
[5] (http://www.nabee-awatf.com/vb/#_ftnref5) التكوير 2
[6] (http://www.nabee-awatf.com/vb/#_ftnref6) طه 105
[7] (http://www.nabee-awatf.com/vb/#_ftnref7) الكهف 47
[8] (http://www.nabee-awatf.com/vb/#_ftnref8) المائدة 109
[9] (http://www.nabee-awatf.com/vb/#_ftnref9) ابراهيم 47
(4)
لِيَوْمِ الْفَصْلِ المرسلات 13 (http://www.alro7.net/playerq2.php?langg=arabic&sour_id=77#top13)
روى البخاري، عن عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه قال: بينما نحن مع رسول اللّه صلى اللّه عليه آله وصحبه وسلم في غار بمنى، إذ نزلت عليه:{ وَالْمُرْسَلَاتِ} فإنه ليتلوها وإني لأتلقاها من فِيهِ، وإن فاه لرطب بها، إذا وثبت علينا حية، فقال النبي صلى اللّه عليه آله وصحبه وسلم:(اقتلوها) فابتدرناها، فذهبت، فقال النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم: (وقيت شركم كما وقيتم شرها[1] (http://www.nabee-awatf.com/vb/#_ftn1)).
وقال الإمام أحمد: ثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عبيد اللّه عن ابن عباس عن أمه أنها سمعت النبي صلى اللّه عليه آله وصحبه وسلم يقرأ في المغرب بالمرسلات عُرفاً، وعن ابن عباس أن أُمّ الفضل سمعته يقرأ: { وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا } فقالت: يا بني أذكرتني بقراءتك هذه السورة، إنها لآخر ما سمعت من رسول اللّه يقرأ بها في المغرب[2] (http://www.nabee-awatf.com/vb/#_ftn2).
روى ابن أبي حاتم عن أبي هريرة { وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا } قال: هي الملائكة وهو قول مسروق وأبي الضحى والسدي والربيع بن أنَس وروى عن أبي صالح أنه قال: هي الرسل.
وقال الثوري، عن أبي العبدين قال: سألت ابن مسعود عن المرسلات عُرفاً، قال: الريح: وكذا قال في: { فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا * وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا } إنها الريح، وكذا قال ابن عباس ومجاهد وقتادة، وتوقف ابن جرير في:{ وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا } هل هي الملائكة إذا أرسلت بالعرف، أو كعرف الفرس يتبع بعضهم بعضاً، أو هي الرياح إذا هبت شيئاً فشيئاً؟
وقطع بأن { الْعَاصِفَاتِ عَصْفًا } الرياح، وتوقف في { النَّاشِرَاتِ نَشْرًا } هل هي الملائكة أو الريح كما تقدم، وعن أبي صالح أن { النَّاشِرَاتِ نَشْرًا } هي المطر، والأظهر أن { الْمُرْسَلَاتِ } هي الرياح، كما قال تعالى:{ وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ [3] (http://www.nabee-awatf.com/vb/#_ftn3)} ، وقال تعالى:{ وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ[4] (http://www.nabee-awatf.com/vb/#_ftn4)}، وهكذا { الْعَاصِفَاتِ } هي الرياح، يُقال: عصفت الرياح إذا هبت بتصويت، وكذا { النَّاشِرَاتِ } هي الرياح التي تنشر السحاب في آفاق السماء كما يشاء الرب عزَّ وجلَّ.
وقوله تعالى: { فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا * فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا * عُذْرًا أَوْ نُذْرًا } يعني الملائكة فإنها تنزل بأمر اللّه على الرسل تفرق بين الحق والباطل، والهدى والغي، والحلال والحرام، وتلقي إلى الرسل وحياً فيه إعذار إلى الخلق، وإنذار لهم عقاب اللّه إن خالفوا أمره، وقوله تعالى:{ إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ } هذا هو المقسم عليه أي ما وعدتم به من قيام الساعة والنفخ في الصور وبعث الأجساد وجمع الأولين والآخرين في صعيد واحد ومجازاة كل عامل بعمله إن خيراً فخير، وإن شرا فشر، إن هذا كله لواقع أي لكائن لا محالة، ثم قال تعالى:{ فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ } أي ذهب ضوؤها كقوله تعالى:{ وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ [5] (http://www.nabee-awatf.com/vb/#_ftn5)}، وقوله:{ وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ } أي فطرت وانشقت وتدلت أرجاؤها ووهت أطرافها، { وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ } أي ذهب بها فلا يبقى لها عين ولا أثر، كقوله تعالى:{ َيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا[6] (http://www.nabee-awatf.com/vb/#_ftn6)} الآية، وقال تعالى:{ وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا [7] (http://www.nabee-awatf.com/vb/#_ftn7)}، وقوله تعالى: { وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ } قال ابن عباس: جمعت، كقوله تعالى: { يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ [8] (http://www.nabee-awatf.com/vb/#_ftn8)}وقال مجاهد: { أُقِّتَتْ } أجلت، ثم قال تعالى: { لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ * لِيَوْمِ الْفَصْلِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ }
يقول تعالى: لأي يوم أجلت الرسل وأرجئ أمرها حتى تقوم الساعة، كما قال تعالى: { فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ[9] (http://www.nabee-awatf.com/vb/#_ftn9)} وذلك في يوم الفصل كما قال تعالى: { لِيَوْمِ الْفَصْلِ } ثم قال تعالى معظماً لشأنه: { وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ } ؟
{ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ } أي ويل لهم من عذاب اللّه غداً.
[1] (http://www.nabee-awatf.com/vb/#_ftnref1) أخرجه البخاري، ورواه مسلم من طريق الأعمش به
[2] (http://www.nabee-awatf.com/vb/#_ftnref2) أخرجاه في الصحيحين من طريق مالك عن الزهري
[3] (http://www.nabee-awatf.com/vb/#_ftnref3) الحجر 22
[4] (http://www.nabee-awatf.com/vb/#_ftnref4) الفرقان 48
[5] (http://www.nabee-awatf.com/vb/#_ftnref5) التكوير 2
[6] (http://www.nabee-awatf.com/vb/#_ftnref6) طه 105
[7] (http://www.nabee-awatf.com/vb/#_ftnref7) الكهف 47
[8] (http://www.nabee-awatf.com/vb/#_ftnref8) المائدة 109
[9] (http://www.nabee-awatf.com/vb/#_ftnref9) ابراهيم 47